تسمية الخليج الفارسی بالخليج العربي بدعة النصف الثاني من القرن العشرين | پژوهشهای ایرانی

تسمية الخليج الفارسی بالخليج العربي بدعة النصف الثاني من القرن العشرين

تسمية الخليج الفارسی بالخليج العربي بدعة النصف الثاني من القرن العشرين
من قلم : نضال نعيسة

الخليج الفارسي
تسمية الخليج الفارسی بالخليج العربي بدعة النصف الثاني من القرن العشرين، المؤرخون العرب وواضعي الخرائط كالشريف الإدريسي كانوا يسمونه بخليج فارس ، وحتى الرحالة العرب سموه باسمه القديم، وكل الكتب القديمة والخرائط الموجودة في المتاحف العربية تسميه خليج فارس.

أثارت الكلمة التي ألقاها الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي في نهاية مؤتمر القمة العربي الذي عقد في أواخر آذار/ مارس 2008، والتي أشار فيها إلى الأصول الإيرانية لشعوب الخليج الفارسي، شجوناً كامنة، وموجة عارمة من ردود الأفعال المستنكرة، والمؤيدة لتلك الإشارة “الاستفزازية” العابرة. وبغض النظر عن البواعث، والتضمينات المختلفة لتلك الإشارة وتفاعلاتها السياسية والإعلامية، والمواقف المتباينة منها، سلباً أو إيجاباً، فإنها، في الواقع، لا تخلو من حقائق هامة بقدر ما هي مؤلمة وجارحة، وتلامس مسكوتات طال التعتيم عليها ومداراتها.

ويحاول العرب، اليوم، الذين لم تكن لهم أية هوية أو رسالة حضارية ما مؤثرة، عبر التاريخ، بقدر ما كانت هويتهم وسلوكهم مدمراً للكثير من القيم والمفاهيم التي أعطبت عقل الإنسان “العربي” عبر انشغالاتها السفسطائية الدونية والإشكالية، نقول يحاولون التمظهر بأنهم سليلو حضارات راقية وعظيمة، وبأنهم أنداد حضاريون لحضارات عظيمة وخارقة كاليونانية والفارسية والرومانية والغربية الحديثة. وبأن لهم حضارة وتاريخ مشرف يعول عليه، وكان لهم إسهامات في ما وصلت إليه المدنية الإنسانية الحديثة من رقي وتمدن وشأن عظيم. وتحقيقاً لتلك الغاية يسوقون الكثير من الخرابيط والأوهام والأكاذيب والتلفيقات غير المسنودة لا علمياً ولا مادياً، يؤازرهم في ذلك رهط من الكتبة المسترزقين الذين يحاولون رسم صورة مغايرة لواقع العرب الحضاري وتاريخهم الأسود الخزي.

ولنعترف بادئ ذي بدء أنه لم تقم حضارة يعول عليها، يوماً، في محيط ما يعرف بشبه الجزيرة العربية على الإطلاق. فلا وجود، البتة، لأية أوابد تاريخية وحضارية في طول الجزيرة العربية وعرضها كما نرى في بلدان أخرى قريبة، كالمسارح الرومانية الرائعة مثلاً، أو حدائق بابل وإهرامات الجيزة، على سبيل المثال لا الحصر، ولم يكن لعجائب الدنيا السبعة The Seven Wonders أي نصيب تاريخياً في أي مكان من جزيرة العرب أو حضارتهم التي يطنطنون بها ليل نهار، وبمناسبة أو من غير مناسبة. وهذا ما ينسف أية فكرة عن وجود أي شكل من أشكال الحضارة هناك. ةللحقيقة والتاريخ، نقول، ربما كانت هناك أنماط متفرقة من أنشطة سكانية رعوية وقبلية وتبادلات مشاعية وبدائية مختلفة وبسيطة، غير أنها لم ترتق يوماً لتكوّن نواة لتشكل حضاري إنساني شامل بالمفهوم الحرفي للكلمة. وعندما قامت ما يسمى بالحضارة الإسلامية فلقد كانت، تماماً، خارج حدود تلك البيئة الصحراوية القاحلة غير الصالحة، حتى اليوم، للحياة البشرية. وظهر العرب دائماً، قديماً وحديثاً، كأقوام متناحرة ومشتتة ولا رابط يربط بينها، وخارج كل السياقات التاريخية المتعارف عليها، وعن التفاعل الحضاري الإيجابي السليم.

ولو نظرنا إلى الضفة الأخرى من الخليج الفارسي، بلاد فارس قديماً، وتحديداً إلى ما يسمى اليوم بإيران، لوجدنا أن سبل الحضارة لم تنقطع يوماً عن هذه الأرض وتمتد الحضارة الفارسية لأكثر من ألفي عام وكانت تسمى بعرش الطاووس . قدمت خلاله هذه الحضارة للبشرية معالم وأوابد حضارية وتراث أدبي وفني وموسيقى ثري سيبقى على مر الزمان. وما انفكت الحضارة عنها يوماً، لا بل كانت تمد وتهب ما سمي بالحضارة العربية بكل أسباب القوة والبقاء من علماء وفكر وفلسفة. فقد كان علماؤها وفلاسفتها وحتى أئمتها ورواة أحاديثها ومفسريها ونابغة العربية الأكبر سيبويه مثلاً، هم العصب والعمود الفقري لما أطلق عليه زوراً وبهتاناً وديماغوجياً بالحضارة العربية.

وتثار اليوم معركة حامية الوطيس لنسبة ذاك الممر أو الخليج المائي الذي يفصل إيران عن شبه الجزيرة العربية. وحلاً لذاك الخلاف والإشكالية يقترح بعض المتفائلين والطوباويين تسميته بالخليج الإسلامي، كحل وسط وتصالحي يصب في مصلحة العرب، بكل ما فيه من ظلم وإجحاف ونكران تاريخي وهروبا من استحقاق حضاري وجغرافي. فلو أخذنا التركيبة السكانية، مثلاً، كأحد عوامل الاستنساب المنطقية تلك لرجحت، الكفة لصالح ” الفرس” أو ما يسموا بالإيرانيين في القاموس السياسي الحديث، حتى ولو كانت هذه النتيجة مصدر خيبة أمل لكل العروبيين. فـ”الفرس” يذرعون ضفتي الخليج تاريخياً بالسكان وهم وراء ازدهاره التاريخي. وهم عماد ما يسمى بالنهضة العمرانية والتجارية الخليجية، التي تقوم اليوم، وتحديداً على أيدي الهنود والباكستانيين والإيرانيين، وبقية الجنسيات، ويقتصر فيها دور العنصر العربي على احتلال المناصب الشكلية الرفيعة وشغر الواجهات الإعلامية والظهور أمام الكاميرات فيما الشارع الحقيقي كله غير عربي. وباتت هذه التركيبة السكانية تنذر بالكثير من عوامل الانفجار الاجتماعي والديمغرافي في تلك البلدان، ولا يشكل “العرب” إلا ما مجموعة 15% من عدد السكان في بعض الدول الخليجية حسب إحصائيات رسمية ومعتمدة، وأصبح العنصر “العربي” عنصراً أقلاوياً يعاني الغربة والفراغ والتهميش الاجتماعي، وليس ببعيد ذاك اليوم الذي ستفرض القوانين، ومن أصدقاء الخليجيين بالذات، والتي تصب في صالح توطين الجيل الثالث أو الرابع من أولئك المهاجرين الإيرانيين والهنود والباكستانيين وغيرهم.

ولو قارنا اليوم وضع بلاد فارس، “إيران”، مع وضع الدول الخليجية سياسياً، فلن تكون النتيجة إلا أكثر خيبة للعروبيين ومن لف لفهم من الراقصين على أنغام عروبتهم الجوفاء. فإيران استغلت ثروتها وإمكانياتها لتصبح دولة قوية في النادي النووي الدولي وتقارع أمريكا وأوروبا، فيما تبدو الدول الخليجية كأجرام صغيرة تدور في الفلك الأمريكي وغيره وترهن ثروتها ووجودها وأمنها بأيدي “الكفار واليهود والصليبيين” حسب الخطاب الرسمي لوزارات الأوقاف التي تمولها الحكومات الخليجية، وبددت هذه المشيخات ثرواتها على كل ما هو فارغ وشكلي غير جدوى وصوري. وتهيمن إيران على سياسات المنطقة، ولها نفوذ واسع على الأقليات الشيعية المضطهدة والمهمّشة في الدول الخليجية. وهذا ما حدا بالرئيس مبارك لإطلاق تصريجه الشهير عن ميول الشيعة العرب لإيران، والتحذير الأكثر خطورة عن تبلور هلال شيعي الذي أطلقه الملك عبد الله الثاني وضرورة التصدي له. وصواريخ وأساطيل وقوة إيران في “الخليج الفارسي”، وعذراً لدقة المصطلح”، ليست معادلة أو رقماً سهلاً يمكن تجاوزه من أي متابع استراتيجي. وعلى النقيض من ذلك تظهر دويلات ومشيخات الخليج كمحميات أمريكية ومهبطاً ومحطة استراحة واستجمام وتزود بالمعنويات للزوار والجنرالات الغربيين (الغربيون عموماً لا يحتاجون لفيزا لزيارة دول الخليج ولا يخضعون لنظام الكفيل العنصري ويدخلونها بسلام آمنين مطمئنين)، فيما تفرض شروط تعجيزية وإذلالية على زيارة وإقامة العرب المسلمين الفقراء الجياع المساكين ويخضعون لنظام “القنانة” العصري أوالكفيل العنصري.

ويستعمل الإعلام والخطاب الغربي ومنظريه وكتابه وأدبياته، رسمياً، وعفوياً، لفظة الخليج الفارسي The Persian Gulf للإشارة أو حين التحدث عن هذا الموضع الجغرافي دون اعتبار لما يتركه ذلك من سخط ومضض وإحراج في نفوس “عرب الخليج”. وقد سمعت بإذني هاتين، اللتين ثقبتهما فتاوى شيوخ الإسلام المجاهدين الذين ترعاهم دول الخليج، كوندي رايس ورامسفيلد وبوش وريغان وكلينتون وبلير وشميدت وثاتشر وغيرهم كثيرين من عتاة الغربيين وأحباب العروبيين، وهم يطلقون عليه اسم الخليج الفارسي في تصريحات صحفية أحياناً، غير آبهين، بوجود مسؤولين عرب وخليجيين.

وبالعودة إلى تصريحات القذافي المثيرة و”الاستفزازية” طبقاً للخليجيين، إذ يمكن، عندها، إطلاق أية تسمية أخرى على هذا الخليج كالخليج الهندي، أو الباكستاني، أو الأمريكي، وربما الفارسي أو الإيراني وهو المرجح والأصح تاريخياً ومنطقياً، فأما العربي فلا وألف لا، و”بعيدة عن شواربهم”. فهناك كثير من الأشياء لا يستطيع البترودولار وشيوخه المترهلين أن يشتروها. ولأن في إطلاق تسمية الخليج العربي، في واقع الحال، الكثير من الغبن والتجني، والقفز فوق حقائق الجغرافيا والمنطق والتاريخ.

” بشّار ابن برد” الّذي كان من أصل فارسي و من أشهر شعراء العصر العبّاسي, عاير العرب في قصائده بأنّهم كانوا يوئدون بناتهم أحياء بينما أجداده الفرس كانوا ينعمون بحضارة راقية…
تسمية خليج فارس بالخليج العربي بدعة النصف الثاني من القرن العشرين، المؤرخون العرب وواضعي الخرائط كالشريف الإدريسي كانوا يسمونه بخليج فارس ، وحتى الرحالة العرب سموه باسمه القديم، وكل الكتب القديمة والخرائط الموجودة في المتاحف العربية تسميه خليج فارس.
تعلیقات:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين.

1- شعار الجامعة العربیة : ” كنتم خير أمة أخرجت للناس ” هم أهل البيت فقط و حصرا هكذا تجمع التفاسير ، ولا عبرة بمن جاء بغيره.

2- سأل عراقي علي بن أبيطالب : ” من أي الأقوام أنتم ؟ ” ، أجابه عليه السلام : نــحــن مــن نــبــط الــعراق .3- وردت في القرآن الحكيم كلمة “عربي” بمعنى اللسان أي اللغة في ثلاث آيات كريمة : النحل 103 والشعراء 195 وفصلت 44

4- وردت في القرآن الحكيم كلمة “عربيا” في ثمان آيات كريمة : يوسف-2 والرعد -37 وطه -113 والزمر -28 وفصلت -3 والشورى -7 والزخرف -3 والأحقاف -12

5- وردت في القرآن “الأعراب” بمعنى الذم والتشهير في عشر (10) آيات محكمات : التوبة-90 و97 و98 و99 و101 و120 ، والأحزاب-20 والفتح-11 و16 والحجرات-14

6- الآية 38 من سورة محمد بسم الله الرحمن الرحيم وإنْ تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثـم لا يكونوا أمثالكم .. جاء في تفسيرها :

فـي الدر المنثور، أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و الترمذي و ابن جرير و ابن أبي حاتم و الطبراني في الأوسط و البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال: تلا رسول الله هذه الآية: «و إن تتولوا يستبدل قوما غيركم – ثم لا يكونوا أمثالكم» فقالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا؟ فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على منكب سلمان ثم قال: هذا و قومه، و الذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس.
أقول: و روي بطرق أخر عن أبي هريرة: مثله. و كذا عن ابن مردويه عن جابر: مثله.
و في المجمع، و روى أبو بصير عن أبي جعفر [محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب] (عليهم السلام) قال: «إن تتولوا» يا معشر العرب «يستبدل قوما غيركم» يعني الموالي.
و فيه، عن أبي عبد الله [ جعفر بن محمد] (عليها السلام) قال: قد و الله أبدل خيرا منهم الموالي.

7- والموالي هم الفرس المجوس.

8- قضي الأمر الذي فيه تستفيان.
” سلمان منا أهل البيت ” حديث شريف

1- أهل البيت عليهم أفضل الصلاة و السلام حددهم رسول الله ص بهذا أولهم – يعني عليا أمير المؤمنين – و آخرهم إسمه على إسمي يظهر آخر الزمان يملأ الأرض عدلا و قسطا مثلما ملئت ظلما وجورا.

2- “إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله و عترتي أهل بيتي و نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تـخلفوني فيهما!” حديث شريف

“سلمان منا أهل البيت” – حديث شريف

4- “الجنة أشوق الى سلمان من سلمان الى الجنة” – حديث شريف

الى القراء الكرام : هذا تفسير الطبري في الآية 38 من سورة محمد ..

بسم الله الرحمن الرحيم وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أمثالكم

قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم } يقول : إن توليتم عن كتابي وطاعتي أستبدل قوما غيركم . قادر والله ربنا على ذلك على أن يهلكهم , ويأتي من بعدهم من هو خير منهم . حدثنا ابن عبد الأعلى , قال : ثنا ابن ثور , عن معمر , عن قتادة { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم } قال : إن تولوا عن طاعة الله . 24336 – حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد , في قوله : { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم } . وذكر أنه عنى بقوله : { يستبدل قوما غيركم } : العجم من عجم فارس
فقالوا : يا رسول الله من هؤلاء القوم الذين إن تولينا استبدلوا بنا , قال : فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان , فقال : ” من هذا وقومه , والذي نفسي بيده لو أن الدين تعلق بالثريا لنالته رجال من أهل فارس ” . حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي , قال : ثنا عبد الله بن الوليد العدني , قال : ثنا مسلم بن خالد , عن العلاء , عن أبيه , عن أبي هريرة , قال : نزلت هذه الآية وسلمان الفارسي إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحك ركبته ركبته { وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم } قالوا : يا رسول الله ومن الذين إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا , قال : فضرب فخذ سلمان ثم قال : هذا وقومه ”
العنصرية العربية في الخليج الفارسي
من قلم : نضال نعيسة
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=8286
نقل تلفزيون بي بي سي العربي عن مسؤول إماراتي قوله علينا ألا نستغرب إذا ما رأينا وزيراً من أصل هندي في حكومتنا. (أي محذراً من العمالة الآسيوية المتنامية في دول الخليج الفارسي الذي بالقطع لا يحمل أي طابع أو وجه عربي، هذا وعلى افتراض أن في العرب والعروبة أي شيء ذي قيمة يمكن الفخر به، أو التعويل والندم والأسف عليه).

سيصبح الأعراب، هم يهود التاريخ كما تنبأ بذلك مظفر النواب في رائعته الخالدة دندنات ليلية حين يقول:” سنصبح نحن يهود التاريخ ونعوي في الصحراء بلا مأوى”. المهم وما علينا، إنه اليوم أيضاً، وفي هذه اللحظة، سيكون خبراً مثيراً، ونصراً كبير للعرب والعروبة إذا ما وجدنا أحداً يكلمنا أو يفهم علينا باللغة العربية نفسها، في هذه المشيخات النفطية المتناثرة على رمال الخليج الفارسي، وليس مستقبلاً كما يتخوف المسؤول الأماراتي.

فمشيخات الخليج الفارسي هذه، يسيطر عليها الآسيويون اليوم من الباب للمحراب، فقط، والفتى العربي فيها غريب اليد والوجه واللسان كما يقول المتنبي في “مغاني الشعب طيباً في المغاني كمنزلة الربيع من الزمان، ملاعب جنة لو سار فيها سليمان لسار بترجمان، هل من قبيل الصدف أن يتكلم المتنبي عن “الترجمان” هنا؟ وهناك أحياء كاملة من الآسيويين ليس فيها أي أثر لشيء عربي، أو ملمح من ملامح عروبتهم . وهناك يولد اليوم، الجيل الرابع، أي الحفيد الرابع لبعض المهاجرين الآسيويين الذين دخلوا دول الخليج الفارسی منذ قرابة السبعين عاماً، وانفجروا سكانياً وقد غيروا، وإلى الأبد من الطابع الديمغرافي لدول الخليج الفارسي. (يتظارف بعض الكتاب والمحللين الخلايجة والعرب بالقول أن الآسيويين هم قنبلة موقوتة في الخليج، غير مدركين، ويا سبحان الله، بأن هذه القنبلة قد انفجرت من زمن بعيد.
ولقد أدت السياسات العنصرية لحكومات الخليج الفارسي في التعامل مع الوافدين والمهاجرين في هذه الكوارث الوطنية التي ستأتي، ولا بد، على السيادة والاستقلال الوطني لهذه الدول، كونه من المتعذر حالياً، السيطرة على الوضع المتفاقم، وكون هذه العمالة قد أصبحت ورقة بيد أكثر من جهة إقليمية ودولية ستستخدمها في وقت غير بعيد للحصول على تنازلات وإملاءات سياسية ضد هذه المشيخات ستصب في غير طواحين سيادتها واستقلالها الوطني. وظلت تلك الأقليات القبائلية تتعامل بنوع من الريبة والتوجس والتمييز مع الأجنبي والغريب منكرة عليه أي نوع من الحقوق والتعامل الإنساني، ورافضة الاعتراف بكينونته الإنسانية، إضافة إلى استخدام نظام الكفيل العنصري، الذي لم يطبق يوماً لا في ألمانيا الهتلرية، ولا في روما القديمة، أو في أشد الحقب ظلامية، وبدائية، وهمجية ويكاد يقترب كثيراً من ممارسة النخاسة وتجارة الرقيق بشكل شرعي. وإذا كان الخلايجة يظنون بأن كل تلك الممارسات الهمجية والعنصرية ستمضي هكذا ودون أثر، فهم ولا شك واهمون.

ومن وحي تجارب شخصية خاصة، فقد اتجه بعض من زملائنا في الدراسة والمهنة إلى الغرب الصهيوني والنصراني العلماني الكافر، والعياذ بالله، للعمل والإقامة، فيما غضب الله علينا، مع بعض من المغضوبين من أمثالنا المسكونين بخرافات وخرابيط وأوهام الأمة العربية الواحدة، ويممنا وجهنا شطر مشيخات الصحراء. وبعد انقضاء جل هذا العمر، اكتسبنا شيئاً واحداً وهو معايشة ومعرفة معنى التمييز والتفرقة العنصرية والإذلال على أرض الواقع. وذهب كل تعبنا وجهدنا هباء، وأدراج الرياح. وخرج كل من سافر من “العرب”( ولا تقرفوا)، من هناك بدون أية ضمانات مستقبلية وتقاعدية أو تأمينات من أي نوع كانت. فيما ينعم أترابنا في الغرب الكافر، اليوم، بجنسيات ترفع الرأس، ربما يحسدهم البعض عليها، وبضمانات اجتماعية وصحية وتعليمية وتقاعدية أبدية تقيهم شر الفاقة والعوز والشيخوخة، وبتأمينات ضد البطالة والمرض مع أطفالهم وأسرهم.

تتراكم اليوم في مختلف أرجاء مشيخات الخليج الفارسي عوامل انفجار اجتماعي وسياسي كبير لن يستطيع أحد التحكم به مستقبلاً، أو كبح جماحه. ونود أن نهمس في إذن ذلك المسؤول الخليجي بمعلومة جد بسيطة، وهي أن دولة كبرى وعظيمة كالولايات المتحدة قامت فقط على أكتاف المهاجرين والعمال الوافدين الذين يتمتع أحفادهم وأبناؤهم اليوم بميزات وحقوق ونمط حياة وامتيازات أخرى لا تتوفر حتى لمواطنين خليجيين، فيما ينافس أبناء أولئك المهاجرين اليوم على منصب الرئيس ذاته( أوباما من الجيل الثاني في الولايات المتحدة فقط). والتظاهرات وأعمال الشغب والانتفاضات العفوية التي خرجت في الإمارات والكويت مؤخراً، واستأثرت على اهتمام صحفي وإعلامي واسع، ما هي إلا رأس جبل الكبت الظاهر من المسألة، وبوادر أولى لذاك التسونامي الاجتماعي القادم الكبير، فالظلم والقهر والعنصرية والإذلال والتمييز وعدم المساواة بناء على العرق واللون والجنس والدين، لا يمكن أن تفضي، البتة، إلى أي نوع من الاستقرار المجتمعي.

وعلى فرض أن هناك مواطناً هندياً أو بوذياً ونيباليا سيكون على رأس أية وزارة في أية حكومة في الخليج، الآن أو مستقبلاً، فأين المشكلة من الناحية القانونية والحقوقية والإنسانية والدستورية؟ ألا ينافس اليوم ابن مهاجر كيني أسود على منصب الرئاسة في أعظم امبراطورية في التاريخ؟ أم أن على رؤوس هذه القبائل البدوية ريشة تميزهم عن الآخرين؟ ولماذا يطالب العرب بأن يتفهمهم الغرب وينصفهم من عنصرية مزعومة كما يقولون؟ أليس في استغراب المسؤول الإماراتي نوعاً من العنجهية المتورمة التي تصل حد العنصرية التي لا تقبل الشك؟ وإذا كان قد اعتاد على اضطهاد واحتقار وحرمان الهنود وغيرهم من حقوقهم فهل يعتقد سيادته بأنه سيستطيع فعل ذلك إلى الأبد وأن الدنيا والكون سيكونان طوعاً له ولنظرة أولئك البدو الأعراب في تعاملهم ونظرتهم للآخرين أم أن سمة الكون والحياة هي التطور والارتقاء؟
ألا بئس وساء ما يحكمون. ومن يزرع الريح، لن يحصد إلا العواصف والأنواء.

پاسخ دهید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد.