مقالات | پژوهشهای ایرانی

Category: مقالات

سفرنامه بتوته رحله ابن بطوطه3

  ذكر خلاف نائب السلطان ببلاد التلنك

 ولما عاد السلطان من التلنك وشاع خبر موته، وكان ترك تاج الملك نصرة خان نائبا عنه ببلاد التلنك، وهو من قدماء خواصه، بلغه ذلك فعمل عزاء السلطان، ودعا لنفسه، وتابعه الناس بحضرة بدركوت. فبلغ خبره إلى السلطان، فبعث معلمه قطلوخان في عساكر عظيمة، فحصره بعد قتال شديد هلك فيه أمم من الناس، واشتد الحصار على أهل بدركوت، وهي منيعة، وأخذ قطلوخان في نقبها. فخرج إليه نصرة خان على الأمان في نفسه، فأمنه وبعث به إلى السلطان، وأمن أهل المدينة والعسكر.

  ذكر انتقال السلطان لنهر الكنك وقيام عين الملك

صفحة : 245

  ولما استولى القحط على البلاد، انتقل السلطان بعساكره إلى نهر الكنك الذي تحج إليه الهنود، على مسيرة عشرة من دهلي، وأمر الناس بالبناء، وكانوا قبل ذلك صنعوا خياما من حشيش الأرض، فكانت النار كثيرا ما تقع فيها وتؤذي الناس، حتى كانوا يصنعون كهوفا تحت الأرض، فإذا وقعت النار رموا أمتعتهم بها وسدوا عليها بالتراب. ووصلت أنا في تلك الأيام لمحلة السلطان، وكانت البلاد التي بغربي النهر حيث السلطان شديدة القحط، والبلاد التي بشرقيه خصبة، وأميرها عين الملك بن ماهر. ومنها مدينة عوض، ومدينة ظفر آباد، ومدينة اللكنو، وغيرها. وكان الأمير عين الملك كل يوم يحضر خمسين ألف من، منها قمح وأرز وحمص لعلف الدواب. فأمر السلطان أن تحمل الفيلة ومعظم الخيل والبغال إلى الجهة الشرقية المخصبة لترعى هنالك، وأوصى عين الملك بحفظها. وكان لعين الملك أربعة إخوة، وهم شهر الله ونصر الله وفضل الله، ولا أذكر اسم الآخر، فاتفقوا مع أخيهم عين الملك أن يأخذوا فيلة السلطان ودوابه، ويبايعوا عين الملك، ويقوموا على السلطان. وهرب إليهم عين الملك بالليل، وكاد الأمر يتم لهم. ومن عادة ملك الهند أنه يجعل مع كل أمير كبير أو صغير مملوكا له يكون عينا عليه، ويعرفه بجميع حاله، ويجعل أيضا جواري في الدور يكن عيونا له على أمرائه، ونسوة يسميهن الكناسات، يدخلن الدور بلا استئذان، ويخبرهن الجواري بما عندهن، فتخبر الكناسات بذلك المخبرين، فيخبر بذلك السلطان. ويذكرون أن بعض الأمراء كان في فراشه مع زوجته، فأراد مماستها، فحلفته برأس السلطان أن لا يفعل، فلم يسمع منها، فبعث إليه السلطان صباحا، وأخبره بذلك، وكان سبب هلاكه.

صفحة : 246

  وكان للسلطان مملوك يعرف بابن ملك شاه، هو عين على عين الملك المذكور، فأخبر السلطان بفراره وجوازه النهر، فسقط في يده، وظن أنها القاضية عليه، لأن الخيل والفيلة والزرع كل ذلك عند عين الملك، وعساكر السلطان مفترقة، فأراد أن يقصد حضرته ويجمع العساكر، وحينئذ يأتي لقتاله. وشاور أرباب الدولة في ذلك. وكان أمراء خراسان والغرباء أشد الناس خوفا من هذا القائم، لأنه هندي، وأهل الهند مبغضون في الغرباء، لإظهار السلطان لهم، فكرهوا ما ظهر له، وقالوا: يا خوند عالم، إن فعلت ذلك بلغه الخبر، فاشتد أمره ورتب العساكر، وانثال عليه طلاب الشر ودعاة الفتن، والأولى معالجته قبل استحكام قوته. وكان أول من تكلم بهذا ناصر الدين مطهر الأوهري، ووافقه جميعهم. ففعل السلطان بإشارتهم. وكتب تلك اللية إلى من قرب منه من الأمراء والعساكر، فأتوا من حينهم. وأدار في ذلك حيلة حسنة، فكان إذا قدم على محلته مثلا مائة فارس، بعث الآلاف من عنده للقائهم ليلا، ودخلوا معهم إلى المحلة، كأن جميعهم مدد له.وتحرك السلطان مع ساحل النهر، ليجعل مدينة قنوج وراء ظهره، ويتحصن بها لمنعتها وحصانتها. وبينها وبين الموضع الذي كان فيه ثلاثة أيام. فرحل أول مرحلة، وقد عبأ جيشه للحرب، وجعلهم صفا واحدا، عند نزولهم كل واحد منهم بين يديه سلاحه وفرسه إلى جانبه، ومعه خباء صغير يأكل به ويتوضأ، ويعود إلى مجلسه. والمحلة الكبرى على بعد منهم. ولم يدخل السلطان في تلك الأيام الثلاثة خباء، ولا استظل بظلم. وكنت في يوم منها بخبائي، فصاح بي فتى من فتياني اسمه سنبل، واستعجلني، وكان معي الجواري، فخرجت إليه. فقال: إن السلطان أمر الساعة أن يقتل كل من معه امرأته أو جاريته، فشفع عنده الأمراء. فأمر أن لا تبقى الساعة بالمحلة أمرأة، وأن يحملن إلى حصن هنالك على ثلاثة أميال، يقال له كنبيل. فلم تبق امرأة بالمحلة، ولا مع السلطان. وبتنا تلك الليلة على تعبئة، فلما كان في اليوم الثاني رتب السلطان عسكره أفواجا، وجعل مع كل فوج الفيلة المدرعة، عليها الأبراج، فوقها المقاتلة، وتدرع العسكر، وتهيأوا للحرب. وباتوا تلك الليلة على أهبة. ولما كان اليوم الثالث، بلغ الخبر بأن عين الملك الثائر جاز النهر، فخاف السلطان من ذلك، وتوقع أنه لم يفعله إلا بعد مراسلة الأمراء الباقين مع السلطان، فأمر في الحين بقسم الخيل العتاق على خواصه، وبعث لي حظا منها. وكان لي صاحب يسمى أمير أميران الكرماني من الشجعان، فأعطيته فرسا منها أشهب اللون. فلما حركه جمح به، فلم يستطع إمساكه، ورماه عن ظهره فمات رحمه الله تعالى. وجد السلطان ذلك اليوم في مسيره، فوصل بعد العصر إلى مدينة قنوج، وكان يخاف أن يسبقه القائم إليها. وبات ليلته تلك، يرتب الناس بنفسه، ووقف علينا، ونحن في المقدمة مع ابن عمه ملك فيروز، ومعنا الأمير غدا ابن مهنا، والسيد ناصر الدين مطهر، وأمراء خراسان فأضافنا إلى خواصه وقال: أنتم أعزة علي، ينبغي أن تفارقوني. وكان في عاقبة ذلك الخير، فإن القائم ضرب في آخر الليل على المقدمة، وفيها الوزير خواجه جهان، فقامت ضجة في الناس كبيرة، فحينئذ أمر السلطان أن لا يبرح أحد من مكانه، ولا يقاتل الناس إلا بالسيوف.

صفحة : 247

  فاستل العسكر سيوفهم، ونهضوا إلى أصحابهم. وحمي القتال، وأمر السلطان أن يكون شعار جيشه دهلي وغزنة. فإذا لقي أحدهم فرسا قال له: دهلي. فإن أجابه بغزنة، علم أنه من أصحابه، وإلا قاتله، وكان القائم إنما قصد أن يضرب على موضع السلطان، فأخطأ به الدليل، فقصد موضع الوزير، فضرب عنق الدليل. وكان في عسكر الوزير الأعاجم والترك والخراسانيون، وهم أعداء الهنود، فصدقوا القتال. وكان جيش القائم نحو الخمسين ألفا، فانهزموا عند طلوع الفجر. وكان الملك إبراهيم المعروف بالبنجي  بفتح الباء الموحدة وسكون النون وجيم  التتري قد أقطعه السلطان بلاد سنديلة، وهي قرية من بلاد عين الملك، فاتفق معه على الخلاف، وجعله نائبه. وكان داود بن قطب الملك وابن ملك التجار على فيلة السلطان وخيله فوافقاه أيضا، وجعل داود حاجبه. وكان داود هذا لما ضربوا على محلة الوزير يجهر بسب السلطان ويشتمه أقبح شتم، والسلطان يسمع ذلك ويعرف كلامه. فلما وقعت الهزيمة قال عين الملك لنائبه إبراهيم التتري: ماذا ترى يا ملك إبراهيم  قد فر أكثر العسكر وذوو النجدة منهم، فهل لك أن ننجو بأنفسنا  فقال إبراهيم لأصحابه بلسانهم: إذا أراد عين الملك أن يفر، فإني سأقبض على دبوقته. فإذا فعلت ذلك، فاضربوا أنتم فرسه ليسقط إلى الأرض، فنقبض عليه، ونأتي به إلى السلطان، ليكون ذلك كفارة لذنبي في الخلاف معه، وسببا لخلاصي. فلما أراد عين الملك الفرار، قال له إبراهيم: إلى أين يا سلطان علاء الدين  وكان يسمى بذلك، وأمسك بدبوقته، وضرب أصحابه فرسه، فسقط على الأرض، ورمى إبراهيم بنفسه عليه فقبضه، وجاء أصحاب الوزير ليأخذوه فمنعهم وقال: لا أتركه حتى أوصله للوزير، أو أموت دون ذلك، فتركوه، فأوصله إلى الوزير. وكنت أنظر عند الصبح إلى الفيلة والأعلام يؤتى بها إلى السلطان. ثم جاءني بعض العراقيين فقال: قد قبض على عين الملك، وأتى به الوزير، فلم أصدقه. فلم يمر إلا يسير، وجاءني الملك تمور الشربدار فأخذ بيدي وقال: أبشر، فقد قبض على عين الملك، وهو عند الوزير. فتحرك السلطان عند ذلك ونحن معه إلى محلة عين الملك على على نهر الكنك، فنهبت العساكر ما فيها، واقتحم كثير من عسكر عين الملك النهر فغرقوا. وأخذوا داود بن قطب الملك وابن ملك التجار وخلق كثير معهم، ونهبت الأموال والخيل والأمتعة. ونزل السلطان على المجاز، وجاء الوزير بعين الملك، وقد أركب على ثور، وهوو عريان مستور العورة بخرقة مربوطة بحبل وباقية في عنقه، فوقف على باب السراجة، ودخل الوزير إلى السلطان، فأعطاه الشربة عناية به.

 وجاء أبناء الملوك إلى عين الملك فجعلوا يسبونه ويبصقون في وجهه ويصفعون أصحابه. وبعث إليه السلطان الملك الكبير، فقال له: ما هذا الذي فعلت  فلم يجد جوابا. فأمر به السلطان أن يكسى ثوبا من ثياب الزمالة، وقيد بأربعة كبول، وغلت يداه إلى عنقه، وسلم للوزير ليحفظه. وجاز إخوته النهر هاربين، ووصلوا مدينة عوض، فأخذوا أهلهم وأولادهم وما قدروا عليه من المال، وقالوا لزوجة أخيهم عين الملك: اخلصي بنفسك، وبنوك معنا. فقالت: أفلا أكون كنساء الكفار اللاتي يحرقن أنفسهن مع أوزواجهن  فأنا أيضا أموت لموت زوجي، وأعيش لعيشه، فتركوها. وبلغ ذلك السلطان، فكان سبب خيرها، وأدركته لها رقة، وأدرك الفتى سهيل نصر الله من أولئك الإخوة فقتله، وأتىالسلطان برأسه. وأتى بأم عين الملك وأخته وامرأته فسلمن إلى الوزير، وجعلن في خباء بقرب خباء عين الملك. فكان يدخل إليهن، ويجلس معهن، ويعود إلى محبسه. ولما كان بعد العصر من يوم الهزيمة، أمر السلطان بسراح لفيف من الناس الذي مع عين الملك من الزمالة والسوقة والعبيد ومن لا يعبأ به، وأتي بملك إبراهيم البنجي الذي ذكرناه، فقال ملك العسكر الملك نوا: يا خوند عالم، أقتل هذا، فإنه من المخالفين. فقال الوزير: إنه قد فدى نفسه بالقائم، فعفا عنه السلطان وسرحه إلى بلاده.

 ولما كان بعد المغرب جلس السلطان ببرج الخشب، وأتى باثنين وستين رجلا من كبار أصحاب القائم، وأتى بالفيلة، فطرحوا بين أيديها، فجعلت تقطعهم بالحدائد الموضوعة على أنيابها، وترمي ببعضهم إلى الهواء، وتتلقفه. والأبواق والأنفار والطبول تضرب عند ذلك، وعين الملك واقف يعاين مقتلهم، ويطرح منهم عليه، ثم أعيد إلى محبسه.

صفحة : 248

  وأقام السلطان على جواز النهر أياما لكثرة الناس وقلة القوارب. وأجاز أمتعته وخزائنه على الفيلة، وفرق الفيلة على خواصه، ليجيزوا أمتعتهم، وبعث إلي بفيل منها أجزت عليه رحلي. وقصد السلطان ونحن معه إلى مدينة بهرايج  وضبط اسمها بفتح الباء المحدة وهاء مسكن وراء وألف وياء آخر الحروف مكسورة وجيم  ، وهي مدينة في عدوة نهر السرو، وهو واد كبير شديد الانحدار، وأجازه السلطان برسم زيارة قبر الشيخ الصالح البطل سالار عود، الذي فتح أكثر تلك البلاد، وله أخبار عجيبة وغزوات شهيرة. وتكاثر الناس للجواز وتزاحموا، حتى غرق مركب كبير كان فيه نحو ثلاثمائة نفس، لم ينج منهم إلا أعرابي من أصحاب الأمير غدا، وكنا ركبنا نحن مركبا صغيرا، فسلمنا الله تعالى. وكان العربي الذي سلم من الغرق يسمى بسالم، وذلك اتفاق عجيب.

 وكان أراد أن يصعد معنا في مركبنا، فوجدنا قد ركبنا النهر، فركب في المركب الذي غرق. فلما خرج، ظن الناس أنه كان معنا. فقامت ضجة في أصحابنا وفي سائر الناس، وتوهموا أنا غرقنا. ثم لما رأونا بعد استبشروا بسلامتنا. وزرنا قبر الصالح المذكور، وهو في قبة لم نجد سبيلا إلى دخولها لكثرة الزحام. وفي تلك الوجهة دخلنا غيضة قصب، فخرج علينا منها الكركدن، فقتل وأتى الناس برأسه. وهو دون الفيل، ورأسه أكبر من رأس الفيل بأضعاف، وقد ذكرناه.

  ذكر عودة السلطان لحضرته ومخالفة علي شاه كر

 ولما ظفر السلطان بعين الملك كما ذكرنا، عاد إلى حضرته بعد مغيب عامين ونصف، وعفا عن عين الملك، وعفا أيضا عن نصرة خان القائم ببلاد التلنك، وجعلهما معا على عمل واحد، وهو النظر على بساتين السلطان. وكساهما وأركبهما، وعين لهما نفقة من الدقيق واللحم في كل يوم. وبلغ الخبر بعد ذلك أن أحد أصحاب قطلوخان، وهو علي شاه كر، ومعنى كر الأطرش، خالف على السلطان. وكان شجاعا حسن الصورة والسيرة، فغلب على بدر كوت، وجعلها مدينة ملكه. وخرجت العساكر إليه، وأمر السلطان معلمه أن يخرج إلى قتاله، فخرج في عساكر عظيمة، وحصره ببدر كوت، ونقبت أبراجها، واشتدت به الحال، فطلب الأمان فأمنه قطلوخان، وبعث به إلى السلطان مقيدا، فعفا عنه ونفاه إلى مدينة غزنة من طرف خراسان، فأقام بها مدة. ثم اشتاق إلى وطنه، فأراد العودة إليه، لما قضاه الله من حينه، فقبض عليه ببلاد السند، وأتي به السلطان. فقال له: إنما جئت لتثير الفساد ثانية، وأمر به فضربت عنقه.

  ذكر فرار أمير بخت وأخذه

صفحة : 249

  وكان السلطان قد وجد على أمير بخت الملقب بشرف الملك، أحد الذين وفدوا معنا على السلطان، فحط مرتبه من أربعين ألفا إلى ألف واحد، وبعثه في خدمة الوزير إلى دهلي. فاتفق أن مات أمير عبد الله الهروي في الوباء في التلنك، وكان ماله عند أصحابه بدهلي، فاتفقوا مع أمير بخت على الهروب. فلما خرج الوزير من دهلي إلى لقاء السلطان، هربوا مع أمير بخت وأصحابه، ووصلوا إلى أرض السند في سبعة أيام، وهو مسيرة أربعين يوما وكان معهم الخيل مجنوبة، وعزموا على أن يقطعوا نهر السند عوما، ويركب أمير بخت وولده ومن لا يحسن العوم في معدية قصب يصنعونها، وكانوا قد أعدوا حبالا من الحرير برسم ذلك. فلما وصلوا إلى النهر خافوا من عبوره بالعوم، فبعثوا رجلين منهم إلى جلال الدين صاحب مدينة أوجه، فقالا له: إن ها هنا تجارا أرادوا أن يعبروا النهر، وقد بعثوا إليك بهذا السرج، لتبيح لهم الجواز، فأنكر أمير أن يعطى التجار مثل ذلك السرج، وأمر بالقبض على الرجلين. ففر أحدهما، ولحق بشرف الملك وأصحابه، وهم نيام لما لحقهم من الإعياء ومواصلة السهر، فأخبرهم الخبر، فركبوا مذعورين وفروا، وأمر جلال الدين نائبه، فركب في العسكر، وقصدوا نحوهم. فوجدوهم قد ركبوا، فاقتفوا أثرهم فأدركوهم. فرموا العسكر بالنشاب، ورمى طاهر بن شرف الملك نائب الأمير جلال الدين بسهم، فأثبته في ذراعه، وغلب عليهم، فأتى بهم إلى جلال الدين، فقيدهم وغل أيديهم، وكتب إلى الوزير في شأنهم. فأمر الوزير أن يبعثهم إلى الحضرة، فبعثهم إليها. وسجنوا بها، فمات طاهر في السجن. فأمر السلطان أن يضرب شرف الملك مائة مقرعة في كل يوم، فبقي على ذلك مدة، ثم عفا عنه. وبعثه مع الأمير نظام الدين أمير نجلة إلى بلاد جنديري، فانتهت حاله إلى أن كان يركب البقر، ولم يكن له فرسه يركبه. وأقام على ذلك مدة، ثم وفد ذلك الامير على السلطان وهو معه. فجعله السلطان شاشنكير  جاشنكير  ، وهو الذي يقطع اللحم بين يدي السلطان. ويمشي مع الطعام. ثم إنه بعد ذلك نوه به ورفع مقداره. وانتهت حاله إلى أن مرض. فزاره السلطان وأمر بوزنه بالذهب، وأعطاه ذلك. وقد قدمنا هذه الحكاية في السفر الأول. وبعد ذلك زوجه بأخته وأعطاه بلاد جنديري التي كان بها البقر في خدمة الأمير نظام الدين. فسبحان مقلب الأرض ومحول الأحوال.

  ذكر خلاف شاه أفغان بأرض السند

 وكان شاه أفغان خالف على السلطان بأرض ملتان من بلاد السند، وقتل الأمير بها، وكان يسمى به زاد، وادعى السلطنة لنفسه. وتجهز السلطان لقتاله، فعلم أنه لا يقاومه. فهرب ولحق بقومه الأفغان، وهم ساكنون بجبال منيعة لا يقدر عليها، فاغتاظ السلطان مما فعله، وكتب إلى عماله أن يقبضوا على من وجدوه من الأفغان ببلاده، فكان ذلك سببا لخلاف القاضي جلال.

  ذكر خلاف القاضي جلال

صفحة : 250

  وكان القاضي جلال وجماعة من الأفغانيين قاطنين بمقربة من مدينة كنباية ومدينة بلوذرة، فلما كتب السلطان إلى عماله بالقبض على الأفغانيين كتب إلى ملك مقبل نائب الوزير ببلاد الجزرات ونهر واله، أن يحتال في القبض على القاضي جلابل ومن معه. وكانت بلاد بلوذرة إقطاعا لملك الحكماء، وكان ملك الحكماء متزوجا بربيبة السلطان زوجة أبيه تغلق، ولها بنت من تغلق هي التي تزوجها الأمير غدا. وملك الحكماء إذ ذاك في صحبة مقبل، لأن بلاده تحت نظره. فلما وصلوا إلى بلاد الجزرات أمر مقبل ملك الحكماء أن يأتي بالقاضي جلال وأصحابه. فلما وصل ملك الحكماء إلى بلاده حذرهم في خفية، لأنهم كانوا من أهل بلاده، وقال: إن مقبلا طلبكم ليقبض عليكم فلا تدخلوا عليه إلا بالسلاح، فركبوا في نحو ثلاثمائة مدرع وأتوه وقالوا: لا ندخل إلا جملة. فظهر له أنه لا يمكن القبض عليهم وهم مجتمعون، وخاف منهم. فأمرهم الرجوع، وأظهر تأمينهم. فخلفوا عليه، ودخلوا مدينة كنباية، ونهبوا خزانة السلطان بها، وأموال الناس، ونهبوا مال ابن الكومي التاجر، وهو الذي عمر المدرسة الحسنة بإسكندرية، وسنذكره إثر هذا. وجاء ملك مقبل لقتالهم فهزموه هزيمة شنيعة. وجاء الملك عزيز الخمار والملك جهان بنبل لقتالهم في سبعة آلاف من الفرسان، فهزموه أيضا، وتسامع بهم أهل الفساد والجرائم فانثالوا عليهم. وادعى القاضي جلال السلطنة، وبايعه أصحابه. وبعث السلطان إليه العساكر فهزمها. وكان بدولة أباد جماعة من الأفغان فخالفوا أيضا.

  ذكر خلاف ابن الملك مل

 وكان ابن الملك مل ساكنا بدولة آباد في بعض من الأفغان، فكتب السلطان إلى نائبه بها، وهو نظام الدين أخو معلمه قطلوخان أن يقبض عليهم، وبعث إليه بأجمال كثيرة من القيود والسلاسل، وبعث بخلع الشتاء. وعادة ملك الهند أن يبعث لكل أمير على مدينة، ولوجوه جنده خلعتين في السنة: واحدة للشتاء والثانية للصيف. وإذا جاءت الخلع، يخرج الأمير والجند للقائها. فإذا وصولوا إلى الآتي بها نزلوا عن دوابهم، وأخذ كل واحد خلعته، وحملها على كتفه وخدم لجهة السلطان. وكتب السلطان لنظام الدين إذا خرج الأفغان ونزلوا عن دوابهم لأخذ الخلع فاقبض عليهم عند ذلك. وأتى أحد الفرسان الذين أوصلوا الخلع إلى الأفغان، فأخبرهم بما يراد بهم. فكان نظام الدين ممن احتال، فانعكست عليه، فركب وركب الأفغان معه حتى إذا لقوا الخلع، ونزل نظام الدين عن فرسه، حملوا عليه وأصحابه، فقبضوا عليه وقتلوا كثيرا من أصحابه، ودخلوا المدينة فاستولوا على الخزائن، وقدموا على أنفسهم ناصر الدين ابن ملك مل، وانثال عليهم المفسدون، فقويت شوكتهم.

  ذكر خروج السلطان بنفسه إلى كنباية

صفحة : 251

  ولما علم السلطان ما فعله الأفغان بكنباية ودولة آباد، خرج بنفسه، وعزم أن يبدأ بكنباية، ثم يعود إلى دولة آباد. وبعث أعظم ملك البايزيدي صهره في أربعة آلاف مقدمة، فاستقبله جند القاضي جلال، فهزموه وحصروه ببلوذرة، وقاتلوه بها. وكان في جند القاضي جلال شيخ يسمى جلول، وهو أحد الشجعان. فلا يزال يفتك في الجند ويقتل، ويطلب المبارزة فلا يتجاسر أحد على مبارزته. واتفق يوما أنه دفع فرسه، فكبا به في حفرة فسقط عنه وقتل. ووجدوا عليه درعين، فبعثوا برأسه إلى السلطان، وصلبوا جسده بسور بلوذرة، وبعثوا يديه ورجليه إلى البلاد. ثم وصل السلطان بجنده فلم يكن للقاضي جلال من ثبات، ففر في أصحابه، وتركوا أموالهم وأولادهم، فنهب ذلك كله، ودخلت المدينة، وأقام بها السلطان أياما ثم رحل عنها، وترك بها صهره شرف الملك أمير بخت الذي قدمنا ذكره، وقضية فراره وأخذه بالسند وسجنه، وما جرى له من الذل، ثم من العز. وأمره بالبحث عمن كان في طاعة جلال الدين، وترك معه الفقهاء ليحكم بأقوالهم. فأدى ذلك إلى قتل الشيخ علي الحيدري حسبما قدمناه. ولما هرب القاضي جلال لحق بناصر الدين ملك مل بدولة آباد، ودخل في جملته. فأتى السلطان بنفسه إليهم، واجتمعوا في نحو أربعين ألفا من الأفغان والترك والهنود والعبيد، وتحالفوا على أن لا يفروا، وأن يقاتلوا السلطان. وأتى السلطان لقتالهم ولم يرفع الشطر الذي هو علامته. فلما استحر القتال رفع الشطر، ولما عاينوه دهشوا وانهزموا أقبح هزيمة. ولجأ ابن ملك مل والقاضي جلال في نحو أربعمائة من خواصهما إلى قلعة الدويقير، وسنذكرها وهي من أمنع القلاع في الدنيا، واستقر السلطان بمدينة دولة آباد والدويقير هي قلعتها. وبعث لهم أن ينزلوا على حكمه فأبوا أن ينزلوا إلاعلى الأمان. فأبى السلطان أن يؤمنهم، وبعث لهم الأطعمة تهاونا بهم، وأقام هنالك. وهذا آخر عهدي بهم.

  ذكر قتال مقبل وابن الكولمي

 وكان ذلك قبل خروج القاضي جلال وخلافه. وكان تاج الدين الكولمي من كبار التجار، فنزل على السلطان من أرض الترك بهدايا جليلة، منها المماليك والجمال والمتاع والسلاح والثياب. فأعجب السلطان فعله وأعطاه اثني عشر لكا، ويذكر أنه لم تكن قيمة هديته إلا لكا واحدا. وولاه مدينة كنباية. وكانت لنظر الملك المقبل نائب الوزير، ووصل إليها، وبعث السفن إلى بلاد المليبار وجزيرة سيلان وغيرها. وجاءته التحف والهدايا في السفن، وعظمت حاله، ولما لم يبعث أموال تلك الجهات إلى الحضرة، بعث الملك مقبل إلى ابن الكولمي أن يبعث ما عنده من الهدايا والأموال مع هدايا تلك الجهات على العادة. امتنع ابن الكولمي عن ذلك وقال: أنا أحملها بنفسي، أو أبعثها مع خدامي، ولا حكم لنائب الوزير علي ولا للوزير، واغتر بما أولاه السلطان من الكرامة والعطية. فكتب مقبل إلى الوزير بذلك، فوقع له الوزير على ظهر كتابه: إن كنت عاجزا عن بلادنا فاتركها وراجع إلينا.

 ولما وصله الجواب تجهز في جنده ومماليكه، والتقيا بظاهر كنباية. فانهزم الكولمي، وقتل جملة من الفريقين. واستخفى ابن الكولمي في دار الناخوذة  الناخذا  ، إلياس أحد كبراء التجار.

 ودخل مقبل المدينة فضرب رقاب جند ابن الكولمي، وبعث له الأمان نظير أن يأخذ ماله المختص به ويترك مال السلطان وهديته ومجبى البلد، وبعث مقبل بذلك كله مع خدامه إلى السلطان، وكتب شاكيا من ابن الكولمي، وكتب ابن الكولمي شاكيا منه. وبعث السلطان ملك الحكماء ليتنصف بينهما. وبأثر ذلك كان خروج القاضي جلال الدين. فنهب مال ابن الكولمي، وهرب ابن الكولمي في بعض مماليكه ولحق بالسلطان.

  ذكر الغلاء الواقع بأرض الهند

صفحة : 252

  وفي مدة غياب السلطان عن حضرته، إذ خرج يقصد بلاد المعبر، وقع الغلاء، واشتد الأمر، وانتهى المن إلى ستين درهما، ثم زاد على ذلك. وضاقت الأحوال، وعظم الخطب، ولقد خرجت مرة إلى لقاء الوزير، فرأيت ثلاث نسوة يقطعن قطعا من جلد فرس مات منذ أشهر ويأكلنه. وكانت الجلود تطبخ وتباع في الأسواق. وكان الناس إذا ذبحت البقر، أخذوا دماءها فأكلوها. وحدثني بعض طلبة خراسان أنهم دخلوا بلدة تسمى أكروهة، بين حانسي وسرستي فوجدوها خالية، فقصدوا بعض المنازل ليبيتو به، فوجدوا في بعض بيوته رجلا قد أضرم نارا، وبيده رجل آدمي، وهو يشويها في النار ويأكل منها، والعياذ بالله. ولما اشتد الحال، أمر السلطان أن يعطى لجميع أهل دهلي نفطة ستة أشهر. فكانت القضاة والكتاب والأمراء يطوفون بالأزقة والحارات، ويكتبون الناس، ويعطون لكل أحد نفقة ستة أشهر، بحساب رطل ونصف من أرطال المغرب في اليوم لكل واحد. وكنت في تلك المدة أطعم الناس من الطعام الذي أصنعه بمقبرة السلطان قطب الدين، حسبما يذكر، فكان الناس ينتعشون بذلك. و الله تعالى ينفع بالقصد فيه. وإذ قد ذكرنا من أخبار السلطان، وما كان في أيامه من الحوادث ما فيه الكفاية، فلنعد إلى ما يخصنا من ذلك، ونذكر كيفية وصولنا أولا إلى حضرته، وتنقل الحال إلى خروجنا عن الخدمة، ثم خروجنا عن السلطان في الرسالة إلى الصين، وعودنا منها إلى بلادنا، إن شاء الله تعالى.

  ذكر وصولنا إلى دار السلطان وعند قدومنا وهو غائب

 ولما دخلنا حضرة دهلي قصدنا باب السلطان، ودخلنا الباب الأول ثم الثاني والثالث، ووجدنا عليه النقباء، وقد تقدم ذكرهم. فلما وصلنا إليهم تقدم بنا نقيبهم إلى مشور عظيم متسع، فوجدنا به الوزير خواجه جهان ينتظرنا. فتقدم ضياء الدين خداوند زاده، ثم تلا أخوه قوام الدين، ثم أخوهما عماد الدين، ثم تلوتهم، ثم تلاني أخوهم برهان الدين، ثم الأمير مبارك السمرقندي، ثم أرون بغا التركي، ثم ملك زاده ابن أخت خدواند زاده، ثم بدر الدين الفصال.

 ولما دخلنا من الباب الثالث ظهر لنا المشور الكبير المسمى هزار اسطون  استون  ومعنى ذلك ألف سارية، وبه يجلس السلطان الجلوس العام. فخدم الوزير عند ذلك حتى قرب رأسه من الأرض، وخدمنا نحن بالركوع، وأوصلنا أصابعنا إلى الأرض، وخدمتنا لناحية سرير السلطان، وخدم جميع من معنا. فلما فرغنا من الخدمة، صاح النقباء بأصوات عالية: بسم الله، وخرجنا.

  ذكر وصولنا لدار أم السلطان

  وذكر فضائلها

 وأم السلطان تدعى المخدومة جهان، وهي من أفضل النساء، كثيرة الصدقات، عمرت زوايا كثيرة، وجعلت فيها الطعام للوارد والصادر. وهي مكفوفة البصر، وسبب ذلك انه لما ملك ابنها، جاء إليها جميع الخواتين وبنات الملوك والأمراء في أحسن زي، وهي على سرير الذهب المرصع بالجوهر، فخدمن بين يديها جميعا، فذهب بصرها للحين، وعولجت بأنواع العلاج فلم ينفع. وولدها أشد الناس برا بها. ومن بره أنها سافرت معه مرة فقدم السلطان قبلها بمدة، فلما قدمت خرج لاستقبالها، وترجل عن فرسه وقبل رجلها، وهي في المحفة بمرأى من الناس أجمعين.

 ولنعد لما قصدناه فنقول، ولما انصرفنا عن دار السلطان خرج الوزير ونحن معه إلى باب الصرف، وهم يسمونه باب الحرم، وهنالك سكنى المخدومة جهان. فلما وصلنا بابها نزلنا عن الدواب، وكل واحد منا قد أتى بهدية على قدر حاله.

 ودخل معنا قاضي قضاة المماليك كمال الدين بن البرهان، فخدم الوزير والقاضي عند بابها، وخدمنا كخدمتهم، وكتب كاتب بابها هدايانا. ثم رجعوا إلى الوزير، ثم عادوا إلى القصر، ونحن وقوف. ثم أمرنا بالجلوس في سقيف هنالك، ثم أتوا بالطعام، وأوتوا بقلال من الذهب يسمونها السين  بضم السين والياء أخر الحروف  ، وهي مثل القدور، ولها مرافع من الذهب تجلس عليها، يسمونها السبك  بضم السين وضم الباء الموحدة  وأتوا بأقداح وطسوت وأباريق كلها ذهب، وجعلوا الطعام سماطين، وعلى كل سماط صفان. ويكون في رأس الصف كبير القوم الواردين.

صفحة : 253

  ولما تقدمنا للطعام، خدم الحجاب والنقباء، وخدمنا لخدمتهم. ثم أتوا بالشربة فشربنا. وقال الحجاب: بسم الله، ثم أكلنا، وأتوا بالفقاع والتنبول. وقال الحجاب: بسم الله، فخدمنا جميعا. ثم دعينا إلى موضع هنالك، فخلع علينا حلل الحرير المذهبة، وأتوا بنا إلى باب القصر، تحت ثياب غير مخيطة من حرير وكتان. فأعطي كل واحد منا نصيبه منها. ثم أتوا بطيفور ذهب فيه الفاكهة اليابسة، وبطيفور مثله فيه الجلاب، وطيفور ثالث فيه التنبول. ومن عادتهم أن الذي يخرج له ذلك، يأخذ الطيفور بيده، ويجعله على كاهله، ويخدمه بيده الثانية إلى الأرض. فأخذ الوزير الطيفور بيده قصد أن يعلمني كيف أفعل إيناسا منه وتواضعا ومبرة، جزاه الله الخير. ففعلت كما فعل، وانصرفنا إلى الدار المعدة لنزولنا بمدينة دهلي، وبمقربة من دروازة بالم منها، وبعث لنا الضيافة.

  ذكر الضيافة

 ولما وصلت إلى الدار التي أعدت لنزولي وجدت فيها ما يحتاج إليه من فرش وبسط وحصر وأوان وسرير الرقاد، وأسرتهم بالهند خفيفة الحمل، يحمل السرير منها الرجل الواحد ولا بد لكل أحد أن يستصحب السرير في السفر، يحمله غلامه على رأسه، وهو أربع قوائم مخروطة، يعرض عليها أربعة أعواد، وتنسج عليها ضفائر من الحرير والقطن، فإذا نام الانسان عليه لم يحتج إلى ما يرطبه به، لأنه يعطي الرطوبة من ذاته. وجاءوا مع السرير بمضربين ومخدتين ولحاف، كل ذلك من الحرير وعادتهم أن يجعلوا للمضربات واللحوف  اللحف  وجوها تغشيها وأتوا تلك الليلة برجلين أحدهما الطاحوني ويسمونه الخراص والثاني الجزار ويسمونه القصاب فقالوا لنا خذوا من هذا كذا وكذا من الدقيق، ومن هذا كذا وكذا من اللحم، لأوزان لا أذكرها الآن وعادتهم أن يكون اللحم الذي يعطون بقدر وزن الدقيق، وهذا الذي ذكرناه في ضيافة أم السلطان، وبعدها وصلتنا ضيافة السلطان وسنذكرها. ولما كان من غير ذلك اليوم ركبنا إلى دار السلطان، وسلمنا على الوزير، فأعطاني بدرتين، كل بدرة من ألف دينار دراهم، وقال لي: هذه سر ششتي  شستي  ومعناه لغسل رأسك، وأعطاني خلعة من المرعز، وكتب جميع أصحابي وخدامي وغلماني، فجعلوا أربعة أصناف: فالصنف الأول منها أعطي كل واحد منها مائتي دينار، والصنف الثاني أعطي كل واحد منهم مائة وخمسين دينارا والصنف الثالث أعطي كل واحد مائة دينار، والصنف الرابع أعطي كل واحد خمسة وسبعين دينارا، وكانوا نحو أربعين وكان جملة ما أعطوه أربعة آلاف دينار ونيفا، وبعد ذلك عينت ضيافة السلطان، وهي ألف رطل هندية من الدقيق، ثلثها من الميرا وهو الدرمك، وثلثاها من الخشكار وهو المدهون، وألف رطل من اللحم، ومن السكر والسمن والسليف والفوفل أرطال كثيرة، لا أذكر عددها والألف من ورق التنبول والرطل الهندي عشرون رطلا من أرطال المغرب، وخمسة وعشرون من أرطال مصر، وكانت ضيافة خداوند زاده أربعة آلاف رطل من الدقيق، ومثلها من اللحم، مع ما يناسبها مما ذكرناه.

 ذكر وفاة بنتي وما فعلوا في ذلك ولما كان بعد شهر ونصف من مقدمنا توفيت بنت لي سنها دون السنة. فاتصل خبر وفاتها بالوزير، فأمر أن تدفن في زاوية بناها خارج دروازة بالم، بقرب مقبرة هنالك لشيخنا إبراهيم القونوي، فدفناها بها وكتب بخبرها إلى السلطان فأتاه الجواب في عشي اليوم الثاني، وكان بين متصيد السلطان وبين الحضرة مسيرة عشرة أيام وعادتهم أن يخرجوا إلى قبر الميت صبيحة الثالث من دفنه، ويفرشون جوانب القبر بالبسط وثياب الحرير، ويجعلون على القبر الأزاهير، وهي لا تنقطع هنالك في فصل من الفصول كالياسمين وقل شبه  كل شبو  وهي زهر أصفر، وريبول وهو أبيض، والنسرين وهو على صنفين أبيض وأصفر، ويجعلون أغصان النارنج والليمون بثمارها، وإن لم يكن فيها ثمار علقوا منها حبات بالخيوط، ويصبون على القبر الفواكه اليابسة وجوز النارجيل، ويجتمع الناس ويؤتى بالمصاحف فيقرأون القرآن، فإذا ختموا أتوا بماء الجلاب فسقوه الناس، ثم يصب عليهم ماء الورد صبا، ويعطون التنبول وينصرفون.

صفحة : 254

  ولما كان صبيحة الثالث من دفن هذه البنت، خرجت الصبح على العادة، وأعددت ما تيسر من ذلك كله، فوجدت الوزير قد أمر بترتيب ذلك، وأمر بسراجة فضربت على القبر، وجاء الحاجب شمس الدين الفوشنجي الذي تلقانا بالسند، والقاضي نظام الدين الكرواني وجملة من كبار أهل المدينة، ولم آت إلا والقوم المذكورون، قد أخذوا مجالسهم، والحاجب بين أيديهم، وهم يقرأون القرآن فقعدت مع أصحابي بمقربة من القبر. فلما فرغوا من القرأة، قرأ القراء بأصوات حسان، ثم قام القاضي فقرأ رثاء في البنت المتوفاة، وثناء على السلطان. وعند ذكر اسمه قام الناس جميعا قياما فخدموا ثم جلسوا، ودعا القاضي دعاء حسنا، ثم أخذ الحاجب وأصحابه براميل ماء الورد وصبوا على الناس، ثم داروا عليهم بأقداح شربة النبات، ثم فرقوا عليهم التنبول، ثم أتي بإحدى عشرة خلعة لي ولأصحابي ثم ركب الحاجب وركبنا معه إلى دار السلطان، فخدمنا للسرير على العادة، وانصرفت إلى منزلي فما وصلت إلا وقد جاء الطعام من دار المخدومة جهان، ما ملأ الدار ودور أصحابي، وأكلوا جميعا، وأكل المساكين. وفضلت الأقراص والحلواء والنبات، فأقمت بقاياها أياما، وكان فعل ذلك كله بأمر السلطان. وبعد أيام جاء الفتيان من دار المخدومة جهان بالدولة وهي المحفة التي يحمل فيها النساء، ويركبها الرجال وهي شبه السرير، سطحها من ضفائر الحرير والقطن، وعليها عود شبه الذي على البوجات عندنا، معوج من القصب الهندي المغلوق، ويحملها ثمانية رجال في نوبتين: يستريح أربعة، ويحمل أربعة، وهذه الدول بالهند كالحمير بديار مصر، عليها ينصرف أكثر الناس فمن كان له عبيدا حملوه، ومن لم يكن له عبيد اكترى رجالا يحملونه. وبالبلد منهم جماعة يسيرة، يقفون في الأسواق وعند باب السلطان، وعند أبواب الناس للكري، وتكون دول النساء مغشاة بغشاء حرير. وكذلك كانت هذه الدولة التي أتى الفتيان بها من دار أم السلطان، فحملوا فيها جاريتي، وهي أم البنت المتوفاة وبعثت أنا معها عن هدية جارية تركية فاقامت الجارية أم البنت عندهم ليلة، وجاءت في اليوم الثاني وقد أعطوها ألف دينار دراهم، وأساور ذهب مرصعة، وتهليلا من الذهب مرصعا وقميص كتان مزركشا بالذهب وخلعة حرير مذهبة وتختا بأثواب ولما جاءت بذلك أعطيته لأصحابي وللتجار الذين لهم علي الدين، محافظة على نفسي، وصونا لعرضي لأن المخبرين يكتبون إلى السلطان بجميع أحوالي.

  ذكر إحسان السلطان والوزير

  في أيام غيبة السلطان عن الحضرة

 وفي أثناء إقامتي أمر السلطان أن يعين لي من القرى ما يكون فائدة خمسة آلاف دينار في السنة، فعينها لي الوزير وأهل الديوان، وخرجت إليها فمنها قرية تسمى بدلي  بفتح الباء الموحدة وفتح الدال المهملة وكسر اللام  وقرية تسمى بسهي  بفتح الباء الموحدة والسين المهمل وكسر الهاء  ونصف قرية تسمى بلرة  بفتح الباء الموحدة واللام والراء  ، وهذه القرى على مسافة ستة عشر كروها، وهو الميل، بصدي يعرف بصدي هندبت، والصدي عندهم مجموع مائة قرية من قرى بلاد الهند، وأحواز المدينة مقسومة أصداء، وكل صدي له جوطري، وهو شيخ من كفار تلك البلاد، ومتصرف، وهو الذي يضم مجابيها. وكان قد وصل في ذلك الوقت سبي من الكفار، فبعث الوزير إلي عشر جوار منه، فأعطيت الذي جاء بهن واحدة منهن، فلما رضي بذلك، وأخذ أصحابي ثلاثا صغارا منهن، وباقيهن لا أعرف ما اتفق لهن. والسبي هنالك رخيص الثمن، لأنهن قذرات لا يعرفن مصالح الحضر، والمعلمات رخيصات الأثمان، فلا يفتقر أحد إلى شراء السبي. والكفار ببلاد الهند في بر متصل وبلاد متصلة مع المسلمين والمسلمون غالبون عليهم وإنما يمتنع الكفار بالجبال والأوعار، ولهم غيضات من القصب، وقصبهم غير مجوف، ويعظم ويلتف بعضه على بعض، ولا تؤثر فيه النار، وله قوة عظيمة فيسكنون تلك الغياض، وهي لهم مثل السور، وبداخلها تكون مواشيهم وزروعهم، ولهم فيها المياه مما يجتمع من ماء المطر فلا يقدر عليهم الا بالعساكر القوية من الرجال الذين يدخلون تلك الغياض، ويقطعون تلك القصب بآلات معدة لذلك.

  ذكر العيد الذي شهدته أيام غيبة السلطان

صفحة : 255

  وأطل عيد الفطر، والسلطان لم يعد بعد إلى الحضرة، فلما كان يوم العيد ركب الخطيب على الفيل، وقد مهد له على ظهره شبه السرير، وركزت أربعة أعلام في أركانه الأربعة، وليس الخطيب ثياب السود، وركب المؤذنون على الفيلة يكبرون أمامه، وفقهاء المدينة وقضاتها وكل واحد يستصحب صدقة يتصدق بها حين الخروج إلى المصلى ونصب على المصلى صيوان قطن، وفرش ببسط، واتجمع الناس ذاكرين الله تعالى. ثم صلى بهم الخطيب وخطب وانصرف الناس إلى منازلهم، وانصرفنا إلى دار السلطان وجعل الطعام، فحضره الملوك والأمراء، والأعزة وهم الغرباء، وأكلوا وانصرفوا.

  ذكر قدوم السلطان ولقائنا له

 ولما كان في رابع شوال نزل السلطان بقصر اسمه تلبت  بكسر التاء المعلوة الأولى وسكون اللام وفتح الباء الموحدة ثم تاء كالأولى  ، وهي على مسافة سبعة أميال من الحضرة فأمرنا الوزير بالخروج اليه فخرجنا، ومع كل انسان هديته من الخيل والجمال والفواكه الخراسانية والسيوف المصرية والمماليك والغنم المجلوبة من بلاد الأتراك فوصلنا إلى باب القصر واجتمع جميع القادمين فكانوا يدخلون إلى السلطان على قدر مراتبهم، ويخلع عليهم ثياب الكتان المزركشة بالذهب، ولما وصلت إلى النوبة، دخلت فوجدته قاعدا على كرسي، فظننته أحد الحجاب حتى رأيت معه ملك الندماء ناصر الدين الكافي الهروي، وكنت عرفته أيام غيبة السلطان، فخدم الحاجب، فخدمت واستقبلني أمير حاجب، وهو ابن عم السلطان فيروز، وخدمت ثانية لخدمته، ثم قال لي ملك الندماء بسم الله، مولانا بدر الدين. وكانوا يدعونني بأرض الهند بدر الدين وكل من كان من أهل الطلب إنما يقال له مولانا فقربت من السلطان حتى أخذ بيدي وصافحني وأمسك يدي وجعل يخطابني بأحسن خطاب، ويقول لي بالفارسي، حلت البركة، قدومك مبارك، اجمع خاطرك، اعمل معك من المراحم، وأعطيك من الأنعام، ما يسمع به أهل بلادك، فيأتون إليك. ثم سألني عن بلادي فقلت له: بلاد المغرب فقال لي: بلاد عبد المؤمن  فقلت له: نعم. وكان كلما قال لي كلاما جيدا قبلت يده حتى قبلتها سبع مرات. وخلع علي، وانصرفت واجتمع الواردون، فمد لهم سماط. ووقف على رؤوسهم قاضي القضاة صدر الجهان كمال الدين الغزنوي، وعماد الملك عرض المماليك، والملك جلال الدين الكيجي، وجماعة من الحجاب والامراء، وحضر كذلك خداوند زاده غياث الدين، ابن عم خداوند زاده قوام الدين قاضي ترمذ الذي قدم معنا، وكان السلطان يعظمه ويخاطبه بالأخ وتردد إليه مرارا من بلاده. والواردون الذين خلع عليهم في ذلك اليوم هم خداوند زاده قوام الدين وإخوته ضياء الدين وعماد الدين وبرهان الدين وابن أخيه أمير بخت ابن السيد تاج الدين، وكان جده وجيه الدين وزير خراسان، وكان خاله علاء الدين أمير هند ووزيرا أيضا، والأمير هبة الله ابن الفلكي التبريزي، وكان أبوه نائب الوزير بالعراق، وهو الذي بنى المدرسة الفلكية بتبريز، وملك كراي من أولاد بهرام جور  جوبين  صاحب كسرى، وهو من أهل جبل بدخشان الذي منه يجلب الياقوت البلخش واللازورد، والأمير مبارك شاه السمرقندي، وأرون بغا البخاري، وملك زاده الترمذي، وشهاب الدين الكازروني، التاجر الذي قدم تبريز بالهدية إلى السلطان فسلب في طريقه.

  ذكر دخول السلطان إلى حضرته

  وما أمر لنا به من المراكب

 وفي الغد من يوم خروجنا إلى السلطان أعطي كل واحد منا فرسا من مراكب السلطان، عليه سرج ولجام محليان وركب السلطان لدخول حضرته، وركبنا في مقدمته مع صدر الجهان، وزينت الفيلة أمام السلطان، وجعلت عليها الأعلام، ورفعت عليها ستة عشر شطرا، منها مزركشة، ومنها مرصعة، ورفع فوق رأس السلطان شطر منها، وحملت أمامه الغاشية، وهي ستارة مرصعة، وجعل على بعض الفيلة رعادات صغار، فلما وصل السلطان إلى قرب المدينة، قذف في تلك الرعادات بالدنانير والدراهم مختلطة، والمشاة بين يدي السلطان وسواهم ممن حضر يلتقطون ذلك. ولم يزالوا ينثرونها إلى أن وصلوا القصر وكان بين يديه آلاف من المشاة على الأقدام وصنعت قباب الخشب المكسوة بثياب الحرير، وفيها المغنيات حسبما ذكرنا ذلك.

  ذكر دخولنا اليه وما أنعم به من الإحسان والولاية

صفحة : 256

  ولما كان يوم الجمعة، ثاني يوم دخول السلطان، أتينا باب المشور، فجلسنا في سقائف الباب الثالث، ولم يكن الإذن حصل لنا بالدخول، وخرج الحاجب شمس الدين الفوشنجي، فأمر الكتاب أن يكتبوا أسماءنا، وأذن لهم في دخولنا، ودخول بعض أصحابنا، وعين للدخول معي ثمانية، فدخلنا ودخلوا معنا، ثم جاءوا بالبدر والقبان، وهو الميزان، وقعد قاضي القضاة والكتاب، ودعوا من بالباب من الأعزة وهم الغرباء، فعينوا لكل نصيبه من تلك البدر، فحصل لي خمسة آلاف دينار وكان مبلغ المال مائة ألف دينار، تصدقت به أم السلطان لما قدم ابنها، وانصرفنا ذلك اليوم وكان السلطان بعد ذلك يستدعينا للطعام بين يديه، ويسأل عن أحوالنا، ويخاطبنا بأجمل الكلام ولقد قال لنا في بعض الأيام: أنتم شرفتمونا بقدومكم فما نقدر على مكافأتكم فالكبير منكم مقام والدي، والكهل مقام أخي، والصغير مقام ولدي، وما في ملكي أعظم من مدينتي هذه أعطيكم إياها فشكرناه ودعونا له.

 ثم بعد ذلك أمر لنا بالمرتبات فعين لي اثني عشر ألف دينار في السنة، وزادني قريتين على الثلاث التي أمر لي بها قبل، إحداهما قرية جوزة، والثانية قرية ملك بور، وفي بعض الأيام بعث لنا خداوند زاده، وغياث الدين وقطب الملك صاحب السند فقالا لنا: إن خوند عالم يقول لكم: من كان منكم يصلح للوزارة أو الكتابة أو الإمارة أو القضاة أو التدريس أو المشيخة، أعطيته ذلك فسكت الجميع لأنهم كانوا يريدون تحصيل الأموال والانصراف إلى بلادهم، وتكلم أمير بخت ابن السيد تاج الدين الذي تقدم ذكره فقال: أما الوزارة فميراثي، وأما الكتابة فشغلي، وغير ذلك لا أعرفه.

 وتكلم هبة الله الفلكي فقال مثل ذلك، وقال لي خداوند زاده بالعربي: ما تقول أنت يا سيدي  وأهل تلك البلاد ما يدعون العربي إلا بالتسويد ، وبذلك يخاطبه السلطان، تعظيما للعرب، فقلت له: أما الوزارة والكتابة فليست شغلي، وأما القضاء والمشيخة فشغلي وشغل آبائي، وأما الإمارة فتعلمون أن الأعاجم ما أسلمت إلا بأسياف العرب، فلما بلغ ذلك السلطان أعجبه كلامي وكان بهزار أسطون يأكل الطعام، فبعث عنا، فأكلنا بين يديه، وهو يأكل، ثم انصرفنا إلى خارج هزار اسطون، فقعد أصحابي وانصرفت بسبب دمل كان يمنعني الجلوس، فاستدعانا السلطان ثانية فحضر أصحابي، واعتذر واله عني بعد صلاة العصر، فصليت بالمشور المغرب والعشاء الآخرة، ثم خرج الحاجب فاستدعانا، فدخل خداوند زاده ضياء الدين، وهو أكبر الإخوة المذكورين، فجعله السلطان أمير داد وهو من الأمراء الكبار، فجلس بمجلس القاضي. فمن كان له حق على أمير أو كبير أحضره بين يديه، وجعل مرتبه على هذه الخطة خمسين ألف دينار في السنة، عين له مجاشر فائدها ذلك المقدار، فأمر له بخمسين ألفا عن يد، وخلع عليه خلعة حرير مزركشة تسمى صورة الشير، ومعناه صورة السبع، لأنه يكون في صدرها وظهرها صورة سبع، وقد خيط في باطن الخلعة بطاقة بمقدار مازركش فيها من الذهب، وأمر له بفرس من الجنس الأول، والخيل عندهم أربعة أجناس وسروجهم كسروج أهل مصر، ويكسون أعظمها بالفضة المذهبة، ثم دخل أمير بخت، فأمره أن يجلس مع الوزير في مسنده، ويقف على محاسبات الدواوين وعين له مرتبا أربعين ألف دينار في السنة أعطى مجاشر فائدها بمقدار ذلك، وأعطى أربعين ألفا عن يد، وأعطى فرسا مجهزا، وخلع عليه كخلعة الذي قبله، ولقب شرف الملك.

صفحة : 257

  ثم دخل هبة الله بن الفلكي فجعله رسول دار، ومعناه حاجب الإرسال، وعين له مرتبا أربعين ألف دينار في السنة أعطى مجاشر يكون قائدها بمقدار ذلك وأعطى أربعة وعشرين ألفا عن يد وأعطى فرسا مجهزا وخلعة، وجعل لقبه بهاء الملك. ثم دخلت فوجدت السلطان على سطح القصر مستندا إلى السرير، والوزير خواجه جهان بين يديه، والملك الكبير قبولة واقف بين يديه فلما سلمت عليه، قال لي الملك الكبير: أخدم فقد جعلك خوند عالم قاضي دار الملك دهلي، وجعل مرتبك اثني عشر ألف دينار في السنة، وعين لك مجاشر بمقدارها، وأمر لك باثني عشر ألفا نقدا تأخذها من الخزانة غدا إن شاء الله، وأعطاك فرسا بسرجه ولجامه، وأمر لك بخلعة محاربي، وهي التي يكون في صدرها وظهرها شكل محراب، فخدمت وأخذ بيدي فتقدم بي إلى السلطان، فقال لي السلطان: لا تحسب قضاء دهلي من أصغر الأشغال، هو أكبر الأشغال عندنا، وكنت أفهم قوله، ولا أحسن الجواب عنه وكان السلطان يفهم العربي ولا يحسن الجواب عنه، فقلت له: يا مولانا أنا على مذهب مالك،، وهؤلاء حنفية وأنا لا أعرف إنسانا فقال لي: قد عينت بهاء الدين الملتاني وكمال الدين البجنوري ينوبان عنك ويشاورانك، وتكون أنت تسجل على العقود وأنت عندنا بمقام الوالد، فقلت له: بل عبدكم وخديمكم فقال لي باللسان العربي، بل أنت سيدنا ومخدومنا، تواضعا منه وفضلا وإيناسا، ثم قال لشرف الملك أمير بخت، إن كان الذي ترتب له لا يكفيه لأنه كثير الإنفاق، فأنا أعطيه زاوية إن قجر على إقامة حال الفقراء، وقال: قل له هذا بالعربي، وكان يظن أنه يحسن العربي ولم يكن كذلك وفهم السلطان ذلك فقال له: برو ويكجا بخصبي  بخسبي  وآن حكاية بروابكوي وتفهيم كني  بكني  تافردا إن شاء الله بيش من بيايي  و  جواب أو بكري  بكوي  معناه: امشوا الليلة فارقدوا في موضع واحد، وفهمه هذه الحكاية، فإذا كان بالغد إن شاء الله تجيء إلي وتعلمني بكلامه، فانصرفنا وذلك في ثلث الليل، وقد ضربت النوبة. والعادة عندهم إذا ضربت لا يخرج أحد فانتظرنا الوزير حتى خرج، وخرجنا معه، ووجدنا أبواب دهلي مسدودة فبتننا عند السيد أبي الحسن العبادي العراقي، بزقاق يعرف بسرابور خان وكان هذا الشيخ يتجر بمال السلطان ويشتري له الأسلحة والأمتعة بالعراق وخراسان. ولما كان بالغد بعث عنا، فقبضنا الأموال والخيل والخلع، وأخذ كل واحد منا البدرة بالمال، فجعلها على كاهله، ودخلنا كذلك على السلطان فخدمنا، وأتينا بالأفراس فقبلنا حوافرها، بعد أن جعلت عليها الخرق، وقدناها بأنفسنا إلى باب دار السلطان فركبناها وذلك كله عادة عندهم، ثم انصرفنا وأمر السلطان لأصحابه بألفي دينار وعشر خلع، ولم يعط لأصحاب أحد سواي شيئا وكان أصحابي لهم رواء ومنظر، فأعجبوا السلطان وخدموا بين يديه وشكرهم.

  ذكر عطاء ثان أمر لي به وتوقفه مدة

صفحة : 258

  وكنت يوما بالمشور، بعد أيام من توليتي القضاء والإحسان إلي، وأنا قاعد تحت شجرة هنالك، وإلى جانبي مولانا ناصر الدين الترمذي العالم الواعظ، فأتى بعض الحجاب فدعا مولانا ناصر الدين، فدخل إلى السلطان، فخلع عليه، وأعطاه مصحفا مكللا بالجوهر، ثم أتاني بعض الحجاب فقال: أعطني شيئا وآخذ لك خط خرد باثني عشر ألفا، أمر لك بها خوند عالم فلم أصدقه وظننته يريد الحيلة علي، وهو مجد في كلامه، فقال بعض الأصحاب: أنا أعطيه، فأعطاه دينارين أو ثلاثة، وجاء بخط خرد ومعناه الخط الأصغر مكتوبا بتعريف الحاجب، ومعناه أمر خوند عالم أن يعطي من الخزانة الموفورة كذا لفلان بتبليغ فلان أي بتعريفه، ويكتب المبلغ اسمه ثم يكتب على تلك البراءة ثلاثة من الأمراء: وهم الخان الأعظم قطلوخان معلم السلطان، والخريطة دار وهو صاحب وهو صاحب خريطة الكاغد والأقلام، والأمير نكبية الدوادار صاحب الدواة، فإذا كتب كل واحد منهم خطه، تذهب البراءة إلى ديوان الوزارة فينسخها كتاب الديوان عندهم، ثم تثبت في ديوان الأشراف، ثم تثبتا في ديوان النظر، ثم تكتب البراونة، وهي الحكم من الوزير للخازن بالعطاء، ثم يثبتها الخازن في ديوانه، ويكتب تلخيصا في كل يوم بمبلغ ما أمر به السلطان ذلك اليوم من المال، ويعرضه عليه فمن أراد التعجيل بعطائه أمر بتعجيله ومن أراد التوقيف وقف له ولكن لا بد من عطاء ذلك، ولو طالت المدة فقد توقفت هذه الاثنا عشر ألفا ستة أشهر ثم أخذتها مع غيرها حسبما يأتي. وعادتهم إذا أمر السلطان بإحسان لأحد يحط منه العشر فمن أمر له مثلا بمائة ألف، أعطي تسعين ألفا، أو بعشرة آلاف أعطي تسعة آلاف.

  ذكر طلب الغرماء ما لهم قبلي ومدحي للسلطان

  وأمره بخلاص ديني وتوقف ذلك مدة

 وكنت حسبما ذكرته قد استدنت من التجار مالا أنفقته في طريقي، وما صنعت به الهدية للسلطان، وما أنفقته في إقامتي فلما أرادوا السفر إلى بلادهم ألحوا علي في طلب ديونهم فمدحت السلطان في قصيدة طويلة أولها:

  إليك أمير المؤمنين الـمـبـجـلا                      أتينا نجد السير نحوك في الـفـلا

  فجئت محـلا مـن عـلائك زائرا                      ومغناك كهف لـلـزيارة أهـلا

  فلو أن فوق الشمس للمجـد رتـبة                      لكنت لأعلاها إمامـا مـؤهـلا

  فأنت الإمام الماجد الأوحـد الـذي                      سجاياه حتما أن يقـول ويفـعـلا

  ولي حاجة من فيض جودك أرتجي                      قضاها وقصدي عند مجدك سهلا

  أأذكرها أم قد كفانـي حـياؤكـم                      فإن حياكم ذكره كـان أجـمـلا

  فعجل لمن واقى مـحـلـك زائرا                      قضا دينه إن الغـريم تـعـجـلا

صفحة : 259

  فقدمتها بين يديه، وهو قاهد على كرسي، فجعلها على ركبته، وأمسك طرفها بيده، وطرفها الثاني بيدي. وكنت إذا أكملت بيتا منها أقول لقاضي القضاة كمال الدين الغزنوي بين معناه لخوند عالم، فيبينه ويعجب السلطان وهم يحبون الشعر العربي فلما بلغت إلى قولي: فعجل لمن وافى، البيت، قال: مرحمة ومعناه: ترحمت عليك فأخذ الحجاب حينئذ بيد ليذهبوا بي إلى موقفهم، وأخدم على العادة فقال السلطان اتركوه حتى يكملها فأكملتها وخدمت، وهنأني الناس بذلك، وأقمت مدة، وكتبت رفعا، وهم يسمونه عرض داشت، فدفعته إلى قطب الملك صاحب السند، فدفعه للسلطان فقال له: امض إلى خواجه جهان فقل له: يعطي دينه فمضى إليه وأعلمه، فقال: نعم وأبطأ ذلك أياما وأمره السلطان في خلالها بالسفر إلى دولة آباد وفي أثناء ذلك خرج السلطان إلى الصيد، وسافر الوزير، فلم آخذ شيئا منها إلا بعد مدة. والسبب الذي توقف به عطاؤها أذكره مستوفى وهو أنه لما عزم الذي كان لهم علي الدين إلى السفر، قلت لهم: إذا أنا أتيت دار السلطان فدرهوني على العادة في تلك البلاد، لعلمي أن السلطان متى يعلم بذلك خلصهم، وعادتهم أنهم متى كان لأحد دين على رجل من ذوي العناية وأعوزه خلاصه وقف له بباب دار السلطان فإذا أراد الدخول قال له: دروهي، وحق رأس السلطان ما تدخل حتى تخلصني، فلا يمكنه ان يبرح من مكانه حتى يخلصه، أو يرغب إليه في تأخيره. فاتفق يوما أن خرج السلطان إلى زيارة قبر أبيه، ونزل بقصر هنالك فقلت لهم: هذا وقتكم، فلما أردت الدخول، وقفوا لي بباب القصر فقالوا لي دروهي السلطان ما تدخل حتى تخلصنا. وكتب كتاب الباب بذلك إلى السلطان، فخرج حاجب قصة شمس الدين، وكان من كبار الفقهاء، فسألهم لأي شيء درهتموه  فقالوا: لنا عليه الدين فرجع إلى السلطان فأعلمه بذلك، فقال له: أسألهم كم مبلغ الدين  فقالوا له خمس وخمسون ألف دينار، فعاد إليه فأعلمه فأمره أن يعود إليهم، ويقول لهم: إن خوند عالم يقول لكم: المال عندي وأنا أنصفكم منه فلا تطلبوه به وأمر عماد الدين السمناني وخداوند زاده غياث الدين أن يقعدوا بهزار أسطون، ويأتي أهل الدين بعقودهم، وينظروا إليها، ويتحققوها ففعلا ذلك وأتى الغرماء بعقودهم فدخلا إلى السلطان وأعلماه بثبوت العقود، فضحك وقال: ممازحا: أنا أعلم أنه قاض جهز شغله فيها ثم أمر خداوند زاده أن يعطيني ذلك من الخزانة فطمع في الرشوة على ذلك وامتنع أن يكتب خط خرد، فبعثت إليه مائتي تنكة، فردها ولم يأخذها وقال لي عنه بعض خدامه: إنه طلب خمسمائة تنكة فامتنعت من ذلك وأعلمت عميد الملك بن عماد الدين السمناني بذلك، فأعلم به أباه وأعلمه الوزير، وكانت بينه وبين خداوند زاده عداوة فأعلم السلطان بذلك، وذكر له كثيرا من أفعال خداوند زاده، فغير خاطر السلطان عليه، فأمر بحبسه في المدينة وقال: لأي شيء أعطاه فلان ما أعطاه ووقفوا ذلك حتى يعلم هل يعطي خداوند زاده شيئا إذا منعته أو يمنعه إذا أعطيته فبهذا السبب توقف عطاء ديني.

  ذكر خروج السلطان إلى الصيد وخروجي معه

  وما صنعت في ذلك

صفحة : 260

  ولما خرج السلطان إلى الصيد خرجت معه من غير تربص، وكنت قد أعددت ما يحتاج إليه، وعملت ترتيب أهل الهند، فاشتريت سراجة، وهي أفراج. وضربها هنالك مباح ولا بد منها لكبار الناس وتمتاز سراجة السلطان بكونها حمراء، وسواها بيضاء منقوشة بالأزرق، واشتريت الصيوان، وهو الذي يظل به داخل السراجة، ويرفع على عمودين كبيرين ويجعل ذلك الرجال على أعناقهم، ويقال لهم اليكوانية والعادة هنالك أن يكتري المسافر اليكوانية، وقد ذكرناهم، ويكتري من يسوق له العشب لعلف الدواب لأنهم لا يطعمونها التبن ويكتري الكهارين، وهم الذين يحملون أواني المطبخ، ويكتري من يحمله في الدولة، وقد ذكرناها، ويحملها فارغة، ويكتري الفراشين، وهم الذين يضربون السراجة، ويفرشونها، ويرفعون الأحمال على الجمال، ويكتري الدوادوية، وهم الذين يمشون بين يديه، ويحملون المشاعل بالليل، فاكتريت أنا جميع من احتجت له منهم، وأظهرت القوة والهمة، وخرجت يوم خروج السلطان وغيري أقام بعده اليومين والثلاثة، فلما كان بعد العصر من يوم خروجه ركب الفيل، وقصده أن يتطلع على أحوال الناس، ويعرف من تسارع إلى الخروج، ومن أبطأ وجلس خارج السراجة على كرسي، فجئت وسلمت ووقفت في موقفي بالميمنة، فبعث إلي الملك الكبير قبولة سرجامدار، وهو الذي يشرد الذباب عنه، فأمرني بالجلوس عناية بي، ولم يجلس في ذلك اليوم سواي ثم أتى بالفيل، وألصق به سلم فركب عليه، ورفع الشطر فوق رأسه وركب معه الخواص وجال ساعة، ثم عاد إلى السراجة. وعادته إذا ركب، ان يركب الأمراء أفواجا كل أمير بفوجه وعلاماته وطبوله وأنفاره وصرناياته يسمون ذلك المراتب، ولا يركب أمام السلطان، إلا الحجاب وأهل الطرق والطبالة الذين يتقلدون الأطبال الصغار، والذين يضربون الصرنايات. ويكون عن يمين السلطان نحو خمسة عشر رجلا، وعن يساره مثل ذلك، منهم قضاة القضاة والوزير وبعض الأمراء الكبار وبعض الأعزة، وكنت أنا من أهل ميمنته، ويكون بين يديه المشاءون والأدلاء، ويكون خلفه علاماته، وهي من الحرير المذهب، والأطبال على الجمال وخلف ذلك مماليكه، وأهل دخلته، وخلفهم الأمراء وجميع الناس، ولا يعلم أحد أين يكون النزول فإذا مر السلطان بمكان يعجبه النزول به أمر بالنزول، ولا تضرب سراجة أحد حتى تضرب سراجته، ثم يأتي الموكلون بالنزول فينزلون، كل واحد في منزله خلال ذلك ينزل السلطان على نهر أو بين أشجار، وتقدم بين يديه لحوم الأغنام والدجاج المسمنة والكراكي وغيرها من أنواع الصيد، ويحضر أبناء الملوك في يد كل واحد منهم سفود، ويوقدون النار ويشوون ذلك، ويؤتى بسراجة صغيرة فتضرب للسلطان ويجلس من معه من الخواص خارجها، ويؤتى بالطعام، ويستدعي من شاء فيأكل معه، وكان في بعض تلك الأيام وهو بداخل السراجة يسأل عمن بخارجها، فقال له السيد ناصر الدين مطهر الأوهري أحد ندمائه ثم فلان المغربي، وهو متغير فقال لماذا  فقال: بسبب الدين الذي عليه وغرماؤه يلحون في الطلب وكان خوند عالم قد أمر الوزير بإعطائه فسافر قبل ذلك فإن طلب مولانا أن يصبر أهل الدين حتى يقدم الوزير أو أمر بإنصافهم. وحضر لهذا الملك دولة شاه وكان السلطان يخاطبه بالعم فقال: يا خوند عالم كل يوم وهو يكلمني بالعربية ولا أدري ما يقول يا سيدي ناصر الدين ماذا، وقصد أن يكرر ذلك الكلام فقال يتكلم لأجل الدين الذي عليه فقال السلطان إذا دخلنا دار الملك، فامض أنت يا أومار، ومعناه: يا عم إلى الخزانة، فأعطه ذلك المال وكان خداوند زاده حاضرا، فقال يا خوند عالم إنه كثير الإنفاق، وقد رأيته ببلادنا عند السلطان طرمشيرين. وبعد هذا الكلام استحضرني السلطان للطعام، ولا علم عندي بما جرى فلما خرجت قال لي السيد ناصر الدين: أشكر للملك دولة شاه وقال لي الملك دولة شاه: أشكر لخداوند زاده. وفي بعض تلك الأيام، ونحن مع السلطان في الصيد ركب في المحلة، وكان طريقه على منزلي وكان معه في الميمنة وأصحابي في الساقة، وكان لي خباء عند السراجة، فوقف أصحابي عندها، وسلموا على السلطان فبعث عماد الملك وملك دولة شاه ليسأل لمن تلك الأخبية والسراجة فقيل لهما: لفلان أخبراه ذلك فتبسم. فلما كان بالغد، نفذ الأمر أن أعود أنا وناصر الدين مطهر الأوهري وابن قاضي مصر وملك صبيح إلى البلد، فخلع علينا وعدنا إلى الحضرة.

صفحة : 261

   ذكر الجمل الذي أهديته للسلطان

 وكان السلطان في تلك الأيام سألني عن الملك الناصر هل يركب الجمل، فقلت: نعم يركب المهاري في أيام الحج فيسير إلى مكة من مصر في عشرة أيام ولكن تلك الجمال ليست كجمال هذه البلاد. وأخبرته أن عندي جملا منها فلما عدت إلى الحضرة بعثت عن بعض عرب مصر فصور لي صورة الكور الذي تركب المهاري به من القير، وأريتها بعض النجارين فعمل الكور وأتقنه وكسوته بالملف، وصنعت له ركبا وجعلت على الجمل عباءة حسنة وجعلت له خطام حرير وكان عندي رجل من أهل اليمن يحسن عمل الحلواء، فصنع منها ما يشبه التمر وغيره، وبعثت الجمل والحلواء إلى السلطان وأمرت الذي حملها أن يدفعها على يد ملك دولة شاه وبعثت له بفرس وجملين فلما وصله ذلك دخل على السلطان وقال: يا خوند عالم رأيت العجب قال: وما ذلك  قال: فلان بعث جملا عليه سرج فقال: ائتوا به. فأدخل الجمل داخل السراجة، وأعجب به السلطان، وقال لراجلي: اركبه فركبه ومشاه بين يديه وأمر له بمائتي دينار دراهم وخلعة، وعاد الرجل إلي فأعلمني فسرني ذلك وأهديت له جملين بعد عودته إلى الحضرة.

  ذكر الجملين اللذين أهديتهما إليه والحلواء

  وأمره بخلاص ديني وما تعلق بذلك

 ولما عاد إلي راجلي الذي بعثته بالجمل، فأخبرني بما كان من شأنه صنعت كورين اثنين، وجعلت مقدم كل واحد ومؤخره مكسوا بصفائح الفضة المذهبة وكسوتها بالملف وصنعت رسنا مصفحا بصفائح الفضة المذهبة، وجعلت لهما جلين من زردخانة مبطنين، بالكمخا، وجعلت للجملين الخلاخيل من الفضة المذهبة، وصنعت أحد عشر طيفورا، وملأتها بالحلواء، وغطيت كل طيفور بمنديل حرير، فلما قدم السلطان من الصيد وقعد ثاني يوم قدومه بموضع جلوسه العام، غدوت عليه بالجمال، فأمر بها، فحركت بين يديه، وهرولت فطار خلخال أحدهما فقال لبهاء الدين ابن الفلكي: بايل ورداري، معنى ذلك: ارفع الخلخال، فرفعه ثم نظر إلى الطيافير فقال: جداري  جه داري  درآن طبقها حلوا است، معنى ذلك: ما معك في تلك الأطباق، حلواء هي  فقلت له: نعم فقال للفقيه ناظر الدين الترمذي الواعظ: ما أكلت قط، ولا رأيت مثل الحلواء التي بعثها الينا ونحن بالمعسكر، ثم أمر بتلك الطيافير أن ترفع لموضع جلوسه فرفعت وقام إلى مجلسه، واستدعاني، وأمر بالطعام، فأكلت ثم سألني عن نوع الحلواء الذي بعثت له: فقلت له: يا خوند عالم، تلك الحلواء أنواعها كثيرة، ولا أدري عن أي نوع تسألون منها فقال: إيتوا بتلك الأطباق وهم يسمون الطيفور طبقا، فأتوا بها وقدموها بين يديه وكشفوا عنها، فقال: عن هذا سألتك، وأخذ الصحن الذي هي فيه فقلت له: هذه يقال لها المقرصة، ثم أخذ نوعا آخر فقال: وما اسم هذه  فقلت له هي لقيمات القاضي. وكان بين يديه تاجر من شيوخ بغداد يعرف بالسامري، وينتسب إلى آل العباس رضي الله تعالى عنه، وهو كثير المال ويقول له السلطان والدي، فحسدني وأراد أن يخجلني فقال: ليست هذه لقيمات القاضي، بل هي هذه وأخذ قطعة من التي تسمى جلد الفرس وكان بإزائه ملك الندماء ناصر الدين الكافي الهروي، وكان كثيرا ما يمازح هذا الشيخ بين يدي السلطان فقال: يا خواجة أنت تكذب والقاضي يقول الحق. فقال له السلطان: وكيف ذلك فقال: يا خوند عالم هو القاضي وهي لقيماته، فإنه أتى بها فضحك السلطان وقال: صدقت. فلما فرغنا من الطعام أكل الحلواء ثم شرب الفقاع بعد ذلك وأخذنا التنبول وانصرفنا فلم يكن غير هنيهة وأتاني الخازن فقال: ابعث أصحابك يقبضون المال، فبعثتهم وعدت إلى داري بعد المغرب فوجدت المال بها وهو ثلاث بدر فيها ستة آلاف ومائتان وثلاث وثلاثون تنكة، وذلك صرف الخمسة والخمسين ألفا التي هي دين علي، وصرف الاثني عشر ألفا التي أمر لي بها فيما تقدم، بعد حط العشر على عادتهم وصرف التنكة ديناران ونصف دينار من ذهب المغرب.

  ذكر خروج السلطان وأمره لي بالإقامة بالحضرة

صفحة : 262

  وفي تاسع جمادى الأولى خرج السلطان برسم قصد بلاد المعبر، وقتال القائم بها وكنت قد خلصت أصحاب الدين، وعزمت على السفر، وأعطيت مرتب تسعة أشهر للكهارين والفراشين والكيوانية والدوادوية، وقد تقدم ذكرهم فخرج الأمر بإقامتي في جملة ناس وأخذ الحاجب خطوطنا بذلك لتكون حجة له، وتلك عادتهم خوفا من أن ينكر المبلغ، وأمر لي بستة آلاف دينار دراهم، وأمر لابن قاضي مصر بعشرة آلاف وكذلك كل من أقام من الأعزة، وأما البلديون فلم يعطوا شيئا، وأمر لي السلطان أن أتولى النظر في مقبرة السلطان قطب الدين، الذي تقدم ذكره. وكان السلطان يعظم تربته تعظيما شديدا، لأنه كان خديما له ولقد رأيته اذا أتى قبره يأخذ نعله فيقبله ويجعله فوق رأسه. وعادتهم أن يجعلوا نعل الميت عند قبره فوق متكأة. وكان إذا وصل القبر خدم له كما كان يخدم أيام حياته، وكان يعظم زوجته، ويدعوها بالأخت وجعلها مع حرمه وزوجها بعد ذلك لابن قاضي مصر، واعتنى به من أجلها وكان يمضي لزيارتها في كل جمعة. ولما خرج السلطان بعث عنا للوداع فقام ابن قاضي مصر فقال: أنا لا أودع ولا أفارق خوند عالم، فكان له في ذلك الخير، فقال له السلطان: إمض فتجهز للسفر، وقدمت بعده للوداع، وكنت أحب الإقامة، ولم تكن عاقبتها محمودة، فقال: مالك من حاجة فأخرجت بطاقة فيها ست مسائل فقال لي: تكلم بلسانك فقلت له إن خوند عالم أمر لي بالقضاء، وما قعدت لذلك بعد وليس مرادي من القضاء الا حرمته فأمرني بالقعود للقضاء وقعود النائبين معي، ثم قال لي: إيه  فقلت وروضة السلطان قطب الدين، ماذا أفعل بها  فإني رتبت فيها أربعمائة وستين شخصا ومحصول أوقافها لا يفي بمرتباتهم وطعامهم. فقال للوزير بنجاه هزار ومعناه خمسين الفا ثم قال: لا بد لك من غلة بدية يعني أعطه مائة الف من من الغلة، وهي القمح والأرز، ينفقها في هذه السنة حتى تأتي غلة الروضة والمن عشرون رطلا مغربية. ثم قال لي ماذا أيضا فقلت: إن أصحابي سجنوا بسبب القرى التي أعطيتموني، فإني عوضتها بغيرها فطلب أهل الديوان ما وصلني منها او الاستظهار بأمر خوند عالم أن يرفع عني ذلك فقال كم وصلك منها فقلت خمسة آلاف دينار فقال هي إنعام عليك فقلت له: وداري التي أمرتم لي بها مفتقرة إلى البناء فقال للوزير: عمارة كنيد، أي معناه عمروها ثم قال لي: ديكر نماند، معناه هل بقي لك كلام  فقلت له: لا فقال لي: وصية ديكر هست، معناه: أوصيك أن لا تأخذ الدين لئلا تطلب فلا تجد من يبلغ خبرك إلي. أنفق على قدر ما أعطيتك قال الله تعالى:  ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط   وكلوا واشربوا ولا تسرفوا   والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما  . فأردت أن أقبل قدمه، وأمسك رأسي بيده فقبلتها وانصرفت وعدت إلى الحضرة فاشتغلت بعمارة داري، وأنفقت فيها أربعة آلاف دينار، أعطيت منها من الديوان ستمائة دينار، وزدت عليها الباقي، وبنيت بإزائها مسجدا واشتغلت بترتيب مقبرة السلطان قطب الدين وكان قد أمرني أن تبنى عليه قبة يكون ارتفاعها في الهواء مائة ذراع، بزيادة عشربن ذراعا على ارتفاع القبة المبنية على قازان ملك العراق، وأمر أن تشتري قرية تكون وقفا عليها، وجعلها بيدي علي أن يكون لي العشر من فائدها على العادة.

  ذكر ما فعلته في ترتيب المقبرة

صفحة : 263

  وعادة أهل الهند أن يرتبوا لأمواتهم ترتيبا كترتيبهم بقيد الحياة، ويؤتى بالفيلة والخيل فتربط عند باب التربة، وهي مزينة. فرتبت أنا في هذه التربة بحسب ذلك ورتبت من قراء القرآن مائة وخمسين، وهم يسمونهم الختميين، ورتبت من الطلبة ثمانين، ومن المعيدين، ويسمونهم المكررين، ثمانية، ورتبت لها مدرسا، ورتبت من الصوفية ثمانين، ورتبت الإمام والمؤذنين والقراء بالأصوات الحسان والمداحين وكتاب الغيبة والمعرفين، وجميع هؤلاء يعرفون عندهم بالأرباب، ورتبت صنفا آخر يعرفون بالحاشية، وهم الفراشون والطباخون والدوادوية والأبدارية، وهم السقاءون والشربدارية الذين يسقون الشربة، والتنبول دارية الذين يعطون التنبول والسلحدارية والنيزدارية والشطر دارية والطشت دارية والحجاب والنقباء فكان جميعهم أربعمائة وستين. وكان السلطان أمر أن يكون الطعام بها كل يوم اثني عشر منا من الدقيق ومثلها من اللحم، فرأيت أن ذلك قليل، والزرع الذي أمر به كثير فكنت أنفق كل يوم خمسة وثلاثين منا من الدقيق ومثلها من اللحم وما يتبع ذلك من السكر، والنبات، والسمن، والتنبول، وكنت أطعم المرتبين وغيرهم من صادر ووارد وكان الغلاء شديدا فارتفق الناس بهذا الطعام وشاع خبره، وسافر الملك صبيح إلى السلطان بدولة آباد سأله عن حال الناس. فقال له لو كان بدهلي اثنان مثل فلان لما شكا الجهد، فأعجب ذلك السلطان، وبعث إليه بخلعة من ثيابه وكنت أصنع في المواسم وهي العيدان والمولد الكريم ويوم عاشوراء وليلة النصف من شعبان ويوم وفاة السلطان قطب الدين مائة من الدقيق ومثلها لحما فيأكل الفقراء والمساكين، وأما أهل الوظيفة فيجعل أمام كل إنسان منهم ما يخصه ولنذكر عادتهم في ذلك.

  ذكر عادتهم في إطعام الناس في الولائم

 وعادتهم ببلاد الهند وببلاد السرى أنه إذا فرغ من أكل الطعام في الوليمة جعل أمام كل إنسان من الشرفاء والفقهاء والمشايخ والقضاة وعاء شبه المهد له أربع قوائم منسوج سطحه من الخوص، وجعل عليه الرقاق، ورأس غنم مشوي، وأربعة أقراص معجونة بالسمن مملوءة بالحلواء الصابونية مغطاة بأربع قطع من الحلواء كأنها الآجر وطبقا صغيرا مصنوعا من الجلد فيه الحلواء والسموسك، ويغطى ذلك الوعاء بثوب قطن جديد. ومن كان دون من ذكرناه جعل أمامه نصف رأسه غنم، ويسمونه الزلة ومقدار النصف مما ذكرناه. ومن كان دون هؤلاء أيضا جعل أمامه مثل الربع من ذلك ويرفع رجال كل أحد ما جعل أمامه وأول ما رأيتهم يصنعون هذا بمدينة السرا حضرة السلطان أوزبك، فامتنعت أن يرفع رجالي ذلك إذ لم يكن لي به عهد وكذلك يبعثون أيضا لدار كبراء الناس من طعام الولائم.

  ذكر خروجي إلى هزار أمروها

 وكان الوزير قد أعطاني من الغلة المأمور بها للزاوية عشرة آلاف، ونفذ لي الباقي في هزار أمروها. وكان والي الخراج بها عزيز الخمار، وأميرها شمس الدين البذخشاني. فبعثت رجالي فأخذوا بعض الإحالة، وتشكوا من تعسف عزيز الخمار. فخرجت بنفسي لاستخلاص ذلك. وبين دهلي وهذه العمالة ثلاثة أيام، وكان ذلك في أوان نزول المطر. فخرجت في نحو ثلاثين من أصحابي، واستصحبت معي أخوين من المغنين المحسنين يغنيان لي في الطريق، فوصلنا إلى بلدة بجنور، وضبط اسمها  بكسر الباء الموحدة وسكون الجيم وفتح النون وآخره راء  فوجدت بها أيضا ثلاثة أخوة من المغنين، فاستصحبتهم. فكانوا يغنون لي نوبة والآخران نوبة.

صفحة : 264

  ثم وصلنا إلى أمروها وهي بلدة صغيرة حسنة، فخرج عمالها للقائي، وجاء قاضيها الشريف أمير علي، وشيخ زاويتها، وأضافاني معا ضيافة حسنة. وكان عزيز الخمار بموضع يقال له: أفغان بور، على نهر السرو. وبيننا وبينه النهر، ولا معدية فيه. فأخذنا الأثقال في معدية صنعناها من الخشب والنبات، وجزنا في اليوم الثاني. وجاء نجيب أخو عزيز في جماعة من أصحابه، وضرب لنا سراجة. ثم جاء أخوه الوالي، وكان معروفا بالظلم، وكانت القرى التي في عمالته ألفا وخمسمائة قرية، ومجباها ستون لكا في السنة، له فيها نصف العشر. ومن عجائب النهر الذي نزلنا عليه، أنه لا يشرب منه أحد في أيام نزول المطر، ولا تسقى منه دابة. ولقد أقمنا عليه ثلاثا. فما غرف منه أحد غرفة، ولا كدنا نقرب منه، لأنه ينزل من جبل قراجيل التي بها معادن الذهب، ويمر على الخشاش المسمومة، فمن شرب منه مات. وهذا الجبل متصل مسيرة ثلاثة أشهر، وينزل منه إلى بلاد تبت حيث غزلان المسك. وقد ذكرنا ما اتفق على جيش المسلمين بهذا الجبل. وبهذا الموضع جاء إلي جماعة من الفقراء الحيدرية، وعملوا السماع، وأوقدوا النيران فدخلوها ولم تضرهم. وقد ذكرنا ذلك. وكانت قد نشأت بين أمير هذه البلاد شمس الدين البذخشاني وبين واليها عزيز الخمار منازعة. وجاء شمس الدين لقتاله، فامتنع منه بداره. وبلغت شكاية أحدهما الوزير بدهلي، فبعث إلي الوزير وإلى الملك شاه أمير المماليك بأمروها، وهم أربعة آلاف مملوك للسلطان، وإلى شهاب الدين الرومي أن ننظر في قضيتهما. فمن كان على الباطل بعثناه مثقفا إلى الحضرة. فاجتمعوا جميعا بمنزلي وادعى عزيز على شمس الدين دعاوى. منها أن خديما له يعرف بالرضى الملتاني نزل بدار خازن عزيز المذكور فشرب بها الخمر، وسرق خمسة آلاف دينار من المال الذي عند الخازن. فاستفهمت الرضى عن ذلك فقال لي: ما شربت الخمر منذ خروجي من ملتان، وذلك منذ ثمانية أعوام. فقلت له: أو شربتها بملتان  قال: نعم. فأمرت بجلده ثمانين وسجنته بسبب الدعوى للوث ظهر عليه. وانصرفت عن أمروها. فكانت غيبتي نحو شهرين، وكنت في كل يوم أذبح لأصحابي بقرة. وتركت أصحابي ليأتوا بالزرع المنفذ على عزيز وحمله عليه. فوزع على أهل القرى التي لنظره ثلاثون ألف من يحملونها على ثلاثة آلاف بقرة. وأهل الهند لا يحملون إلا على البقر، وعليه يرفعون أثقالهم في الأسفار. وركوب الحمير عندهم عيب كبير. وحميرهم صغار الأجرام، يسمونها اللاشة، وإذا أرادوا إشهار أحدهم بعد ضربه أركبوه الحمار.

  ذكر مكرمة لبعض الأصحاب

 وكان السيد ناصر الدين الأوهري قد ترك عندي لما سافر ألفا وستين تنكة، فتصرفت فيها، فلما عدت إلى دهلي وجدته قد أحال في ذلك المال خداوندزاده قوام الدين، وكان قد قدم نائبا على الوزير. فاستقبحت أن أقول له: تصرفت بالمال، فأعطيته نحو ثلثه. وأقمت بداري أياما. وشاع أني مرضت. فأتى ناصر الدين الخوارزمي صدر الجهان لزيارتي. فلما رآني قال: ما أرى بك مرضا  فقلت له: إني مريض القلب. فقال لي: عرفني بذلك. فقلت له: ابعث إلي نائبك شيخ الإسلام أعرفه به. فبعثه إلي فأعلمته، فعاد إليه فأعلمه. فبعث إلي بألف دينار دراهم. وكان له عندي قبل هذا ألف ثان. ثم طلب مني بقية المال. فقلت في نفسي: ما يخلصني منه إلا صدر الجهان المذكور، لأنه كثير المال. فبعثت إليه بفرس مسرج، قيمته وقيمة سرجه ألف وستمائة دينار، وبفرس ثان قيمته وقيمة سرجه ثمانمائة دينار، وبغلتين قيمتهما ألف ومائتا دينار، وبتركش فضة، وبسيفين غمداهما مغشيان بالفضة. وقلت له: أنظر قيمة الجميع، زابعث إلي ذلك، فأخذ ذلك، وعمل لجميعه قيمة ثلاث آلاف دينار، فبعث إلي ألفا، واقتطع الألفين، فتغير خاطري، ومرضت بالحمى، وقلت لنفسي: إن شكوت به إلى الوزير افتضحت. فأخذت خمسة أفراس وجاريتين ومملوكين وبعثت الجميع للملك مغيث الدين محمد بن ملك الملوك عماد الدين السمناني وهو فتي السن، فرد علي ذلك، وبعث إلي مائتي تنكة واغزر، وخلصت من ذلك المال. فشتان بين فعل محمد ومحمد.

  ذكر خروجي من محلة السلطان

صفحة : 265

  وكان السلطان لما توجه إلى بلاد المعبر وصل إلى التلنك، ووقع الوباء بعسكره، فعاد إلى دولة آباد، ثم وصل إلى نهر الكنك فنزل عليه، وأمر الناس بالبناء. وخرجت في تلك الأيام إلى محلته، واتفق ما سردناه من مخالفة عين الملك، ولازمت السلطان في تلك الأيام، وأعطاني من عتاق الخيل، لما قسمها على خواصه، وجعلني فيهم، وحضرت معه الوقيعة على عين الملك والقبض عليه، وجزت معه نهر الكنك ونهر السرو، لزيارة قبر الصالح البطل سالارعود  مسعود  ، وقد استوفيت ذلك كله، وعدت معه إلى حضرة دهلي لما عاد إليها.

  ذكر ما هم به السلطان من عقابي

  وما تداركني من لطف الله تعالى

 وكان سبب ذلك أني ذهبت يوما لزيارة الشيخ شهاب الدين ابن الشيخ الجام، بالغار الذي احتفره خارج دهلي، وكان قصدي رؤية ذلك الغار. فلما أخذه السلطان، سأل أولاده عمن كان يزوره، فذكروا أناسا أنا من جملتهم. فأمر السلطان أربعة من عبيده بملازمتي بالمشور. وعادته أنه متى فعل ذلك مع أحد قلما يتخلص. فكان أول يوم من ملازمتهم لي يوم الجمعة، فألهمني الله تعالى إلى تلاوة قوله:  حسبنا الله ونعم الوكيل  فقرأتها ثلاثا وثلاثين ألف مرة، وبت بالمشور، وواصلت إلى خمسة أيام، في كل يوم منها أختم القرآن وأفطر على الماء خاصة، ثم أفطرت بعد خمس، وواصلت أربعا، وتخلصت بعد قتل الشيخ، والحمد لله تعالى.

  ذكر انقباضي عن الخدمة وخروجي عن الدنيا

 ولما كان بعد مدة انقبضت عن الخدمة، ولازمت الشيخ الإمام العالم العابد الزاهد الخاشع الورع فريد الدهر ووحيد العصر كمال الدين عبد الله الغاري، وكان من الأولياء، وله كرامات كثيرة، فقد ذكرت منها ما شاهدته عند ذكر اسمه. وانقطعت إلى خدمة هذا الشيخ، ووهبت ما عندي للفقراء والمساكين. وكان الشيخ يواصل عشرة أيام، وربما واصل عشرين. فكنت أحب أن أواصل، فكان ينهاني ويأمرني بالرفق على نفسي في العبادة، ويقول لي: إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى. وظهر لي من نفسي تكاسل بسبب شيء بقي معي، فخرجت عن جميع ما عندي من قليل وكثير، وأعطيت ثياب ظهري لفقير، ولبست ثيابه. ولزمت هذا الشيخ خمسة أشهر، والسلطان إذ ذاك غائب ببلاد السند.

  ذكر بعث السلطان عني وإبايتي الرجوع

  إلى الخدمة واجتهادي في العبادة

 ولما بلغه خبر خروجي عن الدنيا استدعاني وهو يومئذ بسوستان، فدخلت عليه في زي الفقراء، فكلمني أحسن كلام وألطفه، وأراد مني الرجوع إلى الخدمة فأبيت، وطلبت منه الإذن في السفر إلى الحجاز، فأذن لي فيه، وانصرفت عنه، ونزلت بزاوية تعرف بالنسبة إلى الملك بشير، وذلك في أواخر جمادى الثانية سنة اثنتين وأربعين. فاعتكفت بها شهر رجب وعشرة من شعبان، وانتهيت إلى مواصلة خمسة أيام، وأفطرت بعدها على قليل أرز دون إدام. وكنت أقرأ القرآن كل يوم، وأتهجد بما شاء الله. وكنت إذا أكلت الطعام آذاني، فإذا طرحته وجدت الراحة. وأقمت كذلك أربعين يوما، ثم بعث عني ثانية.

  ذكر ما أمرني به من التوجه إلى الصين في الرسالة

 ولما كملت لي أربعون يوما بعث إلي السلطان خيلا مسرجة وجواري وغلمانا وثيابا ونفقة، فلبست ثيابه وقصدته. وكانت لي جبة قطن زرقاء مبطنة، لبستها أيام اعتكافي. فلما جردتها ولبست ثياب السلطان أنكرت نفسي. وكنت متى نظرت إلى تلك الجبة أجد نورا في باطني، ولم تزل عندي إلى أن سلبني الكفار في البحر. ولما وصلت إلى السلطان زاد في إكرامي على ما كنت أعهده، وقال لي: إنما بعثت إليك لتتوجه عني رسولا إلى ملك الصين. فإني أعلم حبك في الأسفار والجولان. فجهزني بما أحتاج له، وعين للسفر معي من يذكر بعد.

  ذكر سبب بعث الهدية للصين

  وذكر من بعث معي وذكر الهدية

صفحة : 266

  وكان ملك الصين قد بعث إلى السلطان مائة مملوك وجارية وخمسمائة ثوب من الكمخا، منها مائة من التي تصنع بمدينة الزيتون، ومائة من التي تصنع بمدينة الخنسا، وخمسة أمنان من المسك، وخمسة أثواب مرصعة بالجوهر، ومثلها من التراكش مزركشة، ومثلها سيوف. وطلب من السلطان يأذن له في بناء بيت الأصنام بناحية جبل قراجيل المتقدم ذكره، ويعرف الموضع الذي هو به بسمهل  بفتح السين المهمل وسكون الميم وفتح الهاء  . وإليه يحج أهل الصين. وتغلب عليه جيش الإسلام بالهند فخربوه وسلبوه. ولما وصلت هذه الهدية إلى السلطان كتب إليه بأن هذا المطلب لا يجوز في ملة الإسلام إسعافه، ولا يباح بناء كنيسة بأرض المسلمين إلا لمن يعطي الجزية. فإن رضيت بإعطائها أبحنا لك بناءه والسلام على من اتبع الهدى. وكافأة على هديته بخير منها، وذلك مائة فرس من الجياد مسرجة ملجمة ومائة مملوك ومائة جارية من كفار الهند مغنيات ورواقص، ومائة ثوب بيرمية، وهي من القطن ولا نظير لها في الحسن قيمة الثوب منها مائة دينار، ومائة شقة من ثياب الحرير المعروفة بالجز  بضم الجيم وزاي  ، وهي التي يكون حرير إحداها مصبوغا بخمسة ألوان وأربعة، ومائة ثوب من الثياب المعروفة بالصلاحية، ومثلها من الشيرين باف، ومثلها من الشان باف، وخمسمائة ثوب من المرعز، مائة منها سود، ومائة بيض، ومائة حمر، ومائة خضر، ومائة زرق، ومائة شقة من الكتان الرومي، ومائة فضلة من الملف، وسراجة، وست من القباب، وأربع حسك من ذهب، وست حسك من فضة منيلة، وأربعة طسوت من الذهب ذات أباريق كمثلها، وستة طسوت من الفضة، وعشر خلع من ثياب السلطان مزركشة، وعشر شواش من لباسه، إحداها مرصعة بالجوهر، وعشرة تراكش مزركشة، وأحدها مرصع بالجواهر، وعشرة من السيوف، أحدها مرصع الغمد بالجوهر، ودشت بان  دستبان  وهو قفاز مرصع بالجواهر، وخمسة عشر من الفتيان. وعين السلطان للسفر معي بهذه الهدية الأمير ظهير الدين الزنجاني، وهو من فضلاء أهل العلم، والفتى كافور الشريدار، وإليه سلمت الهدية، وبعث معنا الأمير محمد الهروي في ألف فارس ليوصلنا إلى الموضع الذي نركب منه البحر. وتوجه صحبتنا أرسال ملك الصين، وهم خمسة عشر رجلا، يسمى كبيرهم ترسي، وخدامهم نحو مائة رجل. وانفصلنا في جمع كبير ومحلة عظيمة، وأمر لنا السلطان بالضيافة مدة سفرنا ببلاده.

 وكان سفرنا في السابع عشر لشهر صفر سنة ثلاث وأربعين، وهو اليوم الذي اختاروه للسفر، لأنهم يختارون للسفر من أيام الشهر ثانيه، أو سابعه أو الثاني عشر أو السابع عشر أو الثاني والعشرين أو السابع والعشرين. فكان نزولنا في أول مرحلة بمنزل تلبت على مسافة فرسخين وثلث من حضرة دهلي.

 ورحلنا منها إلى منزل هيلوور ، ورحلنا منه إلى مدينة بيانة  وضبط اسمها بفتح الباء الموحدة وفتح الياء آخر الحروف مع تخفيفها وفتح النون  ، وهي كبيرة حسنة البناء مليحة الأسواق، ومسجدها الجامع من أبدع المساجد، وحيطانه وسقفه حجارة. والأمير بها مظفر ابن الداية، وأمه هي داية للسلطان. وكان بها قبله الملك مجير ابن أبي الرجاء، أحد كبار الملوك، وقد تقدم ذكره، وهو ينتسب إلى قريش وفيه تجبر، وله ظلم كثير. قتل من أهل هذه المدينة جملة، ومثل بكثير منهم.

 ولقد رأيت من أهلها رجلا حسن الهيئة قاعدا في أسطوان منزله، وهو مقطوع اليدين والرجلين. وقدم السلطان مرة على هذه المدينة، فتشكى الناس من الملك مجير المذكور. فأمر السلطان بالقبض عليه، وجعلت في عنقه الجامعة وكان يقعد بالديوان بين يدي الوزير، وأهل البلد يكتبون عليه المظالم، فأمره السلطان بإرضائهم، فأرضاهم بالأموال. ثم قتله بعد ذلك. ومن كبار أهل هذه المدينة الإمام العالم عز الدين الزبيري من ذرية الزبير ابن العوام رضي الله عنه، أحد كبار الفقهاء الصلحاء. لقيته بكاليور عند الملك عز الدين البنتاني، المعروف بأعظم ملك. ثم رحلنا من بيانة فوصلنا إلى مدينة كول  وضبط اسمها بضم الكاف  مدينة حسنة ذات بساتين، وأكثر أشجارها العنبا. ونزلنا بخارجها في بسيط أفيح. ولقينا بها الشيخ الصالح العابد شمس الدين المعروف بابن العارفين، وهو مكفوف البصر معمر، وبعد ذلك سجنه السلطان، ومات في سجنه، وقد ذكرنا حديثه.

  ذكر غزوة شهدناها بكول

صفحة : 267

  ولما بلغنا إلى مدينة كول، بلغنا أن بعض كفار الهنود حاصروا بلدة الجلالي وأحاطوا بها، وهي على مسافة سبعة أميال من كول. قصدناها والكفار يقاتلون أهلها وقد أشرفوا على التلف، ولم يعلم الكفار بنا، حتى صدقنا الحملة عليهم، وهم في نحو ألف فارس، وثلاثة آلاف راجل، فقتلناهم عن آخرهم، واحتوينا على خيلهم وأسلحتهم، واستشهد من أصحابنا ثلاثة وعشرون فارسا وخمسة وخمسون راجلا، واستشهد الفتى كافور الساقي الذي كانت الهدية مسلمة بيده. فكتبنا إلى السلطان بخبره، وأقمنا في انتظار الجواب. وكان الكفار في أثناء ذلك ينزلون من جبل هنالك منيع، فيغيرون على نواحي بلدة الجلالي. وكان أصحابنا يركبون كل يوم مع أمير تلك الناحية ليعينوه على مدافعتهم.

  ذكر محنتي بالأسر وخلاصي منه

  وخلاصي من شدة بعده على يد ولي من أولياء الله تعالى

 وفي بعض تلك الأيام ركبت في جماعة من أصحابي، ودخلنا بستانا نقيل فيه، وذلك في فصل القيظ. فسمعنا الصياح، فركبنا ولحقنا كفارا أغاروا على قرية من قرى الجلالي. فاتبعناهم فتفرقوا، وتفرق أصحابنا في طلبهم. وانفردت في خمسة من أصحابنا. فخرج علينا جملة من الفرسان والرجال من غيضة هنالك، ففررنا منهم لكثرتهم. واتبعني نحو عشرة منهم، ثم انقطعوا عني إلا ثلاثة منهم. ولا طريق بين يدي، وتلك الأرض كثيرة الحجارة. فنشبت يد فرسي بين الحجارة فنزلت عنه، واقتلعت يده، وعدت إلى ركوبه. والعادة بالهند أن يكون مع الإنسان سيفان أحدهما معلق بالسراج ويسمى الركابي والآخر في التركش. فسقط سيفي الركابي من غمده، وكانت حليته ذهبا، فنزلت فأخذته وتقلدته وركبت، وهم في أثري. ثم وصلت إلى خندق عظيم فنزلت ودخلت في جوفه فكان آخر عهدي بهم.

 ثم خرجت إلى واد في وسط شجراء ملتفة في وسطها طريق. فمشيت عليها ولا أعرف منتهاها، فبينا أنا في ذلك خرج علي نحو أربعين رجلا من الكفار بأيديهم القسي فأحدقوا بي، وخفت أن يرموني رمية رجل واحد إن فررت منهم، وكنت غير متدرع، فألقيت بنفسي إلى الأرض، واستأسرت. وهم لا يقتلون من فعل ذلك، فأخذوني وسلبوني جميع ما علي، غير جبة وقميص وسروال، ودخلوا بي إلى تلك الغابة، فانتهوا بي إلى موضع جلوسهم منها على حوض ماء بين تلك الأشجار، وأتوني بخبز ماش وهو الجلبان فأكلت منه وشربت من الماء. وكان معهم مسلمان، كلماني بالفارسية، وسألاني عن شأني، فأخبرتهما ببعضه وكتمتهما أني من جهة السلطان فقالا لي: لا بد أن يقتلك هؤلاء أو غيرهم، ولكن هذا مقدمهم. وأشاروا إلى رجل منهم، فكلمته بترجمة المسلمين وتلطفت له. فوكل بي ثلاثة منهم، أحدهم شيخ ومعه ابنه والآخر أسود خبيث. وكلمني أولئك الثلاثة، ففهمت منهم أنهم أمروا بقتلي واحتملوني عشي النهار إلى كهف. وسلط الله على الأسود منهم حمى مرعدة، فوضع رجليه علي، ونام الشيخ وابنه. فلما أصبح الصباح، تكلموا فيما بينهم، وأشاروا إلي بالنزول معهم إلى الحوض، وفهمت أنهم يريدون قتلي، فكلمت الشيخ وتلطفت إليه فرق لي، وقطعت كمي قميصي وأعطيته إياهما، لكي لا يأخذه أصحابه في إن فررت.

 ولما كان عند الظهر سمعنا كلاما عند الحوض، فظنوا أنهم أصحابهم فأشاروا إلي بالنزول معهم، فنزلنا ووجدنا قوما آخرين، فأشاروا عليهم أن يذهبوا في صحبتهم فأبوا. وجلس ثلاثتهم أمامي، وأنا مواجه لهم. ووضعوا حبل قنب كان معهم بالأرض، وأنا أنظر إليهم وأقول في نفسي، بهذا الحبل يربطوني عند القتل. وأقمت كذلك ساعة، ثم جاء ثلاثة من أصحابهم الذين أخذوني، فتكلموا معهم، وفهمت أنهم قالوا لهم: لأي شيء ما قتلتموه  فأشار الشيخ إلى الأسود. كأنه اعتذر بمرضه، وكان أحد هؤلاء الثلاثة شابا حسن الوجه، فقال لي: أتريد أن أسرحك  فقلت: نعم. فقال: اذهب. فأخذت الجبة التي كانت علي فأعطيته إياها. وأعطاني منيرة بالية عنده وأراني الطريق، فذهبت وخفت أن يبدو لهم، فيدركونني. فدخلت غيضة قصب وأخفيت نفسي فيها إلى أن غابت الشمس.

 ثم خرجت وسلكت الطريق التي أرانيها الشاب، فأفضت بي إلى ماء فشربت منه، وسرت إلى ثلث الليل، فوصلت إلى جبل، فنمت تحته. فلما أصبحت سلكت الطريق فوصلت ضحى إلى جبل من الصخر عال فيه شجر أم غيلان والسدر، فكنت أجني النبق فآكله حتى أثر الشوك في ذراعي آثارا هي باقية حتى الآن.

صفحة : 268

  ثم نزلت من ذلك الجبل إلى أرض مزروعة قطنا، وبها أشجار الخروع، وهنالك باين، والباين عندهم بئر متسعة جدا مطوية بالحجارة لها درج ينزل عليها إلى ورد الماء وبعضها يكون في وسطه وجوانبه القباب من الحجر والسقائف والمجالس، ويتفاخر ملوك البلاد وأمراؤها بعمارتها في الطرقات التي لا ماء بها، وسنذكر بعض ما رأيناه منها فيما بعد. ولما وصلت إلى الباين شربت منه ووجدت عليه شيئا من عساليج الخردل، قد سقطت لمن غسلها، فأكلت منها، وادخرت باقيها، ونمت تحت شجرة خروع. فبينما أنا كذلك إذ ورد الباين نحو أربعين فارسا مدرعين، فدخل بعضهم إلى المزرعة، ثم ذهبوا وطمس الله أبصارهم دوني. ثم جاء بعدهم نحو خمسين في السلاح. ونزلوا إلى الباين. وأتى أحدهم شجرة إزاء الشجرة التي كنت تحتها، فلم يشعر بي، ودخلت إذ ذاك في مزرعة القطن، وأقمت بها بقية نهاري. وأقاموا على الباين يغسلون ثيابهم ويلعبون. فلما كان الليل هدأت أصواتهم. فعلمت أنهم قد مروا أو ناموا، فخرجت حينئذ، واتبعت أثر الخيل والليل مقمر، وسرت حتى انتهيت إلى باين آخر عليه قبة، فنزلت إليه وشربت من مائه، وأكلت من عساليج الخردل التي كانت عندي، ودخلت القبة فوجدتها مملوءة بالعشب مما يجمعه الطير، فنمت عليها، وكنت أحس حركة حيوان في ذلك العشب أظنه حية فلا أبالي بها لما بي من الجهد. فلما أصبحت سلكت طريقا واسعة تفضي إلى قرية خربة، وسلكت سواها، فكانت كمثلها. وأقمت كذلك أياما، وفي بعضها وصلت إلى أشجار ملتفة، بينها حوض ماء، وداخلها شبه بيت، وعلى جوانب الحوض نبات الأرض كالنجيل وغيره، فأردت أن أقعد هنالك حتى يبعث الله من يوصلني إلى العمارة. ثم إني وجدت يسير قوة، فنهضت على طريق وجدت بها أثر البقر، ووجدت ثورا عليه بردعة ومنجل، فإذا تلك الطريق تفضي إلى قرى الكفار. فاتبعت طريقا أخرى، فأفضت بي إلى قرية خربة. ورأيت بها أسودين عريانين فخفتهما، وأقمت تحت أشجار هنالك. فلما كان الليل دخلت القرية، ووجدت دارا في بيت من بيوتها شبه خابية كبيرة، يصنعونها لاختزان الزرع، وفي أسفلها نقب يسع الرجل، فدخلتها ووجدت داخلها مفروشا بالتبن وفيه حجر جعلت رأسي عليه ونمت. وكان فوقها طائر يرفرف بجناحيه أكثر الليل وأظنه كان يخاف فاجتمعنا خائفين.

 وأقمت على تلك الحال سبعة أيام من يوم أسرت، وهو يوم السبت، وفي السابع منها وصلت إلى قرية للكفار عامرة، وفيها حوض ماء، ومنابت خضر فسألتهم الطعام فأبوا أن يعطوني، فوجدت حول بئر بها أوراق فجل فأكلتها. وجئت القرية فوجدت جماعة كفار لهم طليعة، فدعاني طليعتهم فلم أجبه، وقعدت إلى الأرض. فأتى أحدهم بسيف مسلول ورفعه ليضربني به، فلم ألتفت إليه لعظيم ما بي من الجهد، ففتشني فلم يجد عندي شيئا، فأخذ القميص الذي كنت أعطيت كميه للشيخ الموكل بي.

صفحة : 269

  ولما كان في اليوم الثامن اشتد بي العطش وعدمت الماء، ووصلت إلى قرية خراب، فلم أجد بها حوضا. وعادتهم بتلك القرى أن يصنعوا أحواضا يجتمع بها ماء المطر فيشربون منه جميع السنة. فاتبعت طريقا، فافضت بي إلى بئر غير مطوية، عليها حبل مضنوع من نبات الأرض وليس فيه آنية يستقى بها، فربطت خرقة كانت على رأسي في الحبل، وامتصصت ما تعلق بها من الماء، فلم يروني، فربطت خفي واستقيت به فلم يروني، فاستقيت به ثانيا، فانقطع الحبل ووقع الخف في البئر، فربطت الخف الآخر وشربت حتى رويت، ثم قطعته فربطت أعلاه على رجلي بحبل البئر، وبخرق وجدتها هنالك. فبينا أنا أربطها وأفكر في حالي إذ لاح لي شخص، فنظرت إليه فإذا رجل أسود اللون بيده إبريق وعكاز، وعلى كاهله جراب. فقال لي: سلام عليكم. فقلت له: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. فقال لي بالفارسية: جيكس  جه كسى  معناه: من أنت  فقلت له: أنا تائه. فقال لي: وأنا كذلك. ثم ربط إبريقه بحبل كان معه واستقى ماء، فأردت أن أشرب، فقال لي: إصبر. ثم فتح جرابه، فأخرج منه غرفة حمص أسود مقلي مع قليل أرز. فأكلت منه وشربت، وتوضأ وصلى ركعتين، وتوضأت أنا وصليت. وسألني عن اسمي فقلت له: محمد، وسألته عن اسمه فقال لي: القلب الفارح. فتفاءلت بذلك وسررت به. ثم قال لي: بسم الله. ترافقني  فقلت: نعم. فمشيت معه قليلا. ثم وجدت فتورا في أعضائي، ولم أستطع النهوض فقعدت. فقال لي: ما شأنك. فقلت له: كنت قادرا على المشي قبل أن ألقاك، فلما لقيتك عجزت. فقال: سبحان الله، اركب فوق عنقي. فقلت له: إنك ضعيف، ولا تستطيع ذلك. فقال: يقويني الله. لا بد لك فركبت على عنقه. وقال لي أكثر من قراءة: حسبنا الله ونعم الوكيل، فأكثرت من ذلك.

 وغلبتني عيني فلم أفق إلا لسقوطي على الأرض، فاستيقظت ولم أر للرجل أثرا، وإذا أنا في قرية عامرة، فدخلتها فوجدتها لرعية الهنود وحاكمها من المسلمين، فأعلموه بي فجاء إلي فقلت له: ما اسم هذه القرية  فقال لي: تاج بوره. وبينها وبين مدينة كول حيث أصحابنا فرسخان. وحملني ذلك الحاكم إلى بيته، فأطعمني طعاما سخنا واغتسلت. وقال لي: عندي ثوب وعمامة أودعهما عندي رجل عربي مصري من أهل المحلة التي بكول. فقلت له: هاتهما ألبسهما إلى أن أصل إلى المحلة. فأتى بهما، فوجدتهما من ثيابي التي كنت قد وهبتها لذلك العربي لما قدمنا كول. فطال تعجبي من ذلك.

 وفكرت بالرجل الذي حملني على عنقه، فتذكرت ما أخبرني به ولي الله تعالى أبو عبد الله المرشدي، حسبما ذكرناه في السفر الأول، إذ قال لي: ستدخل أرض الهند وتلقى بها أخي ويخلصك من شدة تقع فيها. وتذكرت قوله لما سألته عن اسمه فقال: القلب الفارح وتفسيره بالفارسية دلشاد، فعلمت أنه هو الذي أخبرني بلقائه، وأنه من الأولياء. ولم يحصل لي من صحبته إلا المقدار الذي ذكر، وأتيت تلك الليلة إلى أصحابي بكول معلما لهم بسلامتي، فجاءوا إلي بفرس وثياب، واستبشروا بي ووجدت جواب السلطان قد وصلهم، وبعث بفتى يسمى بسنبل الجامدار، عوضا من كافور المستشهد، وأمرنا أن نتمادى على سفرنا. ووجدتهم أيضا قد كتبوا للسلطان بما كان من أمري، وتشاءموا بهذه السفرة لما جرى فيها علي وعلى كافور، وهم يريدون أن يرجعوا. فلما رأيت تأكيد السلطان في السفر أكدت عليهم، وقوي عزمي. فقالوا: ألا ترى ما اتفق في بداية هذه السفرة  والسلطان يعذرك، فلنرجع إليه أو تقيم حتى يصل جوابه. فقلت لهم: لا يمكن المقام، وحيثما كنا أدركنا الجواب. فرحلنا من كول ونزلنا برج بوره، وبه زاوية حسنة، فيها شيخ حسن الصورة والسيرة يسمى بمحمد العريان، لأنه لا يلبس عليه إلا ثوبا من سرته إلى أسفل، وباقي جسده مكشوف. وهو تلميذ الصالح الولي محمد العريان القاطن بقرافة مصر نفع الله به.

 حكاية هذا الشيخ

صفحة : 270

  وكان من أولياء الله تعالى، قائما على قدم التجرد، يلبس تنورة، وهو ثوب يستر من سرته إلى أسفل. ويذكر أنه كان إذا صلى العشاء الآخرة أخرج كل ما بقي بالزاوية من طعام وإدام وماء، وفرقه على المساكين، ورمى بفتيلة السراج وأصبح على غير معلوم. وكانت عادته أن يطعم أصحابه عند الصباح خبزا وفولا. فكان الخبازون والفوالون يستبقون إلى زاويته، فيأخذ منهم مقدار ما يكفي الفقراء، ويقول لمن أخذ منه ذلك: اقعد، حتى يأخذ أول ما يفتح به عليه في ذلك اليوم قليلا أو كثيرا. ومن حكاياته أنه لما وصل قازان ملك التتر إلى الشام بعساكره، وملك دمشق ما عدا قلعتها، وخرج الملك الناصر إلى مدافعته، ووقع اللقاء على مسيرة يومين من دمشق، بموضع يقال له قشحب. والملك الناصر إذ ذاك حديث السن لم يعهد الوقائع. وكان الشيخ العريان في صحبته فنزل. وأخذ قيدا فقيد به فرس الملك الناصر لئلا يتزحزح عند اللقاء لحداثة سنه فيكون ذلك سبب هزيمة المسلمين. فثبت الملك الناصر وهزم التتر هزيمة شنعاء، قتل منهم فيها كثير وغرق كثير بما أرسل عليه من المياه. ولم يعد التتر إلى قصد بلاد الإسلام بعدها. وأخبرني الشيخ محمد العريان المذكور تلميذ هذا الشيخ أنه حضر هذه الوقيعة وهو حديث السن. ورحلنا من برج بوره ونزلنا على الماء المعروف باب سياه، ثم رحلنا إلى مدينة قنوج  وضبط اسمها بكسر القاف وفتح النون وواو ساكن وجيم  مدينة كبيرة حسنة العمارة حصينة رخيصة الأسعار كثيرة السكر، ومنها يحمل إلى دهلي. وعليها سور عظيم، وقد تقدم ذكرها. وكان بها الشيخ معين الدين الباخرزي، أضافنا بها، وأميرها فيروز البدخشاني من ذرية بهرام جور  جوبين  صاحب كسرى. وسكن بها جماعة من الصلحاء الفضلاء المعروفين بمكارم الأخلاق يعرفون بأولاد شرف جهان، وكان جدهم قاضي القضاة بدولة آباد، وهو من المحسنين المتصدقين، وانتهت الرياسة ببلاد الهند إليه.

 حكاية يذكر أنه عزل مرة عن القضاء وكان له أعداء، فادعى أحدهم عند القاضي الذي ولي بعده أن له عشرة آلاف دينار قبله، ولم تكن له بينة، وكان قصده أن يحلفه. فبعث القاضي له، فقال لرسوله: بم ادعى علي  فقال: بعشرة آلاف دينار. فبعث إلى مجلس القاضي عشرة آلاف، وسلمت للمدعي. وبلغ خبره السلطان علاء الدين، وصح عنده بطلان تلك الدعوى، فأعاده إلى القضاء، وأعطاه عشرة آلاف. وأقمنا بهذه المدينة ثلاثا، ووصلنا فيها جواب السلطان في شأني بأنه لم يظهر لفلان أثر، فيتوجه وجيه الملك قاضي دولة آباد عوضا منه. ثم رحلنا من هذه المدينة فنزلنا بمنزل هنول ثم بمنزل وزير بور ثم بمنزل البجالصة، ثم وصلنا إلى مدينة موري  وضبط اسمها بفتح الميم وواو وراء  وهي صغيرة، ولها أسواق حسنة. ولقيت بها الشيخ الصالح المعمر قطب الدين المسمى بحيدر الفرغاني، وكان بحال المرض، فدعاني وزودني رغيف شعير، وأخبرني أن عمره ينيف على مائة وخمسين، وذكر لي أصحابه أنه يصوم الدهر، ويواصل كثيرا، ويكثر الأعتكاف، وربما أقام في خلوته أربعين يوما يقتات فيها بأربعين تمرة، في كل يوم واحدة. وقد رأيت بدهلي الشيخ المسمى برجب البرقعي دخل الخلوة بأربعين تمرة فأقام بها أربعين يوما ثم خرج، وفضل معه منها ثلاث عشرة تمرة. ثم رحلنا ووصلنا إلى مدينة مره وضبط اسمها  بفتح وسكون الراء وهاء  ، وهي مدينة كبيرة، أكثر سكانها كفار تحت الذمة، وهي حصينة. وبها القمح الطيب الذي ليس مثله بسواها، ومنها يحمل إلى دهلي، وحبوبه طوال شديدة الصفرة ضخمة، ولم أر قمحا مثله إلا بأرض الصين. وتنسب هذه المدينة إلى المالوة  بفتح اللام  ، وهي قبيلة من قبائل الهنود كبار الأجسام عظام الخلق حسان الصور، لنسائهم الجمال الفائق، وهن مشهورات بطيب الخلوة ووفرة الحظ من اللذة. وكذا نساء المرهتة ونساء جزيرة ذيبة المهل. ثم سافرنا إلى مدينة علابور  وضبط اسمها بفتح العين ولام وألف وباء موحدة مضمومة وواو وراء  مدينة صغيرة أكثر سكانها الكفار تحت الذمة، وعلى مسيرة يوم منها سلطان كافر اسمه قتم  بفتح القاف والتاء المعلوة  وهو سلطان جنبيل  بفتح الجيم وسكون النون وكسر الباء الموحدة وياء مد ولام  الذي حاصر مدينة كيالير وقتل بعد ذلك.

 حكاية

صفحة : 271

  كان هذا السلطان الكافر قد حاصر مدينة رابري، وهي على نهر اللجون، كثيرة القرى والمزارع. وكان أميرها خطاب الأفغاني، وهو أحد الشجعان واستعان السلطان الكافر بسلطان كافر مثله يسمى رجو  بفتح الراء وضم الجيم  وبلده يسمى سلطان بور، وحاصر مدينة رابري، فبعث خطاب إلى السلطان يطلب منه الإعانة، فأبطأ عليه المدد وهو على مسيرة أربعين من الحضرة، فخاف أن يتغلب الكفار عليه، فجمع من قبيلة الأفغان نحو ثلاثمائة ومثلهم من المماليك، ونحو أربعمائة من سائر الناس، وجعلوا العمائم في أعناق خيلهم، وهي عادة أهل الهند إذا أرادوا الموت وباعوا نفوسهم من الله تعالى. وتقدم خطاب وقبيلته وتبعهم الناس، وفتحوا الباب عند الصبح، وحملوا على الكفار حملة واحدة، وكانوا نحو خمس عشر ألفا، فهزموهم بإذن الله وقتلوا سلطانيهم: قتم ورجو، وبعثوا برأسيهما إلى السلطان. ولم ينج من الكفار إلا الشريد.

  ذكر أمير علابور واستشهاده

 وكان أمير علابور بدر الحبشي من عبيد السلطان، وهو من الأبطال الذين تضرب بهم الأمثال، وكان لا يزال يغير على الكفار منفردا بنفسه، فيقتل ويسبي، حتى شاع خبره واشتهر أمره وهابه الكفار.

 وكان طويلا ضخما يأكل الشاة عن آخرها في أكلة. وأخبرت أنه كان يشرب نحو رطل ونصف من السمن بعد غذائه على عادة الحبشة ببلادهم، وكان له ابن يدانيه في الشجاعة. فاتفق أنه أغار مرة في جماعة من عبيده على قرية للكفار فوقع به الفرس في مطمورة، واجتمع عليه أهل القرية فضربه أحدهم بقتارة، والقتارة  بقاف معقود وتاء معلوة  حديدة شبه سكة الحرث، يدخل الرجل يده فيها فتكسو ذراعه ويفضل منها مقدار ذراعين، وضربتها لا تبقي، فقتله بتلك الضربة ومات فيها. وقاتل عبيده أشد القتال، فتغلبوا على القرية وقتلوا رجالها وسبوا نساءها وأخرجوا الفرس من المطمورة سالما، فأتوا به ولده. فكان من الاتفاق الغريب أنه ركب الفرس وتوجه إلى دهلي، فخرج عليه الكفار، فقاتلهم حتى قتل، وعاد الفرس إلى أصحابه، فدفعوه إلى أهله، فركبه صهر له، فقتله الكفار عليه أيضا. ثم سافرنا إلى مدينة كاليور  وضبط اسمها بفتح الكاف المعقود وكسر اللام وضم الياء آخر الحروف وواو وراء  ويقال فيه أيضا: كيالير، وهي مدينة كبيرة لها حصن منيع منقطع في رأس شاهق، على بابه صورة فيل وفيال من الحجارة، وقد مر ذكره في اسم السلطان قطب الدين. وأمير هذه المدينة أحمد بن سيرخان، فاضل كان يكرمني أيام إقامتي عنده قبل هذه السفرة، ودخلت عليه يوما وهو يريد توسيط رجل من الكفار، فقلت له: بالله لا تفعل ذلك، فإني ما رأيت أحدا قط يقتل بمحضري، فأمر بسجنه. وكان ذلك سبب خلاصه. ورحلنا من مدينة كاليور إلى مدينة برون  وضبط اسمها بفتح الباء المعقودة وسكون الراء وفتح الواو وآخره نون  مدينة صغيرة للمسلمين بين بلاد الكفار، أميرها محمد بن بيرم التركي الأصل. والسباع بها كثيرة، وذكر لي بعض أهلها أن السبع كان يدخل إليها ليلا، وأبوابها مغلقة فيفترس الناس. حتى قتل من أهلها كثيرا، وكانوا يعجبون في شأن دخوله.

 وأخبرني محمد التوفيري من أهلها، وكان جارا لي بها أنه دخل داره ليلا وافترس صبيا من فوق السرير. وأخبرني غيره أنه كان مع جماعة في دار عرس فخرج أحدهم لحاجة فافترسه أسد فخرج أصحابه في طلبه، فوجدوه مطرحا بالسوق وقد شرب دمه، ولم يأكل لحمه. وذكروا أنه كذلك فعله بالناس. ومن العجب أن بعض الناس أخبرني أن الذي يفعل ذلك ليس بسبع، وإنما هو آدمي من السحرة المعروفين بالجوكية، يتصور في صورة سبع. ولما أخبرت بذلك أنكرته، وأخبرني به جماعة. ولنذكر بعضا من أخبار هؤلاء السحرة.

  ذكر السحرة الجوكية

صفحة : 272

  وهؤلاء الطائفة تظهر منهم العجائب، منها أن أحدهم يقيم الأشهر لا يأكل ولا يشرب، وكثير منهم تحفر لهم تحت الأرض وتبنى عليه. فلا يترك له إلا موضع يدخل منه الهواء، ويقيم بها الشهور. وسمعت أن بعضهم يقيم كذلك سنة. ورأيت بمدينة منجرور رجلا من المسلمين ممن يتعلم منهم، قد رفعت له طبلة، وأقام بأعلاها، لا يأكل ولا يشرب مدة خمسة وعشرين يوما، وتركته كذلك. فلا أدري كم أقام بعدي. والناس يذكرون أنهم يركبون حبوبا، يأكلون الحبة منها لأيام معلومة وأشهر، فلا يحتاج في تلك المدة إلى طعام ولا شراب. ويخبرون بأمور معيبة. والسلطان يعظمهم ويجالسهم. ومنهم من يقتصر في أكله على البقل، ومنهم من لا يأكل اللحم وهم الأكثرون. والظاهر من حالهم أنهم عودوا أنفسهم الرياضة. ولا حاجة لهم في الدنيا وزينتها. ومنهم من ينظر إلى الإنسان فيقع ميتا من نظرته، وتقول العامة: إنه إذا قتل بالنظر، وشق عن صدر الميت، وجد دون قلب. ويقولون: أكل قلبه. وأكثر ما يكون هذا في النساء. والمرأة التي تفعل ذلك تسمى كفتار.

 حكاية لما وقعت المجاعة العظمى ببلاد الهند بسبب القحط، والسلطان ببلاد التلنك، نفذ أمره أن يعطى لأهل دهلي ما يقوتهم بحساب رطل ونصف للواحد في اليوم. فجمعهم الوزير، ووزع المساكين منهم على الأمراء والقضاة ليتولوا إطعامهم. فكان عندي منهم خمسمائة نفس، فعمرت لهم سقائف في واد ، وأسكنتهم بها. وكنت أعطيتهم نفقتهم خمسة أيام. فلما كان في بعض الأيام أتوني بامرأة منهم وقالوا: إنها كفتارة. وقد أكلت قلب صبي كان إلى جانبها، وأتوا بالصبي ميتا. فأمرتهم أن يذهبوا بها إلى نائب السلطان، فأمر باختبارها. وذلك بأن ملأوا أربع جرات بالماء وربطوها بيديها ورجليها وطرحوها في نهر الجون، فلم تغرق. فعلم أنها كفتار، ولو لم تطف على الماء لم تكن بكفتار. فأمر بإحراقها بالنار. وأتى أهل البلد رجالا ونساء فأخذوا رمادها. وزعموا أنه من تبخر به أمن في تلك السنة من سحر كفتار.

 حكاية بعث إلي السلطان يوما وأنا عنده بالحضرة، فدخلت عليه وهو في خلوة، وعنده بعض خواصه ورجلان من هؤلاء الجوكية، وهم يلتحفون بالملاحف، ويغطون رؤوسهم لأنهم ينتفونها بالرماد، كما ينتف الناس آباطهم. فأمرني بالجلوس فجلست فقال لهما: إن هذا العزيز من بلاد بعيدة، فأرياه ما لم يره، فقالا: نعم. فتربع أحدهما، ثم ارتفع عن الأرض حتى صار في الهواء فوقنا متربعا، فعجبت منه، وأدركني الوهم فوقعت على الأرض. فأمر السلطان أن أسقى دواء عنده، فأفقت وقعدت، وهو على حاله متربع. فأخذ صاحبه نعلا له من شكارة كانت معه فضرب بها الأرض كالمغتاظ فصعدت إلى أن علت فوق عنق المتربع وجعلت تضرب في عنقه، وهو ينزل قليلا قليلا حتى جلس معنا. فقال السلطان: إن المتربع هو تلميذ صاحب النعل. ثم قال: لولا أني أخاف على عقلك لأمرتهم أن يأتوا بأعظم مما رأيت. فانصرفت عنه، وأصابني الخفقان، ومرضت، حتى أمر لي بشربة أذهبت ذلك عني.

 ولنعد لما كنا بسبيله فنقول: سافرنا من مدينة برون إلى منزل أمواري ثم منزل كجرا، وبه حوض عظيم طوله نحو ميل، وعليه الكنائس فيها الأصنام، قد مثل بها المسلمون. وفي وسطه ثلاث قباب من الحجارة الحمر على ثلاث طباق، وعلى أركانه الأربع قباب. ويسكن هنالك جماعة من الجوكية، وقد لبدوا شعورهم، وطالت، حتى صارت في طولهم، وغلبت عليهم صفرة الألوان من الرياضة. وكثير من المسلمين يتبعونهم ليتعلموا منهم، ويذكرون أن من كانت به عاهة من برص أو جذام يأوي إليهم مدة طويلة فيبرأ بإذن الله تعالى. وأول ما رأيت هذه الطائفة بمحلة السلطان طرمشيرين ملك تركستان، وكانوا نحو الخمسين. فحفر لهم غارا تحت الأرض، وكانوا مقيمين به لا يخرجون إلا لقضاء حاجة. ولهم شبه القرن يضربونه أول النهار وآخره، وبعد العتمة. وشأنهم كله عجب. ومنهم الرجل الذي صنع السلطان غياث الدين الدامغاني سلطان بلاد المعبر حبوبا يأكلها تقويه على الجماع، وكان من أخلاطها برادة الحديد فأعجبه فعلها، فأكل منها أزيد من مقدار الحاجة فمات. وولي ابن أخيه ناصر الدين فأكرم هذا الجوكي ورفع قدره.

صفحة : 273

  ثم سافرنا إلى مدينة جنديري  وضبط اسمها بفتح الجيم المعقود وسكون النون وكسر الدال المهمل وياء مد وراء  مدينة عظيمة لها أسواق حافلة يسكنها أمير أمراء تلك البلاد عز الدين البنتاني وهو المدعو بأعظم ملك، وكان خيرا فاضلا يجالس أهل العلم. وممن كان يجالسه الفقيه عز الدين الزبيري، والفقيه العالم وجيه الدين البياني نسبة إلى مدينة بيانة، التي تقدم ذكرها، والفقيه القاضي المعروف بقاضي خاصة، وإمامهم شمس الدين، وكان النائب عنه على أمور المخزن يسمى قمر الدين، ونائبه على أمور العسكر سعادة التلنكي من كبار الشجعان، وبين يديه تعرض العساكر. وأعظم ملك لا يظهر إلا في يوم الجمعة أو في غيرها نادرا. ثم سرنا من جنديري إلى مدينة ظهار  وضبط اسمها بكسر الظاء المعجم  ، وهي مدينة المالوة، أكبر عمار تلك البلاد، وزرعها كثير، خصوصا القمح. ومن هذه المدينة تحمل أوراق التنبول إلى دهلي وبينهما أربعة وعشرون يوما، وعلى الطريق بينهما أعمدة منقوش عليها عدد الأميال فيما بين عمودين. فإذا أراد المسافر أن يعلم عدد ما سار في يومه، وما بقي له إلى المنزل وإلى المدينة التي يقصدها قرأ النقش الذي في الأعمدة فعرفه. ومدينة ظهار إقطاع للشيخ إبراهيم الذي من أهل ذيبة المهل.

 حكاية كان الشيخ إبراهيم قدم على هذه المدينة ونزل بخارجها، فأحيا أرضا مواتا هنالك. وصار يزدرعها بطيخا، فتأتي في الغاية من الحلاوة. ليس بتلك الأرض مثلها. ويزرع الناس بطيخا فيما يجاوره فلا يكون مثله، وكان يطعم الفقراء والمساكين. فلما قصد السلطان إلى بلاد المعبر أهدى إليه هذا الشيخ بطيخا فقبله واستطابه، وأقطعه مدينة ظهار، وأمره أن يعمر زاوية بربوة يشرف عليها. فعمرها أحسن عمارة، وكان يطعم بها الوارد والصادر، وأقام على ذلك أعواما. ثم قدم على السلطان وحمل إليه ثلاثة عشر لكا، فقال: هذا فضل مما كنت أطعمه الناس، وبيت المال أحق به. فقبضه منه ولم يعجب السلطان فعله، لكونه جمع المال ولم ينفق جميعه في إطعام الطعام. وبهذه المدينة أراد ابن أخت الوزير خواجه جهان أن يفتك بخاله، ويستولي أمواله، ويسير إلى القائم ببلاد المعبر. فنمى خبره إلى خاله فقبض عليه، وعلى جماعة الأمراء، وبعثهم إلى السلطان، فقتل الأمراء، ورد ابن أخته إليه فقتله الوزير.

 حكاية

صفحة : 274

  ولما رد ابن أخت الوزير إليه أمر به أن يقتل كما قتل أصحابه، وكانت له جارية يحبها. فاستحضرها وأطعمها التنبول وأطعمته، وعانقها مودعا، ثم طرح للفيلة، وسلخ جلده وملء تبنا. فلما كان من الليل، خرجت الجارية من الدار، فرمت بنفسها في بئر هنالك تقرب من الموضع الذي قتل فيه، فوجدت ميتة من الغد. فأخرجت ودفن لحمه معها في قبر واحد، وسمي قبور  كور  عاشقان. وتفسير ذلك بلسانهم قبر العاشقين. ثم سافرنا من مدينة ظهار إلى مدينة أجين  وظبط اسمها بضم الهمزة وفتح الجيم وياء ونون  مدينة حسنة كثيرة العمارة. وكا يسكنها الملك ناصر الدين بن عين الملك، من الفضلاء الكرماء العلماء، استشهد بجزيرة سندابور حين افتتحها. وقد زرت قبره هنالك، وسنذكره. وبهذه المدينة كان سكنى الفقيه الطبيب جمال الدين المغربي الغرناطي الأصل. ثم سافرنا من مدينة أجين إلى مدينة دولة آباد، وهي المدينة الضخمة العظيمة الشأن الموازية لحضرة دهلي، في رفعة قدرها واتساع خطتها. وهي منقسمة ثلاثة أقسام: أحدها دولة آباد وهو مختص بسكنى السلطان وعساكره، والقسم الثاني اسمه الكتكة  بفتح الكافين والتاء المعلوة التي بينهما  ، والقسم الثالث قلعتها التي لا مثل لها ولا نظير في الحصانة وتسمى الدويقير  بضم الدال المهمل وفتح الواو وسكون الياء وقاف معقود مكسور وياء مد وراء  . وبهذه المدينة سكنى الخان الأعظم قطلوخان معلم السلطان وهو أميرها، والنائب عن السلطان بها، وببلاد صاغر وبلاد التلنك وما أضيف إلى ذلك، وعمالتها مسيرة ثلاثة أشهر، عامرة كلها لحكمه ونوابه فيها. وقلعة الدويقير التي ذكرناها في قطعة حجر في بسيط من الأرض، قد نحتت وبني بأعلاها قلعة يصعد إليها بسلم مصنوع من جلود ويرفع ليلا. ويسكن بها المفردون وهم الزماميون بأولادهم. وفيها سجن أهل الجرائم العظيمة في جيوب بها. وبها فيران ضخام أعظم من القطوط، والقطوط تهرب منها، ولا تطيق مدافعتها لأنها تغلبها. ولا تصاد إلا بحبل تدار عليها. وقد رأيتها هناك، فعجبت منها.

 حكاية أخبرني الملك خطاب الأفغاني أنه سجن مرة في جب بهذه القلعة، يسمى جب الفيران. قال: فكانت تجتمع علي ليلا لتأكلني. فأقاتلها، وألقى من ذلك جهدا. ثم إني رأيت في النوم قائلا يقول لي: إقرأ سورة ألإخلاص مائة ألف مرة، ويفرج الله عنك. قال: فقرأتها. فلما أتممتها أخرجت. وكان سبب خروجي أن ملك مل كان مسجونا في جب يجاورني فمرض. وأكلت الفيران أصابعه وعينيه فمات. فبلغ ذلك السلطان فقال: أخرجوا خطابا لئلا يتفق له مثل ذلك. وإلى هذه القلعة لجأ ناصر الدين بن ملك مل المذكور، والقاضي جلال، حين هزمهما السلطان. وأهل بلاد دولة آباد هم قبيل المرهتة الذين خص الله نساءهم بالحسن، وخصوصا في الأنوف والحواجب. ولهن من طيب الخلوة والمعرفة أكثر بحركات الجماع ماليس لغيرهن. وكفار هذه المدينة أصحاب تجارة. وأكثر تجارتهم في الجواهر، وأموالهم طائلة. وهم يسمون الساهة وأحدهم ساه بإهمال السين، وهم الأكارم بديار مصر. وبدولة آباد العنب والرمان. ويثمران مرتين في السنة وهي من أعظم البلاد مجبى، وأكبرها خراجا، لكثرة عمارتها واتساع عمالتها. وأخبرت أن بعض الهنود التزم مغارمها وعمالتها جميعا. وهي كما ذكرناها مسيرة ثلاثة أشهر، بسبعة عشر كرورا، والكرور مائة لك، واللك مائة ألف دينار. ولكنه لم يف بذلك، فبقي عليه بقية، وأخذ ماله وسلخ جلده.

  ذكر سوق المغنين

صفحة : 275

  وبمدينة دولة آباد سوق للمغنين والمغنيات تسمى سوق طرب آباد، من أجمل الأسواق وأكبرها، فيه الدكاكين الكثيرة. كل دكان له باب يفضي إلى دار صاحبه. وللدار باب سوى ذلك. والحانوت مزين بالفرش، وفي وسطه شكل مهد كبير، تجلس فيه المغنية أو ترقد، وهي متزينة بأنواع الحلي، وجواريها يحركن مهدها. وفي وسط السوق قبة عظيمة مفروشة مزخرفة، يجلس فيها أمير المطربين بعد صلاة العصر من كل يوم خميس، وبين يديه خدامه ومماليكه. وتأتي المغنيات طائفة بعد أخرى، فيغنين بين يديه ويرقصن إلى وقت المغرب، ثم ينصرف. وفي تلك السوق المساجد للصلاة. ويصلي ألئمة فيها التراويح في شهر رمضان. وكان بعض سلاطين الكفار بالهند إذا مر بهذه السوق ينزل بقبتها، وتغني المغنيات بين يديه. وقد فعل ذلك بعض سلاطين المسلمين أيضا. ثم سافرنا إلى مدينة نذربار  وضبط اسمها بنون وبذال معجم مفتوحين وراء مسكن وباء موحدة مفتوحة وألف وراء  مدينة صغيرة يسكنها المرهتة، وهم أهل الإتقان في الصنائع والأطباء والمنجمون. وشرفاء المرهتة هم البراهمة، وهم الكتريون أيضا. وأكلهم الأرز والخضر ودهن السمسم. ولا يرون بتعذيب الحيوان ولا ذبحه. ويغتسلون للأكل كغسل الجنابة، ولا ينكحون في أقاربهم إلا فيمن كان بينهم سبعة أجداد. لا يشربون الخمر، وهي عندهم أعظم المعائب. وكذلك هي ببلاد الهند عند المسلمين. ومن شربها من مسلم جلد ثمانين جلدة، وسجن في مطمورة ثلاثة أشهر، لا تفتح عليه إلا حين طعامه.

 ثم سافرنا من هذه المدينة إلى مدينة صاغر  وضبط اسمها بفتح الصاد المهمل وفتح الغين المعجم وآخره راء  وهي مدينة كبيرة على نهر كبير يسمى أيضا صاغر كاسمها. وعليه النواعير والبساتين. فيها العنب والموز وقصب السكر. وأهل هذه المدينة أهل صلاح ودين وأمانة. وأحوالهم كلها مرضية. ولهم بساتين فيها الزوايا للوارد والصادر. وكل من يبني زاوية يحبس البستان عليها، ويجعل النظر فيه لأولاده. فإن انقرضوا عاد النظر للقضاة. والعمارة بها كثيرة. والناس يقصدونها للتبرك بأهلها، ولكونها محررة من المغارم والوظائف.

 ثم سافرنا من صاغر المذكورة إلى مدينة كنباية  وضبط اسمها بكسر الكاف وسكون النون وفتح الباء الموحدة وألف وياء آخر الحروف مفتوحة  وهي على خور من البحر، وهو شبه الوادي، تدخله المراكب وبه المد والجزر. وعاينت المراكب به مرساة في الوحل حين الجزر، فإذا كان المد عامت في الماء. وهذه المدينة من أحسن المدن في إتقان البناء وعمارة المساجد. وسبب ذلك أن أكثر سكانها التجار الغرباء. فهم أبدا يبنون بها الديار الحسنة والمساجد العجيبة، ويتنافسون في ذلك. ومن الديار العظيمة بها دار الشريف السامري الذي اتفقت لي معه قضية الحلواء، وكذبه ملك الندماء. ولم أر قط أضخم من الخشب الذي رأيته بهذه الدار وبابها كأنه باب مدينة. وإلى جانبها مسجد عظيم يعرف باسمه. ومنها دار ملك التجار الكازروني، وإلى جانبها مسجده، ومنها دار التاجر شمس الدين كلاه وز ومعناه خياط الشواشي.

 حكاية

صفحة : 276

  ولما وقع ما قدمناه من مخالفة القاضي جلال الأفغاني أراد شمس الدين المذكور والناخوذة الياس، وكان من كفار أهل هذه المدينة وملك الحكماء الذي تقدم ذكره، على أن يمتنعوا منه بهذه المدينة. وشرعوا في حفر خندق عليها إذ لا سور لها، فتغلب عليهم ودخلها. واختفى الثلاثة المذكورون في دار واحدة، وخافوا أن يتطلع عليهم. فاتفقوا على ان يقتلوا أنفسهم فضرب كل واحد منهم صاحبه بقتارة، وقد ذكرنا صفتها، فمات اثنان منهم، ولم يمت ملك الحكماء. وكان من كبار التجار أيضا بها نجم الدين الجيلاني، وكان حسن الصورة كثير المال، وبنى بها دارا عظيمة ومسجدا. ثم بعث السلطان عنه وأمره عليها وأعطاه المراتب. فكان ذلك سبب تلف نفسه وماله. وكان أمير كنباية حين وصلنا إليها مقبل التلنكي، وهو كبير المنزلة عند السلطان. وكان في صحبته الشيخ زاده الأصبهاني نائبا عنه في جميع أموره. وهذا الشيخ له أموال عظيمة، وعنده معرفة بأمور السلطنة. ولا يزال يبعث الأموال إلى بلاده، ويتحيل في الفرار. وبلغ خبره إلى السلطان، وذكر عنه أنه يروم الهروب. فكتب إلى مقبل أن يبعثه فبعثه على البريد، وأحضر بين يدي السلطان ووكل به. والعادة عنده أنه متى وكل بأحد فقلما ينجو. فاتفق هذا الشيخ مع الموكل به على مال يعطيه إياه، وهربا جميعا. وذكر لي أحد الثقات أنه رآه في ركن مسجد بمدينة قلهات، وأنه وصل بعد ذلك إلى بلاده، فحصل على أمواله، وأمن مما كان يخافه.

 حكاية وأضافنا الملك مقبل يوما بداره، فكان من النادر أن جلس قاضي المدينة، وهو أعور العين اليمني، وفي مقابلته شريف بغدادي شديد الشبه به في صورته وعوره، إلا أنه أعور اليسرى. فجعل الشريف ينظر إلى القاضي ويضحك. فزجره القاضي، فقال له: لا تزجرني، فإني أحسن منك. قال: كيف ذلك  قال: لأنك أعور اليمنى، وأنا أعور اليسرى. فضحك الأمير والحاضرون. وخجل القاضي، ولم يستطع أن يرد عليه. والشرفاء ببلاد الهند معظمون أشد التعظيم. وكان بهذه المدينة من الصالحين الحاج ناصر من أهل ديار بكر، وسكناه بقبة من قباب الجامع. دخلنا إليه، وأكلنا من طعامه. واتفق له لما دخل القاضي جلال مدينة كنباية حين خلافه، أنه أتاه، وذكر للسلطان أنه دعا له. فهرب لئلا يقتل كما قتل الحيدري. وكان بها أيضا من الصالحين التاجر خواجه إسحاق، وله زاوية يطعم فيها الوارد والصادر، وينفق على الفقراء والمساكين. وماله على هذا ينمو ويزيد كثرة. وسافرنا من هذه المدينة إلى بلد كاوي، وهي على خور فيه المد والجزر وهي من بلاد الري جالنسي الكافر، وسنذكره. وسافرنا منها إلى مدينة قندهار  وضبط اسمها بفتح القاف وسكون النون وفتح الدال المهمل وهاء والف وراء  ، وهي مدينة كبيرة للكفار على خور من البحر.

 ذكر سلطان قندهار

 سلطان قندهار كافر اسمه جالنسي  بفتح الجيم واللام وسكون النون وكسر السين المهمل  ، وهو تحت حكم الإسلام، ويعطي لملك الهند هدية كل عام. لما وصلنا إلى قندهار خرج إلى استقبالنا، وعظمنا أشد التعظيم، وخرج عن قصره فأنزلنا به. وجاء إلينا من عنده من كبار المسلمين كأولاد خواجه بهره. ومنهم الناخوذة إبراهيم، له ستة من المراكب مختصة له. ومن هذه المدينة ركبنا البحر

 ذكر ركوبنا البحر

صفحة : 277

  وركبنا في مركب لإبراهيم المذكور تسمى الجاكر  بفتح الجيم والكاف المعقودة  . وجعلنا فيه من خيل الهدية سبعين فرسا، وجعلنا باقيها مع خيل أصحابنا في مركب لأخي إبراهيم المذكور يسمى منورت  بفتح الميم ونون وواو مد وراء مسكن وتاء معلوة  وأعطانا جالنسي مركبا جعلنا فيه ظهير الدين وسنبل وأصحابهما، وجهزه لنا بالماء والزاد والعلف. وبعث معنا ولدا في مركب يسمى العكيري  بضم العين المهمل وفتح الكاف وسكون الياء وراء  ، وهو شبه الغراب، إلا أنه أوسع منه. وفيه ستون مجذافا. ويسقف حين القتال حتى لا ينال الجذافين شيء من السهم ولا الحجارة. وكان ركوبي أنا في الجاكر، وكان فيه خمسون راميا وخمسون من المقاتلة الحبشة، وهم زعماء هذا البحر. وإذا كان بالمركب أحد منهم تحاماه لصوص الهنود وكفارهم. ووصلنا بعد يومين إلى جزيرة بيرم  وضبط اسمها بفتح الباء الموحدة وسكون الياء وفتح الراء  ، وهي خالية. وبينها وبين البر أربعة أميال. فنزلنا بها، واستقينا الماء من حوض بها. وسبب خرابها أن المسلمين دخلوها على الكفار فلم تعمر بعد. وكان ملك التجار الذي تقدم ذكره أراد عمارتها، وبنى سورها، وجعل بها المجانيق، وأسكن بها بعض المسلمين.

 ثم سافرنا منها ووصلنا في اليوم الثاني إلى مدينة قوقة وهي  بضم القاف الأولى وفتح الثانية  ، وهي مدينة كبيرة عظيمة الأسواق، فرسينا على أربعة أميال منها بسبب الجزر، ونزلت في عشاري مع بعض أصحابي حين الجزر لأدخل إليها، فوحل العشاري في الطين، وبقي بيننا وبين البلد نحو ميل. فكنت لما نزلنا في الوحل أتوكأ على رجلين من أصحابي وخوفني الناس من وصول المد قبل وصولي إليها،وأنا لا أحسن السباحة، ثم وصلت إليها، وطفت بأسواق، ورأيت بها مسجدها ينسب للخضر وإلياس عليهما السلام. صليت به المغرب ووجدت به جماعة من الفقراء الحيدرية مع شيخ لهم ثم عدت إلى المركب.

 ذكر سلطان قوقة

 وسلطانها كافر يسمى دنكول  بضم الدال المهمل وسكون النون وضم الكاف وواو ولام  . وكان يظهر الطاعة لملك الهند، وهو في الحقيقة عاص. ولما أقلعنا عن هذه المدينة ووصلنا بعد ثلاثة أيام إلى جزيرة سندابور  وضبط اسمها بفتح السين المهمل وسكون النون وفتح الدال المهمل والف وباء موحدة وواو مد وراء  ، وهي جزيرة في وسطها ست وثلاثون قرية، ويدور بها خور، وإذا كان الجزر فماؤها عذب طيب، وإذا كان المد فهو ملح أجاج. وفي وسطها مدينتان: إحداهما قديمة من بناء الكفار، والثانية بناها المسلمون عند استفتاحهم لهذه الجزيرة الفتح الأول، وفيها مسجد جامع عظيم يشبه مساجد بغداد عمره الناخوذة حسن والد السلطان جمال الدين محمد الهنوري، وسيأتي ذكره. وذكر عند حضوري معه لفتح هذه الجزيرة الفتح الثاني إن شاء الله. وتجاوزنا هذه الجزيرة لما مررنا بها، وأرسينا على جزيرة صغيرة قريبة من البر، فيها كنيسة وبستان وحوض ماء، ووجد بها أحد الجوكية.

  حكاية هذا الجوكي

 ولما نزلنا بهذه الجزيرة الصغرى وجدنا بها جوكيا مستندا إلى حائط بدخانة، وهي بيت الأصنام، وهو فيما بين صنمين منها، وعليه أثر المجاهدة. فكلمناه فلم يتكلم، ونظرنا هل معه طعام، فلم نر معه طعاما. وفي حين نظرنا، صاح صيحة عظيمة فسقطت عند صياحه جوزة من جوز النارجيل بين يديه، ودفعها لنا. فعجبنا من ذلك، ودفعنا له دنانير ودراهم فلم يقبلها. وأتيناه بزاد فرده. وكانت بين يديه عباءة من صوف الجمال مطروحة فقلبتها بيدي، فدفعها لي. وكانت بيدي سبحة زيلع فقلبها في يدي فأعطيته إياها، ففركها بيده وشمها وقبلها، وأشار إلى السماء، ثم إلى سمت القبلة. فلم يفهم أصحابي إشارته، ففهمت أنا عنه أنه أشار أنه مسلم يخفي إسلامه من أهل تلك الجزيرة، ويتعيش من تلك الجوز. ولما ودعناه قبلت يده. فأنكر أصحابي ذلك. ففهم إنكارهم. فأخذ يدي وقبلها وتبسم، وأشار لنا بالانصراف فانصرفنا.

صفحة : 278

  وكنت آخر أصحابي خروجا، فجذب ثوبي فرددت رأسي إليه. فأعطاني عشرة دنانير. فلما خرجنا عنه قال لي أصحابي: لم جذبك  فقلت لهم: أعطاني هذه الدنانير وأعطيت لظهير الدين ثلاثة منها، ولسنبل ثلاثة، وقلت لهما: الرجل مسلم، ألا ترون كيف أشار إلى السماء  يشير إلى أنه يعرف الله تعالى، وأشار إلى القبلة، يشير إلى معرفة الرسول عليه السلام، وأخذه السبحة يصدق ذلك. فرجعا لما قلت لهما ذلك إليه فلم يجداه. وسافرنا تلك الساعة. وبالغد وصلنا إلى مدينة هنور  وضبط اسمها بكسر الهاء وفتح النون وسكون الواو وراء  ، وهي على خور كبير تدخله المراكب الكبار. والمدبنة على نصف ميل من البحر. وفي أيام البشكال، وهو المطر، يشتد هيجان هذا البحر وطغيانه، فيبقى مدة أربعة أشهر لا يستطيع أحد ركوبه إلا للتصيد فيه. وفي يوم وصولنا إليها جاءني أحد الجوكية من الهنود في خلوة، وأعطاني ستة دنانير، وقال لي: البرهمي بعثها إليك، يعني الجوكي الذي أعطيته السبحة. وأعطاني الدنانير فأخذتها منه، وأعطيته دينارا منها فلم يقبله، وانصرف. وأخبرت صاحبي بالقضية، وقلت لهما: إن شئتما فخذا نصيبكما منها، فأبيا وجعلا يعجبان من شأنه. وقالا لي: إن الدنانير الستة التي أعطيتنا إياها جعلنا معها مثلها، وتركناها بين الصنمين حيث وجدناها. فطال عجبي من أمره، واحتفظت بتلك الدنانير التي أعطانيها. وأهل مدينة هنور شافعية المذهب. لهم صلاح ودين وجهاد في الحرب وقوة، وبذلك عرفوا، حتى أذلهم الزمان بعد فتحهم لسندابور، وسنذكر ذلك. ولقيت من المتعبدين بهذه المدينة الشيخ محمد الناقوري، أضافني بزاويته. وكان يطبخ الطعام بيده استقذارا للجارية والغلام. ولقيت بها الفقيه إسماعيل معلم كتاب الله تعالى وهو ورع حسن الخلق كريم النفس، والقاضي بها نور الدين علي، والخطيب لا أذكر اسمه. ونساء هذه المدينة وجميع هذه البلاد الساحلية لا يلبسن المخيط، وإنما يلبسن ثيابا غير مخيطة. تحتزم إحداهن بأحد طرفي الثوب وتجعل باقيه على رأسها وصدرها. ولهن جمال وعفاف. وتجعل إحداهن خرص ذهب في أنفها. ومن خصائصهن أنهن جميعا يحفظن القرآن الكريم. ورأيت بالمدينة ثلاثة عشر مكتبا لتعليم البنات، وثلاثة وعشرين لتعليم الأولاد. ولم أر ذلك في سواها. ومعاش أهلها من التجارة في البحر. ولا زرع لهم. وأهل بلاد المليبار يعطون للسلطان جمال الدين في كل عام شيئا معلوما، خوفا منه لقوته في البحر. وعسكره نحو ستة آلاف بين فرسان ورجالة.

 ذكر سلطان هنور

 وهو السلطان جمال الدين محمد بن حسن، من خيار السلاطين وكبارهم وهو تحت حكم سلطان كافر يسمى هريب، سنذكره. والسلطان جمال الدين مواظب للصلاة في الجماعة. وعادته أن يأتي إلى المسجد قبل الصبح، فيتلو في المصحف حتى يطلع الفجر، فيصلي أول وقت، ثم يركب إلى خارج المدينة. ويأتي عند الضحى فيبدأ بالمسجد، فيركع فيه ثم يدخل فيه، ثم يدخل إلى قصره. وهو يصوم الأيام البيض وكان أيام إقامتي عنده يدعوني للإفطار معه فأحضر لذلك، ويحضر الفقيه علي والفقيه إسماعيل. فتوضع أربع كراسي صغار على الأرض. فيقعد على إحداها، ويقعد كل واحد منا على كرسي.

  ذكر ترتيب طعامه

صفحة : 279

  وترتيبه أن يؤتى بمائدة نحاس يسمونها خونجة، ويجعل عليها طبق نحاس يسمونه الطالم  بفتح الطاء المهمل وفتح اللام  ، وتأتي جارية حسنة ملتحفة بثوب حرير، فتقدم قدور الطعام بين يديه، ومعها مغرفة نحاس كبيرة، فتغرف بها من الأرز مغرفة واحدة، وتجعلها في الطالم، وتصب فوقها السمن، وتجعل مع ذلك عناقيد الفلفل المملوح والزنجبيل الأخضر والليمون المملوح والعنبا ، فيأكل الإنسان لقمة، ويتبعها بشيء من تلك الموالح. فإذا تمت الغرفة التي جعلها في الطالم غرفت غرفة أخرى من الأرز، وأفرغت دجاجة مطبوخة في سكرجة، فيؤكل بها الأرز أيضا. فإذا تمت الغرفة الثانية، وغرفت وأفرغت لونا آخر من الدجاج تؤكل به. فإذا تمت ألوان من الدجاج، أتوا بألوان من السمك، فيأكلون بها الأرز أيضا. فإذا فرغت ألوان السمك أتوا بالخضر مطبوخة بالسمن، والألباب فيأكلون بها الأرز، فإذا فرغ ذلك كله أتوا بالكوشان، وهو اللبن الرائب، وبهذا يختمون طعامهم. فإذا وضع علم أنه لم يبق شيء يؤكل بعده. ثم يشربون على ذلك الماء السخن، لأن الماء البارد يضر بهم في فصل نزول المطر. ولقد أقمت عند هذا السلطان في كرة أخرى أحد عشر شهرا لم آكل خبزا، إنما طعامهم الأرز. وبقيت أيضا بجزائر المهل وسيلان وبلاد المعبر والمليبار ثلاث سنين لا آكل فيها إلا الأرز، حتى كنت لا أستسيغه إلا بالماء. ولباس هذا السلطان ملاحف الحرير والكتان الرقاق، يشد في وسطه فوطة، ويلتحف ملحفتين: إحداهما فوق الأخرى. ويقص شعره، ويلف عليه عمامة صغيرة. وإذا ركب لبس قباء، والتحف بملحفتين فوقه. وتضرب بين يديه طبول وأبواق يحملها الرجال. وكانت إقامتنا عنده في هذه المرة ثلاثة أيام. وزودنا وسافرنا عنه.

 وبعد ثلاثة أيام وصلنا إلى بلاد المليبار  بضم الميم وفتح اللام وسكون الياء آخر الحروف وفتح الباء الموحدة وألف وراء  ، وهي بلاد الفلفل. وطولها مسيرة شهرين على ساحل البحر من سندابور إلى كولم، والطريق في جميعها بين ظلال الأشجار. وفي كل نصف ميل بيت من الخشب فيه دكاكين يقعد عليها كل وارد وصادر من مسلم وكافر. وعند كل بيت منها بئر يشرب منها ورجل كافر موكل بها. فمن كان كافرا سقاه في الأواني، ومن كان مسلما سقاه في يديه. ولا يزال يصب له حتى يشير له أن يكف. ومن عادة الكفار ببلاد المليبار أن لا يدخل المسلم دورهم، ولا يطعم في أوانيهم. فإن طعم فيها كسروها وأعطوها للمسلمين. وإذا دخل المسلم موضعا منها لا يكون في دار للمسلمين، طبخوا له الطعام وصبوه على أوراق الموز وصبوا عليه الإدام، وما فضل عنه تأكله الكلاب والطير، وفي جميع المنازل بهذا الطريق ديار المسلمين ينزل عندهم المسلمون فيبيعون منهم جميع ما يحتاجون إليه، ويطبخون لهم الطعام. ولولاهم لما سافر فيه مسلم. وهذا الطريق الذي ذكرنا أنه مسيرة شهرين، ليس فيه موضع شبر فما فوقه دون عمارة. وكل إنسان بستانه على حدة وداره في وسطه. وعلى الجميع حائط خشب. والطريق يمر في البساتين. فإذا انتهى إلى حائط بستان كان هنالك درج خشب يصعد عليها ودرج آخر ينزل عليها إلى البستان الآخر. هكذا مسيرة الشهرين.

صفحة : 280

  ولا يسافر أحد في تلك البلاد بدابة، ولا تكون الخيل إلا عند السلطان. وأكثر ركوب أهلها في دولة على رقاب العبيد أو المستأجرين. ومن لم يستطع أن يركب في دولة ، مشى على قدميه كائنا من كان. ومن كان له رحل أو متاع من تجارة وسواها اكترى رجالا يحملونه على ظهورهم. فنرى هنالك التاجر ومعه المائة فما دونها أو فوقها، يحملون أمتعته، وبيد كل واحد منهم عود غليظ له زج حديد، وفي أعلاه مخطاف حديد، فإذا أعيا ولم يجد دكانة يستريح عليها، ركز عوده بالأرض، وعلق حمله منها، فإذا استراح أخذ حمله من غير معين، ومضى به. ولم أر طريقا آمن من هذا الطريق. وهم يقتلون السارق على الجوزة الواحدة. فإذا سقط شيء من الثمار لم يلتقطه أحد، حتى يأخذه صاحبه. وأخبرت أن بعض الهنود مروا على الطريق فالتقط أحدهم جوزة. وبلغ خبره إلى الحاكم، فأمر بعود، فركز في الأرض وبرى طرفه الأعلى وأدخل في لوح خشب حتى برز منه. ومد الرجل على اللوح، وركز في العود وهو على بطنه حتى خرج من ظهره، وترك عبرة للناظرين. ومن هذه العيدان على هذه الصورة بتلك الطرق كثير ليراها الناس فيتعظوا. ولقد كنا نلقى الكفار بالليل في هذه الطريق فإذا رأونا تنحوا عن الطريق حتى نجوز. والمسلمون أعز الناس بها، غير أنهم كما ذكرنا لا يؤاكلونهم ولا يدخلونهم دورهم. وفي بلاد المليبار اثنا عشر سلطانا من الكفار. منهم القوي الذي يبلغ عسكره خمسين ألفا، ومنهم الضعيف الذي عسكره ثلاثة آلاف. ولا فتنة بينهم ألبتة، ولا يطمع القوي منهم في انتزاع ما بيد الضعيف. وبين بلاد أحدهم وصاحبه باب خشب منقوش فيه اسم الذي هو مبدأ عمالته، ويسمونه باب أمان فلان. وإذا فر مسلم أو كافر بسبب جناية من بلاد أحدهم ووصل إلى باب أمان الآخر أمن على نفسه. ولم يستطع الذي هرب عنه أخذه، وإن كان القوي صاحب العدد والجيوش. وسلاطين تلك البلاد يورثون ابن الأخت ملكهم دون أولادهم. ولم أر من يفعل ذلك إلا مسوفة أهل الثلم  اللثام  ، وسنذكرهم فيما بعد. وإذا أراد السلطان من أهل بلاد المليبار منع الناس من البيع أو الشراء أمر بعض غلمانه، فعلق على الحوانيت بعض أغصان الأشجار بأوراقها، فلا يبيع أحد ولا يشتري ما دامت عليها تلك الأغصان.

  ذكر الفلفل

 وشجرات الفلفل شبيهة بدوالي العنب، وهم يغرسونها إزاء النارجيل، فتصعد فيها كصعود الدوالي إلا أنها ليس لها عسلوج، وهو الغزل كما للدوالي، وأوراق شجره تشبه آذان الخيل. وبعضها يشبه أوراق العليق، ويثمر عناقيد صغارا. حبها كحب أبي قنينة، إذا كانت خضراء. وإذا كان أوان الخريف قطفوه وفرشوه على الحصر في الشمس. كما يصنع بالعنب عند تزبيبه. ولا يزالون يقلبونه حتى يستحكم يبسه، ثم يبيعونه من التجار. والعامة ببلادنا يزعمون أنهم يقلونه بالنار. وبسبب ذلك يحدث فيه التكريش، وليس كذلك وإنما يحدث ذلك فيه بالشمس. ولقد رأيته بمدينة قالقوط، يصب للكيل، كالذرة ببلادنا. وأول مدينة دخلناها من بلاد المليبار مدينة أبي سرور  بفتح السين  ، وهي صغيرة على خور كبير، كثيرة أشجار النارجيل. وكبير المسلمين بها الشيخ جمعه المعروف بأبي ستة، أحد الكرماء. أنفق أمواله على الفقراء والمساكين حتى نفدت. وبعد يومين منها وصلنا إلى مدينة فاكنور  وضبط اسمها بفتح الفاء والكاف والنون وآخره راء  مدينة كبيرة على خور بها قصب السكر الكثير الطيب لذي لا مثيل له بتلك البلاد. وبها جماعة من المسلمين يسمى كبيرهم بحسين السلاط، وبها قاض وخطيب. وعمر بها حسين المذكور مسجدا لإقامة الجمعة.

 ذكر سلطان فاكنور

صفحة : 281

  وسلطان فاكنور كافر اسمه باسدو  بفتح الباء الموحد والسين المهمل والدال المهمل وسكون الواو  ، وله نحو ثلاثين مركبا حربيا قائدها مسلم يسمى لولا، وكان من المفسدين يقطع بالبحر ويسلب التجار. ولما أرسينا على فاكنور، وبعث سلطانها إلينا ولده، فأقام بالمركب كالرهينة، ونزلنا إليه. فأضافنا ثلاثا بأحسن ضيافة تعظيما لسلطان الهند، وقياما بحقه رغبة فيما يستفيده في التجارة مع أهل مراكبنا. ومن عادتهم هنالك أن كل مركب يمر ببلد فلا بد من إرسائه بها، وإعطائه هدية إلى صاحب البلد، يسمونها حق البندر. ومن لم يفعل ذلك خرجوا في اتباعه بمراكبهم، وأدخلوه المرسى قهرا، وضاعفوا عليه المغرم، ومنعوه عن السفر ما شاءوا. وسافرنا منها، فوصلنا بعد ثلاثة أيام إلى مدينة منجرور  وضبط اسمها بفتح الميم وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء وواو وراء ثاينة  مدينة كبيرة على خور، يسمى خور الدنب  بضم الدال المهمل وسكون النون وباء موحدة  ، وهو أكبر خور ببلاد المليبار. وبهذه المدينة ينزل معظم تجار فارس واليمن. والفلفل والزنجبيل بها كثير جدا.

  ذكر سلطانها

 وهو أكبر سلاطين تلك البلاد واسمه رام دو  بفتح الراء والميم والدال المهمل وسكون الواو  ، وبها نحو أربعة آلاف من المسلمين، يسكنون ربضا بناحية المدينة. ربما وقعت الحرب بينهم وبين أهل المدينة، فيصلح بينهم لحاجته إلى التجار. وبها قاض من الفضلاء الكرماء شافعي المذهب يسمى بدر الدين المعيري، وهو يقرئ العلم. صعد إلينا، إلى المركب، ورغب منا في النزول إلى بلده، فقلنا حتى يبعث ولده يقيم بالمركب. فقال: إنما يفعل ذلك سلطان فاكنور، لأنه لا قوة للمسلمين في بلده. وأما نحن فالسلطان يخافنا. فأبينا عليه إلى أن بعث السلطان ولده، كما فعل الآخر، ونزلنا إليهم. فأكرمونا إكراما عظيما. وأقمنا عنده ثلاثة أيام. ثم سافرنا إلى مدينة هيلي، فوصلناها بعد يومين  وضبط اسمها بهاء مكسورة وياء مد ولام مكسور  ، وهي كبيرة حسنة العمارة، على خور عظيم تدخله المراكب الكبار. وإلى هذه المدينة تنتهي مراكب الصين. لا تدخل إلا مرساها ومرسى كولم وقالقوط. ومدينة هيلي معظمة عند المسلمين والكفار بسبب مسجدها الجامع، فإنه عظيم البركة مشرق النور. وركاب البحر ينذرون له النذور الكثيرة. وله خزانة مال عظيمة تحت نظر الخطيب حسين وحسن الوزان كبير المسلمين. وبهذا المسجد جماعة من الطلبة يتعلمون العلم، ولهم مرتبات من مال المسجد. وله مطبخة يصنع فيها الطعام للوارد والصادر، ولإطعام الفقراء من المسلمين بها. ولقيت بهذا المسجد فقيها صالحا من أهل مقدشو يسمى سعيدا، حسن اللقاء والخلق. يسرد الصوم. وذكر أنه جاور بمكة أربع عشرة سنة، ومثلها بالمدينة. وأدرك الأمير بمكة أبا نمي، والأمير بالمدينة منصور بن جماز، وسافر في بلاد الهند والصين. ثم سافرنا من هيلي إلى مدينة جرفتن  وضبط اسمها بضم الجيم وسكون الراء وفتح الفاء وفتح التاء المعلوة وتشديدها وآخره نون  ، وبينه وبين هيلي ثلاثة فراسخ. ولقيت بها فقيها من أهل بغداد كبير القدر يعرف بالصرصري، نسبة إلى بلدة على مسافة عشرة أميال من بغداد في طريق الكوفة، واسمها كاسم صرصر التي عندنا بالمغرب. وكان له أخ بهذه المدينة كثير المال، له أولاد صغار أوصى إليه بهم. وتركته آخذا في حملهم إلى بغداد. وعادة أهل الهند كعادة السودان لا يتعرضون لمال الميت، ولو ترك الآلاف إنما يبقى ماله بيد كبير المسلمين، حتى يأخذه مستحقه شرعا.

  ذكر سلطانها

صفحة : 282

  وهو يسمى بكويل  بضم الكاف على لفظ التصغير  ، وهو من أكبر سلاطين المليبار. وله مراكب كثيرة تسافر إلى عمان وفارس واليمن. ومن بلاده فتن وبدفتن، وسنذكرهما. وسرنا من جرفتن إلى مدينة ده فن  بفتح الدال المهمل وسكون الهاء  ، وقد ذكرنا ضبط فتن. وهي مدينة كبيرة على خور، كثيرة البساتين. وبها النارجيل والفلفل والفوفل والتنبول، وبها القلقاص الكثير، ويطبخون به اللحم. وأما الموز فلم أر في البلاد أكثر منه بها ولا أرخص ثمنا. وفيها الباين الأعظم، طوله خمسمائة خطوة وعرضه ثلاثمائة خطوة. وهو مطوي بالحجارة الحمر المنحوتة، وعلى جوانبه ثمان وعشرون قبة من الحجر. في كل قبة أربعة مجالس من الحجر. وكل قبة يصعد إليها على درج حجارة. وفي وسطه قبة كبيرة من ثلاث طبقات، في كل طبقة أربعة مجالس. وذكر لي أن والد هذا السلطان كويل هو الذي عمر هذا الباين. وبإزائه مسجد جامع للمسلمين، وله أدراج ينزل منها إليه فيتوضأ منه الناس ويغتسلون. وحدثني الفقيه حسين أن الذي عمر المسجد والباين أيضا هو أحد أجداد كويل، وأنه كان مسلما، ولإسلامه خبر عجيب نذكره.

  ذكر الشجرة العجيبة الشأن التي بإزاء الجامع

 ورأيت أنا بإزاء الجامع شجرة خضراء تشبه أوراقها أوراق التين، إلا أنها لينة. وعليها حائط يطيف بها، وعندها محراب صليت فيه ركعتين. واسم هذه الشجرة عندهم درخت الشهادة ودرخت  بفتح الدال المهمل والراء وسكون الخاء المعجم وتاء معلوة  وأخبرت هنالك أنه إذا كان زمان الخريف من كل سنة، تسقط من هذه الشجرة ورقة واحدة بعد أن يستحيل لونها إلى الصفرة، ثم إلى الحمرة، ويكون فيها مكتوبا بقلم القدرة: لا اله إلا الله محمد رسول الله. وأخبرني الفقيه حسين وجماعة من الثقات أنهم عاينوا هذه الورقة، وقرأوا المكتوب الذي فيها. وأخبرني أنه إذا كانت أيام سقوطها قعد تحتها الثقات من المسلمين والكفار، فإذا سقطت أخذ المسلمون نصفها، وجعل نصفها في خزانة السلطان الكافر، وهم يستشفون بها للمرضى. وهذه الشجرة كانت سبب إسلام جد كويل الذي عمر المسجد والباين. فإنه كان يقرأ الخط العربي. فلما قرأها وفهم ما فيها أسلم وحسن إسلامه. وحكايته عندهم متواترة. وحدثني الفقيه حسين أن أحد أولاده كفر بعد أبيه وطغى، وأمر باقتلاع الشجرة من أصلها فاقتلعت، ولم يترك لها أثر. ثم نبتت بعد ذلك، وعادت كأحسن مما كانت عليه، وهلك الكافر سريعا. ثم سافرنا إلى مدينة بدفتن. وهي مدينة كبيرة على خور كبير، وبخارجها مسجد بمقربة من البحر يأوي إليه غرباء المسلمين. لأنه لا مسلم بهذه المدينة. ومرساها من أحسن المراسي، وماؤها عذب، والفوفل بها كثير. ومنها يحمل للهند والصين. وأكثر أهلها براهمة. وهم معظمون عند الكفار، مبغضون في المسلمين. ولذلك ليس بينهم مسلم.

 حكاية أخبرت أن سبب تركهم هذا المسجد غير مهدوم، أن أحد البراهمة خرب سقفه ليصنع منه سقفا لبيته، فاشتعلت النار في بيته. فأحرق هو وأولاده ومتاعه. فاحترموا هذا المسجد، ولم يتعرضوا له بسوء بعدها، وخدموه، وجعلوا بخارجه الماء، يشرب منه الصادر والوارد وجعلوا على بابه شبكة لئلا يدخله الطير. ثم سافرنا من مدينة بدفتن إلى مدينة فندرينا  وضبط اسمها بفاء مفتوح ونون ساكن ودال مهمل وراء مفتوحة وياء آخر الحروف  ، مدينة كبيرة حسنة ذات بساتين وأسواق. وبها للمسلمين ثلاث محلات، في كل محلة مسجد والجامع بها على الساحل، وهو عجيب، له مناظر ومجالس على البحر. وقاضيها وخطيبها رجل من أهل عمان، وله أخ فاضل. وبهذه البلدة تشتو مراكب الصين. ثم سافرنا منها إلى مدينة قالقوط  وضبط اسمعا بقافين وكسر اللام وضم القاف الثاني وآخره طاء مهمل  ، وهي إحدى البنادر العظام ببلاد المليبار. يقصدها أهل الصين والجاوة وسيلان والمهل وأهل اليمن وفارس. ويجتمع بها تجار الآفاق. ومرساها من أعظم مراسي الدنيا.

 ذكر سلطان قالقوط

صفحة : 283

  وسلطانها كافر يعرف بالسامري، شيخ مسن يحلق لحيته، كما تفعل طائفة الروم، رأيته بها، وسنذكره إن شاء الله. وأمير التجار بها إبراهيم شاه بندر من أهل البحرين فاضل ذو مكارم، يجتمع إليه التجار، ويأكلون في سماطه. وقاضيها فخر الدين عثمان فاضل كريم، وصاحب الزاوية بها الشيخ شهاب الدين الكازروني، وله تعطى النذور التي ينذر بها أهل الهند والصين للشيخ أبي إسحاق الكازروني نفع الله به. وبهذه المدينة الناخوذة مثقال، الشهير الإسم، صاحب الأموال الطائلة والمراكب الكثيرة لتجارته بالهند والصين واليمن وفارس. ولما وصلنا إلى هذه المدينة، خرج إلينا إبراهيم شاه بندر، والقاضي، والشيخ شهاب الدين، وكبار التجار، ونائب السلطان الكافر والمسمى بقلاج،  بضم القاف وآخره جيم  ومعه الأطبال والأنفار والأبواق والأعلام في مراكبهم. ودخلنا المرسى في بروز عظيم ما رأيت مثله بتلك البلاد. فكانت فرحة تتبعها ترحة. وأقمنا بمرساها، وبه يومئذ ثلاثة عشر من مراكب الصين ونزلنا بالمدينة. وجعل كل واحد منا في دار. وأقمنا ننتظر زمان السفر إلى الصين ثلاثة أشهر، ونحن في ضيافة الكافر، وبحر الصين لا يسافر فيه إلا بمراكب الصين. ولنذكر ترتيبها.

 ذكر مراكب الصين

 ومراكب الصين ثلاثة أصناف: الكبار منها تسمى الجنوك، واحدها جنك  بجيم معقود مضموم ونون ساكن  ، والمتوسطة اسمها الزو  بفتح الزاي وواو  ، والصغار اسم أحدها الككم  بكافين مفتوحتين  . ويكون في المركب الكبير منها اثنا عشر قلعا فما دونها إلى ثلاثة. وقلعها من قضبان الخيزران منسوجة كالحصر لا تحط أبدا، ويديرونها بحسب دوران الريح. وإذا أرسوا تركوها واقفة في مهب الريح، ويخدم في المركب منها ألف رجل، منهم البحرية ستمائة، ومنهم أربعمائة من المقاتلة تكون فيهم الرماة وأصحاب الدرق والجرخية، وهم الذين يرمون بالنفط، ويتبع كل مركب كبير منا ثلاثة: النصفي والثلثي والربعي. ولا تصنع هذه المراكب إلا بمدينة الزيتون من الصين، أو بصين كلان، وهي صين الصين. وكيفية إنشائها أنهم يصنعون حائطين من الخشب، يصلون ما بينهما بخشب ضخام جدا، موصولة بالعرض والطول بمسامير ضخام، طول المسمار منها ثلاثة أذرع. فإذا التأم الحائطان بهذه الخشب صنعوا على أعلاهما فرش الأسفل، ودفعوهما في البحر، وأتموا عمله، وتبقى تلك الخشب والحائطان موالية الماء ينزلون فيغتسلون ويقضون حاجتهم. وعلى جوانب تلك الخشب تكون مجاذيفهم، وهي كبار كالصواري، يجتمع على أحدها العشرة والخمسة عشر رجلا، ويجذفون وقوفا على أقدامهم. ويجعلون للمركب أربعة ظهور، ويكون فيه البيوت والمصاري والغرف للتجار، والمصرية منها يكون فيه البيوت والسنداس، وعليها المفتاح يسدها صاحبها، ويحمل معه الجواري والنساء، وربما كان الرجل في مصريته فلا يعرف بعه غيره ممن يكون بالمركب، حتى يتلاقيا إذا وصلا بعض البلاد. والبحرية يسكنون فيه أولادهم ويزدرعون الخضر والبقول والزنجبيل في أحواض خشب، ووكيل المركب كأنه أمير كبير، وإذا نزل إلى البر مشت الرماة والحبشة بالحراب والسيوف والأطبال والأبواق والأنفار أمامه. وإذا وصل إلى المنزل الذي يقيم به ركزوا رماحهم عن جانبي بابه، ولا يزالون كذلك مدة إقامته. ومن أهل الصين من تكون له المراكب الكثيرة، يبعث بها وكلاءه إلى البلاد. وليس في الدنيا أكثر أموالا من أهل الصين.

 ذكر أخذنا في السفر إلى الصين ومنتهى ذلك

صفحة : 284

  ولما حان وقت السفر إلى الصين، جهز لنا السلطان السامري جنكا من الجنوك الثلاثة عشر التي بمرسى قالقوط. وكان وكيل الجنك يسمى بسليمان الصفدي الشامي، وبيني وبينه معرفة. فقلت له: أريد مصرية لا يشاركني فيها أحد، لأجل الجواري. ومن عادتي أن لا أسافر إلا بهن. فقال: إن تجار الصين قد اكتروا المصاري ذاهبين وراجعين. ولصهري مصرية أعطيكها، لكنها لا سنداس فيها. وعسى أن تمكن معاوضتها. فأمرت أصحابي فأوسقوا ما عندي من المتاع، وصعد العبيد والجواري إلى الجنك، وذلك في يوم الخميس. وأقمت لأصلي الجمعة وألحق بهم. وصعد الملك سنبل وظهير الدين مع الهدية. ثم إن فتى لي يسمى بهلال أتاني غدوة الجمعة فقال: إن المصرية التي أخدناها بالجنك ضيقة لا تصلح، فذكرت ذلك للناخوذة، فقال: ليس في ذلك حيلة، فإن أحببت أن تكون في الككم ففيه المصاري على اختيارك. فقلت: نعم. وأمرت أصحابي، فنقلوا الجواري والمتاع إلى الككم. واستقروا به قبل صلاة الجمعة. وعادة هذا البحر أن يشتد هيجانه كل يوم بعد العصر، فلا يستطيع أحد ركوبه. وكانت الجنوك قد سافرت، ولم يبق منها إلا الذي فيه الهدية، وجنك عزم أصحابه على ان يشتوا بفندرينا، والككم المذكور، فبتنا ليلة السبت على الساحل، لا نستطيع الصعود إلى الككم، ولا يستطيع من فيه النزول إلينا. ولم يكن بقي معي إلا بساط أفترشه. وأصبح الجنك والككم يوم السبت على بعد من المرسى. ورمى البحر بالجنك الذي كان أهله يريدون فندرينا، فتكسر. ومات بعض أهله، وسلم بعضهم، وكانت فيه جارية لبعض التجار عزيزة عليه، فرغب في إعطاء عشرة دنانير ذهبا لمن يخرجها. وكانت قد التزمت خشبة في مؤخر الجنك. فانتدب لذلك بعض البحرية الهرمزيين فأخرجها. وأبى أن يأخذ الدنانير، وقال: إنما فعلت ذلك لله تعالى. ولما كان الليل رمى البحر بالجنك الذي كانت فيه الهدية، فمات جميع من فيه. ونظرنا عند الصباح إلى مصارعهم، ورأيت ظهير الدين قد انشق رأسه، وتناثر دماغه، والملك سنبل قد ضرب مسمار في أحد صدغيه، ونفذ من الآخر. وصلينا عليهما ودفناهما. ورأيت الكافر سلطان قالقوط في وسطه شقة بيضاء كبيرة قد لفها من سرته إلى ركبته، وفي رأسه عمامة صغيرة، وهو حافي القدمين، والشطر بيد غلام فوق رأسه، والنار توقد بين يديه في الساحل، وزبانيته يضربون الناس لئلا ينتهبوا ما يرمي البحر. وعادة بلاد المليبار أن كل ما انكسر من مركب يرجع ما يخرج منه للمخزن إلا في هذا البلد خاصة، فإن ذلك يأخذه أربابه. ولذلك عمرت، وكثر تردد الناس إليها. ولما رأى أهل الككم ما حدث عن الجنك، رفعوا قلعهم وذهبوا، ومعهم جميع متاعي وغلماني وجواري، وبقيت منفردا على الساحل، ليس معي إلا فتى كنت أعتقته. فلما رأى ما حل بي ذهب عني، ولم يبق عندي إلا العشرة الدنانير التي أعطانيها الجوكي، والبساط الذي كنت أفترشه. وأخبرني الناس أن ذلك الككم لا بد له أن يدخل مرسى كولم، فعزمت على السفر إليها، وبينهما مسيرة عشر في البر أو في النهر أيضا لمن أراد ذلك. فسافرت في النهر، واكتريت رجلا من المسلمين يحمل لي البساط. وعادتهم إذا سافروا في ذلك النهر أن ينزلوا بالعشي فيبيتوا بالقري التي على حافتيه، ثم يعودوا إلى المركب بالغدو. فكنا نفعل ذلك. ولم يكن بالمركب مسلم إلا الذي اكتريته، وكان يشرب الخمر عند الكفار إذا نزلنا، ويعربد علي، فيزيد خاطري. ووصلنا في اليوم الخامس من سفرنا إلى كنجي كري  وضبط اسمها بكاف مضموم ونون ساكن وجيم وياء مد وكاف مفتوح وراء مسكور وياء  ، وهي بأعلى جبل هنالك. يسكنها اليهود، ولهم أمير منهم، ويؤدون الجزية لسلطان كولم.

 ذكر القرفة والبقم

صفحة : 285

  وجميع الأشجار التي على هذا النهر أشجار القرفة والبقم، وهي حطبهم هنالك. ومنها كنا نقد النار لطبخ طعامنا في ذلك الطريق. وفي اليوم العاشر وصلنا إلى مدينة كولم  وضبط اسمها بفتح الكاف واللام وبينهما واو  ، وهي أحسن بلاد المليبار، وأسواقها حسان، وتجارها يعرفون بالصوليين.  بضم الصاد  لهم أموال عريضة  ، يشتري أحدهم المركب بما فيه، ويوسقه من داره بالسلع. وبها من التجار المسلمين جماعة، كبيرهم علاء الدين الآوجي من أهل آوة، من بلاد العراق. وهو رافضي، ومعه أصحاب له على مذهبه، وهو يظهرون ذلك. وقاضيها فاضل من أهل قزوين. وكبير المسلمين بها محمد شاه بندر، وله أخ فاضل كريم اسمه تقيي الدين. والمسجد الجامع بها عجيب، عمره التاجر خواجه مهذب. وهذه المدينة أول ما يوالي الصين من بلاد المليبار، وإليها يسافر أكثرهم. والمسلمون بها أعزة محترمون.

 ذكر سلطان كولم

 وهو كافر يعرف بالتيروري  بكسر التاء المعلوة وياء مد وراء وواو مفتوحين وراء مكسورة وياء  وهو معظم للمسلمين. وله أحكام شديدة على السراق والدعار.

  حكاية

 ومما شاهدت بكولم أن بعض الرماة العراقيين قتل آخر منهم، وفر إلى دار الآوجي، وكان له مال كثير، وأراد المسلمون دفن المقتول، فمنعهم نواب السلطان من ذلك، وقالوا: لا يدفن حتى تدفعوا لنا قاتله فيقتل به. وتركوه في تابوته على باب الآوجي، حتى أنتن وتغير. فمكنهم الآوجي من القاتل، ورغب منهم أن يعطيهم أمواله، ويتركوه حيا، فأبوا ذلك وقتلوه. وحينئذ دفن المقتول.

  حكاية

 أخبرت أن السلطان كولم ركب يوما إلى خارجها، وكان طريقه فيما بين البساتين، ومعه صهره زوج بنته، وهو من أبناء الملوك، فأخذ حبة واحدة من العنبة سقطت من بعض البساتين. وكان السلطان ينظر إليه فأمر به عند ذلك، فوسط، وقسم نصفين، وصلب نصفه عن يمين الطريق، ونصفه الآخر عن يساره، وقسمت حبة العنبة نصفين، فوضع على كل نصف منه نصف منها، وترك هنالك عبرة للناظرين.

  حكاية

 ومما اتفق نحو ذلك بقالقوط أن ابن أخي النائب عن سلطانها غصب سيفا لبعض تجار المسلمين فشكا بذلك إلى ابن عمه، فوعده بالنظر في أمره، وقعد على باب داره. فإذا بابن أخيه متقلد ذلك السيف. فدعاه، فقال: هذا سيف المسلم  قال: نعم. قال: اشتريته منه  قال: لا. فقال لأعوانه: أمسكوه. ثم أمر به. فضربت عنقه بذلك السيف. وأقمت بكولم مدة بزاوية الشيخ فخر الدين ابن الشيخ شهاب الدين الكازروني، شيخ زاوية قالقوط، فلم أتعرف للككم خبرا. وفي أثناء مقامي بها، دخل إليها أرسال ملك الصين الذين كانوا معنا، وكانوا مع أحد تلك الجنوك، فانكسر أيضا، فكساهم تجار الصين، وعادوا إلى بلادهم، ولقيتهم بها بعد. وأردت أن أعود من كولم إلى السلطان لأعلمه بما اتفق على الهدية، ثم خفت أن يتعقب فعلي ويقول: لم فارقت الهدية  فعزمت على العودة إلى السلطان جمال الدين الهنوري، وأقيم عنده، حتى أتعرف خبر الككم، فعدت إلى قالقوط، ووجدت بها بعض مراكب السلطان. فبعث فيها أميرا من العرب يعرف بالسيد أبي الحسن، وهو من البردارية، وهم خواص البوابين، بعثه السلطان بأموال يستجلب بها من قدر عليه من العرب من أرض هرمز والقطيف لمحبته في العرب، فتوجهت إلى هذا الأمير، ورأيته عازما على أن يشتو بقالقوط، وحينئذ يسافر إلى بلاد العرب. فشاورته في العودة إلى السلطان فلم يوافق على ذلك. فسافرت بالبحر من قالقوط، وذلك آخر فصل السفر فيه. فكنا نسير نصف النهار الأول ثم نرسو إلى الغد. ولقينا في طريقنا أربعة أجفان غزوية. فخفنا منها، ثم لم يتعرضوا لنا بشر. ووصلنا إلى مدينة هنور، فنزلت إلى السلطان، وسلمت عليه. فأنزلني بدار، ولم يكن لي خديم. وطلب مني أن أصلي معه الصلوات. فكان أكثر جلوسي في مسجده. وكنت أختم القرآن كل يوم، ثم كنت أختم مرتين في اليوم. أبتدئ القراءة بعد صلاة الصبح فأختم عند الزوال، وأجدد الوضوء وأبتدء القراءة فأبتدئ الختمة الثانية عند الغروب. ولم أزل كذلك مدة ثلاثة أشهر، واعتكفت فيها أربعين يوما.

 ذكر توجهنا إلى الغزو وفتح سندابور

صفحة : 286

  وكان السلطان جمال الدين قد جهز اثنين وخمسين مركبا وسفرته برسم غزو سندابور. وكان وقع بين سلطانها وولده خلاف، فكتب ولده إلى السلطان جمال الدين أن يتوجه لفتح سندابور، ويسلم الولد المذكور، ويزوجه السلطان أخته. فلما تجهزت المراكب، ظهر لي أن أتوجه فيها إلى الجهاد. ففتحت المصحف أنظر فيه، فكان في أول الصفح يذكر فيه اسم الله كثيرا  ولينصرن الله من ينصره  فاستبشرت بذلك. وأتى السلطان إلى صلاة العصر، فقلت له: إني أريد السفر. فقال: فأنت إذا تكون أميرهم. فأخبرته بما خرج لي في أول الصفح، فأعجبه ذلك، وعزم على السفر بنفسه. ولم يكن ظهر له ذلك من قبل، فركب مركبا منها، وأنا معه، وذلك في يوم السبت. فوصلنا عشي الاثنين إلى سندابور، ودخلنا خورها، فوجدنا أهلها مستعدين للحرب، وقد نصبوا المجانيق. فبتنا عليها تلك الليلة. فلما أصبح ضربت الطبول والأنفار والأبواق، وزحفت المراكب، ورموا عليها بالمجانيق. فلقد رأيت حجرا أصاب بعض الواقفين بمقربة من السلطان. ورمى أهل المراكب أنفسهم في الماء، وبأيديهم الترسة والسيوف. ونزل السلطان إلى العكيري، وهو شبه الشلير، ورميت بنفسي في الماء في جملة الناس. وكان عندنا طريدتان مفتوحتا المواخر، فيها الخيل. وهي بحيث يركب الفارس فرسه في جوفها ويتدرع ويخرج. ففعلوا ذلك. وأذن الله في فتحها، وأنزل النصر على المسلمين فدخلنا بالسيف، ودخل معظم الكفار في قصر سلطانها. فرمينا النار فيه فخرجوا، وقبضنا عليهم. ثم إن السلطان أمنهم، ورد لهم نساءهم وأولادهم، وكانوا نحو عشرة آلاف، وأسكنهم بربض المدينة. وسكن السلطان القصر، وأعطى الديار بمقربة منه لأهل دولته، وأعطاني جارية منهن، تسمى بلكي، فسميتها مباركة. وأراد زوجها فداءها فأبيت، وكساني فرجية مصرية، وجدت في خزائن الكافر. وأقمت عنده بسندابور من يوم فتحها، وهو الثالث عشر لجمادى الأولى إلى منتصف شعبان. وطلبت منه الاذن في السفر، فأخذ علي العهد في العودة إليه. وسافرت في البحر إلى هنور، ثم إلى فاكنور، ثم إلى منجرور، ثم إلى هيلي، ثم إلى جرفتن وده فتن وبدفتن وفندرينا وقالقوط، وقد تقدم ذكر جميعها، ثم إلى مدينة الشاليات،  وهي بالشين المعجم والف ولام وياء آخر الحروف وألف وتاء معلوة  ، مدينة من حسان المدن، تصنع بها الثياب المنسوبة لها. وأقمت بها، فطال مقامي، فعدت إلى قالقوط. ووصل إليها غلامان كانا لي بالككم، فأخبراني أن الجارية التي كانت حاملا، وبسببها كان تغير خاطري توفيت وأخذ صاحب الجاوة سائر الجواري، واستولت الأيدي على المتاع، وتفرق أصحابي إلى الصين والجاوة وبنجالة فعدت لما تعرفت هذا، إلى هنور ثم إلى سندابور، فوصلتها في آخر المحرم، وأقمت بها إلى الثاني من شهر ربيع الآخر. وقدم سلطانهم الكافر الذي دخلنا عليه برسم أخذها، وهرب إليه الكفار كلهم. وكانت عساكر السلطان متفرقة في القرى، فانقطعوا عنا، وحصرنا الكفار وضيقوا علينا. ولما اشتد الحال خرجت عنها، وتركتها محصورة، وعدت إلى قالقوط، وعزمت على السفر إلى ذيبة المهل، وكنت أسمع بأخبارها. فبعد عشرة أيام من ركوبنا البحر بقالقوط وصلنا جزائر ذيبة المهل، وذيبة على لفظ مؤنث الذيب، والمهل  بفتح الميم والهاء  . وهذه الجزائر إحدى عجائب الدنيا، وهي نحو ألفي جزيرة، ويكون منها مائة فما دونها مجتمعات مستديرة كالحلقة، لها مدخل كالباب، لا تدخل المراكب إلا منه. وإذا وصل المركب إلى إحداها فلا بد له من دليل من أهلها يسير به إلى سائر الجزائر. وهي من التقارب بحيث تظهر رؤوس النخل التي بإحداها عند الخروج من الأخرى، فإن أخطأ المركب سمتها، لم يمكنه دخولها، وحملته الريح إلى المعبر أو سيلان. وهذه الجزائر أهلها كلهم مسلمون ذوو ديانة وصلاح. وهي منقسمة إلى أقاليم، على كل إقليم وال يسمونه الكردوبي. ومن أقاليمها إقليم بالبور  وهو بباءين معقودتين وكسر اللام وآخره راء  ، ومنها كنلوس  بفتح الكاف والنون مع تشديدها وضم اللام وواو وسين مهمل  ، ومنها إقليم المهل، وبه تعرف الجزائر كلها. وبها يسكن سلاطينها. ومنها إقليم تلاديب  بفتح التاء المعلوة واللام والف ودال مهمل وباء مد وباء موحدة  ، ومنها إقليم كارايدو  بفتح الكاف وسكون الياء المسفولة وضم الدال المهمل وواو  ، منها إقليم التيم  بفتح التاء

صفحة : 287

  المعلوة وسكون الياء المسفولة  ، ومنها إقليم تلدمتي  بفتح التاء المعلوة الاول واللام وضم الدال المهمل وفتح الميم وتشديدها وكسر التاء الأخرى وياء  ، ومنها إقليم هلدمتي، وهو مثل اللفظ الذي قبله إلا ان الهاء أوله، ومنها إقليم برويدو  بفتح الباء الموحدة والراء وسكون الياء وضم الدال المهمل وواو  ، ومنها إقليم كندكل  بفتح الكافين والدال المهمل ولام  ، ومنها إقليم ملوك  بضم الميم، ومنها إقليم السويد  بالسين المهمل  ، وهو أقصاها. وهذه الجزائر كلها لا زرع بها، إلا أن في إقليم السويد منها زرعا يشبة أتلي، ويجلب منه إلى المهل. وإنما أكل أهلها سمك يشبه الليرون، يسمونه قلب الماس  بضم القاف  ، ولحمه أحمر، ولا زفر له، إنما ريحه كريح لحم الأنعام، وإذا اصطادوه قطعوا السمكة منه أربع قطع، وطبخوه يسيرا ثم جعلوه في مكائيل من سعف النخل، وعلقوه للدخان. فإذا استحكم يبسه أكلوه. ويحمل منها إلى الهند والصين واليمن، ويسمونه قلب الماس  بضم القاف  .لوة وسكون الياء المسفولة  ، ومنها إقليم تلدمتي  بفتح التاء المعلوة الاول واللام وضم الدال المهمل وفتح الميم وتشديدها وكسر التاء الأخرى وياء  ، ومنها إقليم هلدمتي، وهو مثل اللفظ الذي قبله إلا ان الهاء أوله، ومنها إقليم برويدو  بفتح الباء الموحدة والراء وسكون الياء وضم الدال المهمل وواو  ، ومنها إقليم كندكل  بفتح الكافين والدال المهمل ولام  ، ومنها إقليم ملوك  بضم الميم، ومنها إقليم السويد  بالسين المهمل  ، وهو أقصاها. وهذه الجزائر كلها لا زرع بها، إلا أن في إقليم السويد منها زرعا يشبة أتلي، ويجلب منه إلى المهل. وإنما أكل أهلها سمك يشبه الليرون، يسمونه قلب الماس  بضم القاف  ، ولحمه أحمر، ولا زفر له، إنما ريحه كريح لحم الأنعام، وإذا اصطادوه قطعوا السمكة منه أربع قطع، وطبخوه يسيرا ثم جعلوه في مكائيل من سعف النخل، وعلقوه للدخان. فإذا استحكم يبسه أكلوه. ويحمل منها إلى الهند والصين واليمن، ويسمونه قلب الماس  بضم القاف  .

  ذكر أشجارها

 ومعظم أشجار هذه الجزائر النارجيل، وهو من أقواتهم مع السمك، وقد تقدم ذكره. وأشجار النارجيل شأنها عجيب. وتثمر النخل منها اثنى عشر عذقا في السنة، يخرج في كل شهر عذق، فيكون بعضها صغيرا وبعضها كبيرا وبعضها يابسا وبعضها أخضر، هكذا أبدا. ويصنعون منها الحليب والزيت والعسل، حسب ما ذكرنا لك في السفر الأول. ويصنعون من عسله الحلواء، فيأكلونها مع الجوز اليابس منه. ولذلك كله، وللسمك الذي يغتذون به قوة عجيبة في الباءة، لا نظير لها. ولأهل هذه الجزائر عجب في ذلك. ولقد كان لي بها أربع نسوة وجوار سواهن، فكنت أطوف على جميعهن كل يوم، وأبيت عند من تكون ليلتها. وأقمت بها سنة ونصف أخرى على ذلك. ومن أشجارها الجموح والأترج والليمون والقلقاص، وهم يصنعون من أصوله دقيقا يعملون منه شبه الأطرية، ويطبخونها بحليب النارجيل، وهي من أطيب الطعام. كنت أستحسنها كثيرا وآكلها.

  ذكر أهل هذه الجزائر وبعض عوائدهم

  وذكر مساكنهم

صفحة : 288

  وأهل هذه الجزائر أهل صلاح وديانة وإيمان صحيح ونية صادقة، أكلهم حلال، دعاؤهم مجاب. وإذا رأى الإنسان أحدهم قال له: الله ربي ومحمد نبيي وأنا أمي مسكين. وأبدانهم ضعيفة، ولا عهد لهم بالقتال والمحاربة، وسلاحهم الدعاء. ولقد أمرت مرة بقطع يد سارق بها، فغشي على جماعة منهم كانوا بالمجلس. ولا تطرقهم لصوص الهند، ولا تذرعهم لأنهم جربوا أن من أخذ لهم شيئا أصابته مصيبة عاجلة. وإذا أتت أجفان العدو إلى ناحيتهم أخذوا من وجدوا من غيرهم، ولم يتعرضوا لأحد منهم بسوء. وإن أخذ أحد الكفار، ولو ليمونة، عاقبه أمير الكفار وضربه الضرب المبرح، خوفا من عاقبة ذلك. ولولا هذا لكانوا أهون الناس على قاصدهم بالقتال لضعف بنيتهم. وفي كل جزيرة من جزائرهم المساجد الحسنة، وأكثر عمارتهم بالخشب. وهم أهل نظافة وتنزه عن الأقذار. وأكثرهم يغتسلون مرتين في اليوم تنظفا لشدة الحر بها، وكثرة العرق. ويكثرون من الأدهان العطرية كالصندلية وغيرها، ويتلطخون بالغالية المجلوبة من مقدشو. ومن عادتهم أنهم إذا صلوا الصبح أتت كل امرأة إلى زوجها أو ابنها بالمكحلة وماء الورد ودهن الغالية، فيكحل عينيه، ويدهن بماء الورد ودهن الغالية، فتصقل بشرته، وتزيل الشحوب عن وجهه. ولباسهم فوط، يشدون الفوطة منها على أوساطهم عوض السراويل، ويجعلون على ظهورهم ثياب الوليان  بكسر الواو وسكون اللام وياء  وهي شبه الأحاريم. وبعضهم يجعل عمامة، وبعضهم منديلا صغيرا عوضا منها. وإذا لقي أحدهم القاضي أو الخطيب، وضع ثوبه على كتفيه، وكشف ظهره، ومضى معه كذلك، حتى يصل إلى منزله. ومن عوائدهم أنه إذا تزوج الرجل منهم، ومضى إلى دار زوجته، بسطت له ثياب القطن من باب دارها إلى باب البيت، وجعل عليها غرفات من الودع عن يمين طريقه إلى البيت وشماله، وتكون المرأة واقفة عند باب البيت تنتظره. فإذا وصل إليها رمت على رجليه ثوبا يأخذه خدامه، وإن كانت المرأة هي التي تأتي إلى منزل الرجل بسطت داره، وجعل فيها الودع، ورمت المرأة عند الوصول إليه الثوب على رجليه. وكذلك عادتهم في السلام على السلطان عندهم، لا بد من ثوب يرمى عند ذلك، وسنذكره.

 وبنيانهم بالخشب، ويجعلون سطوح البيوت مرتفعة عن الأرض توقيا من الرطوبات، لأن أرضهم ندية. وكيفية ذلك أن ينحتوا حجارة يكون طول الحجر منها ذراعين أو ثلاثة، ويجعلونها صفوفا، ويعرضون عليها خشب النارجيل، ثم يصنعون الحيطان من الخشب. ولهم صناعة عجيبة في ذلك، ويبنون في إسطوان الدار بيتا يسمونه المالم  بفتح اللام  ، يجلس الرجل به مع أصحابه، ويكون له بابان: أحدهما إلى جهة الأسطوان يدخل منه الناس، والآخر إلى جهة الدار يدخل منه صاحبها. ويكون عند هذا البيت خابية مملوءة ماء، ولها مستقى، يسمونه الوالنج  بفتح الواو واللام وسكون النون وجيم  ، هو من قشر جوز النارجيل، وله نصاب، طوله ذراعان. وبه يسقون الماء من الآبار لقربها. وجميعهم حفاة الأقدام من رفيع ووضيع، وأزقتهم مكنوسة نقية، تظللها الأشجار. فالماشي بها كأنه في بستان. ومع ذلك لا بد لكل داخل إلى الدار أن يغسل رجليه بالماء الذي في الخابية بالمالم، ويمسحها بحصير غليظ من الليف، يكون هنالك، ثم يدخل بيته. وكذلك يفعل كل داخل إلى المسجد.

صفحة : 289

  ومن عوائدهم إذا قدم عليهم مركب، أن تخرج إليه الكنادر، وهي القوارب الصغار، واحدها كندرة  بضم الكاف والدال  . وفيها أهل الجزيرة معهم التنبول أو الكرنبة، وهو جوز النارجيل الأخضر، فيعطي الإنسان منهم ذلك لمن شاء من أهل المركب، ويكون نزيله، ويحمل أمتعته إلى داره، كأنه بعض أقربائه. ومن أراد التزوج من القادمين عليهم تزوج. فإذا حان سفره، طلق المرأة لأنهن لا يخرجن عن بلادهن. ومن لم يتزوج، فالمرأة التي ينزل بدارها، تطبخ له وتخدمه وتزوده إذا سافر، وترضى منه في مقابلة ذلك بأيسر شيء من الإحسان. وفائدة المخزن، ويسمونه البندر، أن يشتري من كل سلعة بالمركب حظا بسوم معلوم، سواء كانت السلعة تساوي ذلك أو أكثر منه، ويسمونه شرع البندر. ويكون للبندر بيت في كل جزيرة من الخشب، يسمونه البجنصار  بفتح الباء الموحدة والجيم وسكون النون وفتح الصاد المهمل وآخره راء  ، يجمع به الوالي وهو الكردوري جميع سلعه، ويبيع بها ويشتري. وهم يشترون الفخار إذا جلب إليهم بالدجاج. فتباع عندهم القدر بخمس دجاجات وست، وتحمل المراكب من هذه الجزائر السمك الذي ذكرناه وجوز النارجيل والفوط والوليان والعمائم، وهي من القطن، ويحملون منها أواني النحاس. فإنها عندهم كثيرة، ويحملون الودع، ويحملون القنبر  بفتح القاف وسكون النون وفتح الباء الموحدة والراء  ، وهو ليف جوز النارجيل. وهم يدبغونه في حفر على الساحل، ثم يضربونه بالمرازب، ثم تغزله النساء، وتصنع منه الحبال لخياطة المراكب، وتحمل إلى الصين والهند واليمن، وهو خير من القنب. وبهذه الحبال تخاط مراكب الهند واليمن، لأن ذلك البحر كثير الحجارة، فإن كان المركب مسمرا بمسامير الحديد صدم الحجارة فانكسر، وإذا كان مخيطا بالحبال أعطى الرطوبة فلم ينكسر. وصرف أهل الجزائر الودع، وهو حيوان يلتقطونه في البحر، ويضعونه في حفر هنالك، فيذهب لحمه، ويبقى عظمه أبيض، ويسمون المائة منه سياه  بسين مهمل وياء آخر الحروف  ، ويسمون السبعمائة منه الفال  بالفاء  ، ويسمون الثني عشر ألفا منه الكتي  بضم الكاف وتشديد التاء المعلوة  ، ويسمون المائة ألف منه بستو  بضم الباء الموحدة والتاء المعلوة وبينهما سين مهمل  ، ويباع بها بقيمة أربعة بساتي بدينار من الذهب، وربما رخص حتى يباع عشر بساتي منه بدينار. ويبيعونه من أهل بنجالة بالأرز، وهو أيضا صرف أهل بلاد بنجالة. ويبيعونه من أهل اليمن، فيجعلونه عوض الرمل في مراكبهم. وهذا الودع أيضا هو صرف السودان في بلادهم، رأيته يباع بمالي وجوجو بحساب ألف وخمسين للدينار الذهبي.

  ذكر نسائها

صفحة : 290

  ونساؤها لا يغطين رؤوسهن، ولا سلطانتهم تغطي رأسها. ويمشطن شعورهن، ويجمعنها إلى جهة واحدة. ولا يلبسن أكثرهن إلا فوطة واحدة تسترها من السرة إلى أسفل، وسائر أجسادهن مكشوفة. وكذلك يمشين في الأسواق وغيرها. ولقد جهدت لما وليت القضاء بها أن أقطع تلك العادة وآمرهن باللباس، فلم أستطع ذلك. فكنت لا تدخل إلي منهن امرأة في خصومة إلا مسترة الجسد، وما عدا ذلك لم تكن عليه قدرة. ولباس بعضهن قمص زائدة على الفوطة، وقمصهن قصار الأكمام عراضها. وكان لي جوار كسوتهن لباس أهل دهلي يغطين رؤوسهن، فعابهن ذلك أكثر ما زانهن إذ لم يتعودنه. وحليهن الأساور وتجعل المرأة منها جملة في ذراعيها، بحيث تملأ ما بين الكوع والمرفق، وهي من الفضة. ولا تحمل أساور الذهب إلا نساء السلطان وأقاربه. ولهن الخلاخيل، ويسمونها البايل  بباء موحدة والف وياء آخر الحروف مكسورة  ، وقلائد ذهب يجعلنها على صدورهن، ويسمونها البسدر  بالباء الموحدة وسكن السين المهمل وفتح الدال المهمل والراء  . ومن عجيب أفعالهن أنهن يؤجرن أنفسهن للخدمة بالديار على عدد معلوم من خمسة دنانير فما دونها. وعلى مستأجرهن نفقتهن، ولا يرين ذلك عيبا، ويفعله أكثر بناتهم. فتجد في دار الإنسان الغني منهن العشرة والعشرين. وكل ما تكسره من الأواني يحسب عليها قيمته. وإذا أرادت الخروج من دار إلى دار أعطاها أهل الدار التي تخرج إليها العدد الذي هي مرتهنة فيه، فتدفعه لأهل الدار التي خرجت منها، ويبقى عليها للآخرين. وأكثر شغل هؤلاء المسأجرات غزل القنبر. والتزوج بهذه الجزائر سهل، لنزارة الصداق وحسن معاشرة النساء. وأكثر الناس لا يسمي صداقا، إنما تقع الشهادة، ويعطى صداق مثلها. وإذا قدمت المراكب تزوج أهلها النساء، فإذا أرادوا السفر طلقوهن، وذلك نوع من نكاح المتعة. وهن لا يخرجن عن بلادهن أبدا. ولم أر في الدنيا أحسن معاشرة منهن. ولا تكل المرأة عندهم خدمة زوجها لسواها، بل هي تأتيه بالطعام، وترفعه بين يديه، وتغسل يده، وتأتيه بالماء للوضوء، وتغم رجليه عند النوم. ومن عوائدهن أن لا تأكل المرأة مع زوجها، ولا يعلم الرجل ما تأكله المرأة. ولقد تزوجت بها نسوة، فأكل معي بعضهن بعد محاولة، وبعضهن لم تأكل معي، ولا استطعت أن أراها تأكل، ولا نفعتني حيلة في ذلك.

  ذكر السبب في إسلام هذه الجزائر

  وذكر العفاريت من الجن التي تضربها في كل شهر

صفحة : 291

  حدثني الثقات من أهلها كالفقيه عيسى اليمني، والفقيه المعلم علي، والقاضي عبد الله وجماعة سواهم، أن أهل هذه الجزائر كانوا كفارا، وكان يظهر لهم في كل شهر عفريت من الجن، يأتي ناحية البحر، كأنه مركب مملوء بالقناديل. وكانت عادتهم إذا رأوه، أخذوا جارية بكرأ فزينوها وأدخلوها إلى بدخانة. وهي بيت الأصنام، وكان مبنيا على ضفة البحر، وله طاق ينظر إليه، ويتركونها هنالك ليلة، ثم يأتون عند الصباح فيجدونها مفتضة ميتة. ولا يزالون في كل شهر يقترعون بينهم، فمن أصابته القرعة أعطى بنته. ثم إنهم قدم عليهم مغربي يسمى بأبي البركات البربري، وكان حافظا للقرآن العظيم، فنزل بدار عجوز منهم بجزيرة المهل، فدخل عليها يوما، وقد جمعت أهلها، وهن يبكين كأنهن في مأتم. فاستفهمهن عن شأنهن، فلم يفهمنه. فأتى ترجمان فأخبره أن العجوز كانت القرعة عليها، وليس لها إلا بنت واحدة، يقتلها العفريت. فقال لها أبو البركات: أنا أتوجه عوضا من بنتك بالليل. وكان سناطا، لا لحية له، فاحتملوه تلك الليلة، وأدخلوه إلى بدخانة، وهو متوضئ. وأقام يتلو القرآن، ثم ظهر له العفريت من الطاق، فداوم التلاوة، فلما كان منه بحيث يسمع القراءة غاص في البحر. وأصبح المغربي، وهو يتلو على حاله. فجاءت العجوز وأهلها وأهل الجزيرة، ليستخرجوا البنت على عادتهم فيحرقوها، فوجدوا المغربي يتلو، فمضوا به إلى ملكهم، وكان يسمى شنورازة  بفتح الشين المعجم وضم النون وواو وراء والف وزاي وهاء  ، وأعلموه بخبره، فعجب. وعرض المغربي عليه الإسلام، ورغبه فيه. فقال له أقم عندنا إلى الشهر الآخر، فإن فعلت كفعلك، ونجوت من العفريت أسلمت. فأقام عندهم. وشرح الله صدر الملك للإسلام فأسلم قبل تمام الشهر، وأسلم أهله وأولاده وأهل دولته. ثم حمل المغربي لما دخل الشهر إلى بدخانة، ولم يأت العفريت، فجعل يتلو حتى الصباح. وجاء السلطان والناس معه فوجدوه على حاله من التلاوة، فكسروا الأصنام، وهدموا بدخانة، وأسلم أهل الجزيرة، وبعثوا إلى سائر الجزائر فأسلم أهلها. وأقام المغربي عندهم معظما، وتمذهبوا بمذهبه مذهب الإمام مالك رضي الله عنه. وهم إلى هذا العهد يعظمون المغاربة بسببه، وبنى مسجدا هو معروف باسمه، وقرأت على مقصورة الجامع منقوشا في الخشب أسلم السلطان أحمد شنورازة على يد أبي البركات البربري المغربي. وجعل ذلك السلطان ثلث مجابي الجزائر صدقة على أبناء السبيل، إذ كان إسلامه بسببهم. فسمي على ذلك حتى الآن. وبسبب هذا العفريت خرب من هذه الجزائر كثير قبل الإسلام.

 ولما دخلناها لم يكن لي علم بشأنه. فبينا أنا ذات ليلة في بعض شأني، إذ سمعت الناس يجهرون بالتهليل والتكبير، ورأيت الأولاد، وعلى رؤوسهم المصاحف، والنساء يضربن في الطسوت وأواني النحاس. فعجبت من فعلهم، وقلت ما شأنكم  فقالوا: ألا تنظر إلى البحر  فنظرت فإذا مثل المركب الكبير، وكأنه مملوء سرجا ومشاعل. فقالوا: ذلك العفريت، وعادته أن يظهر مرة في الشهر. فاذا فعلنا ما رأيت انصرف عنا ولم يضرنا.

  ذكر سلطانة هذه الجزائر

صفحة : 292

  ومن عجائبها أن سلطانتها امرأة، وهي خديجة بنت السلطان جلال الدين عمر ابن السلطان صلاح الدين صالح البنجالي. وكان الملك لجدها ثم لأبيها، فلما مات أبوها ولي أخوها شهاب الدين، وهو صغير السن. فتزوج الوزير عبد الله ابن محمد الحضرمي أمه، وغلب عليه، وهو الذي تزوج أيضا هذه السلطانة خديجة بعد وفاة زوجها الوزير جمال الدين، كما سنذكره. فلما بلغ شهاب الدين مبلغ الرجال، أخرج ربيبه الوزير عبد الله، ونفاه إلى جزائر السويد. واستقل بالملك، واستوزر أحد مواليه، ويسمى علي كلكي، ثم عزله بعد ثلاثة أعوام، ونفاه إلى السويد. وكان يذكر عن السلطان شهاب الدين المذكور أنه يختلف إلى حرم أهل دولته وخواصه بالليل، فخلعوه لذلك ونفوه إلى إقليم هلدتني، وبعثوا من قتله بها. ولم يكن بقي من بيت الملك إلا أخواته خديجة الكبرى ومريم وفاطمة، فقدموا خديجة سلطانة، وكانت متزوجة لخطيبهم جمال الدين، فصار وزيرا وغالبا على الأمر، وقدم ولده محمدا للخطابة عوضا منه. ولكن الأوامر إنما تنفذ باسم خديجة. وهم يكتبون الأوامر في سعف النخل بحديدة معوجة شبه السكين. ولا يكتبون في الكاغد إلا المصاحف وكتب العلم، ويذكرها الخطيب يوم الجمعة، وغيرها، فيقول: اللهم انصر أمتك التي اخترتها على علم على العالمين، وجعلتها رحمة لكافة المسلمين، ألا وهي السلطانة خديجة بنت السلطان جلال الدين ابن السلطان صلاح الدين. ومن عادتهم إذا قدم الغريب عليهم، ومضى إلى المشور، وهم يسمونه الدار، فلا بد له أن يستصحب ثوبين، فيخدم لجهة هذه السلطانة، ويرمي بأحدهما، ثم يخدم لوزيرها، وهو زوجها جمال الدين، ويرمي بالثاني. وجندها نحو ألف نفر من الغرباء، وبعضهم بلديون. ويأتون كل يوم إلى الدار، فيخدمون وينصرفون. ومرتبهم الأرز يعطاهم من البندر في كل شهر، فإذا تم الشهر أتوا الدار، وخدموا، وقالوا للوزير: بلغ عنا الخدمة، واعلم بأنا أتينا بطلب مرتبنا. فيؤمر لهم به عند ذلك. ويأتي أيضا إلى الدار كل يوم القاضي وأرباب الخطط، وهم الوزراء عندهم، فيخدمون، ويبلغ خدمتهم الفتيان، وينصرفون.

  ذكر أرباب الخطط وسيرهم

 وهم يسمون الوزير الأكبر النائب عن السلطانة كلكي  بفتح الكاف الأولى واللام  ، ويسمون القاضي فندريارقالوا  وضبط ذلك بفاء مفتوح ونون مسكن ودال مهمل مفتوح وياء آخر الحروف والف وراء وقاف والف ولام مضموم  ، وأحكامهم كلها راجعة إلى القاضي، وهو أعظم عندهم من الناس أجمعين، وأمره كأمر السلطان وأشد، ويجلس على بساط في الدار. وله ثلاث جزائر، يأخذ مجباها لنفسه. عادة قديمة أجراها السلطان أحمد شنورازة. ويسمون الخطيب هنديجري  بفتح الهاء وسكون النون وكسر الدال وياء مد وجيم مفتوح وراء وياء  . ويسمون صاحب الديوان الفاملداري  بفتح الفاء والميم والدال المهمل  ، واسم صاحب الأشغال مافاكلو  بفتح الميم والكاف وضم اللام  ، واسم الحاكم فتنايك  بكسر الفاء وسكون التاء المعلوة وفتح النون والف وياء آخر الحروف مفتوحة أيضا وكاف  ، واسم قائد البحر مانايك  بفتح الميم والنون والياء  . وكل من هؤلاء يسمى وزيرا. ولا سجن عندهم بتلك الجزائر، إنما يحبس أرباب الجرائم في بيوت خشب، هي معدة لأمتعة التجار، ويجعل أحدهم في خشبة، كما يفعل عندنا بأسارى الروم.

  ذكر وصولي إلى هذه الجزائر وتنقل حالي بها

 ولما وصلت إليها نزلت بجزيرة كنلوس، وهي جزيرة حسنة فيها المساجد الكثيرة. ونزلت بدار رجل من صلحائها، وأضافني بها الفقيه علي، وكان فاضلا، له أولاد من طلبة العلم. ولقيت بها رجلا اسمه محمد من أهل ظفار الحموض، فأضافني وقال لي: إن دخلت جزيرة المهل أمسكك الوزير بها. فإنهم لا قاضي عندهم. وكان غرضي أن أسافر منها إلى المعبر وسرنديب وبنجالة ثم إلى الصين. وكان قدومي عليها في مركب الناخوذة عمر الهنوري، وهو من الحجاج الفضلاء.

صفحة : 293

  ولما وصلنا كنلوس أقام بها عشرا، ثم اكترى كندرة يسافر فيها إلى المهل، بهدية للسلطانة وزوجها، فأردت السفر معه، فقال: لا تسعك الكندرة أنت وأصحابك. فإن شئت السفر منفردا عنهم فدونك، فأبيت ذلك، وسافر. فلعبت به الريح، وعاد إلينا بعد أربعة أيام، وقد لقي شدائد. فاعتذر لي، وعزم علي في السفر معه بأصحابي، فكنا نرحل غدوة، فننزل في وسط النهار لبعض الجزائر، ونرحل فنبيت بأخرى.

 ووصلنا بعد أيام إلى إقليم التيم. وكان الكردوي يسمى بها هلالا، فسلم علي وأضافني. وجاء إلي ومعه أربعة رجال، وقد جعل اثنان منهم، عودا على أكتافهما، وعلقا منه أربع دجاجات، وجعل الآخران عودا مثله، وعلقا منه نحو عشر من جوز النارجيل. فعجبت من تعظيمهم لهذا الشيء الحقير. فأخبرت أنهم صنعوه على جهة الكرامة والإجلال. ورحلنا عنهم فنزلنا في اليوم السادس بجزيرة عثمان، وهو رجل فاضل من خيار الناس، فأكرمنا وأضافنا. وفي اليوم الثامن نزلنا بجزيرة الوزير، يقال له التلمذي. وفي اليوم العاشر وصلنا إلى جزيرة المهل، حيث السلطانة وزوجها. وأرسينا بمرساها. وعادتهم أن لا ينزل أحد من المرسى إلا بإذنهم. فأذنوا لنا بالنزول، وأردت التوجه إلى بعض المساجد فمنعني الخدام الذين بالساحل، وقالوا: لا بد من الدخول إلى الوزير.

 وكنت أوصيت الناخوذة أن يقول إذا سئل عني: لا أعرفه، خوفا من إمساكهم إياي. ولم أعلم أن بعض أهل الفضول، قد كتب إليهم معرفا بخبري، وأني كنت قاضيا بدهلي، فلما وصلت إلى الدار، وهو المشور، ونزلنا في سقائف على الباب الثالث منه، وجاء القاضي عيسى اليمني، فسلم علي، وسلمت على الوزير، وجاء الناخوذة إبراهيم بعشرة أثواب، فخدم لجهة السلطانة، ورمى بثوب منها، ثم خدم للوزير، ورمى بثوب آخر، ورمى بجميعها، وسئل عني فقال: لا أعرفه. ثم أخرجوا التنبول وماء الورد، وذلك هو الكرامة عندهم، وأنزلنا بدار، وبعث إلينا الطعام، وهو قصعة كبيرة فيها الأرز، وتدور بها صحاف فيها اللحم الخليع والدجاج والسمن والسمك. ولما كان بالغد مضيت مع الناخوذة والقاضي عيسى اليمني لزيارة زاوية في طرف الجزيرة، عمرها الشيخ الصالح نجيب، وعدنا ليلا. وبعث الوزير إلي صبيحة تلك الليلة كسوة وضيافة، فيها الأرز والسمن والخليع وجوز النارجيل والعسل المصنوع منها، وهم يسمونه القرباني  بضم القاف وسكون الراء وفتح الباء الموحدة والف ونون وياء  ، ومعنى ذلك ماء السكر. وأتوا بمائة ودعة للنفقة. وبعد عشرة أيام قدم مركب من سيلان فيه فقراء من العرب والعجم يعرفونني. فعرفوا خدام الوزير بأمري، فزاد اغتباطي. وبعث عني عند استهلال رمضان، فوجدت الأمراء والوزراء. وأحضر الطعام في موائد، يجتمع على المائدة طائفة. فأجلسني الوزير إلى جانبه، ومعه القاضي عيسى، والوزير الفاملداري ؛ والوزير عمر دهرد، ومعناه مقدم العسكر. وطعامهم الأرز والدجاج والسمن والسمك والخليع والموز المطبوخ، ويشربون بعده عسل النارجيل مخلوطا بالأفاويه، وهو يهضم الطعام. وفي التاسع من شهر رمضان مات صهر الوزير زوج بنته، وكانت قبله عند السلطان شهاب الدين، ولم يدخل بها أحد منهما لصغرها، فردها أبوها لداره، وأعطاني دارها، وهي من أجمل الدور. واستأذنته في ضيافة الفقراء القادمين من زيارة القدم فأذن لي في ذلك، وبعث إلي خمسا من الغنم، وهي عزيزة عندهم، لأنها مجلوبة من المعبر والمليبار ومقدشو، وبعث الأرز والدجاج والسمن والأبازير. فبعثت ذلك كله إلى دار الوزير سليمان مانايك، فطبخ لي بها، فأحسن في طبخه وزاد فيه، وبعث الفرش وأواني النحاس، وأفطرنا على العادة بدار السلطانة مع الوزير. واستأذنته في حضور بعض الوزراء بتلك الضيافة، فقال لي: وأنا أحضر أيضا، فشكرته وانصرفت إلى داري، فإذا به قد جاء، ومعه الوزراء وأرباب الدولة. فجلس في قبة خشب مرتفعة. وكان كل من يأتي من الأمراء والوزراء يسلم على الوزير، ويرمي بثوب غير مخيط، حتى اجتمع مائة ثوب أو نحوها، فأخذها الفقراء. وقدم الطعام فأكلوا، ثم قرأ القراء بالأصوات الحسان، ثم أخذوا في السماع والرقص. وأعدت النار، فكان الفقراء يدخلونها ويطأونها بالأقدام، ومنهم من يأكلها، كما تؤكل الحلواء، إلى أن خمدت.

  ذكر بعض إحسان الوزير إلي

صفحة : 294

  ولما تمت الليلة انصرف الوزير، ومضيت معه، فمررنا ببستان للمخزن. فقال لي الوزير: هذا البستان لك، وسأعمر لك فيه دارا لسكناك. فشكرت فعله، ودعوت له. ثم بعث لي من الغد بجارية وقال لي خديمه: يقول لك الوزير: إن أعجبتك هذه فهي لك، وإلا بعثت لك جارية مرهتية، وكانت الجواري المرهتيات تعجبني، فقلت له: إنما أريد المرهتية، فبعثها لي، وكان اسمها قل استان، ومعناه زهر البستان، وكانت تعرف اللسان الفارسي فأعجبتني. وأهل تلك الجزائر لهم لسان لم أكن أعرفه، ثم بعث إلي في غد ذلك بجارية معبرية تسمى عنبري. ولما كانت اللية بعدها، جاء الوزير إلي بعد العشاء الأخيرة في نفر من أصحابه، فدخل الدار، ومعه غلامان صغيران، فسلمت عليه، وسألني عن حالي، فدعوت له وشكرته، فألقى أحد الغلامين بين يديه لقشة  بقشة  ، وهي شبه السبنية، وأخرج منها ثياب حرير، وحقا فيه جوهر فأعطاني ذلك، وقال لي: لو بعثته لك مع الجارية، لقالت هو مالي جئت به من دار مولاي، والآن هو مالك، فأعطه إياه. فدعوت له وشكرته، وكان أهلا للشكر، رحمه الله.

  ذكر تغيره وما أردته من الخروج ومقامي بعد ذلك

 وكان الوزير سليمان مانايك قد بعث إلي أن أتزوج بنته، فبعثت إلى الوزير جمال الدين مستأذنا في ذلك. فعاد إلي الرسول، وقال: لم يعجبه ذلك، وهو يحب أن يزوجك بنته، إذا انقضت عدتها. فأبيت أنا ذلك، وخفت من شؤمها، لأنه مات تحتها زوجان قبل الدخول، وأصابتني أثناء ذلك حمى مرضت بها. ولا بد لكل من يدخل، تلك الجزيرة أن يحم، فقوي عزمي علىالرحلة عنها، فبعت بعض الحلي بالودع، واكتريت مركبا أسافر فيه لبنجالة. فلما ذهبت لوداع الوزير خرج إلي القاضي فقال: الوزير يقول لك: إن شئت السفر، فأعطنا ما أعطيناك وسافر. فقلت له: إن بعض الحلي اشتريت به الودع، فشأنكم وإياه. فعاد إلي فقال: يقول: إنما أعطيناك الذهب ولم نعطك الودع. فقلت له: أنا أبيعه، وآتيكم بالذهب. فبعثت إلى التجار ليشتروه مني، فأمرهم الوزير أن لا يفعلوا. وقصده بذلك كله أن لا أسافر عنه. ثم بعث إلي أحد خواصه وقال: الوزير يقول لك: أقم عندنا، ولك كل ما أحببت. فقلت في نفسي: أنا تحت حكمهم، وإن لم أقم مختارا أقمت مضطرا، فالإقامة باختياري أولى. وقلت لرسوله: نعم، أنا أقيم معه. فعاد إليه ففرح بذلك، واستدعاني. فلما دخلت إليه قام إلي وعانقني وقال: نحن نريد قربك، وأنت تريد البعد عنا. فاعتذرت له، فقبل عذري، وقلت له: إن أردتم مقامي فأنا اشترط عليكم شروطا. فقال: نقبلها فاشترط. فقلت له: أنا لا أستطيع المشي على قدمي، ومن عادتهم أن لا يركب أحد هناك إلا الوزير. ولقد كنت لما أعطوني الفرس فركبته، يتبعني الناس رجالا وصبيانا، يعجبون مني حتى شكوت له. فضربت الدنقرة، وبرح في الناس أن لا يتبعني أحد، والدنقرة  بضم الدال المهمل وسكون النون وضم القاف وفتح الراء  شبه الطست من النحاس تضرب بحديدة، فيسمع لها صوت على البعد. فإذا ضربوها حينئذ يبرح في الناس بما يراد. فقال لي الوزير: إن أردت أن تركب الدولة وإلا فعندنا حصان ورمكة ، فاختر أيهما شئت. فاخترت الرمكة. فأتوني بها في تلك الساعة، وأتوني بكسوة. فقلت له: وكيف أصنع بالودع الذي اشتريته  فقال: ابعث أحد أصحابك ليبيعه لك ببنجالة، فقلت له: على أن تبعث أنت من يعينه على ذلك. فقال: نعم. فبعث حينئذ رفيقي أبا محمد بن فرحان، وبعثوا معه رجلا يسمى الحاج عليا، فاتفق أن هال البحر، فرموا بكل ما عندهم، حتى الزاد والماء والصاري والقربة. وأقاموا ست عشرة ليلة لا قلع لهم ولا سكان ولا غيره. ثم خرجوا إلى جزيرة سيلان، بعد جوع وعطش وشدائد وقدم علي صاحبي أبو محمد بعد سنة، وقد زار القدم، وزارها مرة ثانية معي.

  ذكر العيد الذي شاهدته معهم

صفحة : 295

  ولما تم شهر رمضان بعث الوزير إلي بكسوة، وخرجنا إلى المصلى، وقد زينت الطريق التي يمر الوزير عليها من داره إلى المصلى، وفرشت الثياب فيها، وجعلت كتاتي الودع يمنة ويسرة. وكل من له على طريقه دار من الأمراء والكبار، قد غرس عندها النخل الصغار من النارجيل وأشجار الفوفل والموز، ومد من شجرة إلى أخرى شرائط، وعلق منها الجوز الأخضر. ويقف صاحب الدار عند بابها، فإذا مر الوزير رمى على رجليه ثوبا من الحرير أو القطن، فيأخذه عبيده مع الودع الذي يجعل على طريقه أيضا، والوزير ماش على قدميه، وعليه فرجية مصرية من المرعز، وعمامة كبيرة، وهو متقلد فوطة حرير، وفوق رأسه أربعة شطور، وفي رجليه النعل، وجميع الناس سواه حفاة. والأبواق والأنفار والأطبال بين يديه، والعساكر أمامه وخلفه، وجميعهم يكبرون حتى أتوا المصلى، فخطب ولده بعد الصلاة. ثم أتي بمحفة فركب فيها الوزير وخدم الأمراء والوزراء، ورموا بالثياب على العادة. ولم يكن ركب في المحفة قبل ذلك، لأن ذلك لا يفعله إلا الملوك. ثم رفعه الرجال، وركبت فرسي ودخلنا القصر. فجلس بموضع مرتفع، وعنده الوزراء والأمراء، ووقف العبيد بالترسة والسيوف والعصي، ثم أتي بالطعام ثم الفوفل والتنبول، ثم أتي بصحفة صغيرة فيها الصندل المقاصري. فإذا أكلت جماعة من الناس تلطخوا بالصندل. ورأيت على بعض طعامهم يومئذ حوتا من السردين مملوحا غير مطبوخ، أهدي لهم من كولم، وهو في بلاد المليبار كثير. فأخذ الوزير سردينة وجعل يأكلها. وقال لي: كل منه، فإنه ليس ببلادنا. فقلت: كيف آكله وهو غير مطبوخ فقال: إنه مطبوخ. فقلت: أنا أعرف به، فإنه ببلادي كثير.

  ذكر تزوجي وولايتي القضاء

 وفي الثاني من شوال اتفقت مع الوزير سليمان مانايك على تزوج بنته، فبعثت إلى الوزير جمال الدين أن يكون عقد النكاح بين يديه بالقصر، فأجاب إلى ذلك، وأحضر التنبول على العادة والصندل، وحضر الناس، وأبطأ الوزير سليمان، فاستدعي، فلم يأت، ثم استدعي ثانية، فاعتذر بمرض البنت. فقال لي الوزير سرا: إن بنته امتنعت، وهي مالكة أمر نفسها. والناس قد اجتمعوا فهل لك أن تتزوج بربيبة السلطان زوجة أبيها، وهي التي ولده متزوج بنتها  فقلت له: نعم. فاستدعى القاضي والشهود، ووقعت الشهادة، ودفع الوزير الصداق، ورفعت إلي بعد أام، فكانت من خيار النساء. وبلغ حسن معاشرتها أنها كانت إذا تزوجت عليها تطيبني وتبخر أثوابي، وهي ضاحكة، لا يظهر عليها تغير. ولما تزوجتها أكرهني الوزير على القضاء. وسبب ذلك اعتراضي على القاضي، لكونه كان يأخذ العشر من التركات، إذا قسمها على أربابها فقلت له: إنما لك أجرة تتفق بها مع الورثة، ولم يكن يحسن شيئا، فلما وليت، اجتهدت جهدي في إقامة رسوم الشرع. وليست هنالك خصومات، كما هي ببلادنا. فأول ما غيرت من عوائد السوء مكث المطلقات في ديار المطلقين. وكانت إحداهن لا تزال في دار المطلق حتى تتزوج غيره. فحسمت علة ذلك. وأتي إلي بنحو خمسة وعشرين رجلا ممن فعل ذلك، فضربتهم وشهرتهم بالأسواق، وأخرجت النساء عنهم، ثم اشتددت في إقامة الصلوات، وأمرت الرجال بالمبادرة إلى الأئمة والأسواق إثر صلاة الجمعة، فمن وجدوه لم يصل ضربته وشهرته. وألزمت الأئمة والمؤذنين أصحاب المرتبات المواظبة على ما هم بسبيله، وكتبت إلى جميع الجزائر بنحو ذلك وجهدت أن أكسو النساء، فلم أقدر على ذلك.

  ذكر قدوم الوزير عبد الله بن محمد الخضرمي

  الذي نفاه السلطان شهاب الدين إلى السويد وما وقع بيني وبينه

صفحة : 296

  كنت قد تزوجت ربيبته بنت زوجته، وأحببتها حبا شديدا. ولما بعث الوزير عنه، ورده إلى جزيرة المهل، بعثت له التحف، وتلقيته ومضيت معه إلى القصر فسلم على الوزير، وأنزله في دار جيدة. فكنت أزوره بها. واتفق أن اعتكفت في رمضان. فزارني جميع الناس إلا هو، وزارني الوزير جمال الدين، فدخل هو معه، بحكم الموافقة. فوقعت بيننا الوحشة. فلما خرجت من الاعتكاف شكا إلي أخوال زوجتي ربيبته أولاد الوزير جمال الدين السنجري، فإن أباهم أوصى عليهم الوزير عبد الله، وأن ما لهم باق بيده، وقد خرجوا عن حجره بحكم الشرع، وطلبوا إحضاره بمجلس الحكم، وكانت عادتي إذا بعثت عن خصم من الخصوم، أبعث له قطعة كاغد مكتوبة، فعندما يقف عليها يبادر إلى مجلس الحكم الشرعي، وإلا عاقبته، فبعثت إليه على العادة، فأغضبه ذلك، وحقدها لي، وأضمر عداوتي، ووكل من يتكلم عنه، وبلغني عنه كلام قبيح. وكانت عادة الناس من صغير وكبير أن يخدموا له كما يخدمون للوزير جمال الدين، وخدمتهم أن يوصلوا السبابة إلى الأرض، ثم يقبلونها ويضعونها على رؤوسهم. فأمرت المنادي فنادى بدار السلطان على رؤوس الأشهاد أنه من خدم للوزير عبد الله كما يخدم للوزير الكبير لزمه العقاب الشديد. وأخذت عليه أن لا يترك الناس لذلك. فزادت عداوته. وتزوجت أيضا زوجة أخرى، بنت وزير معظم عندهم، كان جده السلطان داود حفيد السلطان أحمد شنورازة. ثم تزوجت زوجة كانت تحت السلطان شهاب الدين، وعمرت ثلاث ديار بالبستان الذي أعطانيه الوزير. وكانت الرابعة هي ربيبة الوزير عبد الله، تسكن في دارها، وهي أحبهن إلي فلما صاهرت من ذكرته، هابني الوزير وأهل الجزيرة، وتخوفوا مني لأجل ضعفهم، وسعوا بيني وبين الوزير بالنمائم، وتولى الوزير عبد الله كبر ذلك حتى تمكنت الوحشة.

  ذكر انفصالي عنهم وسبب ذلك

صفحة : 297

  واتفق في بعض الأيام أن عبدا من عبيد السلطان الذي شكته زوجته إلى الوزير، وأعلمته أنه عند سرية من سراري السلطان يزني بها. فبعث الوزير الشهود، ودخلوا دار السرية، فوجدوا الغلام نائما معها في فراش واحد، وحبسوهما. فلما أصبحت وعلمت بالخبر، توجهت إلى المشور، وجلست في موضع جلوسي، لم أتكلم في شي من أمرها. فخرج إلي بعض الخواص فقال: يقول لك الوزير: ألك حاجة  فقلت: لا. وكان قصده أن أتكلم في شأن السرية والغلام. إذ كانت عادتي أن لا تقطع قضية إلى حكمت فيها. فلما وقع التغير والوحشة قصرت في ذلك. فانصرفت إلى داري بعد ذلك، وجلست بموضع الأحكام. فإذا ببعض الوزراء، فقال الوزير: يقول لك: إنه وقع البارحة كيت وكيت، لقضية السرية والغلام، فاحكم فيهما بالشرع فقلت له: هذه القضية لا ينبغي الحكم أن يكون فيها إلا بدار السلطان، فعدت إليها واجتمع الناس وأحضرت السرية والغلام، فأمرت بضربهما في الخلوة، وأطلقت سراح المرأة، وحبست الغلام. وانصرفت إلى داري، فبعث الوزير إلى جماعة من كبراء ناسه في شأن تسريح الغلام، فقلت لهم: أتشفعون في غلام زنجي يهتك حرمة مولاه  وأنتم بالأمس خلعتم السلطان شهاب الدين وقتلتموه بسبب دخوله لدار غلام له  وأمرت بالغلام عند ذلك، فضرب بقضبان الخيزران، وهي أشد وقعا من السياط، وشهرته بالجزيرة، وفي عنقه حبل. فذهبوا إلى الوزير فأعلموه. فقام وقعد، واستشاط غضبا، وجمع الوزراء ووجوه العسكر، وبعث عني فجئته. وكانت عادتي أن أخدم له، فلم أخدم. وقلت: سلام عليكم. ثم قلت للحاضرين: اشهدوا علي أني قد عزلت نفسي عن القضاء لعجزي عنه. فكلمني الوزير، فصعدت وقعدت بموضع أقابله فيه، وجاوبته أغلظ جواب. وأذن مؤذن المغرب، فدخل إلى داره وهو يقول: ويقولون إني سلطان. وها أنذا طلبته لأغضب عليه، فغضب علي. وإنما كان اعتزازي عليهم بسبب سلطان الهند، لأنهم تحققوا مكانتي عنده، وإن كانوا على بعد منه، فخوفه في قلوبهم متمكن. فلما دخلنا إلى داره بعث إلي القاضي المعزول، وكان جريء اللسان، فقال لي: إن مولانا يقول لك: كيف هتكت حرمته على رؤوس الأشهاد ولم تخدم له  فقلت له: إنما كنت أخدم له حين كان قلبي له طيبا، فلما وقع التغير تركت ذلك، وتحية المسلمين إنما هي السلام، وقد سلمت. فبعثه إلي ثانية فقال: إنما غرضك الرحيل عنا، فأعط صداقات النساء وديون الناس، وانصرف إذا شئت. فخدمت له على هذا القول، وذهبت إلى داري، فخلصت مما علي من الدين. وقد أعطاني في تلك الأيام فرش دار وجهازها من أواني نحاس وسواها. وكان يعطيني كل ما أطلبه، ويحبني ويكرمني، ولكنه غير خاطره، وتخوف مني. فلما عرف أني قد خلصت الدين وعزمت على الرحيل، ندم على ما قاله، وتلكأ في الإذن لي في الرحيل. فحلفت بالأيمان المغلظة أن لا بد من رحيلي. ونقلت ما عندي إلى مسجد على البحر، وطلقت إحدى الزوجات، وكانت إحداهن حاملا، فجعلت لها أجلا تسعة أشهر، إن عدت فبها، وإلا فأمرها بيدها. وحملت معي زوجتي التي كانت امرأة السلطان شهاب الدين لأسلمها لأبيها بجزيرة ملوك، وزوجتي الأولى التي بنتها أخت السلطانة. وتوافقت مع الوزير عمر دهرد، والوزير حسن قائد البحر، على أن أمضي إلى بلاد المعبر. وكان ملكها سلفي فأبى مدها بالعساكر لترجع الجزائر إلى حكمه، وأنوب أنا عنه فيها. وجعلت بيني وبينهم علامة: رفع أعلام بيض في المراكب. فإذا رأوها ثاروا في البحر. ولم أكن حدثت نفسي بهذا قط، حتى وقع ما وقع من التغير. وكان الوزير خائفا مني يقول الناس: لا بد لهذا أن يأخذ الوزارة، إما في حياتي وإما بعد مماتي. ويكثر السؤال عن حالي، ويقول: سمعت أن ملك الهند بعث إليه الأموال ليثور بها علي. وكان يخاف من سفري لئلا آتي بالجيوش من بلاد المعبر. فبعث إلي أن أقيم حتى يجهز لي مركبا فأبيت. وشكت أخت السلطانة إليها بسفر أمها معي، فأرادت منعها فلم تقدر على ذلك. فلما رأت عزمها على السفر قالت لها: إن جميع ما عندك من الحلي هو من مال البندر، فإن كان لك شهود بأن جلال الدين وهبه لك، وإلا فرديه، وكان حليا له خطر فردته إليهم، وأتاني الوزراء والوجوه، وأنا بالمسجد، وطلبوا مني الرجوع فقلت لهم: لولا أني حلفت لعدت. فقالوا: تذهب لى بعض علماء الجزائر ليبر قسمك وتعود. فقلت لهم: نعم: إرضاء لهم. فلما كانت الليلة

صفحة : 298

  التي سافرت فيها، أتيت لوداع الوزير فعانقني وبكى حتى قطرت دموعه على قدمي، وبات تلك اللية يحرس الجزيرة بنفسه خوفا أن يثور عليه أصهاري وأصحابي. ثم سافرت ووصلت إلى جزيرة الوزير علي. فأصابت زوجتي أوجاع عظيمة، وأحبت الرجوع فطلقتها، وتركتها هنالك، وكتبت للوزير بذلك لأنها أم زوجة ولده، وطلقت التي كنت ضربت لها الأجل. وبعثت عن جارية كنت أحبها، وسرنا في تلك الجزائر من إقليم إلى إقليم. سافرت فيها، أتيت لوداع الوزير فعانقني وبكى حتى قطرت دموعه على قدمي، وبات تلك اللية يحرس الجزيرة بنفسه خوفا أن يثور عليه أصهاري وأصحابي. ثم سافرت ووصلت إلى جزيرة الوزير علي. فأصابت زوجتي أوجاع عظيمة، وأحبت الرجوع فطلقتها، وتركتها هنالك، وكتبت للوزير بذلك لأنها أم زوجة ولده، وطلقت التي كنت ضربت لها الأجل. وبعثت عن جارية كنت أحبها، وسرنا في تلك الجزائر من إقليم إلى إقليم.

  ذكر النساء ذوات الثدي الواحد

 وفي بعض تلك الجزائر، رأيت امرأة لها ثدي واحد في صدرها، ولها ابنتان إحداهما كمثلها ذات ثدي واحد، والأخرى ذات ثديين، إلا أن أحدهما كبير فيه اللبن، والآخر صغير لا لبن فيه. فعجبت من شأنهن، ووصلنا إلى جزيرة من تلك الجزائر ليس بها إلا دار واحدة فيها رجل حائك له زوجة وأولاد، ونخيلات نارجيل، وقارب صغير يصطاد فيه السمك. ويسير إلى حيث أراد من الجزائر. وفي جزيرته أيضا شجيرات موز. ولم نر فيها من طيور البر غير غرابين خرجا إلينا لما وصلنا الجزيرة وطافا بمركبنا. فغبطت والله ذلك الرجل، وودت أن لو كانت تلك الجزيرة لي، فانقطعت فيها إلى أن يأتيني اليقين. ثم وصلت إلى جزيرة ملوك، حيث المركب الذي للناخوذة إبراهيم، وهو الذي عزمت على الرحيل فيه إلى المعبر. فجاء إلي ومعه أصحابه، وأضافوني ضيافة حسنة. وكان الوزير قد كتب لي أن أعطي بهذه الجزيرة مائة وعشرين بستوا من الكودة، وهي الودع، وعشرين قدحا من الأطوان، وهي عسل النارجيل، وعددا معلوما من التنبول والفوفل والسمك في كل يوم. وأقمت بهذه الجزيرة سبعين يوما، وتزوجت بها امرأتين. وهي من أحسن الجزائر، خضرة نضرة، رأيت من عجائبها أن الغصن ينقطع من شجرها ويركز على الأرض أو الحائط فيورق ويصير شجرة. ورأيت الرمان بها لا يقتطع له ثمر بطول أيام السنة. وخاف أهل هذه الجزيرة من الناخوذة إبراهيم أن ينهبهم عند سفره، فأرادوا إمساك ما في مركبه من السلاح حتى يوم سفره، فوقعت المشاجرة بسبب ذلك، وعدنا إلى المهل، ولم ندخلها. وكتبت إلى الوزير معلما بذلك، فكتب أن لا سبيل لأخذ السلاح. وعدنا إلى ملوك، وسافرنا منها في نصف ربيع الثاني عام خمسة وأربعين. وفي شعبان من هذه السنة توفي الوزير جمال الدين رحمه الله. وكانت السلطانة حاملا منه، فولدت إثر وفاته، وتزوجها الوزير عبد الله. وسافرنا، ولم يكن معنا رئيس عارف. ومسافة ما بين الجزائر والمعبر ثلاثة أيام، فسرنا نحو تسعة أيام. وفي التاسع منها خرجنا إلى جزيرة سيلان، ورأينا جبل سرنديب فيها ذاهبا في السماء كأنه عمود دخان. ولما وصلناها قال البحرية: إن هذا المرسى ليس في بلاد السلطان الذي يدخل التجار إلى بلاده آمنين، إنما هذا مرسى في بلاد السلطان إيري شكروتي، وهو من العتاة المفسدين. وله مراكب تقطع البحر، فخفنا أن ننزل بمرساه. ثم اشتدت الريح فخفنا الغرق فقلت للناخوذة: نزلني على الساحل، وأنا آخذ لك الأمان من هذا السلطان، ففعل ذلك، وأنزلني بالساحل. فأتانا الكفار فقالوا: من أنتم  فأخبرتهم أني سلف سلطان المعبر وصاحبه، جئت لزيارته. وأن الذي في هذا المركب هدية له. فذهبوا إلى سلطانهم فأعلموه بذلك، فاستدعاني فذهبت له إلى مدينة بطالة  وضبط اسمها بفتح الباء الموحدة والطاء المهمل وتشديدها  ، وهي حضرته، مدينة صغيرة حسنة، عليها سور خشب، وأبراج خشب. وجميع سواحلها مملوءة بأعواد القرفة. تأتي بها السيول فتجمع بالساحل، كأنها الروابي، ويحملها أهل المعبر والمليبار دون ثمن. إلا أنهم يهدون للسلطان في مقابلة ذلك الثوب ونحوه. وبين بلاد المعبر وهذه الجزيرة مسيرة يوم وليلة. وبها أيضا من خشب البقم كثير، ومن العود الهندي المعروف بالكلخي، إلا أنه ليس كالقماري والقاقلي ، وسنذكره.

 ذكر سلطان سيلان

آریایی بودن از افسانه تا حقیقت

  آریایی بودن از افسانه تا حقیقت
معرفی کتاب Aryans, Jews ,Brahmins’ (2015) اریایی – یهودی – برهمن
در اواخر قرن نوزده مذهب به حاشیه رانده شد اما گرایشات قومی و نژادی بسیار قوت گرفت موضوع قوم آریایی که بیشتر در کتب مذهبی و افسانه ای و استوره ای آمده بود رنگ علمی به خود گرفت عده ای بر اساس متون قدیمی مدعی شدند قوم آرین از شمال دریای خزر  بسوی آسیا مهاجرت کرده اند عده ای دیگر گفتند  آرین ها ساکن فلات ایران و هند بوده و به اروپا رفته اند و بعد در دوره سرما زدگی شدید مجدد به آسیای غربی مهاجرت کرده اند.
امروزه فرضیه علمی کوچ بشر را از شاخ آفریقا در 50 هزار سال قبل به خلیج فارس و اروپا و سپس در هزاره های بعد برگشت مجدد به آسیا مطرح می کند بر این اساس انسان در پروسه مهاجرت به اروپا تغییر رنگ و قد و هوش داده است.. فسیل شناسان و باستان شناسان فسیل آریایی هایی را در ایران کشف کرده اند که 50 هزار سال عمر دارند پس افسانه مهاجرت اولا بسیار بسیار قدیمی تر از آن است که کتب قرون گذشته آنرا فرضیه واقعی می دانستند.
کتاب زیر به این دعوا اشاره دارد.

My study begins by charting the initial discussions regarding the Aryan in the work of Voltaire and his quest for an Aryan urtext in the Ezour Vedam. Voltaire sought in India a sophisticated culture as far removed as possible from that of the ancient Hebrews. In this respect, ancient India provided him with an alibi in the true sense of the term, an elsewhere upon which he could superimpose his critique of the Judeo-Christian tradition.

As canonical Sanskrit texts were gradually translated into European languages and disseminated, 19th-century mythographers sought to read the history of the Aryans through their myths. Aryan India was cut to fit the Romantic ideals of a revealed monotheism and the development of a people’s unique character, and their gradual degeneration. With the appearance of Max Mueller’s edition of the Rig Veda and his voluminous commentary, the Aryans were no longer merely Europe’s distant cousins. Their textual presence finally confirmed the existence of a tradition as old as (if not older) than that of the Bible. In the West, this “discovery” of the Aryans through the Veda effectively displaced the Jews from their central position on the world stage. The Jews could now be assigned a subaltern role in history. For the remainder of the 19th century, this myth of the Aryan was employed to construct an ideal imaginary past for Europe. It fostered nationalism and, in the process, identified a mythic scapegoat in the figure of the Jew. The Jew and the Aryan would now become the operative dyad, as seen in the work of Nietzsche, Gobineau, H.S. Chamberlain, and finally in the ravings of Nazi ideologues.

At roughly the same time that the European Romantics were speculating about their imaginary Aryan ancestors, the Hindu reformer Raja Rammohan Roy was laying the foundation for the Brahmo Samaj with translations of Sanskrit scriptures into vernacular languages. In order to affect his reform, Rammohan Roy felt that this literature needed to be liberated from

Brahmin custodians. Toward this end, the raja sometimes even rewrote texts to depict an ideal Aryan past in which certain religious practices (such as idolatry and sati) did not exist. With his translations, he established rules for textual validity and corrected the excrescences that he felt had led to extreme practices. The raja’s reform strategy was subsequently emulated by Dayananda Saraswati, the founder of the Arya Samaj, who also sought to make Sanskrit canonical sources available to a wider range of believers by developing a series of interpretive strategies to extricate Vedic revelation from its hermeticism and ritualism. In order to portray the Aryans as sophisticated, Dayananda “translated” the Veda to show that they had knowledge of telegraphy and chemistry. The myth of the Aryan Golden Age promulgated by both these Hindu reform movements set the stage for the development of Hindu nationalism.

By the time of Tilak, an ideal portrait of the Aryan had been activated to foster national self-esteem. Like Dayananda, Tilak attributed to the Aryans knowledge of science and technology. As valiant survivors of an ice-age glacial catastrophe in the Arctic, the Aryans travelled from the North Pole to civilise the world. Tilak’s Aryans were so advanced that they survived this migration and brought their considerable skills (and their scriptures) to the lands they invaded. Vivekananda would further develop this theme of racial and cultural superiority. Unlike other Indian reformers, Vivekananda did not limit his campaign to the domestic front but exported it abroad. It was before Californian and Chicagoan society matrons that he detailed his vision of an Aryan future grounded in a racialist argument. In this glorification, it was clear that the Brahmin descendants of the Aryans would be the only true beneficiaries of this myth-making.

Jyotirao Phule and B.R. Ambedkar, however, recognised that these various theories needed reinterpretation in order to locate the struggles of the oppressed castes within the historical perspective of the Aryan conquest of India. Phule began by revising the Aryan invasion theory to define culture by its subculture. He turned the myth of the Aryan back upon the elite, by taking just those strengths and virtues attributed to the Aryan by Western Orientalists and Brahmin reformers and transferring them to the lower castes. Instead of appealing to an Aryan Golden Age, Phule called for the reestablishment of an alternative mythical age — a non-Aryan Golden Age during the reign of King Bali. More importantly, by challenging the myth of a utopian Indian past, he introduced the new category of reason into the discussion.

Ambedkar began his mission where Phule left off. Ambedkar started by challenging the authority of the Veda as the source of Aryan identity. He called into question its canonicity and infallibility and rejected its racial portrayal of the Aryans. He also questioned textually based social reform that clearly served the needs of the privileged, lettered castes. Ambedkar concluded that all privileged-caste Hindu speculation regarding the Aryans was nothing but a strategy devised to support Brahmin superiority, justify their overlordship over non-Brahmins and satisfy Brahmin

arrogance. In their anti-Aryan polemics, both Phule and Ambedkar launched a radical attack on Hindu revivalism, codified as it was in the elite myth of the past.

Valorising the irrational in myth was (and is) symptomatic of the same disease that enables the irrational to flourish in politics. It is this “underside” of myth that my book examines: how Europeans and Indians deployed myths regarding the ancient Aryans in their various reform and nationalist projects. In both the East and the West, the resulting conclusions were, unfortunately, the same. If you did not possess Aryan blood, you could not be civilised and those peoples identified as non-Aryan “others” needed to be neutralised or even destroyed. Phule and Ambedkar saw the danger inherent in the Aryan myth, challenged it, and sought to debunk it.

If someone had told me when I was writing this book that its thesis would be relevant today, I would have been surprised. But as I assess the present situation, I am astonished by the degree to which its thesis resonates today. I never envisioned that the Aryan myth could be resuscitated so easily, as in those instances when the elected leader of a secular India discusses the genius of the ancient Indians having knowledge of plastic surgery, aeronautics and reproductive technology; or when, on a recent visit to New York, he praises the superiority of modern diasporic professional Indians. Are such recent claims to past and present Indian exceptionalism any different from those of Dayananda, Tilak, or Vivekananda? The myth of Indians inhabiting a Golden Age of technological and moral advancement is the same. It has its believers, as recent events have demonstrated. In light of this ongoing deployment of the Aryan myth, our task becomes clear. We must remember the work of Phule and Ambedkar, and look to their legatees to challenge this mythmaking and offer a counter-narrative.

Excerpted from the preface to ‘Aryans, Jews ,Brahmins’ (2015) published by Navayana. Figueira is professor of comparative

literature at the University of Georgia, US.

– *اروپائیان از خاورمیانه ریشه می گیرند:مقاله به زبان انگلیس.

* – زبان فارسی

/?p=7095

ریشه زبان هندو ایرانی

جشن هولی و جشن نوروز شباهتها و ریشه ها

 ۱۳۸۵ 

Similarities between India and Iran

        ,

“Among the many people and races who have come in contact with Indians and influenced India’s life and culture, the oldest and most persistent have been the Iranians”. Iranians and Indians throughout the history, even before settlement of Aryans in the vast plateau of Iran and India, had continuous traffic between them. The two countries that lie apart over distance of miles and distinct neighbors have shown ethnic ties and persistent similarities in many aspects of routine living.

kalkata92 (61)
The similarities between India and Iran go far beyond ties of times; Sanskrit scholars in India had accounted linguistic similarities between the Indian veda’s and the Iranian Zend Avesta. Even today the similarities tend to exist, from delicacies to art and from entertainment to religious practice both share commonalities.
India has a unique connection with Persia (Iran), which dates back to the BCs. In 532 BC Iran’s greatest king, Cyrus took control of north-west India and his successor Darius extended the territory further to the east. The invaders brought with them their culture and ingredients like spinach, pistachio, almond, pomegranate, saffron and rosewater. It is interesting to note that during this time they were introduced to rice, a grain indigenous to India, which soon became and still is an Iranian staple. With the tint and mix of both shared culinary sciences the world has witnessed delicious authentic cuisines.
The two countries have similarities in the field of art and culture too. Paintings on the walls of Dukhang of Alchi monastery in Ladakh reproduce Sassanian (a period in Iran) motives on textiles. The walls depict round medallions with mythical animals that were evident in Iranian scriptures. The blue turquoise color that is now seen on most mosques of Iran was utilized by the Buddhist monks as color of meditation on Indian planes. The most ancient stringed instruments that were created by Iranian’s decades ago are being a motivated influence over the Indian music. Sufism was the result of spiritual interaction between Persia and India. Sufism, originally borrowed from India, returned to India with a distinct Iranian stamp. The mysticism of Islam came under the impact of Hinduism and its philosophy of Vedanta. Hinduism also accepted some Islamic elements such as equality and monotheism. Many Hindu saints combined tenets of Islam and Hinduism. Emperor Akbar (1556-1604 AD) even promulgated a new religion – ‘Din-e-Ilahi’ – a combination of the prevailing religions in India.
Trade expanded mainly because prehistoric Iranian’s introduced coinage, which facilitated exchange. India exported spices, black pepper and imported gold and silver coins from Iran. The grape, introduced from Persia with the almond and walnut, was cultivated in the western Himalayas. One of the earliest Indian words for a coin is Karsa (also a small weight), which is of Persian origin.

indian palace
If one traces the existence of religious practices early Persian’s (prior to Muslim invasion) had similar religious practices as that of the Indians. Prominent importance was given to Sun and the sole source of the Zoroastrians then. There are several parallelisms between medical, physiological and pathological doctrines of the Ayurveda and those of the Avesta in its surviving texts represented by the Vendidad, the Yasna and the Yashts.

IMG_3082 (2)ارجمند (2)1313فردوسی
The Persian word din (religion) is similar to dhena of the rigveda where it means ‘speech reflecting the inner thoughts of man’. Its Avesta equivalent is daena, a common word in Gathas meaning inner self of man.
A thread that was a compulsion for the males of the society to wear was a commonality between the two countries, the practice of sacrifice to fire as representation of Sun was carried on in both civilization. Rituals, names of God and goddess were found to be on similar line of thought. Over years and Mogul invasion of India the values deemed to reduce over the ethnic sharing, during the British colonial rule the ties became negligible.
The people of India and Iran, two ancient neighboring civilizations, have enjoyed close historical links through the ages. They had a common homeland and share a common linguistic and racial past. Over the several millennia, they interacted an enriched each other in the fields of language, religion, arts, culture, food and other traditions. Today the two countries enjoy warm, friendly relations and cooperate in a wide range of fields.

80223154-2736127
Even today the ties between the two nations are considerably strong and are working towards achieving more goals from each other. It is improbable to deny the prehistoric existence of healthy cultural and trade ties that existed between the countries. The ties that the two country shares are growing over years, Indian universities are a popular destination for Iranian students for higher studies. Several high ranking Iranian officials and professionals have studied in India. There are a large number of Iranian students studying in universities at Mumbai, Pune, Bangalore and Delhi. The ties between the two countries are expected to flourish over years without being sidelined by the world politics.

همایش تخصصی روابط بین ایران و هند در عصر معاصر:

 برگزار شد.

 

 

اروپائیان از خاورمیانه ریشه می گیرند.

       _heritage_khorasan_

تقریبا همزمان با ظهور هیتلر و دیدگاههای نژاد پرستانه اش مبنی بر برتری نژاد آریایی  دیدگاههای دیگری نیز مطرح شد یکی از این دیدگاهها که بیشتر در هند طرفدار پیدا کرد این بود که اروپائیان از  تمدن رود سند  ریشه می گیرند بعدها گفته شد که ریشه آنها در تمدن بین النهرین و ایران است. اما امروزه با پیشرفت علم حداقل تا الان دانشمندان ثابت کرده اند  که انسان از شاخ آفریقا وارد دریای سرخ و بین النهرین و غرب خلیج فارس شده و از آنجا پراکنده شده اند بخشی به سوی اروپا رفته اند و در آنجا به خاطر تغییرات آب و هوایی تغییر رنگ و شکل داده اند در اثر جهش و یا تکامل  مقاله زیر در مجله  نیچر تا حدودی همین بحث را مطرح می کند

If people like Adolf Hitler and Max Mueller are born again, they may have to bring in another theory to substantiate their racial superiority. The Europeans’ claim for racial and civilisational superiority has been demolished and proved wrong by an international consortium of researchers which included genetic engineers, bio chemists, molecular biologists, archaeologists, historians and  scientists.

A five-year-long study by this team have found that modern day Europeans are the descendants of three distinct groups; the indigenous hunter-gatherers in Europe, Middle Eastern farmers that migrated to Europe more than 7,500 years ago and a mysterious population that spanned North Eurasia which genetically connects Europeans and native Americans.

“We examined bone samples of German farmers who lived 7,000 years ago, bone samples of nearly 8500 year old hunter-gatherers who lived in Luxembourg and Mottala in Sweden. This was compared with human genome samples collected from 2400 persons of 200 diverse population groups,” Kumarasamy Thangaraj, senior principal scientist, Centre for Cellular and Molecular Biology, Hyderabad, one of the lead researchers in the team told The Pioneer over telephone from his laboratory in Hyderabad.

The findings of the research are being published as an article in the latest issue of Nature, a highly venerated international scientific journal. According to Thangaraj, the findings disprove the age old Aryan theory once and for ever. “Initially we had demolished the Aryan-Dravidian divide. We found that there is no scientific basis for the claim of people in south India that they are Dravidians who are distinct from others in the subcontinent. But we found that people all over India has same genetic traits. The new findings demolish the Aryan theory,” said Thangaraj.

Dr David Reich of Harvard Medical School, said that the Europeans are mixture of three ancient population. “Earlier it was believed that the Europeans had only two ancestral descendants,” he said.

Some of the findings by this research are interesting and path-breaking. “It was the Middle East farmers who migrated to Europe some 7,500 years ago who taught the Europeans about farming and animal rearing. The modern day European population learnt consuming milk and dairy products from their Middle East ancestors,” said Thangaraj.

Dr Ch Mohan Rao, director, CCMB, said the study has thrown light into the origin of the contemporary Europeans. Dr Lalji Singh, former director CCMB and and one of the scientists said that the next project would focus on establishing the link between the ancestral north Indians and  .

Indians, Indo-Europeans, proto-Indo-European languages and civilisations

Aryans and Others

And at the end is an interesting article on Aryans and others by Prof Figueira on the subject, which becomes very relevant in India today when in the wake of majority in the parliament, with only 31% of votes, right-wing BJP leaders and their fanatic fringe outfits are trying to subordinate every other way of thinking, culture and language to their yoke. But for a crushing defeat in Delhi state  elections by Aam Adami party(Aap) led by Arvind Kejriwal, PM Modi and his party, especially its lunatic fringe would have made life miserable for many Indians, especially from minorities.

 

In the evolutionary ladder of governance, societies have moved up from the tribal model when the warrior chief, sometimes the head priest too, was the ruler. Security of the tribe and wars was their major preoccupation.

Then perhaps emerged city-states, kingdoms and after the tyranny of the elected and electable, real Democracy! This unfortunately is like the problem of a moving object. Never solved .In present times there are really no true democracies. The USA which Pres Obama claims as the oldest democracy is nothing but oligopoly in which, the corporate interests, led by military-industry complex decide who will be the next president, finance his election and then he is at their call whether it is Bush or Obama.

 

In India we do not even have a representative democracy because with percentage of votes of 31% only ,BJP has got a majority in the central Parliament .In India’s largest state of Uttar Pradesh, Mulayam Singh rules with a majority after getting only 29% of the votes caste. I call them tyrannies because once a party gets elected; it keeps on using all unfair and fair means to get re-elected. Let that pass.

After the kingdoms and religion-based empires emerged, in Europe nation states based on some kind of common denominator, language, ethnicity, religion of people, etc came up .It was based on a common denominator. Never mind. It still persists. In creating language and common ancestry based nation states lots of myths have been created. To please the Turks, Kemal Ataturk, father of the secular Turkish republic had claimed that all languages emerged out of Turkish and Anatolia was the land of origin of the human race. Or something to this effect. Similar claims have been made by all nation states , beginning with Europe and elsewhere.

 

I made some study about the origin of Aryans, Indo-Europeans, proto-Indo-Europeans and their  languages, especially after my retirement from Turkey in 1996 and my stay there for more than year and half, where I found ample material at the British Institute of archaeology in Ankara. I have come to the conclusion that the terms, proto-Indo-European of proto-Indo-European languages from which all races and all similar languages have emerged is like finding a common denominator  ie taking bits and pieces from all tribes ,languages and cultures. A bit like defining the most fundamental particles in physics, mostly pure mathematics and speculation.

 

As for civilisations and culture, let me quote from my article on Eastern foundations of Western civilization, on Alexander, origins of western civilisation, Iliad and Odyssey etc

‘How Alexander “the Great “has been glorified as a Western conqueror of the East.  He was a small town homosexual boy who was taught the intricacies of state protocol, running of an empire and the divinity of the emperor by older civilisations of Asia Minor, Egypt and Persia. If he had followed the advice of his teacher Aristotle and not learnt from the so called barbarians, his vision would have remained limited and shallow.  The desert Arab tribes were civilized by the Byzantine courtiers and princesses in Damascus and Sasanians from Persia in Iraq after being conquered by Muslim Arabs.  So were the nomad Central Asian Turks and Mongols (also by Chinese) by the Persians.   

As there was little comparable civilisation in Western Europe and certainly USA in pre Christian era, they claim that there civilisation, culture and thought originates from the Greeks of Aegean and Asia Minor (Turkey).  According to them, Greek civilisation and culture evolved and flourished in Crete and evolved when Greeks (pirates) coming from the Aegean islands settled on the west coast of Asia Minor (called Ionia-Yunani) .Therefore Minoan civilisation of Crete forms the basis of Greek and hence Western civilisation.  

 It is too simplistic and illogical, if not downright absurd. Why not Cyprus, Malta, Sicily?  At that time, there were flourishing civilisations in Egypt, Asia Minor, Mesopotamia, Persia, Sogdiana and India. Persian Empire extended up to western Turkish coast with Sardis as its outpost. Most Greek city states in Asia Minor were under the Persians, who could cross over the Dardanelles or the Bosporus at will or occupy Greek lands.  The first Greek victory over Persians is celebrated as Marathon race in sports.  The first victory of the West over East!  

Cretian civilisation is derived from Egyptian and Phoenician.  Both are indebted to Mesopotamian, verily the mother of all civilisations, which evolved mostly between Tigris in Euphrates in Iraq and southeast Turkey.  The evolution in human progress took off six millennia ago.  But fourth millennia BC was remarkable, not only in Mesopotamia but in the Nile valley and the Indus Valley. From family unit’s polity developed into villages and cities, kingdoms and empires.  The cities were ruled by a god and in his name by the king.  To begin with, the first deity was Earth, Mother Goddess. Civilisations in Mesopotamia were created by Sumerians, Babylonians, Akkadians, Assyrians and others. Nile got cylindrical seals from Mesopotamia and the beginnings of writing.  The Nile civilisation is magnificent, well preserved but unidirectional and flourished in isolation, without the stimulus of exchange.  

If one studies the Egyptian or Pharoanic civilisation, much has been contributed to it by the Nubians of Upper Egypt.  Many Pharaoh’s had thick lips and crinky hair.  Or La, Egyptians are bad enough and now to claim that the Sudanese might have influenced the Greek and hence the Western Judo-Hellenic Christian civilisation. Yes, after the development of civilisations in Mesopotamia and the Nile valley, it filtered to eastern Mediterranean, which became a cradle of civilisations, with exchange of ideas through trade and people. That is how the island of Crete acquired civilisation. 

The achievement of a civilization may be expressed in terms of its best points—moral and ethical, aesthetic, scientific, and, not least, literary. Legal theory flourished and was sophisticated. Early on, it was expressed in several collections of legal decisions, the so-called codes, of which the best-known and the earliest is the Code of Hammurabi.  Throughout these codes recurs the concern of the ruler for the weak, the widow, and the orphan.

There are 25 firsts achieved by Sumerians.  These include wheels, the plough, the loom, the potter’s wheels, the brick, and the sail, working with metals and finally writing. Technical accomplishments were perfected in the building of amazingly accurateZiggurats (temple towers resembling pyramids), with their huge bulk, and in irrigation, both in practical execution and in theoretical calculations.  At the beginning of the 3rd millennium BC, an artificial stone often regarded as a forerunner of concrete was in use atUruk (160 miles south-southeast of modern Baghdad); The ultimate weapon to spread civilisations remains systematic writing.  

Judaism, mother of all revealed Abrahmic religions in West Asia is claimed to be the first monotheistic religion.  But it could have been perhaps influenced by Avestan/Zoroastrian/ pre-Vedic religions in Mesopotamia. In 14th century BC it was an Aryan Mitanni (a kingdom at the borders of Turkey and Syria) princess Gilukhepa, perhaps the well known and famous Nefertiti, who fully supported her husband Pharaoh Akhenaton’s (AmonhotepIV) efforts to bring in (and perhaps inspire) monotheism, for single God Aton (Sun or Mithra like!). This concept was too sudden and undermined the vested powers of the priests.  It was dislodged and soon after Akhenaton was removed from power.  New work in Egypt is moving in that direction.  It was from Egypt that Moses led the Hebrews out to lay the foundations of Judaism.  

Now let us take the story of Iliad and Odyssey. For Western culture and civilization, they are almost like Mahabharata and Ramayana are for India, making its author Homer one of the most influential authors in the widest sense. The two epics provided the basis for Greek education and culture throughout the classical age and formed the backbone of humane education down to the time of the Roman Empire and the spread of Christianity.  The Homeric epics had a profound impact on the Renaissance culture of Italy.  Since then the proliferation of translations has helped to make them the most important poems of the classical European tradition. 

Iliad was finalized probably around 750 BC and Odyssey 650 BC (Greek writing started around 650 BC).  It is felt that Odyssey, so different from Iliad was not composed by Homer, the blind bard born in Asia Minor, but probably by a young lady (a Jane Austin) somewhere on the Sicilian coast with time to spare.  Let that pass. But there certainly is historical basis for the story of abduction of Spartan King Manaus’s wife Helen by Trojan Prince Paris.  Manaus’s brother King Agamemnon of Achaeans, then decided on a voyage of punishment and retrieval. This is when strangely an artificial line, straits of Dardanelles, has been introduced by the Europeans to divide the world into East and West and the victory over Trojans is taken as of the west over East.  Why?  Later Alexander made offerings at Troy (also at Egyptian oasis Siva) before embarking on his conquest of Asia. Ottoman Sultan Fethi after conquering Constantinople also visited Troy.   

We need not go into the details of the two epics and Troy.  But in the search to find the exact place and the time of the events, credit might be given to Heinrich Schliemann.  Inspired by Iliad’s description, he started digging at Troy site but damaged the real Troy.  He was a mythomaniac and big liar.  Paris’s father King Priam King of Troy is an hour’s walk on the Asian side from the Dardanelles.  This strategic site, controlling the sea borne trade from the Mediterranean and Aegean to the Black Sea and beyond has been inhabited since fourth millennium BC. Troy 6, site of Homer’s Iliad has been dated to about 1260 BC.  

At the same time, there was the majestic and magnificent Asian Hittite Empire (1800 BC to 1200 BC) in central Turkey, whose capital Bogazkoy‘s citadel has a circumference of five kilometersThe Troy fortress measures 200 yards by 150 yards.  Excavations show that Troy perhaps fell as a result of weakening by an earthquake.  It was assaulted and set on fire, women and children taken as slaves.  Evidence from Hittite archives indicates that Troy was a small state in alliance or subordinate to it. It was attacked when the Hittite empire was in decline and fighting its new enemy the Assyrians in the East.  So all this 10 year long Great Trojan war drama was a storm in a tea cup in the ocean of Hittite Empire, which extended from north of Turkey to Syria and up to Babylon (Iraq.)  Hittites were contenders for the control of Syria with the Egyptian Pharaohs and local Aryan kingdom of Mitannis in Turkey and Syria.   

The regions linking the river basins of Euphrates and Tigris, Oxus and Jaxartes, Indus and Ganges have contributed more to religion, culture and civilisation than the rest of the world put together. Comprising of Turkey, Syria, Iraq, Iran, Central Asian Republics, Afghanistan and the Indian sub-continent, there has always been natural interaction in the area through travel, trade, migration and conquest for over five millennia, with many civilisations having also evolved and flourished in desert oasis.  The more civilized areas were dominated first by Indo-Europeans charioteers and then the horse riders from Asian Steppes who shaped the Eurasian history.  Aryans of India migrated from the steppes of north of the Black and Caspian Seas and Kazakhstan from 3rd to 1st millennia BC.  Later Turks and Mongols migrated from the eastern Asian steppes to the Indian sub-continent, Iran and Turkey then known as Asia Minor, where as mentioned earlier had evolved and flowered ancient Greek and Hellenic thought, culture and polity as a result of interaction of incoming Greeks with the existing Asian civilisations of Asia Minor, Mesopotamia, Egypt, Persia, and India beyond.  Turkey has more Greek sites than Greece and more Roman monuments than Italy. 

With a continuous history this area has been the cradle of most civilizations, thought, philosophy and religions; pre-Vedic to Vedic religions, Buddhism, Hinduism, Jainism, Sikhism, Avestan, Zoroasterism, Manichaeism, Judaism, Christianity with its various strands and schisms, Islam and such bye-lanes as Alevis, Alawaites, Yezidis, Druzes and many others.  Indo-Iranian, Ural- Altaic and Semitic languages have mingled with each other and local languages to produce such a mosaic of languages and tongues.  Culturally, linguistically, ethnically and spiritually there is no region in the world which is so rich and diverse but also has so much in common. 

Let us now take western (hence Greek) philosophy, which begins with Thales (who predicted 585 BC solar eclipse). Thales who established the Miletian school (near Smyrna-Izmir, Turkey) speculated that everything consisted of liquid, his disciples Anaximander said there was unity behind multiplicity and Anaximanes that everything was vapour. They are considered spiritual forefathers of Socrates, Plato and Aristotle.  By 6th century BC schools of Jain and Buddhist philosophy were well established apart from Upanishads, Yoga, Charakva and Sankhya, which have an even older tradition perhaps going back to 8thcentury BC.  While religion and philosophy in India are fused; Buddhism, Jainism and some other schools started as philosophy of life without creating or relying on Gods.  Socrates with his inner (intuitive) voice and trances with Plato made a team like Ramakrishna Paramhansa with Swami Vivekananda i.e. intuitive speculator and philosopher with his eloquent spokesman. We know about Socrates only from Plato’ writings. 

The Orphic and Pythagorean and later Parmenides philosophy or cults are similar to Indian philosophy.  Perhaps the ideas had traveled via Alexandria, hub of eastern Mediterranean, then held in high regard as a place for learning and wisdom , where  Greeks and others used to congregate and learn. Ugarit port on the Syrian coast was another meeting place for traders, travelers and wise men from the west i.e. Cyprus, Crete etc and east i.e. Iraq, Persia and India beyond.  Greeks and Indians were employed in Susa, capital of the Persian Empire, which also ruled north India.  So exchange of ideas and philosophy was normal. Scylax, a Greek origin Persian subject from Asia minor was commanded by Emperor Darius to navigate river Indus from Kabul to its delta on the Arabian Sea, from whose records Herodotus and West learnt about India. 

Earlier Greek writings and thought had everything; logic, speculation, myths, mystery and beliefs.  It’s a difficult to say when the divergence between East and West commenced.  And why? European rationalism and renaissance! Does it have something to do with the colder climate of Europe, which made them think more rationally and did not lend to development of intuitive powers.  We can see the divergence even in the evolution of Christianity, Western and Orthodox.  Western theology turns towards dualism making a distinction between the spirit and the matter. Eastern theology maintains that spirit and matter are the two interdependent manifestations of the same ultimate reality.  Christianity has been influenced by Mithraism (from pre-Vedic cult ), then very popular with Roman legions, senators and even Emperors who built Mithra temples all over central and east Europe and Asia Minor. Christmas is celebrated on 24 December eve, time of  Mithra’s birth ( when the Sun starts waxing ).   

The divergence between conscious intuition of the East and rational thought of the West was perhaps complete after de la Carte announced  “I think therefore I am. ‘ Of course there’s no place for intuition in this.  But many western scientists have declared that only intuition had led them to the discoveries of science.  Zen masters use Kaons, apparently illogical riddles, to unlock intuitive powers. West then took as faith Darwin’s theory of evolution that mutations cause species to change at random and the fittest survives and not Lamarck’s theory that species change because they make determined effort to change.  It has played havoc with human history. Survival of the fittest theory brought in colonialism, imperialism and cultural orientalism. West also evolved divisive nationalism, Marxism, capitalism, ideological totalitarianism.  For these causes and ideologies many scores of millions were butchered in, so far the most violent of all , the 20th century.  

As for Mahabharata and Bhagvad Geeta they could not have been composed in India before 1500 BC , because horses skeletons are found first in Frontier province of Pakistan of the subcontinent . Horses’ natural and original habitat was the Eurasian steppes where they were first domesticated around 2500 BC and then used with chariots , evolved  perhaps in Khorasan area ie central Asia, Persia, Afghanistan etc.( More above)

 

Let me also quote from my other articles on Indo Aryans or Indo-Iranians and cultural assimilation of Iran from which India has borrowed and which India refuses to acknowledge.

 

Old linkages between India and Iran
India’s linkages and relations with Iran are ancient and almost umbilical. Not far from Iran’s western border, around the junction of Turkey, Syria and Iraq in the upper reaches of the Tigris and Euphrates, a chariot-riding Indian-Iranian military aristocracy, embedded among indigenous Hurrians, ruled its Mitanni kingdom between 1500 BC to 1200 BC. It used pre-Vedic Sanskrit phrases, worshipped common Daivya and Assura gods like Indira, Nasatya and Varuna, Mithra. The Mitannis had apparently separated from the main Aryan body, which after many centuries in the region of Amu and Syr Darya had moved on to Iran. Then after some acrimony there was a split into factions: Vedic with Daivya gods and Avestan with Assura gods, with the Vedic stream going on to the land of Sapt Sindhu, ie northwest India and beyond. On a theory based on linguistic, cultural, religious and other similarities, Iranian and Indian Aryans are, if not racial cousins, at least linguistic and cultural ones.

During the Muslim rule, Persians came as bureaucrats with the Turkish rulers in India and left a deep influence on Indian culture, civilization and languages; Hindustani, Urdu and Hindi. From Akbar’s time, the Persians formed the majority of the Muslim Amir ul Umra, that is, courtiers and civil servants. To get in with Persian and its derivative Urdu as the language of the court and administration (even during the British era), even the Hindus took on some of their traits, like Moghului cuisine (Persian cuisine is the mother of most cuisines, except French and Chinese) and meat eating. Also adopted were a love of music and dance. Kayastahs dominated the civil services during the British rule.

Iran: A cradle of civilizations
Situated at the crossroads and itself a cradle of many great civilizations, Iran has exercised great civilizing influence since ancient times. Whosoever (King of Kings, Sahanshah in Darius’s words, its Hindu equivalent being Maharajdhiraj) ruled what now constitutes Iran, they exercised great political and cultural influence not only in the neighborhood but also in far-off places.

During the classical Greek political and social evolution in western Asia Minor which Turkey was then called, the Persian Achaemenid dynasty had its satrapies and outposts on the Aegean coast, known as Ionia, from which the word Yunan for Greece entered the eastern lexicon. In 517 BC it was Persian Emperor Darius who ordered Scylax, his Greek subject from Caria (western Turkey) to survey the river Indus from Peshawar to its exit into the sea, part of his empire. And for the first time, the West became acquainted with India. Herodotus’s chapters on Indian history were based on records of that exploration.

 

But Islam did not liberate the sophisticated and evolved Persians, deeply influenced by spiritual and speculative Avestan, its excessive rituals and love for the intoxicant soma having been curbed earlier by Zoroaster’s reforms (Buddhism was a similar attempt against Brahmanical rituals and excesses in India around the same time). Then the Persians lost their language, Pehlavi, which emerged a few centuries later as Persian in modified Arabic script. Having been ruled by Arabs, Turks, Mongols and Tartars for eight-and-half centuries, there emerged the Sufi-origin Persian Safavids, who became finally masters of their own land, which more or less comprises present-day Iran. At the same time, to preserve their sect and survive, Iranians after centuries of foreign rule developed an uncanny ability not to bring to their lips what is on their minds, and have institutionalized it as takiyya, ie dissimulation.

They had modified simple Arab Islam into a more sophisticated and innovative Shi’ite branch, with the direct descent of Imam Ali’s progeny from Fatima, daughter of the Prophet Mohammed, echoing their deeply ingrained sense of the divinity of rulers. They strengthened (against the Arab caliphs and Turkish sultans) the status of the imams, who among more egalitarian Sunnis are no more than prayer leaders, in line with the Indian-Iranian tradition of placing priests higher than rulers (as are Brahmins in the Indian caste system). By tradition, Azeri (Turkish) speaking Iranians become chiefs of the armed forces. Ayatollah Ali Khameini is an Azeri speaking Iranian.

The status of the imam evolved into the doctrines of intercession and infallibility, ie, of the faqih/mutjahid. (Somewhat like Hindu shankracharyas and the fraternity of learned pandits). The speculative Aryan mind fused the mystic traditions into Sufi Islam, bringing out the best in Islamic mysticism and softening the rigors of austere and crusading Islam which had emerged from the barren sands of Arabia. There were unparalleled contributions by Rumi, Hafij, Attar, El-Ghazali, Firdaus, Nizami, El-Beruni, Omar Khayyam and others to Islamic philosophy and civilization. Their answer to interminable Islamic theological arguments on free will vs predetermination was that the opposites were the obverse and reverse sides of the divine mind, similar to the concepts in Hindu philosophy. Hindustani poetry, music, painting and architecture owe much to their Iranian cousins. Sufis played more than an equal role in the conversion to Islam of India as did the sword or material inducements. Sufi pirs are still as revered as Hindu or Sikh holy men in India.

Given below is the article by Prof Figuiera.

 K.Gajendra Singh ,15 March, 2015,Delhi.

Aryans and Others

Written by  | Updated: March 13, 2015 3:08 pm

one of the three ancestral European population.

http://www.dailypioneer.com/nation/europeans-superiority-is-a-        myth.html

سه گزارش از چابهار و ساحل مَکران

I on the Makran Coast.

  After years of policy paralysis in India that led to desperation among Iranians about New Delhi not taking enough interest in developing the strategic Chabahar port, there is a ray of hope from the Modi Government in the context of changing regional geopolitical realities

A visit to a strategic location is often an exciting experience. But sometimes it could induce a sense of utter frustration and helplessness in you.

Our maiden trip to the port city of Chabahar in Iran led to such mixed feelings.

Import of Chabahar

Situated in the Gulf of Oman, along the Makran coast, Chabahar has been in news, off and on, in Indian media for its strategic relevance for India, especially since 2003, when then Iranian

president  Khatami visited out country. India and Iran signed an MoU to develop the port and build supportive infrastructure to promote bilateral trade and provide India access to Afghanistan and Central Asia. Following this, there were reports that an Indian company owned by the Hindujas signed an MoU with Iranian authorities to develop the port infrastructure in 2004.

Chabahar is at a distance of about 480 nautical miles from the Indian port of Kandla in Gujarat and about 840 nautical miles from Mumbai. It connects Afghanistan-Iran border point at Zaranj through Iranian cities of Zahedan, Zabol and Milak.

The total distance is about 987 kms. it is on the path to the strait of Hormuz and the persian gulf .

India has already built the 219 km long Zaranj-Delaram stretch inside Afghanistan which connects the route to the Afghan ring road. India can also connect Turkmen city of Asghabat through the Iranian city of Mashhad, another about 900 kms north of Zahedan.

Given the strategic import of the port for India — which finds it difficult to access Afghanistan and Central Asia through Pakistan — one would have expected India pushing for fast-track development of such a crucial project. A decade hence, however, nothing concrete seems to have happened on the ground. It is a classic case of Indian inaction.

Rashtrapati palace W

Iranian seriousness about Chabahar

During the visit, we noticed that despite the sense of lethargy and lassitude from the Indian side, the Iranians have started developing the port and ancillary infrastructure on their own. The road from Chabahar to Milak is complete. The first phase of the port construction is nearing completion. The two terminals at the port — Shahid Behesti and Shahid Kalantari — with five berths each (six multi-purpose and four container) are operational. The port is handling traffic of more than 2 million metric tonnes and the port authorities hope to increase it up to 82 million by the end of the third phase of the project.

Petrochemical Complex

 

In a dusty corner of the city, about 20-25 kms away from Chabahar airport, Iranians are fast developing a petrochemical industrial complex close to the port. Their aim is to turn Chabahar into the third major hub for petrochemical industries in Iran (the first two are in Bandar Imam & Assaluyeh). The complex is being built with investment by SATA (Armed Forces’ Social Welfare Investment Organization), and executed by an Iranian company called Mokran Negin Development Co, a subsidiary of Nemat Business Development Company (NEBCO), reportedly founded by Mr Mohammadreza Nematzadeh, the incumbent Industry Minister. The company has laid down roads, drawn up electricity lines and is in the process of building water connections. Eight Iranian companies have already invested there. Various companies from China, Oman and Europe have evinced their interest in the project.

A railway station is being built up to connect the zone with the port. There are efforts to connect Chabahar with Zahedan and Mashhad by rail. A new pipeline is also being considered for transferring South Pars ethane gas to Chabahar. Another pipeline is being laid from Iranshahr (220 km long) to supply Methane gas from Iranshahr to Chabahar. These pipelines will provide the feedstock for the petrochemical plants.

The information provided by the Iranians suggests that the entire industrial zone will contain 16 basic petrochemical complexes, built with an investment of about $10 billion, in three different phases. There will be plants producing urea, ammonia, Methanol, polypropylene, olefin and dimethoxyethane. They will also set up an aromatic complex and a crystal melamine unit. Iranians are looking at a total investment of about $80 billion by the end of the project. We were also told that all economic activities in the Free Zone would be exempt from taxes for 20 years.

Chabahar Free Zone

Chabahar Free Zone (CFZ) has been developed well. The township is fully operational with a shopping mall, hotels and well-paved roads. A close interaction with officials of the CFZ, Port and Maritime Organisation led us to believe that there is a lot of enthusiasm in Iran today than ever before about developing Chabahar as a port-cum-industrial zone. The managing director of CFZ, Hamed Ali Mobaraki, along with his teammates, impressed upon us the need for India to sustain its interest in Chabahar and help Iran build the infrastructure to harness the full potential of the port.

There was a clear sense of desperation about India not taking enough interest despite the clear strategic advantages that would accrue from investing in Chabahar. While they would like India to come in as a partner, it seemed that they were fast losing their patience with Indian indecision and opening their doors to other possible investors.

Chinese interests

During the course of the discussions, our Iranian interlocutors also informed us about the growing Chinese interest in Chabahar in recent months. After developing Gwadar in Pakistan, which has proved a bad investment, the Chinese are perhaps eying the potential of Chabahar as yet another alternate port they can develop as a strategic asset in the region.

 persischer meer

We were shown a Chinese dredger operating at the Shahid Behesti terminal with Chinese workers. China has also started a heavy oil refinery opposite the upcoming petrochemical industrial complex. One could see the familiar squat barracks coming up at the construction site. A special market complex — a la ‘China Town’ — selling Chinese goods has already been set up in the city. Chinese interest in Iran is well-known. However, their interest in Chabahar is comparatively new.

In general, there has been a resurgence of Chinese interest, keeping the geopolitical shifts at the global level. In Tehran, in the hotel we were staying, we could see and overhear Chinese businessmen (to be read apart from tourists) engaged in animated discussions with their local contacts about how best to invest in Iran. Chinese pragmatism seems to have overtaken Indian conservatism in Iran.

Local perceptions

Chabahar is situated in the Iranian province of Seistan-Balochistan bordering the Pakistani state of Balochistan. The local people in Chabahar, cutting across sectarian affiliations, either spoke or understood Urdu and were quite warm and friendly towards Indians. Many of them send their children for education to India. There is a big craze for imitation jewellery in the city and many Baloch businessmen are engaged in this trade.

 

Moreover, unlike the Balochistan province of Pakistan, Seistan-Balochistan was quiet and peaceful and as somebody noted in Iran, Chabahar was ‘much more business-worthy’ than Gwadar. Many local businessmen, both Baloch and non-Baloch, expressed their surprise at Indian reticence and held that if China was braving Chabahar despite ‘zero linguistic and cultural links’, India must not be so hesitant.

Views in Tehran

Back in Tehran, in our interaction at the track II level with think-tanks, academics and students, there were repeated references to Indian callousness about Chabahar, despite its enormous strategic salience for India. There was a pervasive feeling that the primary reason for Indian vacillation was real or artificial fear of the US. It was pointed out to us that Iran would love to work with India on Chabahar, but it cannot hold its interests hostage to Indian fear of the US. There was a mention of the decrease in the level of oil trade and the adverse effect of sanctions on India-Iran bilateral trade. Some analysts even hinted at the proactive role India could have played in mediating the difference between Iran and the US rather than getting bogged down with US sanctions. Overall, there were huge expectations from India laced with an inevitable sense of dismay. Iranians were astonished at the way India was conducting its Iran policy against its own strategic interests. Our tame arguments to the contrary could not cut much ice.

Need for a new ‘Look West’ Policy

 

We came back with the feeling that Iranians are fast losing their patience with us, but they would still welcome us more than any other country to invest in Chabahar. They are upbeat about the P5+1 talks on nuclear issues and clearly see in it an opportunity for them to bounce back as an economic power in the region. There is already a beeline of foreign companies to Iran trying to assess the ground situation for prospective investment and Iranians are not going to wait endlessly for India to invest in Chabahar.

Moreover, the growing interest of China and European countries in Iran in general and Chabahar in particular could displace India from Iranian strategic calculations. Therefore, it is high time for India to shun its cautious and conservative approach and enhance its participation in developing Chabahar as a strategic hub as an integral part of its — what can be called — a new ‘Look-West’ policy. The Indian foreign office has so far engaged itself in empty policy rhetoric over Chabahar; now it is time for action.

One can only hope that the new government in New Delhi will adopt proactive diplomacy in this regard. Regional geopolitical realities are changing around us. This warrants recalibration of our foreign policy priorities.

(Dr Ashok Behuria is Coordinator of South Asia Centre and a Fellow at IDSA. The views expressed here are his own)

Saturday, 31 May 2014 | Ashok Behuria |www.dailypioneer.com

persian gulf map

..

India’s Opportunity in Iran Port

cause the window of opportunity available to India to have a presence in Chabahar may be closing rapidly. India and Iran had agreed to cooperate on the development of this Iranian port way back in 2003 when Iran’s president Mohammad Khatami had visited India but nothing much has been achieved in these 11 years.

It appears the previous government was close to approving US $100 million investment in the development of the port but could not take the decision. The new government could pick up the threads and quickly seal the deal.

The strategic importance of Chabahar Port for India cannot be overstated. Located in the Sistan-Baluchistan province of Iran on the Makram coast and just outside the Persian Gulf, Chabahar is a natural gateway for India to Afghanistan and Central Asia. In the last 10 years, the Iranians have invested considerable sums of money in the development of Chabahar city. A 600km-long highway linking Chabahar to Zahidan in the north is operational. Zahidan is only about 240km from Milak on the Iran-Afghanistan border. Across Milak is Zaranj in Afghanistan where India has built the Zaranj-Delaram highway. Thus, there is already an excellent road connectivity between Chabahar and Afghanistan via Zahidan.  The Iranians have also started the construction of a railway line from Chabahar to Zahidan where it will connect with the Iranian rail network and to Central Asia and CIS.

The Iranians are constructing a vast petro-chemical complex at Chabahar which will receive its gas feedstock through a pipeline from Iranshahr which is only about 200km from Chabahar and is an important point on the proposed Iran-Pakistan gas pipeline. A gas pipeline from South Pars gas field to Iranshahr has already been built.

The Iranian government has set up a Free Trade Zone at Chabahar to attract investors. It is understood that some CIS countries and Afghanistan have already been given land in the Free Trade Zone. The Iranians are keen to attract Indian investors in the Free Trade Zone.

Chabahar Port has good growth potential. It is functional and is already handling 2 million tonnes (MT) of cargo every year. On completion of the three proposed phases of development, the port will have the capacity to handle 82MT of cargo per year by 2020. The port traffic will be generated through imports, exports and transit of goods. Chabahar Port is much safer than Gwadar Port in Pakistan’s troubled Baluchistan province, 76km from Chabahar. It will certainly take away Afghanistan’s transit trade through Pakistan. A recent report in the Pakistani newspaper Dawn highlighted that Afghan transit trade dropped by 54 per cent in the financial year 2012-13 partly due to development of Chabahar Port. The Iranians are counting on the rejuvenation of economic activities in Afghanistan after the withdrawal of US and foreign troops from the land-locked nation for further development of Chabahar.

The Chinese are entering Chabahar in a big way. They have begun work on a heavy oil refinery there. A Chinese dredger is functional at Chabahar Port for land reclamation activities. A market selling Chinese goods has also been opened in Chabahar. It is reported that a Chinese company has interest in the development of the Chabahar petro-chemical complex.

Chabahar offers great strategic opportunity for India not only to enter Iran but also to reach Afghanistan and Central Asia. Apprehensions about the commercial potential of Chabahar are overstated because the Iranians are already investing in Chabahar and many other nations are also showing interest. In fact, the US $100 million investment that India is planning appears to be on the conservative side and should be increased. Indian companies will have good opportunity to supply equipment for the construction of the railway line to Zahidan. Since Chabahar lies only about 1,000km from Kandla port in Gujarat, a direct shipping line should be considered to bypass Dubai, give boost to direct India-Iran trade and enhance transit trade to Afghanistan and CIS.

A number of Indian official delegations and private companies have visited Chabahar but no worthwhile investment has been made or business deal concluded. This has disappointed the Iranian officials and businessmen. They think India is not serious. The local Baluchi population is friendly towards India and many speak fluent Urdu. Some traders regularly visit India to source Indian goods but they face problems transferring money and also in the absence of a direct shipping link. Indian Basmati rice, imitation jewellery and foodstuff, etc. are in good demand in that part of the world.

India will continue to face problems with regard to transit of goods to Afghanistan through Pakistan. The use of the Chabahar route can resolve access problems.

India’s involvement in Chabahar Port will also strengthen India-Iran ties which are increasingly becoming strategic in content. The lingering bitterness in Iran about India’s vote against Iran at the IAEA on the nuclear issue in 2005 will also lessen. India has stood by Iran through difficult times as it continued to import Iranian oil even at the time of sanctions and despite the closing down of payment channels. This is often not appreciated either in Iran or in India. Indian oil import from Iran averaged over 200,000 barrels per day in 2013. Two-way trade was over US $16 billion. India needs to build an independent relation with Iran without affecting ties with Saudi Arabia, GCC or the US. Our diplomacy should be aimed at deepening strategic partnerships with GCC as well as Iran considering that relations with one do not contradict ties with the other.

The likelihood of a rapprochement between Iran and the West will increase Iran’s importance. Chabahar will certainly gain from this rapprochement. If India does not enter Chabahar now, it may be too late and more expensive to do so later. Increased Indian presence in Chabahar now will pay rich dividends later. India should adopt a long-term strategic vision and not a narrow commercial approach towards the development of Chabahar Port and investment in Chabahar Free Zone.

The author is director general, Institute for Defence Studies and Analyses.

Email: directorgeneralidsa@gmail.com

The great Game Folio: Iran Transit

India’s dream of connecting to Afghanistan via Iran could soon move a step closer to reality if New Delhi, Tehran and Kabul sign off on a draft memorandum of understanding on transit trade that has been finalised recently. Since Pakistan denies India overland access to Afghanistan, Delhi has long sought an alternative through Iran. The idea first came up when Iranian President Mohammad Khatami came to Delhi in January 2003 to participate in the Republic Day celebrations. India then agreed to participate in the development of Chabahar on Iran’s Makran coast as the future entrepôt for trade with Afghanistan and Central Asia.
To develop Chabahar’s hinterland, Iran laid out a road link to its frontier with western Afghanistan. India, in turn, built Route 606 from the Iran-Afghan border to the circular highway that connects all the major cities in the country. The Chabahar project is a winner for the three countries. It would reduce landlocked Afghanistan’s total dependence on Pakistan to access the Arabian Sea. The port will help India skirt Pakistan into Afghanistan and establish Iran’s position as a gateway to Central Asia.
A variety of political and economic factors delayed the implementation of this vital project through the last decade. In a renewed political commitment to the project, senior officials of India, Iran and Afghanistan met in Tehran on the margins of the non-aligned summit in August 2012 and agreed to accelerate the development of Chabahar. The three sides have just wrapped up talks on the terms of transit trade through Iran. India must now fast-track its investments in Chabahar and develop dedicated shipping links between Iran and India. This should be one of the top foreign policy priorities for the next government in Delhi that takes charge at the end of May.
Sagar Mala
The BJP, which hopes to run the next government, has already talked about building modern ports all along the Indian coastline under what it calls “Project Sagar Mala”. If the BJP is serious about expanding India’s sea connectivity, it must promote India’s active participation in the development of maritime infrastructure beyond borders. In other words, Delhi must imagine an “Indian Ocean Sagar Mala”.
Over the last decade and more, the Indian government and corporate sector have struggled to grasp opportunities for building sea ports in other countries. The difficulties in developing the Chabahar port is symptomatic of the broader challenges that India faces in implementing large-scale infrastructure projects in the neighbourhood and beyond.
After much effort that began more than a decade ago, India is yet to complete the Kaladan transport corridor to Mizoram via Myanmar. This involved building a port at the ancient town of Sittwe
on Myanmar’s Rakhine coast, developing the part-riverine corridor to the Mizoram border and expanding the road network from Mizoram to the rest of the Northeast. In Sri Lanka, India was surprised a few years ago when Colombo asked China to build a new port at Hambantota that Beijing completed in quick time. India is yet to get its act together in getting its companies participate in the second phase of development at Hambantota.
The managers of a potential Indian Ocean Sagar Mala project in the coming years could learn much from the problems encountered in the last few years and develop an effective policy framework for the participation of Indian companies in emerging port projects in east Africa, Oman and Myanmar.

00000

Indi.
The cash surplus Kandla and Jawaharlal Nehru ports in western India will be assigned with the task of developing and operating the multi-purpose terminals.The southern Iranian port will also provide India with a link to Afghanistan and the central Asian republics.

Both ports will come together to form a Special Purpose Vehicle under a revenue-sharing agreement with the Port and Maritime Organization of Iran. The agreement would be for a minimum of 20 years. Analysts hope that with a new government in power in New Delhi, this project will be given the final go-ahead as India has been very keen to develop the port for over a decade. Sources say India’s External Affairs ministry which has the final say since it has been piloting the project for years, is expected to make a onetime financial grant along with an annual grant. This investment will make the project financially viable .The estimated project cost is around $100 million. Trade analysts anticipate the initial business to be slow. However, it is expected to pick up and become highly profitable in the coming years once the project gets underway.

الخلیج العربی ام الخلیج الفارسی ..بیگانگان چه گفته اند

اعتراف رسانه‌ها و روشنفکران عربی و مسلمان و همچنین بیگانگان غیر مسلمان”:

تا اوایل دهه ۶۰ میلادی اثری از پسوند عربی برای خلیج فارس وجود نداشت.  حتی جمال عبدالناصر در سخنرانی ها و مقالات خود خلیج فارس را بکار می برد..

  • نوار سخنرانی‌های جمال عبدالناصر و جملات معروف اوویدیو در یوتیوب(العالم العربی من المحیط الاطلسی الی خلیج الفارسی) وجود دارد.

بنا بر اعتراف مفتی سنی مذهب یوسف قرضاوی در تلویزیون الجزیره برنامه شاهد علی العصر:

“عبارت: “”جهان اسلام از اقیانوس اطلس تا خلیج فارس “” را سید قطب در سخنرانی هایش مطرح میکرد اما بعد جمال عبدالناصر آنرا تغییر داد به “جهان عرب از اقیانوس اطلس تا خلیج فارس” تا قومیت عربی را بجای اسلام مطرح کند. قرضاوی سپس توضیح می دهد که عبارت خلیج عربی آن زمان رایج نبود “.

سخنرانی‌های سید قطب: جمله معروف او (العالم الإسلامی من المحیط الاطلسی الی الخلیج الفارسی ۱۹۴۶)،

  • حسن‌البنا همان جمله سید قطب را در سخنرانی خود بارها اعلام کرده است. اما حسن البنا در مورد قومیت عربی می گوید قومیت عربی یعنی زبان و اسلام. فقط زبان عربی قومیت عربی را نمی سازد.:”التمسک بالعروبه والقومیه العربیه یجعل مصر أمهً تمتد جذورها من الخلیج الفارسی إلى المحیط الأطلسی، وبذلک تعلم أن هذه الشعوب الممتده من خلیج فارس إلى طنجه ومراکش على المحیط الأطلسی ” .

شیخ شلتوک نیز همان عبارت سید قطب را بکار برده است.

و بسیاری از رهبران سیاسی و مذهبی عرب در مورد نام خلیج فارس سندهای زنده‌ای از حقانیت این نام است. اسناد نام خلیج فارس، میراثی کهن و جاودان همچنین نظر روشنفکران عرب مانند پروفسور عبدالهادی التازی، احمد الصراف، محمد عابد الجابری، عبدالله بن کیران (نخست وزیر ۲۰۱۱-۲۰۱۳ مراکش)،عبدالمنعم سعید،عبدالخالق الجنبی و تنی چند از نویسندگان مشهور عرب و چند تن از رهبران دینی از جمله قرضاوی در مورد اصالت نام خلیج فارس و نداشتن توجیه برای تغییر نام خلیج فارس آورده است. گفتنی است که از رهبران عربی، شیوخ، امیران عرب از جمله امیر کویت، پادشاه عربستان، بصره، نویسندگان و شعرای عرب اهواز و سوسنگرد مکاتباتی هست که در آنهاخلیج فارس و بحر عجم بکار برده‌اند نمونه‌ای از اسناد ضمیمه کتاب اسناد نام خلیج فارس، میراثی کهن و جاودان است. نمونه‌های زیر:

@ عبدالمنعم سعید در مجله شرق نامه مصر ۹/۱۲/۲۰۰۲ :”برای من هیچ تعجبی نداشت که در همه نقشه‌ها که دوستان و دشمنان ایران اعم از اعراب و یونانیها تهیه کرده‌اند همگی آنها نام خلیج فارس را در بر دارد. هیچ نقشه تاریخی در شرق و یا در غرب و در هیچ کجای جهان با نام خلیج عربی وجود ندارد و بنابر این تغییر این نام به خلیج و یا خلیج عربی و یا هر نام دیگری برخورد غیر منطقی و غیر حکیمانه با حقایق تاریخی و جغرافیایی است.”

@ پروفسور عبدالهادی التازی سیاستمدار و پژوهشگر معروف عرب و عضو آکادمی پادشاهی مراکش و رئیس چند دوره “گروه نامهای جغرافی کشورهای اتحادیه عرب”: حقیقتاً من هیچ منبع تاریخی را ندیدم که آبراه جنوب ایران را خلیج عربی نامیده باشد اعراب قبل و بعد از اسلام همیشه این آبراه را بحر فارس بحر العجم و یا خلیج فارس نامیده‌اند من خودم نقشه سفرهای ابن بطوطه را در کتابم ترسیم کرده‌ام و مطابق سفرنامه اسم خلیج فارس را در جای خودش آورده‌ام.

مجله ماهنامه اهرام در شماره ۲۱۹ اگوست ۲۰۰۱ سرلشکر مجدی عمر معاون اول سابق شورای دفاع ملی مصر:” نسل من بخاطر دارد که ما در ایام مدرسه در کتب و نقشه‌ها با عبارت” خلیج فارس” سر و کار داشتیم ولی بعد از مدتی به آن خلیج عربی اطلاق کردیم. این غیر منطقی، رزالت و پستی است. اینکه چند کشور عربی در اطراف آن باشند دلیل نمی‌شود که نامی تاریخی را تغییر دهیم.

عبدالخالق الجنبی، پژوهشگر تاریخ و باستان شناسی و استاد دانشگاه در عربستان سعودی در مصاحبه با شبکه فرانس ۲۴”:

نام خلیج فارس از دوره اسکند مقدونی و از طریق آثار مکتوب به مارسیده و حتی مورخان عرب هم همین نام را بکار برده‌اند و در معاهدات حکام خلیج با بریتانیا نیز همین نام بکار رفته و تا زمان جمال عبدالناصر هیچ تغییری در کاربرد نام خلیج فارس ایجاد نشده کما اینکه خود ناصر هم در ابتدا می‌گفت: “نحن أمه واحده من المحیط الأطلسی إلی الخلیج الفارسی”. اما اینکه بعضی ادعا کرده‌اند که رومی‌ها (مانند پلینی) خلیج عربی بکار برده‌اند ابدا صحت نداردخلیج عربی نامی است که رومی‌ها به دریای سرخ داده‌اند.”

علی مبارک، در کتابش بنام” الخطط التوفیقیه الجدیده لمصر والقاهره، المطبعه الامیریه، بولاق ۱۳۰۶ه همه جا خلیج فارس بکار برده است.

جمال الدین الشیال، در کتاب” تاریخ مصر الاسلامیه، دائرهالمعارف، القاهره ۲۰۰۰، ج۱/ص ۱۵۲ واژه خلیج فارس را بکار گرفته است.

عمر فروخ، در آثارش از واژهٔ الخلیج الفارسی یا بحر الفارسی استفاده کرده است.

در پایتخت کشور الجزایر ومرکز شهرالجزیره در موازات اتوبان AutoRout d’l Est یک خیابان بنام الخلیج الفارسی وجود دارد. خیابان‌های فرعی البیرونی – خیابان فارس- خیابان بندرعباس از این خیابان جدامی شوند.

در مرکز شهر قاهره خیابانی بنام خلیج فارس وجود داشته که علی رغم تغییر نام هنوز تابلوهای قدیمی آن وجو دارد.

ج ۲-

جدال دو کویتی در مورد نام خلیج فارس :

روزنامه جوابیه نوشت و ادعا کرد که نام خلیج فارس را جمال عبدالناصر رایج نکرد از قبل رایج بوده و پلینی مورخ رومی آنرا بکار برده. : مجددا دکتر الخرافی پاسخ وی را در ۲۲ /۹/۲۰۱۶ داد و نوشت حقانیت نام خلیج فارس قابل انکار نیست همه دنیا بغیر از ما عربها هنوز این نام را بکار می برند ولی ما عربها خود را فریب می دهیم . گفتنی است در کتاب” اسناد نام خلیج فارس میراثی کهن و جاودان نوشته دکتر عجم ” تمام ادعاهای مشابهه آقای الوقیان بطور مستند پاسخ داده شده . از جمله رودریک اوون فقط عنوان کتابش خلیج عربی است و خودش هم در مقدمه کتاب توضیح داده که چرا با این بدعت شروع کرده است وی گفته درست است که در همه نقشه ها و مکتوبات واژه خلیج فارس وجود دارد اما من در ۲۰ سالی که در غرب خلیج فارس زندگی کردم دریافتم ساکنان ساحل عرب هستند و ادب حکم می کند اینجا را خلیج عربی بنامم .
کتاب وی زمانی منتشر شد که جنگ مصدق و انگلیس در اوج بود و نفت ملی شده بود جالب این هست در داخل کتاب وی بیشتر خلیج فارس بکار برده
همانطور که عبدالخالق الجنبی پژوهشگر معروف عربستانی اعتراف کرده “پلینی مورخ رومی دستکم ۱۵ بار از خلیج فارس نام برده اما دو بار هم خلیج عربی بکار برده که منظورش خلیج عقبه یا عربه و یا دریای سرخ است . و ادعای اینکه وی خلیج فارس را عربی نامیده عاری از حقیقت است.” دریای شور و دریای تلخ و دریای سفلی و دریای فراخ و بزرگ نام های افسانه ای است و تطبیق جغرافیایی ندارد بعضی حدس می زنند منظور از دریای شور همان خلیج فارس است. قدیمی ترین نام جغرافیایی که حدود ان توصیف شده واژه خلیج فارس است مثلا پریپلوس می گوید خلیج فارس دریایی است که از عمانا تا اپلوگوس (ابله) بصره فعلی کشیده می شود سرزمین پارس در سراسر ان کشیده است وی سپس نام شهرها را ذکر می کند .
واژه خلیج عربی اولین بار بعد از کتاب رودریک اوون در سال ۱۹۵۸ در مطبوعات کویت رایج شد. در نقشه های قرون شانزدهم تا نوزدهم سه نقشه با نام خلیج عربی وجود دارد که هر سه کارتوگراف بعدا نقشه های خود را اصلاح کرده اند.نقشه هایی نیز با هر سه نام خلیج قطیف .بصره . خلیج عربی و فارس وجود دارد که در کتاب اسناد نام خلیج فارس مفصل توضیح داده شده است. *

جوابیه غیر علمی الوقیان:
یقول الاستاذ خلیفه الخرافی ما نصه «وفی طریق عودتنا للفیلا، مررنا على مجمع تجاری کبیر جدید، حاطین علیه اسم مجمع «خلیج فارس»، أول ما شافها بوفهد قال حاطین اسم الخلیج الفارسی، ردیت علیه یا بوفهد دیرتهم وکیفهم. ولعلمک یا بوفهد على زمن یوم أهل الکویت وسفرهم بالأبوام الشراعیه للهند وافریقیا، ما کانوا یعرفونه إلا بخلیج فارس، وکذلک عالمیا ودولیا مثل ما یطلقون على بحر عمان وبحر العرب، الى أن بدأ فیها جمال عبدالناصر سالفه القومیه العربیه والخلیج العربی، وصارت سالفه عناد، وتوهقوا العالم فینا، لدرجه عشان یفتکون سموه الخلیج The Gulf». *

وفی ما یتعلق بالموضوع الأول، وهو اسم الخلیج، فالحقیقه ان الخلیج حمل اسماء عدیده، ولیس صحیحا القول «إنه ما کانوا یعرفونه إلا بخلیج فارس». وسوف اضطر للاستشهاد ببعض ما قلته ردا على قول مماثل لأحد الاصدقاء من الکتاب الکرام. فقد دلّت النقوش الأکادیه على ان الاسم الذی کان یطلق على الخلیج فی العصور القدیمه هو «البحر الأدنى أو المر».
وهناک اسماء أخرى حملها الخلیج، منها خلیج البصره، وخلیج القطیف، وخلیج البحرین، فضلا عن الخلیج العربی والخلیج الفارسی.
أما الموضوع الثانی، وهو علاقه الزعیم جمال عبدالناصر بالتسمیه، وانه هو الذی اطلق على الخلیج اسم «الخلیج العربی» فی ستینات القرن الماضی، فهذا قول یردده إخواننا فی ایران، ویتبعهم بعضنا من دون التحقق من صحته.. وهو بعید عن الحقیقه.
ان «الخلیج العربی» تسمیه تعود الى القرن الأول للمیلاد، والقائل بتلک التسمیه هو المؤرخ الرومانی بلینی، الذی عاش ما بین عام ۶۲م وعام ۱۲۵م.

http://kw.derwaza.cc/home/NewsDetails?id=-41639100

ویدئوی هواپیمایی خطوط عمان الخلیج الفارسی بکار می برد. https://www.youtube.com/watch?v=4ONkZu7ZhhI

فیدیو| الطیران العمانی یستبدل اسم الخلیج العربی بـ “الفارسی”
إضغط هنا للمشاهده

 

“من وجهه نظر تاریخیه، عرف هذا الخلیج منذ عهد إسکندر المقدونی باسم الخلیج الفارسی”

عبد الخالق الجنبی، باحث فی التاریخ من السعودیه.

 

من وجهه نظر علمیه وتاریخیه، عرف هذا الخلیج منذ عهد إسکندر المقدونی باسم الخلیج الفارسی .
([کما عرف بتسمیات أخرى على مرّ العصور: بحر الکدان، وبحر الإله، وبحر الجنوب، وبحر البصره]) .
هذه التسمیه أتتنا عبر أعمال تاریخیه مکتوبه. وحتى المؤرخون العرب کابن خلدون وابن الأثیر کانوا یعتمدون هذه التسمیه التی وردت أیضًا فی المعاهدات التی وقّعها حکام الخلیج مع السلطات البریطانیه المسیطره على المنطقه بدایه القرن العشرین.

لم تتبدّل الأمور إلاّ بعد وصول عبد الناصر إلى الحکم وتنامی شعور القومیه العربیه. فراح العرب یطلقون على هذا الخلیج اسم “الخلیج العربی”، ولو أنه فی بدایه عهد عبد الناصر شاع شعار یقول “نحن أمه واحده من المحیط الأطلسی إلى الخلیج الفارسی”.

صحیح أن الجدل یحتدم الیوم حول تسمیه هذا الخلیج. لکننی أتحدّث من موقعی کباحث فی التاریخ. والبحث التاریخی لا یهتم بالشعارات القومیه. أمّا ما یحکى عن أن الرومان أطلقوا على هذا الخلیج اسم “الخلیج العربی” فهو عار عن الصحه. وحده المؤرخ الإغریقی سطرابون، فی القرن الأوّل میلادی، أطلق اسم “البحر العربی” على تجمّع مائی لکنه بتسمیته هذه کان یعنی ما یعرف الیوم باسم “البحر الأحمر”.

خارطه للعالم تعود إلى سنه ۱۵۶۵ وتورد اسم “الخلیج الفارسی”. صوره منشوره على موقع .

نام خلیج فارس از طریق آثار مکتوب از دوره اسکندر مقدونی به مارسیده و حتی مورخان عرب هم همین نام را بکار برده‌اند و در معاهدات حکام خلیج با بریتانیا نیز همین نام بکار رفته و تا زمان جمال عبدالناصر تغییری در نام خلیج فارس بکار نرفته کما اینکه خود ناصر هم در ابتدا می‌گفت:
«نحن أمه واحده من المحیط الأطلسی إلی الخلیج الفارسی».
اما اینکه بعضی ادعا کرده‌اند که پلینی و رومی‌ها خلیج عربی بکار برده‌اند ابدا صحت ندارد.(أمّا ما یحکی عن أن الرومان أطلقوا علی هذا الخلیج اسم «الخلیج العربی» فهو عار عن الصحه) خلیج عربی نامی است که رومی‌ها به دریای سرخ داده‌اند.

“From a historical point of view, it has been called the Persian Gulf since Alexander the Great”

 

 

From a scientific and historical point of view, it has been called the Persian Gulf since Alexander the Great. [It has also had other names, such as the ‘sea of the south’ and the ‘sea of Bassora’]. It’s this name that has been retained by history books and Arab historians, like Ibn Khaldoun and Ibn al-Athir. It’s also in treaties signed between the governors of the gulf and the British who dominated the region from the beginning of the 20th century.

 

Things didn’t change until Nasser came to power and the rise of Arab nationalism. The Arabs then began to use the name “Arabian Gulf” – even though in the beginning of Nasser’s mandate, a popular slogan went: ‘One sole nation from the Atlantic Ocean to the Persian Gulf’.

It’s true that the name of this gulf still stirs a lively argument. But, as a history scholar, I can’t support nationalistic slogans. To say, like some Arabs, that the Romans already called it the ‘Arabian Gulf’ is without foundation. Only the Greek historian Strabon, in the 1st century AD, had used the term ‘Arabian Gulf’ while talking about the strip of water that we today call the the Red Sea”.

به زبان فرانسه

1392iponpix 349

Abdel Khaleq Al-Janabi est un chercheur saoudien en Histoire.

D’un point de vue scientifique et historique, ce golfe est appelé depuis Alexandre le Grand le Golfe persique [il a également eu d’autres appellations, notamment la ‘mer des Chaldéens’, la ‘mer du Dieu’, la ‘mer du Sud’ et la ‘mer de Bassora’]. C’est cette dénomination qui a été retenue dans les livres d’Histoire et par les historiens arabes, à l’instar de Ibn Khaldoun et Ibn al-Athir. Elle figurait aussi dans les traités signés entre les gouverneurs du Golfe et les Britanniques qui dominaient la région au début du XXe siècle.

Les choses n’ont changé qu’après l’arrivée au pouvoir de Nasser et la montée du nationalisme arabe. Les arabes ont alors commencé à utiliser l’appellation “Golfe arabique” – alors qu’au début du mandat de Nasser, un slogan populaire disait encore : ‘Une seule nation de l’océan Atlantique au Golfe persique.’

Il est vrai que l’appellation de ce golfe suscite aujourd’hui une vive polémique. Mais, en tant que chercheur en Histoire, je ne peux pas tenir compte des slogans nationalistes. Dire, comme le font certains arabes, que les Romains l’avaient déjà appelé ‘Golfe arabique’ est sans fondement. Seul l’historien grec Strabon, au Ier siècle après Jésus-Christ, avait utilisé l’appellation ‘Golfe arabique’ en parlant de l’étendue d’eau qu’on appelle aujourd’hui la mer Rouge”.

اعتراف رسانه‌ها و روشنفکران غیر مسلمان

هیچ روشنفکر و جغرافی دان غیر عرب در مورد اصالت نام خلیج فارس از خود تردید بروز نداده است بنا بر این شاید پرداختن به این دیدگاه‌ها چندان ضروری نباشد اما جهت یاد آوری چند نمونه را می‌توان بیان کرد

بدون هیچ تردیدی نام درست جغرافیایی آن در طول تاریخ خلیج فارس است. سر ریچارد دالتون.

سی ادموند بوسورث، سر آرنولد ویلسن، ریچارد فرای؛لوریمر، کارستن نیبور و ….. از جمله کسانی هستند که جمله بالارا در کتابهای خود گواهی کرده‌اند.

شبکه جهانی راشا تودی تصریح کرده که اقدام گوگل در حذف نام خلیج فارس خلاف اسناد سازمان ملل است که طی آن، «خلیج فارس» به عنوان تنها نام پذیرفته برای این منطقه تأییدشده است. این بخش از دنیا در تاریخ، همواره «خلیج فارس» نام داشته و ادعای کشورهای عربی در این زمینه وجاهت ندارد.

مفسرآسوشیتدپرس: این خلیج هم از نظر تاریخی و هم از نظر بین‌المللی خلیج فارس شناخته می‌شود. برخی کشورهای عربی اصرار دارند که این خلیج را “خلیج ع ر ب ی” بنامند.

دیلی میل ۱۷می ۲۰۱۲ نام خلیج فارس از قرن پنجم پیش از میلاد مسیح همین بوده است. برخی نام‌های دیگر نظیر”پرسکونکایتاس” “پرسیکوس سینوس”، “آکواریوس پرسیکو”، “بحر فارس”، “دریای فارس”، “خلیج العجمی” و … نیز به کار رفته‌اند که همگی به معنای خلیج فارس یا دریای فارس هستند.

The Persian Gulf has been so known since the 5th century BC, Other names have included ‘Persicus Sinus’, ‘Aquarius Persico’, ‘Bahr-i-Fars’, ‘Daryaye-i-Fars’, ‘Khalij al-‘Ajami’ and ‘Khalij-i Fars’ – all translating into Persian Gulf or Persian Sea.

 

نقشه نگاران اروپایی قرون گذشته از جمله نقشه ساموئل دان (۱۷۹۴) همواره نام خلیج فارس را درست بکار برده‌اند..

نشریه لوپوآن در گزارشی به قلم «آن سوفی ژن»، نوشته است «دریای پارس» یا «خلیج فارس»، نام‌هایی هستند که اندیشمندان یونانی و سپس رومی آن را به کار بردند. از قرن ۹ تا قرن ۱۸ بعد از میلاد، تاریخ‌دان‌ها، جهانگردان و جغرافی‌دان‌های عصر اسلامی که بیشتر آنها به زبان عربی می‌نوشتند، از این نام استفاده کردند. این روند تا قرن بیستم ادامه یافت…»

لوپوآن اذعان کرده است که پس از کاربردهای جانبدارانه نام‌های دیگر،گروه نامهای جغرافیایی در سازمان ملل نیز قضیه را بررسی کرده و در گزارش کارشناسی در مورد نام‌های جغرافیایی که در سال ۲۰۰۶صادر شد، سازمال ملل متحد، وجه تسمیه «خلیج فارس» را به‌عنوان استاندارد قانونی بین‌المللی می‌پذیرد… آن سوفی ژن ادامه می‌دهد که این نشانگر اوج بی‌اخلاقی در سیاست‌های بلوک غرب است که حتی تاریخ را هم برای منافعش تحریف می‌کند و از تغییر نام‌های جغرافیایی هم ابایی ندارد”.

*

the Persian Gulf. Picture: Getty

Published on the08 May 2012 02:30Print this

Keeping the world’s most vital oil-exporting waterway named “Persian” is a national touchstone and highly emotive issue for Iranians.

So there has been widespread anger in Iran in recent days after internet users spotted that Google Maps now has no name on the body of water that Iran insists must be called the Persian Gulf and nothing else.

Iran sees the web giant’s omission as a politically-motivated attack.

“The efforts of [global] arrogance [America] and its Arab allies to remove the name of Persian Gulf will result in its name becoming more durable,” said Bahman Dorri, a senior official in Iran’s ministry of culture and Islamic guidance.

The waterway also touches Saudi Arabia, Kuwait, the United Arab Emirates, Oman, Qatar and Bahrain – the six members of the Gulf Cooperation Council (GCC) that call it the Arabian Gulf.

“Google fabricating lies will not have any outcome but for its users to lose trust in the data it provides,” Mr Dorri said.

“Documents in the UN and UNESCO show the name of this body of water has been Persian Gulf since a long time ago.”

A number of Iranians have posted on Twitter a link to Google Maps demanding “Where’s the Persian Gulf?”

The name dispute flares periodically, but the latest spat comes at a time of increasing tension between Iran and its Arab Gulf neighbours.

 

Iran’s president, Mahmoud Ahmadinejad, infuriated the GCC last month by visiting Abu Musa, one of three tiny Gulf islands whose ownership is claimed by both Iran and the UAE. Iran believes there has been a pan-Arabist campaign since the 1950s, led by the then Egyptian president, Gamal Abdel Nasser, and later by the Iraqi dictator, Saddam Hussein, to call the waterway the Arabian Gulf. At the height of the Persian empire of Darius and Xerxes the Great, ancient Greek writers called the stretch of water the Persian Gulf, and the name has stuck ever since.

Today, the UN refers to it as the Persian Gulf, as does the UK and the US, although the US Navy, which has extensive dealings with Arab Gulf states, mostly uses Arabian Gulf.

“Undoubtedly, the correct geographical term in history is the Persian Gulf,” Sir Richard Dalton, a British former ambassador to Iran and senior fellow at the Chatham House think tank, said. “Iran recognises it’s largely international waters and they’re not laying claim to it as part of their territory in terms of hydrocarbon resources and so on.

“The correct terminology is an emotional issue for many Iranians. The British don’t mind the French calling the English channel La Manche, but Iran just doesn’t see it that way.”

In 2010, Iran warned that airlines using Arabian Gulf on in-flight monitors would be barred from Iranian airspace.

Google’s attempt to avoid controversy by simply not naming the waterway follows equally unsuccessful efforts by foreign news organisations and other bodies not to ruffle Iranian or Arab feathers.

 

In 2004, National Geographic published a world atlas that, while acknowledging the waterway’s primary name as the Persian Gulf added Arabian Gulf in brackets.

Tehran banned the American-owned magazine and its reporters from visiting Iran.

Iran threatens to sue Google for omitting Persian Gulf label on its map service

Iran accuses search engine of removing historical title for political reasons

Google says Persian Gulf title was never on Google Maps

By  REPORTER

PUBLISHED:  ۱۷ May 2012 |

Iran has threatened to sue search engine Google over omitting the name ‘Persian Gulf’ on its Google Maps service.

Iranian foreign ministry spokesman Ramin Mehmanparast said that, if Google did not restore the name of the Persian Gulf – the body of water between Iran and the Arabian Peninsula – it would face ‘serious damages’.

Mr Mehmanparast told the semi-official Mehr news agency today that Tehran had already warned Google of possible legal action.

Gulf of ‘omit’: Google Maps does not name the Persian Gulf, the body of water between Iran and the Arabian Peninsula. But the Gulf of Oman is labelled

Gulf of ‘omit’: Google Maps does not name the Persian Gulf, the body of water between Iran and the Arabian Peninsula. But the Gulf of Oman is labelled

What’s in a name? Wikipedia’s map of the same area has the Persian Gulf clearly labelled, as well as the Strait of Hormuz

What’s in a name? Wikipedia’s map of the same area has the Persian Gulf clearly labelled, as well as the Strait of Hormuz

He said: ‘Toying with modern technologies in political issues is among the new measures by the enemies against Iran, [and] in this regard, Google has been treated as a plaything.’

But Google reacted to the comments, saying that its maps service had never labelled the Persian Gulf.

When asked by MailOnline if Google planned to include the title in the wake of Iranian threats, a spokesman said there were no plans to include the title on any amended map.

A separate company insider told Mail Online that it was ‘definitely not’ a political decision not to have Persian Gulf on Google maps, and Iran’s assertion that Google had had the label removed was ‘simply wrong’.

It’s there if you really look: Typing ‘Persian Gulf’ into Google Maps an then clicking on the resulting ‘A’ marker will bring up the body of water’s title

It’s there if you really look: Typing ‘Persian Gulf’ into Google Maps an then clicking on the resulting ‘A’ marker will bring up the body of water’s title

Threats: Iranian foreign ministry spokesman Ramin Mehmanparast

Threats: Iranian foreign ministry spokesman Ramin Mehmanparast

He added that, even in the wake of the Iranian threats, there were no plans to include the Persian Gulf label on Google maps.

And he said that the label Persian Gulf AND Arabian Gulf were included in the more detailed Google Earth app.

Iranians are highly sensitive about the name of the body of water, which has historically and internationally been known as the Persian Gulf.

Some Arab states insist on calling it the Arabian Gulf. The issue has stirred up tensions between Iranians and Arabs.

While Google Maps annotates the nearby Gulf of Oman, it also omits the name of the Strait of Hormuz – the narrow body of water that separates the two gulfs.

Typing Persian Gulf into Google Maps takes users to the body of water in question, and clicking on the red ‘A’ marker shows ‘Persian Gulf’ as the address.

The Persian Gulf has been so known since the 5th century BC, when Darius the Great of the Achaemenid dynasty called the body of water ‘The sea which goes from Persian’.

Around the same time, Greek writers also called it ‘Persikonkaitas’, meaning Persian Gulf. Other names have included ‘Persicus Sinus’, ‘Aquarius Persico’, ‘Bahr-i-Fars’, ‘Daryaye-i-Fars’, ‘Khalij al-‘Ajami’ and ‘Khalij-i Fars’ – all translating into Persian Gulf or Persian Sea.

During the time of the Ottoman Empire, it was sometimes referred to as ‘Basra Kurfuzi’, meaning the Gulf of Basra – but it was only during the rise of Arab nationalism in the 1960s that the name become disputed.

The United Nations has requested that only the term Persian Gulf be used to describe or name the body of water, confirmed most recently as the official title of the body of water at the 23rd session of the UN in 2006.

Read more:

 

شبکه سبله عمان:

الخلیج العربی ام الخلیج الفارسی … فلتعطوا کل ذی حق حقه

بسم الله الرحمن الرحیم

منذ فتره بدأنا نسمع عن مشکله تکبر بین دول الخلیج وبین ایران فی تسمیه الخلیج بالخلیج العربی رغم انه تاریخیا و ربما الى الان موثق بان اسمه خلیج فارس … فبعض دول الخلیج و الخلیجیون لا یتقبلون هذه التسمیه و یسمون الخلیج بالخلیج العربی مما یثیر حفیظه الفرس حول هذه التسمیه و یجعلهم یثیرون المشاکل من اجل هذه التسمیه

من المستغرب هو ما اراه من استماته بعض ابناء الخلیج على تسمیه الخلیج بالخلیج العربی و عدم الرضا باسمه المتعارف علیه دولیا بخلیج فارس

ارى بانه لیس من حقنا تسمیه الخلیج بالخلیج العربی هکذا لاجل اننا نرغب فی تسمیته بهذا الاسم فالادله التاریخیه تثبت بان اسم هذا الخلیج هو خلیج فارس و ان کنا لا نرضى بهذه التسمیه فعلینا ان نطلب من الجهات الدولیه الرسمیه تغییر اسم الخلیج باسم یوافق علیه المجتمع الدولی و یوافق علیه العرب و الفرس

اعلم بانه من الصعب على ابناء الخلیج تقبل هذا الاسم الا انه یجب علینا ان نعطی کل ذی حق حقه و ان لا نبخس الناس اشیاءهم لمجرد هوى او کبریاء … بل علینا ان نقول الحق و لو على انفسنا فهکذا یشیر القرءان ” یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ کُونُواْ قَوَّامِینَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِکُمْ أَوِ الْوَالِدَیْنِ وَالأَقْرَبِینَ إِن یَکُنْ غَنِیّاً أَوْ فَقَیراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ کَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیراً ” (النساء، ۱۳۵)

و هکذا علمنا النبی علیه الصلاه والسلام فما لا نرضاه لانفسنا علینا ان لا نرضاه لغیرنا

اعطوا کل ذی حق حقه و لا تبخسوا الناس اشیاءهم او فلتسعوا الى تحقیق مطلبکم و لکن بشکل قانونی

حوار مع صالحی وزیر الخارجیه

أحمد علی
برید الکترونی:
تویتر: 

السفر إلى طهران فی هذا التوقیت بالتحدید، الذی یشهد تنامی أزمه عدم الثقه وتصاعدها بین ضفتی «الخلیج العربی»، لمحاوره وزیر الخارجیه الإیرانی علی أکبر صالحی، کان له أکثر من سبب وهدف!

أولها، ذلک الشغف الذی یملأ نفسی، أو نفس أی صحفی محترف، وطموحه اللامحدود فی الوصول إلى الحقیقه، حتى لو تطلب الأمر أن یتحمل مشقه السفر إلى خارج الحدود.

.. والسبب الثانی، هو حرصی من موقعی کصحفی على أن أجد إجابات للعدید من التساؤلات وعلامات الاستفهام التی تدور فی رأسی، ورأس المواطن العربی، حول الکثیر من المواقف الإیرانیه المثیره للجدل!

أما ثالث الأسباب فهو محاوله لفهم العدید من السیاسات، المستعصیه عن الفهم، التی تتبناها إیران حول مختلف قضایا المنطقه، والتی تثیر اهتمام الرأی العام العربی.

وصلت إلى مطار «الإمام الخمینی» بالعاصمه الإیرانیه فی ذروه إجازه عید الأضحى، وکانت الساعه تقترب من الثامنه والنصف مساء، وکان الظلام یلف «طهران»، وکأنها فتاه فارسیه، تکسو وجهها علامات الخجل، وهی تلتحف «الشادور»، ذلک الحجاب الإیرانی الأسود، الذی یشبه «العبایه» الخلیجیه!

کانت العاصمه غارقه فی السواد، بینما الشارع الرئیسی المؤدی إلى قلبها النابض مضاء بالأضواء، وعندما تخرج من المطار تشعر ببروده ذلک المساء «الطهرانی» ــ نسبه إلى طهران ــ فتسری فی داخلک قشعریره بارده، وکأن أسراباً من النمل تتجول فی داخلک!

……………….

PARSSEA

PARSSEA

……………     فهناک إجماع من قبل الجمیع أن «الخلیج الفارسی» هو شریان الحیاه لإیران ودول الجوار..

__ «مقاطعا» أشرتم اکثر من مره فی إجاباتکم إلى أن الخلیج فارسی والخریطه التی تظهر خلفکم تشیر إلى ذلک ایضا، أما نحن فنعتبره خلیجا عربیا.. فلماذا لا نتفق على صیغه ترضی الطرفین ونسمیه الخلیج الإسلامی مثلا؟

___لماذا یا أخی؟ إذا کان اسمک أحمد فلماذا أغیره إلى خالد؟ وهل یرضیک أن نترک الاسمین ونتفق على اسم سمیر مثلا؟ لماذا کل هذا؟ أنت صحفی تعلم فی ضمیرک أن هذا الخلیج اسمه الخلیج الفارسی.. وفی وقت الشاه حصلت أزمه سیاسیه بینه وبین بعض الدول العربیه التی قالت إنها ستسمی الخلیج من الآن فصاعدا باسم الخلیج العربی.. هل هذا یصح؟

أنت عندما تنظر إلى الخرائط منذ زمن هیرودوت ستجد أن اسمه الخلیج الفارسی وحتى فی الکتب الدراسیه فی مدارس دول المنطقه لو رجعت إلى المناهج التی کانت تدرس فی الخمسینیات ستجد أن المصطلح الذی کان مستخدما هو مصطلح الخلیج الفارسی.

طیب لماذا لا تغیرون اسم مضیق هرمز.. اسم هرمز فارسی «یضحک مقهقها» ما رأیکم أن نحول اسمه إلى مضیق.. عبد السلام؟!

«هنا یدیر الوزیر نفسه باتجاه الخریطه ویؤشر على بحر عمان قائلا» هنا یوجد بحر عمان لماذا لا نغیر اسمه أیضا؟ وهناک بحر العرب هل غیرناه؟ وهذا مثال یدل على أن بعض الإخوان یریدون اثاره الخلافات فالاسم الحقیقی الموجود حتى فی الأمم المتحده هو خلیج فارس.

__ ولکن إیران قبل ثوره ۱۹۷۹ لم یکن اسمها الجمهوریه الإسلامیه الإیرانیه کان اسمها مختلفا وقمتم بتغییر اسمها.

___لا إیران موجوده، اما الجمهوریه الإسلامیه فیدل على النظام فی إیران.. أی انتقلنا من الشاهنشاهیه إلى الجمهوریه الإسلامیه.. إیران تبقى إیران.

__ والخلیج یبقى عربیا ومن حقنا أن نتمسک بهذه التسمیه.

___ أنتم تسمونها «بکیفکم» ولیس حسب القوانین والاعراف الموجوده فانتم تتجاوزون القوانین.. ولذلک ادعوک أن تکون منصفا.

__ اسمح لنا أن ننتقل إلى الطرف الشمالی فی الخلیج وتحدیدا العراق کیف تنظرون إلى الخطوات العراقیه الأخیره بتفتیش الطائرات الإیرانیه المتجهه إلى سوریا.. ما هی دلالات هذه الخطوه التی تحظى بترحیب أمیرکی وهل تعتبرون هذه الخطوه انتهاکا لسیادتکم؟ أم أنکم تتفهمون دوافع حکومه المالکی؟

___هذا السؤال یجب أن یوجه إلى الحکومه العراقیه و لیس لنا ولکننا طبعا منزعجون من ذلک.

__ وهل عبرتم عن انزعاجکم بالطرق الرسمیه؟

۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰۰

کد خبر: ۱۵۶۵۷۸

                      

شکایت ایران از سایت گوگل به‌خاطر حذف

 نام خلیج فارس از نقشه اینترنتی خود، تاکید کرد که این نام هم از نظر تاریخی و هم بین‌المللی معتبر است.

به گزارش فارس، آسوشیتدپرس نوشت: ایران می‌گوید که از گوگل بابت از قلم انداختن نام خلیج فارس در نقشه‌های خود شکایت می‌کند.

رامین مهمان‌پرست، سخنگوی وزارت خارجه ایران می‌گوید که در صورتی که گوگل نام خلیج فارس را در نقشه درج نکند، با تبعات جدی مواجه خواهد شد. مهمان‌پرست در مصاحبه با خبرگزاری مهر گفته است که تهران پیش‌تر به گوگل در خصوص اقدام قانونی هشدار داده است.

آسوشیتدپرس افزود: ایرانیان به شدت نسبت به نام خلیج فارس حساسیت دارند. این خلیج هم از نظر تاریخی و هم از نظر بین‌المللی خلیج فارس شناخته می‌شود. برخی کشورهای عربی اصرار دارند که این خلیج را “خلیج ع ر ب ی” بنامند. این موضوع تنش‌هایی را ایرانیان و اعراب به بار آورده است.

شبکه خبری «راشا تودی»، از منابع نزدیک به دولت روسیه، با اشاره به اقدام «گوگل» در حذف نام خلیج فارس از سرویس نقشه‌های خود، در مطلبی واکنش ایران به این موضوع را بازتاب داده است. راشا تودی در این مطلب تصریح کرده که اقدام گوگل خلاف اسناد سازمان ملل است که طی آن، «خلیج فارس» به عنوان تنها نام پذیرفته برای این منطقه به تأیید رسیده است. در این مطلب همچنین اشاره شده که این بخش از دنیا در تاریخ، همواره «خلیج فارس» نام .

داشته و ادعای کشورهای عربی در این زمینه وجاهت ندارد.

نوشته و تحقیق دکتر محمد عجم

در این رابطه بیشتر بخوانید:

  www.tabnak.ir

نام  خلیج فارس در قراردادها و معاهدات منطقه‌ای و بین‌المللی

 /?p=834

 روز ملی خلیج فارس چرا و چگونه شکل گرفت؟ پیشینه

 /?p=580

 /?p=5973

خلیج فارس در اسناد تاریخی هند

جمال عبدالناصر مشوق تغییر نام خلیج فارس نبود*

 

پلینی مورخ رومی قرن اول میلادی در مورد خلیج فارس چه گفته است :

this sea is divided into two bays. The one to the east is called the Persian Gulf, and according to the report of Eratosthenes measures 2500 miles round. Opposite is Arabia, with a coastline 1500 miles in length, and on its other side Arabia is encompassed by the second bay, named the Arabian Gulf; the ocean flowing into this is called the Azanian Sea. The width of the Persian Gulf at its entrance some make five and others four miles ; the distance in a straight line from the entrance to the innermost part of the Gulf has been ascertained to be nearly 1125 miles, and its outline has been found to be in the likeness of a human head. [109] Onesicritus and Nearchus write that from the river Indus to the Persian Gulf and from there to Babylon by the marshes’of the Euphrates is a voyage of 1700 mil

the island of Aradus and that of Gauratae, both
inhabited by the Gyani tribe; at the middle of the Persian Gulf the river ..

end of these Calaei islands is a range of mountains called Calon, and there
follows not far beyond, the mouth of the Persian Gulf, where there is

Book Review: South Asia 2060: Envisioning Regional Futures

 

 

 

5 November 2013

 
 

My review for The Friday Times

South Asia 2060: Envisioning Regional Futures is a comprehensive volume of essays edited by Adil Najam and Moeed Yusuf. Given the importance of the South Asian region, this book attempts to fill in a huge gap that has existed for decades. Discourses on South Asia for reasons well known, have been obsessive about all things security and in recent times terrorism. The editors note that South Asia “sits atop a globally strategic location” and gladly move on to other important topics, which makes this volume a useful contemporary reference. The introduction notes the immense potential for energy trade as well as the significant regional security implications for the world at large. This is why the future of South Asia is not just important to those who live in the region; it is duly a global concern. The 37 papers authored by 44 experts, in the volume trace the multiple futures and mercifully avoid the common fallacy of reducing South Asia to India and Pakistan and their bitter rivalries.

The introduction summing up the book rightly identifies that the idea of South Asia is a contested one and its ownership – political and economic – would determine the future. Commenting on the term Southasia introduced by Nepal based Himal magazine, the editors state: “…the future of the geography we know as South Asia will depend, at least in part, on what happens to the idea of Southasia. We are not in a position to say what that will be just yet, but it is clear that the aspiration of Southasianness is entrenched more deeply in the South Asian mind than we had imagined. It is an idea that our regional politics has often rejected and fought against. But the resilience of the aspiration suggests regional politics may eventually have to embrace it.” Thus the emergence of Southasia, a regionalized identity, will be a political process and the book suggests that there is no one course or prediction to hold it.

In this context the paper, the paper by US based Pakistani historian Manan Ahmad Asif entitled “Future’s Past” contends that though the immediate history of Pakistan and India might broadly be cause for pessimism (such as the violent partitions of ’47 and ’71), there is nevertheless a greater, storied and shared history that can be recalled in order to realize how communities in South Asia can peacefully co-exist.

Asif argues that our “immediate past” is what informs our understanding of the present, leading to interpretations that are rooted in differences and in ‘otherizing’. As he points out, “We take these ahistoricized words [coercion, submission, invader, Muslim, indigenous] and categories and proceed to give them universality that they don’t deserve even for the here and the now.” Similarly, he points out how the British too saw the divisions and focused on them, thereby exacerbating them. One cannot disagree with Asif when he posits: “To imagine a South Asia where difference is mutually comprehensible is also to look at the desi diaspora around the world.”

“We take these ahistoricized words [coercion, submission, invader, Muslim, indigenous] and categories and proceed to give them universality that they don’t deserve”

The editors of the volume identify the following common themes around which the book is organised: ‘Idea of South Asia’, ‘Regionalism’, ‘The South Asian State’, ‘Security and Development’ and ‘South Asia and Its People’.

The essays highlight how South Asia is a more of a competitive region than a cooperative one. The troubled experience of South Asian Association for Regional Cooperation (SAARC) and other attempts at regionalism testifies to this reality. Smaller states with much to gain from regionalism are themselves exasperated with Pakistan and India – the primary reason behind the regions failure to integrate. As pessimism reigns however, there are murmurs of optimism as Pakistan and India seek to open trade, perhaps leading to the reinvigoration of SAARC.

The theme pertaining to South Asian State is an insightful part of this volume as it traces the trajectory of the postcolonial states and how they have failed to maintain the social contract leading to a less charitable view of the future in many quarters. At the same time, the essays also highlight the immense potential for ‘constant metamorphosis’ of the state idea and are open to change with sufficient external and internal impetus. A pertinent observation extracted by the editors relates to the possibility of an inclusive, regionalized state. In a similar fashion the papers tell us that a region confronted with multitude of conflicts trumpets human development. The editors and some of the essays emphasise ‘co-dependence’ of security and development and an outcome which would be more people-centric rather than the current state or military oriented security discourse common in South Asia.

In her cogent essay, ‘Towards cooperation for poverty reduction?’

Safiya Aftab mentions the importance of entwining poverty reduction with economic growth, arguing that even if South Asia’s rate of development hovers around an acceptable 8%, that in itself will not lead to a reduction in poverty – or at least not a considerable enough reduction. She posits that there needs to be a “serious realignment of government policy towards income redistribution and investment in human development”, and that in the face of a lack of regional integration, growth on itself will not solve the region’s significant issue of poverty. A focus solely on economic growth without factoring in human development and wealth redistribution will only lead to greater disparity in wealth and prosperity, which in turn can lead to social unrest. South Asian states need to revisit their dependence on neo-liberal prescriptions and read Aftab’s essay carefully. In fact, the key factor influencing the future of the region relates to the future trajectories of economic cooperation.

Another well-researched essay in the volume, ‘Trade Relations: Some Predictions and Lessons by Pradeep S. Mehta and Niru Yadav tells us the gritty realities. The authors state how in 2011 “the total trade of South Asian countries amounted to $928.17 billion, with only $28.23 billion exchanging hands through regional trade.” Only less than 4% of South Asia’s trade was interregional making it the least regionalized areas of the world. Despite the numerous free trade agreements, political mistrust and a lack of political will have led to states pursuing their own bilateral FTAs, thereby circumventing the choked provisions of regional agreements such as SAFTA.

The key theme of volume – South Asia and its people – highlights how the countries in the region need to shift from a state centric position to people-oriented polities. There is now an emerging consensus that the people of South Asia are dynamic cultural, economic and political agents. With advances in technology, a burgeoning young population and democratic consolidation the power of South Asians to drive ‘change’ and demand rights is likely to increase. Regional cooperation initiatives such as Aman ki Asha and other movements are showing the path.

گزارش عملکرد دو دوره نخست وزیر هند من موهان سینگ

indian palace

اشعار فارسی نقاشی شده بر کاخ ریاست جمهوری هند بزرگترین کاخ ریاست جمهوری قرن بیست

PM’s opening remarks at Press Conference

 

“First, let me wish you all a very happy New Year.

 

Let me say at the outset that I do believe we are set for better times. The cycle of global economic growth is turning for the better. Many of the steps we have taken to address our domestic constraints are coming into play. India’s own growth momentum will revive.

 

An important development in the year that has gone by is the demonstration of the strength of our democracy. Our people have demonstrated their faith in the institutions of democracy by voting in record numbers in the recent assembly elections. Our party did not do well in these elections, but we welcome the extent of participation, and we will reflect on what the results tell us for the future and learn appropriate lessons.

 

Our democratic Constitution and the institutions of our democracy are the cornerstone of Modern India. All of us who wish to build a better India, rid of poverty and corruption, must respect these institutions and work through them. They are the legitimate instruments in our hands, with all their limitations. No one individual or authority can substitute for the due processes of democratic governance.

 

Over the past decade we have been through many ups and downs. During my first term in office, India witnessed for the first time in its recorded history a short acceleration of the rate of economic growth to 9.0 per cent. This exceptional performance was followed by a slowdown initiated by the global financial crisis. Over the past couple of years, all Emerging Economies have experienced a slowdown. India was no exception.

 

Economies have ups and downs and we should not focus overly on the short term. We should recognize that even if we include the years of slowdown, the rate of growth achieved in the past nine years, is the highest for any nine year period. And it is not just the acceleration of growth that gives me satisfaction. Equally important is the fact that we made the growth process more socially inclusive than it has ever been.

 

In 2004 I committed our government to what I said would be “A New Deal for Rural India”. I believe we have delivered on that promise very substantially. We followed farmer friendly policies including raising support prices for farm produce, expanding credit to farmers, and through increased investment in horticulture, in rural development, and rural infrastructure, especially roads and electricity. The Mahatma Gandhi National Rural Employment Guarantee Scheme has assured agricultural labour of a floor and has increased their bargaining power. Improved delivery of health and education services is giving new hope to our brothers and sisters living in rural areas of our country.

 

These initiatives have ensured that agricultural GDP has grown faster than ever before. India has become one of the world’s largest producers of food-grains, sugar, fruits and vegetables, milk and poultry. Rural wages have increased in real terms much faster than earlier. Rural real consumption per capita has increased four times faster. Because of these developments the percentage of the population below the poverty line has fallen much faster in the period 2004 to 2011 than it did in the previous ten year period. As a result, the number of people below the poverty line has come down by 13.8 crore.

 

Education has been a key element of our strategy to increase the productive capacity of our economy and improve access to better jobs. I have myself been a beneficiary of liberal scholarships and public investment in education. I can, therefore, well understand the critical importance of investing in education.

 

I take great pride in the fact that we have transformed the educational landscape of our country. Through Sarva Shiksha Abhiyan, through new scholarships for Scheduled Castes, Scheduled Tribes, Other Backward Classes and Minorities, and with a focus on the Girl Child and young women, we have widened educational opportunities. We have set up new universities, new institutes of science and technology, new industrial training centres and enabled the flowering of individual enterprise in skill building and education.

 

I also feel satisfied with our legislative effort. Despite unprecedented parliamentary holdups, we have passed several important laws that seek to empower our people and our democratic institutions.

 

I do not wish to elaborate on our achievements in the economic arena. These are spelt out in detailed booklet which has been separately distributed and I would be happy to answer questions. There are however three points which I would like to mention.

 Parssea.orgpersian gulf rashtrapati.parssea

نقشه  نقاشی شده  خلیج فارس  با نام پرشن گولف در کاخ ریاست جمهوری هند

First, I am concerned that we have not been as successful as we need to be in generating employment in the manufacturing sector. This is an aspect of performance which we are working hard to correct. We need a much stronger effort in support of small and medium enterprises which can be a major source of good quality employment. Our Manufacturing Strategy gives high priority to this objective for the future.

 

Second, we have also not been as successful in controlling inflation as we would have wished. This is primarily because food inflation has increased. However, we should remember that those who produce food gain from higher prices. Also our inclusive policies have put more money in the hands of the weaker sections.

 

To keep food prices in control we need to increase supplies and also improve marketing arrangements and logistics. This is especially important for items which are perishable, such as fruits and vegetables. Much of this work lies in the domain of the States.

 

I am happy to say that the Food Security Act that we have passed will to some extent shield the common man from rising food prices.

 

The worry about inflation is legitimate but we should also recognize that incomes for most people have increased faster than inflation. I have already mentioned that real wages in rural areas have increased faster than before. Per-capita consumption in both rural and urban areas has increased significantly.

 

Third, we are deeply committed to the objective of combating corruption. An array of historical legislations has been enacted to make the work of the Government transparent and accountable. Governance has been made more answerable as never before. Most of you have been routinely using the Right to Information Act to access Government documents which was not possible earlier.

 

There is much public concern on high profile allegations of corruption, notably in regard to 2G spectrum allocations, coal block allocations and cases related to land. We have taken major steps to change the existing procedures for allocation of spectrum and coal by shifting to auctions so that these problems do not arise in future. Where some decisions taken earlier, when allocations were made administratively, have come under question, they are being investigated. Any wrong doing will be punished through due process of law.

 

Land issues are in the domain of state governments and we have consistently advised state governments to ensure transparency in these cases.

 

Let me conclude with a few words about the external environment. The one lesson we shall all learn from our experience over the past decade is that the world around us is becoming more challenging. This is both a function of our greater integration with the world and of the international community’s expectations from a rising India. This is India’s manifest destiny. We should recognize it as such and learn to deal with it.

 

India will continue to invest in its defence and national security, in providing security to its own people and ensuring regional security and stability. At the same time, we will continue to seek better relations with our immediate neighbours knowing that the destiny of the Indian sub-continent is linked through a shared history and a shared geography.

 

It has also been my effort to build long term, stable and mutually beneficial relations with all major powers and all our Asian neighbours. We should continue to benefit from global opportunities and contribute to global efforts in creating and managing global institutions to deal with global challenges.

 

I have enormous confidence in our people’s ability to deal with challenges at home. In a few months time, after the general election, I will hand the baton over to a new Prime Minister. I hope it will be a UPA chosen Prime Minister and our party will work to that end in the campaign for the General Elections. I am confident that the new generation of our leaders will also guide this great nation successfully through the uncharted and uncertain waters of global change.

 

As we enter the New Year we will continue to implement our policies, with vigor and commitment, aiming to revive growth, promote enterprise, generate employment, eliminate poverty and ensure the safety and security of all our people, particularly our women and children. Our Government will work ceaselessly till its last day.

 

Thank you and Jai Hind.”

LIFE AND TIMES: Women on the streets of Tehran گزارش تلگراف

  • on the streets of Tehran
  • LIFE AND TIMES:

    Iranians. The world has been doing just that, says S.N.M. Abdi, who crisscrossed the country for two weeks in October-November

    Inside Iran

And say to the believing women that they cast down their looks and guard their private parts from sinful desires.”

— Sura Al Nour Verse 31

The Quranic advisory displayed prominently in the departure lounge of Tehran’s Imam Khomeini international airport horrified me. It warned women not to look men in the eye and conceal their curves from the male gaze. But is it decent to tell women so publicly to cover their private parts? Or be so brazen about sinful desires?

The excerpt from Sura Al Nour, or The Light, was displayed in bold letters beside a coffee and snacks outlet called Mehmandar, or The Host. I thought the exhortation left even pious women who had memorised the holy book squirming in their black chadors. Looking around I noticed that women outnumbered men waiting to board the Mahan Air flight to Delhi, and the majority of them were Iranians.

I turned to one in her mid-30s flipping through The Economist. “Is an airport the best place in the world for imparting lessons in sexual morality,” I asked, pointing at the advisory. “Definitely,” she replied. “The airport provides guardians a final opportunity to remind daughters about Islamic values so that they don’t go astray overseas. It’s like parting advice or last minute instructions.”

That made perfect sense from a deeply religious, conservative Iranian perspective. I was leaving after crisscrossing the country for two weeks in October-November when I struck up that conversation with The Economist reader. Her explanation made me rethink, besides reinforcing my overall realisation that to fathom Iran one must always talk to Iranians.

America, United Kingdom, France, Russia, China and Germany seem to have done just that. They talked and talked to Iran in Geneva, ultimately accepting its logic and recognising its right to enrich uranium. A dangerous deadlock was broken on November 24 after world powers grasped — and gave in to — Iran’s contention that it was entitled to enrich uranium for civilian use as it had signed the Nuclear Non-Proliferation Treaty.

What really struck me about Iran was that it wasn’t doing all that badly despite so-called crippling sanctions. It had the look and feel of a first world nation. Tehran’s underground trains, art galleries and theatres stood out; the motorways crisscrossing Iran were a driving enthusiast’s dream come true, pollution was religiously monitored and law and order enforced uncompromisingly.

The nation oozed confidence, although income from oil and gas was down by 50 per cent, the rate of inflation and unemployment had risen to 40 per cent and its currency, the rial, had depreciated by half. But it still held its head high.

It can be debated whether handling adversity with such aplomb is driven by core civilisational values or wily calculation. But undoubtedly the whole country is extremely proud of its achievements since the 1979 Islamic revolution which turned Iran on its head. The biggest source of national pride is, of course, the country’s nuclear programme, acknowledged after a decade of confrontation, with Iran refusing to blink.

Parallels are inevitable as Iran was our next door neighbour until Partition. Conspicuously, nobody defecates in the open; men don’t urinate on the street, there are no beggars except the occasional Syrian or Afghan refugee, stray dogs don’t stalk pedestrians and spitting is definitely not a national pastime.

Sayyid Hameed was at the wheel of our left-hand drive vehicle as we drove to Esfahan, Iran’s top tourist destination, from Qom — headquarters of Supreme Leader Ayatollah Ali Khamenei who is ranked higher than President Hassan Rouhani and bodies such as the Assembly of Experts, Guardian Council and Expediency Council which are more powerful than Parliament.

  • An anti-US banner in Qom

We crossed Kashan and were cruising past Natanz when Hameed suddenly announced that there was an underground uranium enrichment plant only five km from the highway on our right. Hameed’s pride in Iran’s nuclear programme was transparent like the windscreen: he was bursting with pride and dying to show us a national trophy.

If we took a detour we could have seen with our own eyes the Natanz nuclear facility at the centre of Iran’s raging dispute with the West. It was also possible to photograph it from the safety of our car. It was all very tempting to be honest — Hameed said he could drive past the plant if we were keen to see it. But we didn’t want to blot our copybook!

Nuclear plants, all said and done, are a big magnet. In 2005 I was on board Air India’s inaugural direct flight from Calcutta to London. First and business class was teeming with journalists and officials sipping red wine. As we overflew Iran, a very senior civil servant announced that a nuclear plant was directly below us. We peered from our windows but all we could see was the arid landscape where nothing grew.

On the ground, anti-Americanism binds Iranians together like Shia Islam itself — the country’s predominant faith. Anti-US billboards were a common sight in Tehran, despite a relaxing of tension. Even as Iran’s foreign minister Javad Zarif was closeted with US Secretary of State John Kerry in Geneva, a new competition for anti-American art was accepting submissions for various categories such as “Why U.S. is not reliable,” “U.S. and breaking promises” and “U.S. and self-conceit.” The best work will get US$ 4,000.

I met Mohammad Arab in Mashad — Iran’s second-biggest city where the eighth Shiite imam, Imam Raza, is buried; his shrine attracts 20 million pilgrims annually. Arab served in the Iran Air Force as an electronic warfare expert. The retired colonel pulled out a dog-eared American driving licence and social security card from his wallet, mementos from a stint at an aviation academy in California just before the revolution snapped defence ties with the US.

“I know America and Americans well. They cannot be trusted. How can we forgive the USA which brought down our plane, killing 290 innocent Iranians in 1998,” he asked angrily as his daughter nodded in agreement. “Obama telephoned our president in New York [the first direct conversation between the presidents of the US and Iran in 34 years] for selfish reasons. They need covering fire in Afghanistan as they leave. So it’s high time Iran dictated terms.”

A Western diplomat disclosed that Tehran was very upset with Washington until Iranian and American officials met regularly in Oman for the past year without which the November 24 deal wouldn’t have been possible. Apparently, the secret talks cleared misunderstandings which had piled up after George W. Bush’s “Axis of Evil” speech. The high stakes, face-to-face talks placated Iranians, clearing the deck for the landmark six-month interim nuclear agreement.

“Iranian leadership had good reasons to be angry with America. No less a person than Ryan Crocker, former US ambassador to Afghanistan and Iraq, recently recounted the extent of Iranian cooperation. As Iran and America had a common enemy in the Taliban and al Qaida, Iran produced an extremely valuable map showing the Taliban’s order of battle just before American military action began in Afghanistan. Naturally, Iranians were fuming after Bush’s speech,” the diplomat said.

Tehran insists that it’s not building a bomb — and there is no reason to disbelieve it — but educated Iranians told me it’s a necessity because Israel has a nuclear arsenal. They cited India’s example as New Delhi justifies its nuclear capability on the ground that it faces a threat from a nuclear-armed China, and Pakistan justifies its bomb saying India has one. Iranians argue that if self-defence in a dangerous neighbourhood is good enough reason to have a bomb, then they are also entitled to that deterrent.

But I also heard voices of reason and reconciliation as Iran emerges from the shadows. Significantly, I heard them in the holy city of Qom, a 90-minute drive from Tehran. Besides being home to the dazzling Hazrat Masuma shrine, Qom is the ruling clerics’ ideological headquarters. Broadly speaking, it’s the equivalent of Nagpur — the Sangh Parivar’s nerve centre.

I slipped into Madrasah Faiziyah, the cradle of Islamic revolution, and was reading the commemorative bronze plaque outside room number 20 where Ayatollah Khomeini spent his formative years, when Hossin Motesadi Zadeh politely inquired whether I was from India or Pakistan. When I revealed my nationality, he hugged me exclaiming: “You are a friend”, even as his flowing robe billowed out around him in the chilly breeze.

Interestingly, seminaries in Qom and elsewhere in Iran train thousands of budding Shia clerics from many countries, including China. But Indians account for the largest number of religious trainees. Which is hardly surprising as India is home to over 50 million Shias — the world’s largest Shia population after Iran’s. Some Lucknow- and Srinagar-based Shia community leaders have, in fact, direct access to Supreme Leader Khamenei who easily grants them an audience.

Zadeh, studying at Faiziyah for 12 years, remarked that even the late Ayatollah Khomeini would have approved of the emerging d�tente between Iran and America. “The world and our region have changed drastically since he overthrew the Shah and branded America the Great Satan. So much so that Rouhani described America as a great nation just before Obama telephoned him. It can only mean that Iran and America are ready to do business as equals.”

همایش تخصصی روابط بین ایران و هند در عصر معاصر برگزار شد

دهلی نو- همایش تخصصی روابط بین ایران و هند در عصر معاصر به مدت دو روز در حیدرآباد مرکز ایالت آندراپرادش در جنوب هند برگزار شد.

 

به گزارش خبرنگار دریای پارس از حیدرآباد  این همایش با همکاری مرکز مطالعات اقیانوس هند دانشگاه عثمانیا و سرکنسولگری جمهوری اسلامی ایران در حیدرآباد و با حضور متخصصان ایرانی و هندی برگزار شد.

سرکنسول جمهوری اسلامی ایران  درحاشیه این همایش در گفت : دراین همایش 52 مقاله از سوی محققان و اندیشمندان ایرانی و هندی و دانشگاههای ایالت های مختلف هند ارائه شد. حسن نوریان افزود:

همکاری بین ایران و هند در زمینه انرژی، روابط تمدنی و فرهنگی بین ایران و هند در عصر جهانی شدن، فرصت های اقتصادی و تجاری ایران و هند و بررسی چالش های پیش رو، اهمیت ژئواستراتژیک بندر چابهار در توسعه مناسبات بین این دو کشور در حوزه امنیتی و اقتصادی از جمله موضوعات مهمی بود که در طول این همایش مورد بحث و تبادل نظر قرار گرفتند. وی گفت  دراین همایش از ایران هادی سلیمان پور رییس مرکز آموزش و پژوهشهای بین المللی وزارت امور خارجه و میر محمود موسوی سفیر پیشین جمهوری اسلامی ایران در دهلی نوحضور یافتند. به گفته سلیمان پور قرار است که این همایش سال آینده در دفتر مطالعات سیاسی و بین المللی وزارت خارجه در تهران با موضوع ارزش های مشترک فرهنگی و تمدنی ایران و هند تشکیل شود.

در این سمینار که به مدت دو روز ادامه داشت 38 استاد و پژوهشگر و کارشناس مسائل ایران و هند مطالب خود را ارایه نمودند.

محور سخنرانی ها بر موضوعات متنوع و مختلفی قرار داشت و ابعاد مختلف فرهنگی – سیاسی – اقتصادی و اجتماعی روابط دو کشور مورد بررسی قرار گرفت.

انتقال سیاسی و نوسازی در ایران و اسلام – نقش قدرتهای خارجی در اثر گذاری بر روابط دو کشور هند و ایران – اثرات منازعات منطقه ای و بین المللی بر روابط دو کشور – تاثیر تحریم های بین المللی و تحریم های سازمان ملل بر روابط اقتصادی هند و ایران – – همکاری دو کشور در زمینه انرژی و امنیت انرژی – خط  لوله گاز ایران – هند  ضرورتی برای تامین امنیت انرژی برای منطقه  –   ایران پلی برای اقتصاد هند بسوی آسیای میانه – برنامه هسته ای ایران و اثرات آن بر روابط دو کشور – نگرانی های امنیتی و راهبردی در روابط دو کشور – روابط فرهنگی و تمدنی و زبانی دو کشور – نقش ایرانی تبارها و نقش شیعیان در توسعه روابط فرهنگی سیاسی و اقتصادی – مبادلات تجاری دو کشور از جمله موضوعات مورد بحث و بررسی در این سمینار بود.

در سخنرانی افتتاحیه سمینار دکتر سلیمان پور رئیس مرکز مطالعات و آموزشهای بین المللی وزارتخارجه  جمهوری اسلامی ایران و همچنین  پرفسور ساتیانارایانا رئیس دانشگاه عثمانیه حیدرآباد و پرفسور سیدا گود مدیرکل مرکز پژوهشهای اقیانوس هند براهمیت روابط دو کشور و نیاز دو کشور برای توسعه بیشتر همکاری ها در همه زمینه ها تاکید کردند.

دکتر سلیمان پور گفت اولین نخست وزیر دوره استقلال هند با تمام وجود از روابط دیرینه دو ملت سخن گفت اما موانعی از جمله بروز جنگ سرد و عضویت ایران و پاکستان و ترکیه در پیمان سنتو مانع برقراری رابطه عمیق شد. اما به هر حال مشترکات و منافع مشترک دو کشور بسیار عمیق تر از آن است که موضوعات گذرا باعث کندی روابط شود.  منطقه خاورمیانه با مشکل خطرناک منازعات فرقه ای روبرو است که می تواند با دخالتهای قدرتهای خارجی  به بالکانیزه شدن منطقه منجر شود. هند و ایران باید از ظرفیتهای خود برای جلوگیری از افراط گرایی مشارکت کنندوی گفت مرکز مطالعات و آموزشهای بین الملل آمادگی دارد که سال آینده سمینار مشابهی را در تهران با تاکید بر گفتگوی فرهنگی و تمدنی با شرکت استادان برجسته ایرانی و هندی برگزار نماید.

وی گفت با توجه به اینکه هزاران سند، کتاب خطی و دستورات و فرمانهای حکومتی در حیدرآباد به زبان فارسی وجود دارد ضرورت دارد بخش خصوصی ایران برای ایجاد دفتر و یا مرکز دایره المعارف فارسی در حیدرآباد اقدام کند و اسناد و کتابهای فاخر خطی فارسی که میراثی مشترک هستندچاپ و ماندگار شود. نهادهای دولتی نیز مساعدت لازم را مبذول خواهند داشت

پرفسور پاشا رئیس دپارتمان آسیای غربی دانشگاه جواهر لعل نهرو نیز با بیان روابط تاریخی ایران و هند فراز و نشیبهای روابط 50 ساله ایران و هند را برشمرد. وی گفت ایران در جهت پیشگیری از افراط گرایی و نزاع های فرقه ای کمکهای شایانی به منطقه کرده است. ایران در مهار افراط گرایان در افغانستان نقش مفیدی داشته است. وی گفت هند و ایران به همدیگر نیاز دارند هند 80 درصد نفت خود را از خلیج فارس وارد می کند ایران مناسب ترین هدف برای تامین انرژی برای هند و بهترین مسیر ترانزیت کالای هند به اروپا و آسیای میانه است.

hadair abad فاطمه شهناز

دکتر فاطمه شهناز استاد دانشگاه جامه ملی اسلامی هند و همچنین راجیو اگروال از موسسه مطالعات و بررسی های دفاعی هند ضمن اینکه برخورداری از انرژی هسته ای را حق مسلم ایران دانستند و گفتند غرب حق ندارد به صرف داشتن نیت کسی را مجازات کند این قصاص قبل از جنایت است. ضمن اینکه آمریکا کشورهایی را که زردخانه هسته ای مخفی دارند را نتنها مجازات نمی کند بلکه آنها را حمایت می کند و این نشان می دهد آمریکا و غرب از شکل گیری یک کشور قدرتمند در منطقه خلیج فارس نگرانند و نمی خواهند ایران به قدرت برتر منطقه تبدیل شود.فاطمه شهناز بشدت سیاستهای تنبیهی غرب علیه ایران را محکوم و مردود دانست و آنرا خلاف اصول و قواعد روابط بین الملل دانست. وی گفت تحریم ها نخواهد توانست در اراده مردم ایران برای رسیدن به قله های پیشرفت خللی ایجاد کند. بهتر است که از فرصت پیش آمده  بین دو کشور استفاده نموده و بدون هیچ شرطی تحریم ها را بردارد و راه دوستی با ایران در پیش گیرد.

hadair abad (2)hadair abad (3)

دکتر محمد عجم  سخنران دیگر این سمینار، تجارت دریایی در خلیج فارس را در 4 دوره تاریخی  قبل و بعد از اسلام  شرح داد و حجم فزاینده تجارت دریایی دوره معاصر در خلیج فارس را در مقایسه با دوره استعمار در خلیج فارس  بر شمرد . وی از چهره هایی مانند تاگور، مهاتما گاندی ، ابوکلام آزاد و جواهر لعل نهرو  به عنوان چهره های شاخص و اثر گذار  در روابط  معاصر ایران و هند یاد کرد. وی گفت هیچ کتاب فاخری در قرون وسطی ایران وجود ندارد که در ارتباط با هند  مطلبی نداشته باشد در حالیکه نوشته های هندی در قرون میانه هند نسبت به ایران ساکت است .زبان فارسی پل و یا همزه وصل  برای معرفی فرهنگ هند به اروپا بوده است. زبان فارسی و معماری ایرانی در تمام هند اثر گذاشته است. 80 سنگ نوشته فاخر فارسی در هند وجود دارد که ثبت ملی در هند و یا ثبت میراث جهانی است. از 50 میلیون سند آرشیو ملی حیدرآباد 70 درصد آن به زبان فارسی و اردو است. بخصوص فرمانها و دستورهای حکومتی . در آرشیو ملی دهلی نیز 15 هزار سند وجود دارد که بخش بیشتر آن فارسی است.

1392iponpix 349hadair abad (4)

وی در پاسخ به مطلبی طرح شده  در مورد مشکل شورای همکاری خلیج(فارس) با ایران در خصوص جزایر سه گانه و نام خلیج فارس مستندات منحصر به فردی را ارایه نمود وی گفت علی رغم اینکه تا سال 1958 در هیچ نوشته ای به زبان عربی عبارت خلیج عربی بکار نرفته است. و تمام نقشه ها و مکتوبات عربی و غیر عربی و حتی احادیثی از پیامبر اسلام و مکتوباتی در تفسیر های قرانی اشاره به بحر فارس دارند اما عده ای از رهبران عربی در جهت حذف پسوند فارس از این نام تاریخی سرمایه گذاری کردند  این اقدام غیر علمی با انگیزه سیاسی و قومی  انجام دادند این کار خلاف اصول و روابط دوستانه و حتی توهین آمیز بود اما دولت  ایران سالها سکوت کرد. ولی حسن نیتی از طرف مقابل ندیدند.

 در مورد جزایر سه گانه ایران مستندات محکم حقوقی از سوی دوست و دشمنان خود و حتی اعتراف بعضی رهبران عربی را در مورد تعلق این سه جزیره به ایران دارد. اما در مجموع این موضوعات از نظر جمهوری اسلامی ایران موضوعات گذرا هستند و نمی توانند بر روابط دوستانه منطقه ای تاثیر گذار باشند. فراز و نشیب در روابط ایران با شورای همکاری خلیج فارس تاثیری بر روابط دوستانه با هند ندارد. در این سمینار همچنین تصویر بزرگی از دو نقشه و تصویر از کتاب استخری مربوط به هزار سال قبل در خصوص منطقه دیار هند ، سند و بحر فارس به مدیرکل مطالعات اقیانوس هند و دانشگاه عثمانیه اهدا شد که مورد توجه حضار قرار گرفت.

میر محمود موسوی

آقای میر محمود موسوی سفیر اسبق ایران در پاکستان و هند در سخنرانی اختتامیه سمینار ضمن جمع بندی مطالب ارایه شده با برشمردن عوامل واگرایی و عوامل همگرایی میان هند و ایران گفت مخاطراتی که از جانب افراط گرایان مذهبی متوجه منطقه است باعث می شود که ایران و هند بیشتر در موضوعات امنیتی و سیاسی تلاش کنند.وی گفت 4 عامل مهم موجبات تهدید امنیت و آرامش منطفه است- مواد مخدر و درآمد حاصله از آن- تروریزم و افراط گرایی – حضور قدرت های فرامنطقه ای – رقابتهای بین هند – چین و پاکستان و مشکلات مرزی و بحران آب در رودخانه های مرزی. وی در مجموع آینده روابط هند و ایران را دارای  دورنمایی روشن توصیف کرد و گفت آنقدر نیازها و سودمندی ها و منافع  مشترک در روابط دو کشور وجود دارد که هیچ یک از عوامل واگرا نمی تواند حرکت فزاینده روبه جلو در تعمیق روابط را کند کند. 

گفتنی است که 400 دانشجوی ایرانی در دانشگاه عثمانیه حیدرآباد تحصیل می کنند این دانشجویان در برگزاری سمینار مشارکت فعال داشتند. سالانه بیشتر از 40 هزار ایرانی به هند سفر می کنند اما سهم توریست هندی به ایران بسیار کم است.

ایالت آندرا پرادش با 80 میلیون نفر جمعیت به مرکزیت حیدرآباد از ایالات جنوبی و پنجمین ایالت بزرگ هند است.

IMG_3082 (2)

بر اساس آمار رسمی، 15 درصد و بر اساس آمار غیر رسمی بیش از 30 درصد جمعیت 80 میلیونی این ایالت را مسلمانان تشکیل می دهند.

این ایالت به جهات مختلف سیاسی، فرهنگی، تاریخی، علمی و اقتصادی از مناطق مهم هند و یکی از قطب های اقتصادی، سیاسی در جنوب این کشور است.

سابقه 500 ساله حضور ایرانیان در این منطقه، عامل مهمی در ایجاد تحولات سیاسی، اقتصادی و فرهنگی در جنوب هند شده به طوری که امروزه هیچ مورخ و باستان شناسی نمی تواند بدون در نظر گرفتن نقش ایرانیان و پادشاهان مسلمان و شیعه مذهب ایرانی در این منطقه تصویر کامل و درستی از وضعیت گذشته و حال منطقه ارائه کند.

اثرات این حضور تاریخی را می توان در معماری، زبان، فرهنگ، هنر و دیگر ابعاد زندگی مردم جنوب هند به خوبی مشاهده کرد.

Speakers at the international meet on relations between India and Iran at the Centre for Indian Ocean Studies, Osmania University. –Photo: by arrangement

Hadi Solaiman Pour, Director, Centre for International Research and Education, Ministry of Foreign Affairs, Iran, has said that relations between India and Iran go beyond the purview of diplomacy and there is need for coordination between academic institutions to promote dialogue between scholars, academics and people drawn from art, culture and science. He was speaking at the International Conference on India and Iran in Contemporary Relations conducted by the Osmania University Centre for International Programme (OUCIP). Former OU Vice-Chancellor, T. Tirupati Rao said that there was much to be gained in the humanising factor, which has greater value than sanctions or security.

P.K Pasha, director, Gulf Studies Programme, SIS, JNU, dwelt on the evolution of the bilateral ties between Iran and India from the Nehruvian-era to the present times. The Director, Centre for Indian Ocean Studies, Prof. R. Sidda Goud said that papers were presented on various topics like ‘Impact of Intra-Regional Conflicts in West Asia on the India-Iran Relations’, ‘Relations in the post-Cold War Period: A Neorealist Analysis’, ‘Prospects of Cooperation’, ‘Contemporary Challenge to Indian Foreign Policy’, ‘Strengthening New Areas of Cooperation’, ‘Relation Against the Backdrop of Afghanistan,’ and ‘Iran’s Nuclear Weapons Programme – a Real Threat Or a Ploy By The West To Counter Iran’s Rise As a Regional Power’ among others. Former Ambassador of Iran in India Mir Mahmood Moosav and Hassan Nourian, Consul General of Islamic Republic of Iran, Hyderabad, spoke at the valedictory.

Faculty from different parts of India and abroad and scholars presented papers.

 
 

 

جایگاههای دیدنی دهلی و هند 

CONTRIBUTION OF Persian and TURKIC LANGUAGES IN THE EVOLUTION OF HINDUSTANI LANGUAGES.

K.Gajendra Singh

 

1. The term Hindustan has been used consciously so as to include Pakistan in it, by which name

the Sub-continent was known before its partition in 1947. This paper concentrates mainly on

languages as spoken by the masses, with their natural variations and not so much the written and

the literary forms. We will consider the two major languages, Hindi and Urdu, which are widely

spoken in Hindustan , although claims have been made that Urdu evolved out of Hindi and that

Hindi is only Urdu written in Devanagari script. But the fact of the matter is that both Urdu and

Hindi have evolved from the same colloquial base of Hindustani which was the lingua franca of

Hindustan till its partition. As the well- known scholar and outspoken historian Khushwant

Singh says, since then the Indians have made Hindi more Sanskritised and Pakistanis Urdu more

Persianised, with the result that it is difficult for a common man to understand either Hindi or

Urdu, specially their Radio and TV broadcasts. However, in spite of politically motivated and

necessary corrective measures which new ruling elites usher in to change the complexion of the

official language, if not the language itself, as has happened both in India as well as in Pakistan ,

the lingua-franca spoken by the common man in Hindustan , specially those who are illiterate or

semi-literate has not changed that much since 1947. The best proof of this is the language

employed in Hindustani films made in Bombay ( India ) which really represents the spoken

language of the masses in most of India , and which also remains equally popular in Pakistan .

Whenever the film language became too Sanskritised, the films have not been very popular. At

the same time, when a film on ‘Razia’ (a Turkish Queen of Delhi ) utilised too Persianised Urdu,

its lack of popularity could in some ways be attributed to the difficulty of the masses in

understanding it. Hindustani with its vast vocabulary, form and literary variety provides the lyric

and dialogue writer all the richness, elegance and nuances to express himself. Incidentally,

according to Encyclopedia Britannica (1990 Edition), more than 35 million Indians declared

Urdu as their mother-tongue while in Pakistan the number was less than one- fifth i.e. 6.7

million. (The compilation is old and estimates conservative.) Various forms of Hindustani are

spoken or understood by over 70% of Indian population. The Bombay films have played a major

role in spreading Hindustani in non-Hindi/Urdu speaking areas of South India and North-East.

 

2. The name Hindustani written as Hindoostanee was coined by an Englishman, Mr. J. B.

Gilchrist (1759-1841), who was the first President of the Fort Christian College , Calcutta which

trained British Civil Servants for service in India . Mr. Gilchrist also wrote a dictionary of

Hindustani and its grammar. As mentioned earlier, from Hindustani have emerged two literary

languages, Hindi in Devanagari script with literary and vocabulary borrowings from Sanskrit

and Urdu in modified Arabic script with borrowings from Persian. Hindustani is much older

form than Hindi or Urdu and many times it referred rather to the region and not so much to the

race or religion. As a matter of fact before the advent of Muslims and others in India , the

languages spoken in Hindustan were known as various Bhashas or Bakhas. Hindustani evolved

out of a score of dialects which are inter-related among themselves and to it. Some of these

dialects and languages are Hindwi, Khariboli, Brij Bhasha, Awadhi, Bagheli, Chhatisgari,

Bundeli, Kanauji, Bhojpuri, Maithili, Gujari, Rajsthani and when it was spoken in South it was

known as Deccani That these languages are dialects of Hindi as claimed by some is not strictly

true. Brij Bhasha was an important literary medium in 15th to 17th century. Both Brij Bhasha

and many other dialects are genetically of different Prakritic origin than Khariboli. All earlier

Hindi literature is in dialects other than Khariboli which became standardised and popular by

the end of the 17th century and language of literature only in 19th century. Brij Bhasha continued

as a medium of poetry till late 19th century. Thus, strictly speaking, the language of modern

Hindi literature is different from that employed in earlier period. The same can be said about the

Urdu which came to be written in the present form from 19th century onwards, although Urdu

poerty flourished much earlier.

 

3. Turkish language was under the influence of Persian language for centuries  One of the earlier writers of Hindustani was Amir Khusarao (1253 – 1325) a remarkable scholar of Persian and Arabic but of Turkish origin. He is claimed both by the Hindi as well as

Urdu protagonists. His dictionary, Khaliq-bari, in verse, of, Persian, Arabic and Hindi words

helped spread Persian and Arabic words and development of Hindustani. In recent times,

writers like Premchand have been claimed both by Hindi protagonists as well as Urdu

spokesmen. The only difference was that the same writer wrote some times in modified Arabic

(Persian) script and some times in Devanagari script. In this paper we would use the word

Hindustani to include Hindi, Urdu and the other forms like Khariboli, Hindvi, etc.

 

4. The general perception is that Hindustani and its earlier forms evolved out of interaction,

since 11th century AD, between persian  speaking Muslim invaders, rulers, traders and religious men and others

who had come and settled in Hindustan from the north-west and the local Indian population.

Persian was then the language brought by sophisticated Muslim ruling elite from abroad, which

was used for administration, courtly intercourse, etc.

یکی از زرّین‌ترین برگ‌های فتوحاتِ نادرشاه اَفشار

Nader Shah Iranin turkic ruler  in Indian war

Thus the main interaction was between Persian and the Apbhramsa variation of Prakrit in North and West India , in particular the

Suraseni variety spoken around Delhi and later with the Dravidian languages in Deccan , out of

which Hindustani evolved and developed slowly and unevenly. Many of the books on the

evolution and development of Hindustani were written by the Englishmen in 18th/ 19th century,

who learnt and used it for administration as officers of the East India Company and the British

Empire. It is doubtful if any of them knew Turkish as by the time they arrived on the scene, the

pre-ponderence of Persian during the latter stages of Mughal empire was well established,

although some Turkish was still taught in some Medrasas and households. Persian and Arabic

continued to be taught at universities and schools during the British rule.

Shimla In5Jul2013  (43)

Therefore, no credit at all except for some vocabulary is given to Turkish languages in the history of development of

Urdu, Hindi or Hindustani. It is, of course, conceded that the word Urdu (Ordu in Turkish) itself

is of Turkish origin and it means army or military establishment, which was inducted into

Persian by Il -Khanid historians and accepted in India by Sayyed ruler Khizr Khan for use by

his army and the Court, under the Timurid influence. By 17th century, during the Mughal rule, the

term, Urdu was generally applied to the imperial camp. The language Urdu/Lashkar

Bhasha/Hindustani perhaps started developing seriously as a means of communication from

end-12th century AD between the incoming Muslim rulers, soldiers, traders etc. and local

population, for use in administration, for trading with native shop-keepers, in harems, where

women and attendants were mostly of Hindustani origin. While Turks yielded to Persian words

in matters of administration, poetry and social intercourse, they retained many Turkish words for

military titles, weapons, military commands and organisations. Turkish derivations also exist in

the hunt and hunting, also in terms expressing relationships and conduct in court among the ruling

classes. We must not overlook the role played by Sufi saints in spreading Islam among the

masses by using the new evolving Hindustani. Even today, tombs of Sufi saints are revered

equally among Hindus. The objective of the paper is to advance the view that the Turkic

languages apart from vocabulary, have contributed much more than is acknowledged, both in the

basic structure as well as in the development of Hindustani languages.

 

5. The vast stretch of area comprising Central Asia , Iran , Afghanistan , north-west Hindustan ,

Anatolian Turkey, Northern Iraq etc. has seen intermingling of various races, cultures and

languages throughout history. At least since the days of Mauryan Empire in India (4th century

BC) many rulers with their capital in Hindustan had Afghanistan and parts of Central Asia in

their domains. Therefore, the language of these rulers and their religion spread into Afghanistan ,

Central Asia and Eastern Iran . Mauryan Emperor Ashoka and others sent Buddhist preachers up

to Central Asia and many of the tribes there became Buddhists. Turkic tribes like Sakas,

Kushanas, when they settled on India ‘s borders and inside it also adopted languages and

religions of Hindustan . They also adopted Indian scripts which were also transferred to Central

Asia, specially Eastern Turkistan . The way for exchanges was well-known, through the valley of

Kabul river, Peshawar , Jalalabad and through well known routes to Tarim basin. As a matter of

fact this area provided links for commercial, cultural and political exchanges between China on

one hand and India , Central Asia and Western Asia on the other, where intermingling of people

with diverse culture, race, ethnicity, religion such as Indians, Turks and others took place. In this

area, Budhist stupas and shrines, a large number of Bhudhist writings in Prakrit and writings in

Sanskrit as well as in local languages of Central Asia , in Indian scripts like Brahmi and

Devanagari have been discovered, apart from a large number of secular documents, written on

wooden tablets, leather, paper and silk. There are also translations from Sanskrit in Kharosti

script. Translations include astronomical and medicinal subjects. Documents discovered in 10th

& 11th century from Turfan region which can be seen in Berlin cover subjects like medicines &

calendar based on Indian sources. Of course, the Turkish in these documents is quite different

from the present day Turkic languages (Uighur and Cagtai group) spoken in Eastern Turkistan i.e

Kazakhstan, Kyrghystan , Uzbekistan and the Sinkiang region of China . As many philosophical,

spiritual and religious terms of Bhudhism and even Hinduism did not exist, they were inducted

from Pali & Sanskrit into Turkish. Thus Turkish acquired many words of Pali and Sanskrit

origin, some of which have even gone into other languages; Ratan becoming Ardhani is an

example. An example how words change is illustrated from the Budhist word Dhyan

(meditation), which became Jhan in Chinese and Zen in Japanese.

 

6. Although the influence of the Turkic languages on Indian languages began in all seriousness

from 11th century AD onwards to which we will come to later, various Turkic tribes began their

interaction with Hindustan much earlier than that. After the collapse of Mauryan Empire in 3rd

century BC, a number of Central Asian Turkic tribes, and others like Sakas in India and Scythians in

West, came to Hindustan and settled down there. Sakas were actually forced towards Hindustan

by Central Asian tribes, Yueh-chih, who also later entered Hindustan . Sakas ruled from Mathura

(South East of Delhi) and their well-known Kings in 1st century BC were Rajuvala and Sodasa.

They then shifted west to Rajasthan and Malwa. Yueh-chih’s chief, Kujula-kara Kadphises

conquered North India in 1st century AD. He was succeeded by his son Vima, after whom came

famous Kanishka. Kanishka’s tribe is known as Khushanas in Indian history. Their kingdom

based with Peshawar as capital extended as far as Sanchi in Central India and Varanasi in East

and also included large parts of Central Asia . Not surprisingly, administrative and political

terms from north and west India influenced similar terms in Central Asia . Kushanas became

Budhists and Kanishka spread this religion in Central Asia and elsewhere.

 

Other major tribe which entered later in 6th Century AD were Huns, a branch of Hephthalis or white Huns, whose first king came to be known as Toramana in early 6th century and whose son Mihirakula was a patron of Shavism, a branch of Hinduism. It has been said that these and other tribes which had

come earlier moved into Western and Central India i.e. in Rajasthan, Gujarat and Western

Madhya Pradesh, especially after the break-up of the Gupta Empire. Many historians claim that

by virtue of their valour and other qualities, these tribes were able to get themselves

incorporated into the hierarchy of the Hindu caste system i.e. Khatriyas and are known as

Rajputs (sons of Kings). It is no wonder that the Mongols and other Turkic speaking people

were able to form relationships with Rajputs so very easily.

Persian poem in Delhi mosque

IMG_0881

It is possible that some words of Turkic languages might have been then absorbed in dialects or languages spoken in Rajasthan,

Gujarat and Central India , where these tribes settled. A common word is ‘kara’ which in Turkish

means ‘black’ and used for the same colour in West India and as ‘Kala’ in the rest of the country.

It is a moot point whether the word ‘bai’ which is written in Turkish as ‘baci’ and pronounced as

‘baji’ which means sister or elder woman has persisted from those days. But it was in areas of

Rajasthan and nearby, closer to Delhi where the seeds for the development of Hindustani

languages were sown.

 

7. After the expansion of Islam into Iran this religion soon spread to Central Asia . The Turks as

they advanced towards Anatolia and Hindustan via Iran and Afghanistan were also Islamised.

Being a simple but hardy people from the Eurasian steppes, where life was austere and without

frills, once the Turks acquired kingdoms, they also acquired along with it symbols and ways of

culture and civilisation, including the use of more sophisticated Persian (and Arabic), the

language of the people they conquered. (To begin with Omayands had also taken over Byzantine

system lock stock and barrel in Damascus ). It is noteworthy that except in Central Asia , which

remains the home of Turks and Anatolia i.e. Republic of Turkey (and Azeri areas), in most of the

other areas they ruled, the Turks adopted the language of the ruled, albeit they introduced some

of their own vocabulary and influenced the grammar of the language of their subjects.

 

8. In the medieval history of Hindustan , the Turkic tribes played a major role among the Muslim

conquers and rulers who came and made India their home. The Turkic raids began in the first

half of 11th century starting with Sabuktgin and the process of establishment of their kingdoms in

North & West of Hindustan started from late 12th century. Although Sindh was conquered by the

Arabs, soon after the establishment of the Abbassid Khalifate in 8th Century AD, this played

directly only a marginal role in influencing the culture and civilisation of Hindustan . It is

interesting that in Malayalam (language of Kerala), Hindustani is known as Tuluk Bhasha and the

word Tulukan used for Muslims and Tulukachi for Muslim woman. The languages spoken by the

people of Turkey is called Tuluk Bhasha. This is interesting because the relations between the

Kerala coast and the Arab world predate Islam and there has been constant interaction between

the Malabar coast of Kerala and the Arab world but still the word for a Muslim is Tulukan.

 

9. The impact and embedding of Islam and Islamic and Turkish culture into Hindustan took place

during the Turco-Afghan period of India ‘s history from end-12th century to early l6th century

(and continued during the Mughal period). Even if some of the Sultans and rulers claimed

Arabic or Afghan descent, the majority of the elite consisted of people of Turkic & Turanian

origins ( not many of these tribes and individuals came from the Rumi Seljuk or Ottoman

territories.) Many of them came as simple soldiers and some period chieftains. From the very

early days of the Islamic history (second half of Abbassid period), many non-Turkish kings and

Sultans maintained Turkish households of slaves brought over from Central Asia which

provided them loyal soldiers and military leaders. Many of them rose by hard work and merit

and reached the top ranks of the ruling elite and King makers. Some even became Sultans.

 

10. Some of the prominent names of Turkish rulers in Hindustan are Mahmud of Ghazni,

Muhammad Gori, Kutubuddin Aybak, Iltutmish, Balban, and of course, Khiljis (known as

Halach, in Turkish kh becomes h) and Tughlaks. According to some estimates, the Turks

comprised up to 60% or more of the ruling elite during the medieval period of Indian history. It

should also be noted that Timurid King, Babar, founder of the Mughal dynasty, was a Cagtai

Turk and wrote his Babarname in Cagtai and not in Persian. So did his sons Humayun and

Kamran write poetry in Turkish. However, by the time of Akbar’s reign the percentage of Turkish

chieftains in the ruling elite had been reduced to one-fourth. It was a conscious political

decision, as Turks and specially Mongols, nomad by life style, are more independent by nature

and believe in equality and freedom. The Turanian/Mongolian concept of ruler ship is vested in

the family and not in an individual. Humayun and Akbar had great trouble in subduing and

disciplining their Turanian/Mongol origin nobles. Preference was given to Persians, Afghans &

converts.

 

11. It has been rightly claimed by many scholars in South India that a considerable process of

development and even preservation of Hindustani took place in Deccan where it came to be

known as Deccani, although the seeds of the birth of the language had been sown in North India

from where it was taken to Deccan by Muslims conquers starting with Turkish Khilji (Halac)

rulers and later Tughlak (again Turkish) rulers; Muhammed Tughlak even shifted his capital to

the South for some time. Later a large number of kingdoms by Turkic tribes, in which they

formed a fairly large proportion of the elite, were established in South India , i.e Bijapur,

Golcunda, etc. When Allaudin Khilji conquered Deccan , the appointed Turks as chiefs for each

villa e to look after its security, safety and administration. Most of them called their relatives to

assist them. Thus both in the beginning of the evolution of Hindustani in the North and later in its

further development in Deccan , a majority of the elite was of Turkic origin who while using

Persian for administration must have used Turkish at inter-personal level and thus helped

continue evolution of Hindustani in its various forms. The Deccani period also saw influx into

Hindustani of not only Dravadian words but also its influence on its grammar and syntax and

vice versa. We might even say that the Deccani period probably saved Hindustani from

becoming totally Persianised as perhaps happened to it at many places in North India ,

 

12. It has been estimated that Hindustani and Turkish have thousands of words in common,

mostly from Persian and Arabic, Some estimates put them around three to four thousand, with

over five to six hundred words of Turkish origin in Hindustani. The comparison is basically

with the Republic of Turkey ‘s Turkish (of Oguz family), which since 1930s has been purged of

many Arabic and Persian words. Perhaps the number of common words between Hindustani and

Turkish as spoken in East, i.e. Uzbekistan and East (Uighur and Cagtai family) could, perhaps,

be more. Some examples of Turkish(some may be persian) words in Hindustani are: Top, Tamancha, Barood, Nishan,

Chaku, Bahadur, Begum, Bulak, Chadar, Chhatri, Chakachak, chikin (embroidery), Chamcha,

Chechek, Dag, Surma, Bavarchi, Khazanchi, Bakshi (accountant), Coolie, Kanat, Kiyma, Kulcha,

Korma, Kotwal, Daroga, Koka, Kenchi, Naukar, etc. Obviously, the number of Turkigh words in

Hindustani is not as large as that of Persian and Arabic, because, the latter was the language of

the Holy Koran (although Seljuk Turk rulers in Asia Minor and Iran had discouraged use of

Arabic except for religion), which exercised influence over all believers and the former was the

language of administration and aristocracy. 

 

13. Hindustani has surprising similarity in Grammar and Syntax structure with Turkish, though

origins of both the languages are from different language families. For example, normally both in

Hindustani and in Turkish first comes the subject, then the object etc. and finally tie verb, i.e.

SOV order unless emphasis is to be given, with somewhat similar stem endings. There are

considerable resemblances in the declensions of the verb in Turkish and Hindustani. But,

Turkish has only one gender while Hindustani has two. As I know some Arabic, I can say that

there appears no similarity at all between Hindustani and Arabic syntax and grammar. I know

little Sanskrit or Persian grammar, but both languages belong to the same family of Indo-Iranian

group and my feeling is that their syntax is also closer to Hindustani. While Persian like Turkish

has one gender, Sanskrit has three, i.e. male, female and neuter. Sanskrit also allows more

flexibility in the placing of subject, object, etc. It may be admitted that human beings while

evolving speech patterns did not have much choice in shuffling subject, object, verb, etc. Still

that Sanskrit/Persian syntax is somewhat similar to Turkish, is a somewhat strange coincidence,

the latter belonging to the Ural-Altay group of languages. With Hindustani the similarity is

further accentuated. It may also be noted that the areas from where Turkish and Indo-European

languages emerged in Central Asia were not far from each other. Some similarities with Sanskrit

are: dvihyrdaya (carrying two hearts, pregnant), in Turkish “iki canli” means, the same, two

lives. In Hindi/Sanskrit, we have Chitrakar (painter) , Murtikar  in Persian Negar kar. In Turkish we have “Sanatkar”

(Artist), Curetkar (courageous). Sun in Sanskrit/Hindi is Dinesha, while in Turkish it is

“Gunes.” First segment in both “din” and “gun” means day – perhaps linked with sunrise in cold

climate. We may also note that the syntax of Germanic languages is quite different from Sanskrit

and Persian, which are supposed to belong to the same family of Indo-European languages. We

may now look at more similarities between Hindustani and Turkish. (Please note that in Turkish

C is pronounced as J and C as Ch, G is silent when placed between vowels, which it

accentuates. H: stands for Hindustani and T: for Turkish.)

 

14. There are no articles or declensions in Turkish or Hindustani; the relationship of the words

are expressed through ‘case endings’ as well as post-positions. (It would be interesting to study

if Turkish helped speedy change-over from declensions to post-positions from Apbhramsh to

Hindustani). The infinite noun functions as nominative and as indefinite. The accusative has thus

two forms: the definite (with accusative ending) and the indefinite (the same as the nominative).

Thus, “call a girl” – H: “ek larki bulao” T: “bir kiz çagir” but “call my servant”, H: “mere naukar

ko bulao”- T: “Benim hizmetciyi çagir”. The word order in Turkish and Hindustani is same

(This is also so in the following examples).

 

15. The genitive comes before the agent e.g. ‘the son of the teacher’ T: ‘ustanin oglu’ H: ‘ustad ka

beta’. The genitive also expresses possession: ‘whose house is this?’ T. “Bu ev kimindir?”, H:

‘Woh ghar kiska hai?’. If a noun is in present, it goes into the genitive. It must therefore be

constructed as: ‘the man(he) has a house’, T: “Adamin bir evi var”, H: “Adami ka ek ghar hai”.

Also ‘to have’ as incidental possession is similarly expressed: “I have a book”, T: ‘Ben de bir

kitab var’, H: ‘mere pas ek kitab hai’. The ablative is also used to express the comparative case:

‘the elephant is larger than the horse’ T: ‘Fil attan buyuktur’, H: ‘Hathi ghore se bara hai’. For

emphasis both languages use the Arabic adverb ‘ziada’ – for more. ‘In addition it can be rendered

as in T: ‘daha’ or in H: ‘bhi’. The adjective is before the active or passive voice and does not

change except in the case of (in H) adjectives ending with a. “The/a good girl, T: “iyi kiz”, H:

Achhi lardki”. The adjective can be strengthened in both languages through simple repetition as

well as through the adverb “very much ” T:( pek çok); H:( bahut).In H:’ Ahista ahista’ (slowly),

T:’ yavas yavas’. Quickly becomes, T: “çabuk çabuk”, H: ‘Jaldi Jaldi'( not used in Arabic and

Sanskrit perhaps). Sometimes alliteration is used, for example, H: ‘ulta multa’ mixed up. The

alliterations are found especially in the passive or active voice (substantive) e.g.;. H: “kitab

mitab” – books and suchlike and “bartan wartan”- dishes and suchlike, “Hara bhara”(Green),

“Chota mota”(small). In Turkish, ‘kötu mötu’ (so-so), ‘çocuk mocuk'(children etc), ‘tabak mabak’,

(plates and suchlike). Popular in both languages are doubled substantives: Turn by turn or “again

and again”, becomes in T: “dizi dizi” and in H: ‘ bari bari ‘.

 

16. Distributive are also thus expressed: “each man”, T: “bir bir (or tek tek) adam,” H: “ek ek

adami”, the interrogative further contains the meaning of the indefinite: “whoever”, T: “kim kim”,

H: “jo jo”. With number it is, T: “iki defa” H: “do dafa” (twice); 40 doors, in H: “Chalis

darwaza”, T: kirk kapi. In both languages numbers are preferably expressed without ‘and/or’ e.g.

‘five or ten’, H: panch das, T: bes on. Post positions are characteristic in both languages; ‘for the

dog’in H: ‘kutte ke vaste’, T: ‘köpek için’; and towards the house’, H: ‘ghar ke taraf’, T: ‘evin

tarafina’. As mentioned earlier, the verb is always found at the end of the sentence. The normal

sentence structure SOV is illustrated as follows: ‘I give this thick book with pleasure to that

good child’, T: ben sevincle, o iyi çocuga bu kalin kitabi veriyorum, H: ‘main khushi se us achhe

bacche ko yeh moti kitab deta hun’. In Turkish, verbs are often used with a Substantive or

Participle e.g. ‘etmek’ to make and ‘olmak’ to be, in H: ‘karna’- to do, and ‘hona’ -being. For

‘search’ T: ‘telaÿ etmek’, H: ‘talas karna’. Or ‘be present’, T: ‘dahil olmak’ H: ‘dakhil hona’.

Factual verbs are also similarly constructed. H: ‘bana’ (made), ‘banana’ (make), ‘banwana’ ( have

it made); in T: ‘Yapmak’ (make), ‘yaptirmak'( have it made), ;yapilmak'(to bo made); H:

‘Badalna'(to change oneself), ‘badlana'(changing), badalwana (to have it changed) becomes in T:

‘degismek’ (to change onself), ‘degistirmek’ (to change) and ‘degistirtmek (to have it changed).

 

17. Indirect speech is made direct ‘tell him to come here’, H: ‘Idhar ao usko bolo’, T: ‘buraya

gelsin diye ona söyleyin’. The verb root ending – ip in Turkish and the simple verb root in

Hindustani attached to the principal verb show the order of occurrence of an event. For example,

‘they saw the thief and held him fast’, H: ‘chor ko dekh umon ne usko pakra’, T: ‘Hirsizi görup

yakaladilar’. The constructed verbal form (in Turkish)- arak and (Hindustani)-kar, -arke serves

in the rendering of Subordinate or dependant clauses – ‘in which, during’ e.g. ‘taking a vessel, he

went to the well’ H: ‘bartan lekar kuan par gaya , T: ‘Canak alarak kuyuya gitti’. Also common

adverbial expressions such as ‘he came running’, T: ‘Kosarak geldi’, H: ‘daurkar aya’. As in

Turkish the twice repeated verb root plus e shows repeated or continuous action, as does the

twice repeated verb of the present participle, H: ‘main tairte tairte thak gaya ‘, T: ‘Yuze yuze

yoruldum’. Both languages have a number of vowel compositions, (in Hindustani) as when the

root as well as the (in Turkish) root plus a are set together with the declenated infinitive e.g. ‘to

be able to speak’ T: ‘konusabilmek’, H:’bol sakna’, ‘he began to say’ H: ‘woh bolne laga’, T:

‘Söylemege basladi’. Some similarities in idiomatic expressions are: the showing of suffering is

pointed out through the expression of ‘eating’- e.g. H: ‘lakri or mar khana’; T: ‘Sopa yemek’ – to

eat the stick – to get a beating. Endure suffering or to grieve, becomes in T: ‘Gam yemek’, H:

‘gham khana’. (Note: Many of the above mentioned examples have been taken from a 1955

article by Otto Spies on the subject – the only paper on the subject I have come across since I

published my earlier paper on 1.6.1994.)

 

18. The examples quoted above on the similarities of syntax, vocabulary, etc. Between Turkish

and Hindustani are based on comparison with the Ottoman and the present- day Turkish i.e. Oguz

branch as spoken in the Republic of Turkey . Syntax etc. of Turkish is quite similar to Eastern

Turkish i.e. Uighur branch although there are variations. But certainly the Eastern Turkish must

be closer to Hindustani as most of the Turkic tribes who came to Hindustan belonged to that

area. It may also be mentioned that of the common words in Turkish and Hindustani, whether of

Turkish origin or otherwise, 20% have quite different meanings and nuances when used in

Hindustani. This, of course is, true of even languages which have developed and evolved in

separate regions and are influenced by the environment and other factors and become quite

different from the original. Even in Turkic countries, the same words have different meaning e.g.

in Turkey or say in Sinkiang , Kazakhstan or Kyrgyzstan . It is for this reason that the Turkic

governments have set up Commissions consisting of scholars from Turkic speaking countries of

Central Asia, Turkey and Azerbaijan to prepare a comparative dictionary and grammar. (last

such attempt was made by Mahmud AI Kashghari in the 11th century AD.) The newly

independent countries in Central Asia feel that they must harmonise the syntax, grammar and

vocabulary of their languages. This has been the objective of many get togethers of Turkic

people, scholars and academicians, which have started taking place. Perhaps some Sanskirt,

Hindustani and Persian scholars could also join and discover further resemblance between

Turkish and Hindustani languages.

 

19. We will leave it to linguists and philologists to work out how Hindustani languages evolved

and developed but to a layman it is clear that people learn or try to learn the ruler’s language or

of a dominating power. It is for this reason that we see the dominance of English and French in

their former colonies and the lasting influence of these languages on the languages of the latter.

And it is for this reason alone that English continues to dominate international communications,

earlier because of the British influence and now on account of ths USA . I believe that even

whene languages were imposed, it is not as such the movement of races, as claimed, but only of

the powerful elites; military, political or economic. There were Copts and Berbers in North

Africa when the Arabs came and Byzantine Christians when Turks entered Asia Minor . Turkey

sent over 1.5 million Christians to Greece in 1920s out of a population of over 11 million, in

exchange for Muslim Turks; this was after 6 centuries of Islamisation and Turkification.

(Ironically, these included many thousand Christian Turks, who had come to Asia Minor earlier

than the Muslim Turks and had remained Christians.) Moldova ‘s Turks called Gagaoz are

Christians. Thus the languages and religions of the ruled do not change quickly and continue to

interact and affect each other. So was the case in Hindustan and elsewhere.

 

20. According to linguists the evolution of Hindustani or any other language is a result of contact

situation in which more than two languages interact on the basis of belonging to the ruler and the

ruled. The socio-linguistic forces give power and prestige to the languages of the ruler with the

result that it begins to exercise linguistic influence on the language of the ruled. First in the field

of vocabulary and later on in some vulnerable areas of syntax. But linguistic resemblance, apart

from common parentage, can also be based on geographical and physical proximity. Essentially

different but geographically and physically proximate languages are often known to exhibit

shared linguistic features. This probably explains similarities in Sanskrit and Turkish as these

languages originated around Central Asia . This also explains the similarities between

Indo-Aryan and Dravidian languages or Persian, Turkish and Hindustani. This feature was

studied in detail by Mr. Emeneau, which led him to develop the concept of linguistic areas.

perhaps Central Asia , Anatolia , lran, Afghanistan and North Hindustan could be said to belong

to overlapping linguistic areas, where languages belonging to different families have acquired

common traits following interaction, as a result of which, this vast area shows shared linguistic

features like word-order, reduplication, inter-relations, negations, compound words etc. This

also explains similarities between Deccani Hindi and Telgu in certain areas of syntax.

 

21. It is noteworthy that except for some inscriptions near Orhon river, which are in Turkish

Rhunic script, which itself was derived from Aramaic (a fact contested by many experts), the

mother script of Semitic languages, Turkish has been mostly written in the script of the ruled

people. Brahmi, Kharoshti and Devanagri scripts, though not of the ruled, are perhaps the

earliest of scripts used for writing Turkish as spoken by Uighur Turks in Eastern Turkistan . They

were used in spite of many difficulties in expressing the Turkish vowels (not easier to write in

Persian or Arabic script either) which do not exist in Hindustani languages. Brahmi script is of

Indian origin; it might have been inspired by the Aramaic script, but is not related to it and was

used widely in Hindustan even before the Budhist era and was used by Mauryan King Ashoka

for inscriptions in India and elsewhere. It was taken to Central Asia and other neighbouring

countries. Out of Brahmi have evolved most other North Indian scripts like Devanagari, Bengali,

Gujarati etc. Apart from the modified Arabic script, the other scripts used for writing Turkish

are Cyrillic, introduced by the Russians in what are now Central Asian Republics , although at

one time it was written in the Latin script. This change-over to Cyrillic perhaps took place both

because the Turkish Republic had adopted it in early 1930s and for reasons of state, i.e.

maintaining a scriptal cohesiveness. The Russians wanted its citizens in Central Asia to use the

same script as of the dominant Russian language for easy switch over. It has been alleged that

during the Soviet days, differences in meanings of Turkish words in different republics were

encouraged. Thus Turkic languages have evolved differently in Eastern Turkistan , i.e.

Uzbekistan, Kyrghystan Kazakhstan etc . Sinkiang Turkish with reduced contacts has perhaps

developed peculiarities of its own. To remedy the situation, the Government of Turkey has

granted tens of thousands of scholarships to students and teachers from Turkic Republics . A

large number of Turkish teachers have also gone to teach at schools and universities in these

countries. Students coming from Uzbekistan , Kazakhstan , Kyrghystan, etc. take a few months

before they can fully master the Turkish as spoken in the Turkish Republic . The Turkic

Republics have considered the question of change over from the Cyrillic to the Latin script.

Azerbaijan has already done so after adding three more alphabets to the script used by Turkey .

Turkmenistan had decided to switch over to the Latin script with some modifications from 1st

January 1995. Others have not decided yet. The choice is not easy as switch-over to Latin script

while opening a window to Turkey and all that Turkey has done through translations and

assimilation of knowledge from the West, would cut these Republics from their immediate past,

written in the Cyrillic script. Switch over to the Arabic script would be a political decision, as

it will make access to the Persian-Arab Islamic world easier. Those responsible for the

decision for the change-over have to consider political, cultural, religious, economic and other

ramifications.

 

22. It would appear that the Turkic rulers were much more statesmen-like and liberal in

interaction with those whom they ruled. They did not insist on their language being imposed on

the new subjects, notwithstanding the fact that the languages of some of the ruled were much

more developed than Turkish. (For beautiful, like, love; for example, Turkish has very few

synonymous, unlike say Persian, Sanskrit, Arabic, etc.) It has also been suggested that many

Turkish rulers became Muslim for political and state-reasons. It automatically combined the

powers of the Sultan and the Khalifa, thus making it easier to rule the domains. Of course, as

regards Turkish expansion of Ottoman Empire and into Hindustan , being a Gazi provided great

incentive and booty. Some have even raised doubts whether Ertugrul, father of Osman who

established the Ottoman (Osmanli) dynasty in Asia Minor ( Anatolia ) was Muslim by birth. It has

been suggested that he converted to Islam when he married the daughter of a powerful Islamic

Sheikh to strengthen his position. But there is no conclusive proof for this, notwithstanding the

fact that many Turks like Gagaoz and others have remained Christians. Some suggestions have

been made recently (Prof. Julian Raby of Oxford has done a PhD thesis on this subject) that

Fetih, the Conqueror of Constantinpole, even seriously considered in 1450s embracing Orthodox

Christianity, as Westwards the population was mostly Christian and even in Asia Minor a fairly

large percentage of population might still have been Christian. lt was nearly 15% in as late as

1920s. The generosity of the Turkish rulers and their political wisdom and acumen is proved by

the fact that they allowed people of other religions i.e. Christians, Jews, Armenians to have their

own millets. As long as they paid their taxes, they were allowed to run their own affairs and

even contribute to the economic well-being of the state. As regards Turkey , then known as Asia

Minor, it was part of the Byzantine Empire and the Turkish blood (if one can measure it?) among

the residents of the present day Turkey may not be more than 20%. It may be recalled that the

Ottoman rulers themselves used the slave households system called Devsirme, through which,

for hundreds of years, they recruited young non- muslim Christian boys, mostly from Balkans.

Out of them emerged the Janissary corps and high level military and civilian leaders, including

grand veziers. Only one-third of grand veziers could claim Turkish descent. Barring a few,

mothers of most of the Ottoman Sultans were non-Turkish, a large number of them Christians.

The former were allowed to have their religious entourage and many Ottoman princes were

brought up almost as Christians. These examples have been given to state that Empires did not

change their religious, ethnic or linguistic character suddenly. There were long periods of

interaction between various religions, races, languages and cultures, one affecting the other. No

wonder, in Istanbul , Ankara and elsewhere in Turkey , many resemble the peoples of Balkans

and Yugoslavia who dominated the Ottoman elite. In fact, anthropologists have counted more

than 20 ethnic groups in Turkey .

 

23. Similarly in India , once the Turks had decided to settle down, they started inter-mingling and

inter-mixing. Allaudin Khilji and his sons married daughters of Hindu Kings and from the

earliest period set an example. Hindus occupied positions of power in his court. The practice of

marriages with families of Hindu Kings, especially in Rajasthan became very common after

Mughal Emperor Akbar. Akbar and his descendents gave full honour and positions to their

in-laws. Many of them were Mughal Commander-in-Chiefs and high officials. Accountants and

many Veziers like Birbal were Hindus. If Mehmet, the Conqueror, thought of embracing

Christianity, Akbar conversed with the sages of all religions, of which his populace consisted of

and even evolved a new religion ‘Din-e-Elahi’. In contrast, Aurangzeb following fanatic policies

virtually destroyed the empire, built up by his forefathers. The inter-mixing and respect for

others’ languages, religions and culture co-existed with some equality and were able to influence

each other.

 

24. The objective of this paper is to start discussions and further research on the question of

influence of Turkic languages on Hindustani languages, especially on Hindi and Urdu and their

various forms. Except from late 18th century till first half of 20th century there was constant

exchange and interaction between the peoples of Hindustan and Central Asia . 

BBC Persian gulf

By Jon Leyne
BBC News
http://news.bbc.co.uk/2/hi/middle_east/8527729.stm

A Virgin Atlantic Airways Airbus Airlines that fail to comply with the ruling will be banned or detained
Iran has warned that airlines will be banned from flying into its
airspace, unless they use the term “Persian Gulf” on their in-flight monitors. The transport minister has threatened to impound planes that fail to comply.
The nation is most insistent that the stretch of water separating it from its southern neighbors should be known as the “Persian Gulf”.
To call it the Gulf, annoys the authorities; to call it the Arabian
Gulf, infuriates them even more.

BBCPERSIAN GULF
WHAT’S IN A NAME?
BBC style is to refer to the body of water between Iran and the
Arabian Peninsula as the Gulf
Iran calls it the Persian Gulf, also the more historically recognised term , Saudi Arabia and most other Arab states insist on calling it the Arabian Gulf
Conferences are held to make the matter quite clear, an ancient map with definitive proof of the correct name was sent on a world tour. And recently a foreign member of the cabin crew working for an Iranian airline was sacked and expelled from Iran when he got it wrong.
Now the Iranian transport minister has given foreign airlines 15 days to change the name to Persian Gulf on their in flight monitors.
If they failed, they would be prevented from entering Iranian
airspace, he warned. And if the offence was repeated, foreign airliners would be grounded and refused permission to leave Iran . Numerous Arab airlines fly into Iran every day, not to mention
Europeans and others, so it remains to be seen how they will respond.
As for the minister, Hamid Behbahani, it may or may not be a
coincidence that he is making a stand on this patriotic matter at A time when he is facing calls for his impeachment for alleged lack of competence.

Is This Iranian Politician ‘Too Pretty’ For Office?

دختری در قزوین از راهیابی به شورای شهر بازماند و مشهور شد.! 

 باورتان می شه  شورای شهر قزوین موفق  شد یک سرگرمی بزرگی برای مطبوعات جهان  درست کنه . تیتر همه روزنامه های تفریحی و سرگرمی این است که یک  دختر ایرانی بخاطر خوشگلی از سیاست منع شد.  خیلی ناز است برای سیاست/ و … خیلی س… است برای سیاست.  اینها تیتز بعضی مجله های سیاسسی و غیر سیاسی است. خبر زیر ایندپندنت نقل شده اما در یوتوب نیز شبکه های تلویزیونی جوکهای زیادی ساخته اند. خبرگزاری ها  تیتر زده اند آیا این دختر خیلی خوشگله؟؟!  که نتونه بره شورای شهر!

روزنامه تایمز لندن، روزنامه ایندیپندنت، آبزرور، شبکه خبری فرانس 24 و شبکه خبری فاکس نیوز و… تایمز آف ایندیا و …  با بازتاب دادن ردصلاحیت خانم “نینا سیاهکالی مرادی” عضو رد صلاحیت شده علی البدل شورای شهر قزوین، این اقدام را به جذابیت های زنانه و پوسترهای تبلیغاتی این نامزد انتخاباتی نسبت داده اند.

Iran-Politiciansimaa

An  who won a place on a city council in Iran has reportedly been barred from taking up the seat because she is too attractive.

ear-old

Nina Siahkali Moradi received 10,000 votes, placing her 14th out of 163 candidates . She was named as an “alternate member of the Council” — in effect, the first reserve. But when one of those ranked above her was selected as mayor and gave up his seat, Moradi was disqualified and prevented from filling the vacancy. A senior official in Qazvin was quoted in the Times to have explained the decision by saying: “We don’t want a catwalk model on the council.”

Moradi is a graduate student of architecture, and with the help of friends ran a visually impressive and high profile election campaign . The International Campaign for Human Rights in Iran said that the disqualification was apparently because of her “nonobservance of Islamic codes” , and reported suggestions that her election campaign posters were the basis for complaints from conservative rivals.

“Almost 10,000 people voted for me and based on that I should be the first alternate member of the City Council,” Moradi told local media. The electoral review board, comprised of elder conservatives, disagreed.

Seyed Reza Hossaini, Qazvin’s representative in Parliament and a review board member, told the news agency IranWire: “Her votes have been nullified due to her disqualification, as the review board didn’t approve her credentials. We have told her the reason for her disqualification .”

(Caspian)

Indian ship was detained in the Persian Gulf

 

Tehran authorities conveyed to India that the ship was polluting  persian gulf  and Iranian waters. according to the report of the Regional Association to Protect Marine Environment (RAPMI)

: Iran has detained India’s largest ocean liner Shipping Corporation (SCI)’s vessel carrying crude from Iraq on Tuesday, following which government is engaged in hectic diplomatic parleys with the Iranians to secure release of the tanker.The tanker, MT Desh Shanti, was detained while carrying oil, after which India, through its mission in Tehran, is engaged in hectic negotiations for the past two days, officials said.MT Desh Shanti was detained in the international waters in the Persian Gulf by the Iranian Revolutionary Guards Corps (IRGC), an SCI official told PTI.

 

The official said the tanker, which was carrying crude oil from Iraq, was not seized and just detained by the IRGC for some inspections amid environmental concerns.

The reason was not accepted by the Indian officials in Delhi because the ship after being detained was taken into Iranian waters.

Iranians have agreed to release the vessel only after securing some undertakings from the captain of the ship, officials said.

The Shipping Ministry was looking into the issue, a senior ministry official said.

The development assumes significance as it comes at a time when India has taken steps to reduce its crude imports from Iran.

BBCPERSIAN GULFOil imports from Iran have been cut, after sanctions imposed by the US and the European Union (EU).India’s crude imports from Iran plunged by more than 26.5 per cent in the 2012-13 financial year (April-March) as US and European sanctions on Tehran combined to make it difficult for Indian refiners to ship Iranian oil.Imports of Iranian crude fell to 13.3 million mt, or close to 267,100 b/d, in 2012-13 from 18.1 million mt, or around 362,500 b/d, in 2011-12.Earlier sources had said Iran had slipped to sixth place among India’s top crude suppliers in the year to March 31 from second place behind OPEC kingpin Saudi Arabia in the previous financial year.Imports from Iran were as high as 21.2 million mt, or 425,000 b/d, in 2009-10 before dropping to 18.5 million mt, or 371,520 b/d in 2010-11.

India’s total volume of imported crude, meanwhile, rose to 182.5 million mt, or 3.67 million b/d, in 2012-13 from 171.7 million mt (3.44 million b/d) in 2011-12, 163.4 million mt (3.28 million mt) in 2010-11 and 159.2 million mt (3.2 million b/d) in 2009-10.

NEW DELHI: In a development with serious international r

national geog.parssea.org

amifications, the  (IRGC) has detained an Indian ship carrying oil in the Persian Gulf. Sources said the ship, named MT Desh Shanti, was on its way to India from Iraq when it was detained by the IRGC.

The ship is owned by the Shipping Corporation of India. The development has stunned authorities here as it was transporting oil from Iraq, a country which has overtaken  as the second largest supplier of crude to India after Saudi Arabia.

 

The government-owned ship was detained in international waters in the  before being coerced into entering Iranian waters. Late Wednesday evening, the ship was on its way to the Bandar Abbas port, guided by the IRGC.

Sources said Iran claimed to have detained the ship because of environmental concerns. Tehran authorities conveyed to India that the ship was polluting Iranian waters, but this is being seen as flimsy reasoning.

The development has shocked the Indian establishment, which on Wednesday evening was still trying to gather information on the incident. Although India has taken steps to reduce its crude imports from Iran, Tehran had never hinted that it could resort to such drastic actions.

India has cut crude imports from Iran, a fallout of sanctions imposed by the US and the EU. The cut, in fact, helped India — along with China and South Korea — win a waiver from the US allowing it to continue to import crude from Iran.

In 2012, India is estimated to have imported crude from Iraq worth more than $15 billion. IOC is the largest importer of crude oil from Iraq. In October 2010, Iraq replaced Iran as the country with the third largest proven reserves of 143.1 billion barrels of oil.

For India, it is not far-fetched to draw the conclusion that Tehran is peeved with India’s rising crude imports from Iraq and that the seizure of the ship may be a way of showing its displeasure. But this doesn’t just have consequences for India-Iran ties but also internationally, as it will raise questions about what Tehran intends to do in the Persian Gulf where it has even threatened use of force in the past to show its influence in the oil trade.

PERSIAN Gulf india

Iranian authorities are known to have recently threatened that Tehran will block the crucial oil trade route in the face of sanctions imposed by western countries. The Strait of Hormuz links the Gulf with the , facilitating transport of oil from major oil producing countries like Saudi Arabia, Bahrain, Kuwait and Qatar. Iran’s vice-president Mohammad Reza Rahimi had warned in 2011 that “not a drop of oil” would be allowed to pass through the Strait of Hormuz if more sanctions were imposed on Iran.

 

توقیف یک نفتکش هندی در خلیج فارس توسط سپاه پاسداران

سپاه پاسداران یک نفتکش هندی را که از عراق عازم هندوستان بود، در خلیج فارس توقیف کرد.

به گزارش  روزنامه تایمز هندوستان  و خبرگزاری ها ، یک نفتکش هندی به نام دش شانتی که از عراق عازم هندوستان بود در خلیج فارس توسط سپاه پاسداران توقیف شد.

توقیف این کشتی که متعلق به شرکت حمل و نقل هندوستان است باعث سردرگمی مقامات هندی شده است. این نفتکش روز چهارشنبه در آبهای بین المللی خلیج فارس بازداشت شده است و توسط سپاه پاسداران به سمت بندر عباس هدایت شده است.

روزنامه تایمز هندوستان به نقل از منابع خود می گوید که بازداشت این کشتی به دلیل نگرانی های زیست محیطی صورت گرفته است.

مقامات ایران می گویند این نفتکش آبهای ایران را آلوده کرده است اما این روزنامه دلایل تهران را سست و غیر قابل اتکا می داند.

تعجب مقامات هندی تا حدودی از آنجا ناشی می شود که با وجود کاهش واردات نفت خام هند از ایران، تهران هرگز اشاره ای به تمایلش برای انجام چنین اقداماتی بروز نداده بود.

واردات نفت هندوستان از ایران که به دلیل تحریم های ایالات متحده علیه ایران رخ داده به این کشور – در کنار چین و کره جنوبی- کمک کرده است تا از تحریم های آمریکا مستثنی شود.

در اکتبر 2010 عراق با پیشی گرفتن از ایران در جایگاه دوم صادر کنندگان نفت در دنیا قرار گرفت. واردات نفت از عراق به هندوستان در سال 2012 به رقم پانزده میلیارد دلار رسید.

تایمز هندوستان در ادامه با لحنی تهدید آمیز می نویسد: ” برای هند چندان دور از ذهن نیست که اقدام ایران در توقیف کشتی هندی به دلیل نارضایتی اش از کاهش واردات نفت هند از این کشور بوده است اما ایران باید بداند چنین اقداماتی نه تنها روابط بین دو کشور را خدشه دار می کند بلکه عواقب بین المللی برای ایران خواهد داشت. عواقبی که ناشی از توجه به نقش ایران در خلیج فارس به عنوان کنترل کننده عبور و مرور نفت خواهد بود.”

A Letter from Alexander to Aristotle. Caspian Sea to the Persian Gulf in the letter of

می دانیم بر اساس کتابهای تاریخی که اسکندر نامه هایی به استادش/ارسطو/ ارستو

نوشته  اما اینکه این متن دقیقا  همان متن اولیه است  ما نمی دانیم.

The Internet History Sourcebooks Project is dedicated to making original primary sources available on the Internet. An important aspect of using primary source material is learning how to critique a source. It is quite possible, for example, for a source to be invented, to be edited, or to be mistranslated. Checking into the authenticity and reliability of a source is called source criticism. The text and commentary here present an example of how sources may be invented, and misused, and of the way historians respond.

In September 1998 the  website posted the following text on its pages. [See  for the text as on RoM site]. Here various parts are highlighted for later discussion.

ajamJNU

        To Aristotle of Stagirus, director of the school at Athens

My great and beloved teacher, dear Aristotle!

It is a very, very long time since I wrote to you; but as you know I have been over-occupied with military matters, and while we were marching through Hyrcania, Drangiana, and Gedrosia, conquering Bactria, and advancing beyond the Indus, I had neither the time nor the inclination to take up my pen. I have now been back in Susa for some months; but I have been so overwhelmed with administrative business, appointing officials, and mopping up all kinds of intrigues and revolts, that I have not had a moment till today to write to you about myself. Of course, you know roughly from the official reports what I have been doing; but both my devotion to you and my confidence in your influence on cultivated Hellenic circles urge me once more to open my heart to you as my revered teacher and spiritual guide.

I remember that years ago (how far away it seems to me now!) I wrote you an absurd and enthusiastic letter on the tomb of Achilles; I was on the threshold of my Persian expedition, and I vowed then that my model for life should be the valiant son of Peleus. I dreamed only of heroism and greatness; I had already won my victory over Thrace, and I thought that I was advancing against Darius at the head of my Macedonians and Hellenes simply to cover myself with laurels worthy of my ancestors. I can say that I did not fall short of my ideal either at Chaeronea or at Granicus; but today I hold a very different view of the political significance of my actions at that time. The sober truth is that our Macedonia was constantly threatened from the north by the Thracian barbarians; they could have attacked us at an unfavorable moment which the Greeks would have used to violate their treaty and break away from Macedonia. It was absolutely necessary to subdue Thrace so that Macedonia should have her flank covered in the event of Greek treachery. It was sheer political necessity, my dear Aristotle; but your pupil did not understand this thoroughly then and gave himself up to dreams of exploits like those of Achilles.

With the conquest of Thrace our situation changed: we controlled the whole of the western coast of the Aegean; but our mastery of the Aegean was threatened by the maritime power of Persia. Fortunately I struck before Darius was ready. I thought I was following in the footsteps of Achilles and should have the glory of conquering a new Ilium for Greece; actually, as I see today, it was absolutely necessary to drive the Persians back from the Aegean Sea; and I drove them back, my dear master, so thoroughly that I occupied the whole of Bithynia, Phrygia, and Cappadocia, laid waste Cilicia, and only stopped at Tarsus. Asia Minor was ours. Not only the old Aegean basin but the whole northern coast of the Mediterranean was in our hands.

You would have said, my dear Aristotle, that my principal political and strategic aim – namely, the final expulsion of Persia from Hellenic waters – was now completely achieved. But with the conquest of Asia Minor a new situation arose: our new shores might be threatened from the south – that is, from Phoenicia or Egypt; Persia might receive reinforcements or material from there for further wars against us. It was thus essential to occupy the Tyrian coasts and control Egypt; in this way we became masters of the entire littoral. But simultaneously a new danger arose: that Darius, relying on his rich Mesopotamia, might fling himself upon Syria and tear our Egyptian dominions from our base in Asia Minor. I therefore had to crush Darius at any cost; I succeeded in doing this at Gaugamela; as you know, Babylon and Susa, Persepolis and Pasargadae, dropped into our lap.

This gave us control of the Persian Gulf;  but so as to protect these new dominions against possible invasions from the north we had to set out northward against the Medes and Hyrcanians.

Now our dominions stretched from the Caspian Sea to the Persian Gulf but lay open to the east; I advanced with my Macedonians to the borders of Area and Drangiana, I laid waste Gedrosia, and gave Arachosia a thrashing, after which I occupied Bactria as a conqueror; and to safeguard these military victories by a lasting union, I took the Bactrian Princess Roxana to wife. It was a simple political necessity; I had conquered so many Eastern lands for my Macedonians and Greeks that willy-nilly I had to win over my barbarous Eastern subjects by my appearance and splendor, without which these poor shepherds cannot imagine a powerful ruler. The truth is that my old Macedonian Guard took it badly; perhaps they thought that their old commander was becoming estranged from his war comrades. Unfortunately I had to have my old friends Philotas and Calisthenes executed; my dear Parmenion lost his life, too. I was very sorry about this; but it was unavoidable if the rebellion of my Macedonians was not to endanger my next step. I was, in fact, just preparing for my expedition to India. I must tell you that Gedrosia and Arachosia are enclosed within high mountains like fortifications; but for these fortifications to be impregnable they need a foreground from which to undertake a sally or a withdrawal behind the ramparts. This strategic foreground is India as far as the Indus. It was a military necessity to occupy this territory and with it the bridgehead on the farther bank of the Indus; no responsible soldier or statesman would have acted otherwise; but when we reached the river Hyphasis my Macedonians began to make a fuss and say they were too tired, ill, or homesick to go any farther. I had to come back; it was a terrible journey for my veterans, but still worse for me; I had intended to reach the Bay of Bengal to secure a natural frontier in the east for my Macedonia and now I was forced to abandon this task for a time.

I returned to Susa. I could be satisfied at having conquered such an empire for my Macedonians and Hellenes. But so as not to have to rely entirely on my exhausted people I took thirty thousand Persians into my army; they are good soldiers and I urgently need them for the defense of my Eastern frontiers. And do you know, my old soldiers are extremely annoyed about it. They cannot even understand that in winning for my people Oriental territories a hundred times greater than our own country I have become the great King of the East; that I must choose my officials and counselors from amongst the Orientals and surround myself with an Oriental court; all this is a self-evident political necessity which I am carrying out in the interests of Greater Macedonia. Circumstances demand of me more and more personal sacrifices; I bear them without complaint, for I think of the greatness and strength of my beloved country. I have to endure the barbarous luxury of my power and magnificence; I have taken to wife three princesses of Eastern kingdoms; and now, my dear Aristotle, I have actually become a god.

Yes, my dear master, I have had myself proclaimed god; my good Eastern subjects kneel to me and bring me sacrifices. It is a political necessity if I am to have the requisite authority over these mountain shepherds and these camel drivers. How far away are the days when you taught me to use reason and logic! But reason itself bids me adapt my means to human unreason. At first glance my career must appear fantastic to anyone; but now when I think it over at night in the quiet of my godlike study I see that I have never undertaken anything which was not rendered absolutely necessary by my preceding step.

You see, my dear Aristotle, it would be in the interests of peace and order, and consistent with political interests, if I were recognized as god in my Western territories as well. It would free my hands here in the East if my own Macedonia and Hellas accepted the political principle of my absolute authority; I could set out with a quiet heart to secure for my own land of Greece her natural frontiers on the coast of China. I should thus secure the power and safety of my Macedonia for all eternity. As you see, this is a sober and reasonable plan; I have long ceased to be the visionary who swore an oath on the tomb of Achilles. If I ask you now as my wise friend and guide to prepare the way by philosophy and to justify my proclamation as god in such a way as to be acceptable to my Greeks and Macedonians, I do so as a responsible politician and statesman; I leave it to you to consider whether you wish to undertake this task as a reasonable and patriotic work and one which is politically necessary.

Greetings, my dear Aristotle,

from your Alexander

=====================================

======================================

Arrian: Speech of Alexander the Great, 

from The Campaigns of Alexander


I observe, gentlemen, that when I would lead you on a new venture you no longer follow me with your old spirit. I have asked you to meet me that we may come to a decision together: are we, upon my advice, to go forward, or, upon yours, to turn back?

If you have any complaint to make about the results of your efforts hitherto, or about myself as your commander, there is no more to say. But let me remind you: through your courage and endurance you have gained possession of Ionia, the Hellespont, both Phrygias, Cappadocia, Paphlagonia, Lydia, Caria, Lycia, Pamphylia, Phoenicia, and Egypt; the Greek part of Libya is now yours, together with much of Arabia, lowland Syria, Mesopotamia, Babylon, and Susia; Persia and Media with all the territories either formerly controlled by them or not are in your hands; you have made yourselves masters of the lands beyond the Caspian Gates, beyond the Caucasus, beyond the Tanais, of Bactria, Hyrcania, and the Hyrcanian sea; we have driven the Scythians back into the desert; and Indus and Hydaspes, Acesines and Hydraotes flow now through country which is ours. With all that accomplished, why do you hesitate to extend the power of Macedon–your power–to the Hyphasis and the tribes on the other side ? Are you afraid that a few natives who may still be left will offer opposition? Come, come! These natives either surrender without a blow or are caught on the run–or leave their country undefended for your taking; and when we take it, we make a present of it to those who have joined us of their own free will and fight on our side.

For a man who is a man, work, in my belief, if it is directed to noble ends, has no object beyond itself; none the less, if any of you wish to know what limit may be set to this particular camapaign, let me tell you that the area of country still ahead of us, from here to the Ganges and the Eastern ocean, is comparatively small.

You will undoubtedly find that this ocean is connected with the Hyrcanian Sea, for the great Stream of Ocean encircles the earth. Moreover I shall prove to you, my friends, that the Indian and Persian Gulfs and the Hyrcanian Sea are all three connected and continuous.

Our ships will sail round from the Persian Gulf to Libya as far as the Pillars of Hercules, whence all Libya to the eastward will soon be ours, and all Asia too, and to this empire there will be no boundaries but what God Himself has made for the whole world.

But if you turn back now, there will remain unconquered many warlike peoples between the Hyphasis and the Eastern Ocean, and many more to the northward and the Hyrcanian Sea, with the Scythians, too, not far away; so that if we withdraw now there is a danger that the territory which we do not yet securely hold may be stirred to revolt by some nation or other we have not yet forced into submission. Should that happen, all that we have done and suffered will have proved fruitless–or we shall be faced with the task of doing it over again from the beginning. Gentlemen of Macedon, and you, my friends and allies, this must not be. Stand firm; for well you know that hardship and danger are the price of glory, and that sweet is the savour of a life of courage and of deathless renown beyond the grave.

Are you not aware that if Heracles, my ancestor, had gone no further than Tiryns or Argos–or even than the Peloponnese or Thebes–he could never have won the glory which changed him from a man into a god, actual or apparent? Even Dionysus, who is a god indeed, in a sense beyond what is applicable to Heracles, faced not a few laborious tasks; yet we have done more: we have passed beyond Nysa and we have taken the rock of Aornos which Heracles himself could not take. Come, then; add the rest of Asia to what you already possess–a small addition to the great sum of your conquests. What great or noble work could we ourselves have achieved had we thought it enough, living at ease in Macedon, merely to guard our homes, accepting no burden beyond checking the encroachment of the Thracians on our borders, or the Illyrians and Triballians, or perhaps such Greeks as might prove a menace to our comfort ?

I could not have blamed you for being the first to lose heart if I, your commander, had not shared in your exhausting marches and your perilous campaigns; it would have been natural enough if you had done all the work merely for others to reap the reward. But it is not so. You and I, gentlemen, have shared the labour and shared the danger, and the rewards are for us all. The conquered territory belongs to you; from your ranks the governors of it are chosen; already the greater part of its treasure passes into your hands, and when all Asia is overrun, then indeed I will go further than the mere satisfaction of our ambitions: the utmost hopes of riches or power which each one of you cherishes will be far surpassed, and whoever wishes to return home will be allowed to go, either with me or without me. I will make those who stay the envy of those who return